بغداد الوفا


حيدر الحيدر
2015 / 4 / 18 - 23:13     


إلهي جِد لي مرفدا
فقد بدا لي ما بدا
فكم وفيتُ صحبتي
وما سلوتُ أحدا
هامَ فؤادي بهمُ
لغيرهم ما أنشدا
وكنتُ فيهم مخلصاً
صارَ وفائي نَكدا
وطحتُ في دوّامةٍ
هل هذا يومي أم غدا
بالأمسٍ كنتُ طرِبا
اسمعُ طيراً غرِدا
***
يا دهر ما أفجعني
إلا غرابُ أنشَدا
أزعجني نعيقهُ
يدغمُ هوَّز أبجدا
وحاكَ لي بشؤمهِ
يوماً نحيساً أجردا
هَيهاتَ ان يسعدني
عهدي به ما غرَّدا
أفزعني في خاطري
لبستُ ثوباً أسودا
نَجوتُ حين قيل لي
هوَّ سرابُ لصدى
***
بغداد نبض مهجتي
صدري بك تنَهدا
كنت لي كأساً عذباً
لمتعب ٍ قد هجدا
أنت لروحي مثلما
يُسعَد الورد بالندا
بغداد يا أغنيتي
مَن ذا سقاك كمدا
روحي ببغداد هنا
وفي رباها الجسدا
ودجلة الخير بها
ترفدُ عشقاً سرمدا
***

واعجبي مِن صَنَم ٍ
بعضُ لديه سجدا
مَدمع العين حسبهُ
مِن فعلهم تبددا
رب العباد يعلمُ
مَن ذا للؤمٍ قَصَدا
تمرَّغوا في وحلهم
كنتُ عليهم شاهدا
ما همَّني ما فعلوا
فأنا حتفُ للعِدا
بغداد أنت المرتجى
لك الفؤاد قد شدا
ــــــــــــــــــــــــــــ
23/9/2014