الكوخ و القصر


منعم وحتي
2015 / 4 / 19 - 14:05     

منذ صبانا و هم يحاولون إقناعنا ب"حكمة" النص الشهير في دروس القراءة، المعنون ب "الكوخ و القصر"، و الذي حاولوا من خلاله، ولأجيال ترسيخ مقولة سعادة الفقراء و شقاء الأغنياء.

كم سيكون فرح أطفالنا في أبهى صوره، إذا أوقفنا انتهاك كرامتهم.
كم سيكون فرح أطفالنا في أبهى صوره، إذا انتعلوا في الجبال أحذية تقي أرجلهم الصغيرة تشققات الصقيع.
كم سيكون فرح أطفالنا في أبهى صوره، إذا امتلأت بطونهم من حين لآخر في الوطن المنسي.
كم سيكون فرح أطفالنا في أبهى صوره، إذا كان الجسر المؤدي للمدرسة ممرا وليس موقع حتف.
كم سيكون فرح أطفالنا في أبهى صوره، إذا أوقفنا جرائم التزويج القسري لصبية تمشط دميتها.
كم سيكون فرح أطفالنا في أبهى صوره، إذا ......
كم ...........

ورغم ذلك فإن أطفالنا يستطيعون خلق فرحهم الطفولي، و ألعابهم البدائية الرائعة.
ويستطيعون كسر سطوة الجوع بحكاياتهم الأزلية عنعنة عن الجدات.

ليس الكوخ من يصنع الفرح، بل براءة الإنسان التي يحاول البعض اغتيالها.
و ليس القصر مصدر شقاء، ما لم يُحْتكر.

أيها الكبار لا تقتلوا ذلك الطفل المبتسم في دواخلكم.

منعم وحتي _ المغرب .