النهر


حيدر الحيدر
2014 / 7 / 15 - 07:59     


نهر صاف ٍ ، قاعه من مرمر ابيض ناصع البياض لا يرتفع منسوب مائه عن المتر الواحد .. إمتداد هذا النهر لا حدود له في عالم القياسات !
وجدت نفسي اغرف من مائه العذب على ضفافه المليئة بألوان الزهور .
ما لبثت ان كنت في وسط هذا النهر منتعشاً بلذة حرارته المعتدلة .
لا يخدش انتعاشي سوى رهبة تنتابني إذ ما لامست أقدامي ذلك القاع المرمري العجيب .
لم أتمكن من معرفة تلك الرهبة التي تلفني بقدسيتها الرهيبة .
رغم يقيني بعمقه المتواضع الذي لا يمكن ان يخيف من لا يتقن فنون العوم مثلي .
انتشلتني من تمرجح هذه الفكرة في ذهني ، نغمات سمفونية هادئة اتت مسمعي من بعيد .
لتضع قالباً سميكاً من الثلج بين ذراعي ،
احتضنته ودقات قلبي تذيبه مع كل نبضة ..
خفت عليه من الذوبان السريع فأخذت أجدف الماء بكف ٍ ،
وأخرى تمسك القالب بين أضلعي وخصري
وبقيت ابطش وأبطش سعيا لإدراك الضفاف .
ما ان وصلتها حتى بدأت الصخور الني تحميها بالتشقق موعودة بالانهيار ..
بحثت عن وسيلة للخروج من هذا المأزق فلم افلح ،
بينما قالب الثلج أوشك ان يذوب شيئاً فشيئا..
هذه واحدة من احلامي التي بدأ صداها يدغدغ سمعي من جديد
مذ انقطعت في التواصل معها حيناً من الزمن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ