أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ناصرقوطي - الكتابة للطفل














المزيد.....

الكتابة للطفل


ناصرقوطي

الحوار المتمدن-العدد: 5353 - 2016 / 11 / 26 - 15:54
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الكتابة للطفل
ناصرقوطي
من العسير على الكاتب الذي تربى في حاضنة مشوهة،تركت فيه شتى الأمراض النفسية بدءا من "البارونيا" وليس انتهاء بـ "الفوبيا"أن يتخطى تلك المصدات ويحافظ على نقاء سريرته،وبالتالي لايستطيع أن ينتج أو يصل إلى أرض الطفولة البكر.تلك الأرض التي تحتكم إلى عدة متطورة لحرثها،وحيازة نغمة خاصة للتواصل معها،فكيف لنا ان نستلهم إرثا دمويا راعفا لم يخلص من آتونه المضطرم حتى الأجنة في الأرحام.كتب مكسيم غوركي(على الانسان أن يكبر في الجسد والعقل أما روحه فيجب أن تبقى طفلة.).ترى إلى أي مدى وصل الطفل الساكن فينا،مامدى الخراب الذي حاول الطغاة بناءه وترسيخه في أرواحنا وعلى نحو منظم ولعقود تطول،هل ظلت الروح طفلة،أم أن التشوهات التي غرستها الأكف السود مازالت تنضح ارثها المرير مابين السطور.ولأننا لم نخرج من الأزمة من دون خسارات ومازالت بعض الظلال تستفز الطفل القابع بين ضلوعنا،إلا أنا مطالبون في ذات الوقت غسل ماترسب في أعماقنا من أدران وانتزاع ماغرسته الأيادي الآثمة بعد ذلك نستطيع ان نحني رؤسنا لتاج الطفولة.(ابعدوني عن الحكمة التي لاتُبكي والفلسفة التي لاتُضحك،والعظمة التي لاتحني رأسها للأطفال.).العظمة هنا هي ذروة التواضع كما يصفها جبران،هي النزول من البرج العاجي الى تراب خطواتنا الأربع الأولى وهي تحبو لتعبد لنا أول الطريق.ان الكتابة للطفل تقتضي أدوات واعية للوصول إلى الذهنية الطفلية التي تتغذى على كل ماهو واضح فضلا عن انطوائها على رمزية هادفة لفعل الخير والحث على رؤية الجمال والتمرد على كل ماهو زائف ويحط من قدر الكائن.ان المسؤولية الكبرى تقع على المؤسسة الثقافية ومناهج التعليم،في عهد الطاغية،وفي مراحل الابتدائية وحتى المتقدمة كان الطلاب يجبرون على ترديد وتمجيد اسمه في القيام والجلوس كما كانت تردد شعارات البعث واليوم نراهم يرددون شعارات عنكبوتية جاهزة أكل الدهر عليها ولم يشرب.على أساليب التربية الحديثة أن تقف ضد الاجترار وضد أي خطاب يجعل منهم ببغاوات لاتجيد إلا ترديد عبارات جاهزة الغاية منها ترسيخ مفاهيم حزبية ضيقة أو عقائد معينة عقيمة،فان لم تتغير الذهنيات القائمة على توجيه الأطفال في مراحلم الأولى وادخال مناهج تعليمية معاصرة يشرف عليها اساتذة في علم النفس والبيداغوجيا ستظل ذهنية الطفل على ماهي عليه،بل تزداد سوءا وتنكص نتيجة للكوابح والمصدات التي يتمتع بها المرشد والمعلم _نتيجة لجهله_ومن ثم اسقاط مفاهيمه واعتقاداته على ذهنية الطفل التي هي بأشد الحاجة الى الانعتاق من الطوق القمعي الذي تضربه عليه الاسرة قبل الطوق التعليمي الذي ينتظرة في الروضة و المدرسة،نعتقد أن التأثير المباشر للاسرة والمناهج هو أشد خطورة وتأثيرا من الكتابة لهم لأنه يترك تغضنات لاتمحى في نفوسهم البضة،كما أن عملية بنائهم تحتاج لتعاقب أجيال عديدة،وافهام الكبار قبل الصغار مالدور الطفولة في بناء الانسان ومن ثم المجتمعات،وماأثر الغرس الأول في الذاكرة، فالتعلم في الصغر ان لم يكن نقشا على حجر فهو بأقل تقدير له آثاره الايجابية الناجعة ومظاهره السلبية المدمرة على بناء شخصية الانسان ومن ثم المجتمعات.



#ناصرقوطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليتني كنت بوبولينا
- الكنز
- غيلان الدمشقي
- قصتان قصيرتان
- الفيل الذي أحالوه صفرا
- رقص جنائزي
- انقليس
- ثلاث قصص
- أربع قصص قصيرة جدا
- قصص قصيرة جدا
- تهافت التهافت
- وطن بين الأرانب والسلاحف
- نص
- تصريح أخير لااعتزال الكتابة
- أيتها الشعوب العربية
- الكفاح دوّار والطغاة في دوار
- قصة شيطان وملائكة
- ماحدث قصة
- قصة الزورق
- نصوص قصيرة جدا


المزيد.....




- السوريون يصلون لأول مرة إلى منتجع بشار الأسد الشخصي
- مصرع مؤسس ومالك إمبراطورية -مانغو- للأزياء في حادث أليم في إ ...
- -أكسيوس-: إسرائيل والأردن أجريا محادثات سرية حول الوضع في سو ...
- ظهور كرة متوهجة غامضة في سماء مدينة أمريكية (فيديو)
- مراسل RT: الطيران الإسرائيلي قصف مستودعات -الفرقة 18- شرقي م ...
- -قسد- ترد على أنباء مساعدتها لماهر الأسد في الهروب إلى العرا ...
- استئناف العمل بميناء اللاذقية التجاري‏
- جيش الاحتلال يواصل عملياته داخل المنطقة العازلة بالجولان الس ...
- اكتشاف مصنع للكبتاغون المخدر في ريف دمشق
- اشتباكات بين الأجهزة الأمنية ومقاومين في جنين


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ناصرقوطي - الكتابة للطفل