أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إبراهيم فتحي - أزمة اليسار















المزيد.....

أزمة اليسار


إبراهيم فتحي

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 00:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



والآن هناك غياب فادح لنموذج مناسب يصلح لمواصلة النضال من أجل مجتمع اشتراكي بعد سقوط واقع ونظرية المنظومة الاشتراكية, أما بقاياها التي لاتزال قائمة فقد تحول بعضها نحو حلول تعتمد علي السوق اقتصاديا, ويعاني بعضها الآخر من فشل وانعزال وليس أملا لأحد. ويسلم أصدقاء الاشتراكية مع أعدائها بأنها في قلب أزمة.
ويواجه اليسار اليوم عالما تحكمه الرأسمالية حكما طويل الأمد لم تتحقق فيه أي وعود اشتراكية. إن جنازة اليسار وحراسة قبره والسخرية من ميراثه تحولت إلي مشروع تجاري ضخم لغسيل مخ العاملين والوطنيين في جميع بلاد العالم لتكييفهم علي السيطرة الشمولية للشركات عابرة القوميات. وكان نمط حياة اليسار دائما هو الأزمة, أي أن الصراع الفكري ينشأ غالبا عن التناقض بين نظرياته العامة وأفكاره بعد أن تصبح قوة مادية حينما تعتنقها جماهير محددة في زمن محدد. وستظل الأزمة مستمرة, فهي كثيرا ما كانت أزمة نضج ونمو.
ويبدو الوضع الراهن للأمور عند كثيرين غير قابل للتغير من ناحية الجوهر وكأنه لا يوجد بديل للرأسمالية. فهي نظام يصفه مفكروه بأنه طبيعي متفق مع الطبيعة البشرية صالح إلي الأبد يستحيل تغييره, وقد كانت بوادره وأشكاله التجارية المبكرة موجودة في الماضي. فأزلية الرأسمالية وأبديتها هما الإطار العقلاني المزعوم للعالم الواقعي الذي لا يمكن تغييره ناشئ عن الطبيعة البشرية وطبيعة الاقتصاد الاجتماعي والعقلانية. فالرأسمالية صالحة لكل زمان ومكان وكأنها مسجلة في اللوح المحفوظ أو مشروع اقتصادي دعت له الأديان بعد قليل من الإصلاح بالأعمال الخيرية وأعمال البر والإحسان. والآن لا يوجد في أذهان الجماهير أي مثال منجز بديل للرأسمالية أي إشارة حية إلي مرجع قائم للاشتراكية مثلا يجعل لدعوات اليسار إلي بديل للرأسمالية مصداقية التطبيق العملي. فالاتحاد السوفييتي ومنظومته الآفلة سابقا والصين وكوريا الشمالية وفيتنام وكوبا حاليا لا يصلح أي منها نموذجا موحدا مقبولا لاشتراكية يسعي إليها اليسار وتكافح حركة الطبقة العاملة في البلاد الرأسمالية المتقدمة مثلا من أجل أن تحتذيه.
وقد انفصلت الأنظمة المسماة اشتراكية زمنأ طويلا عن الديمقراطية وتفاقمت طرقها الأوامرية البيروقراطية في الإدارة وتغريب الشعب العامل عن السلطة ونبذ المعايير السليمة داخل الحزب السلطوي والممارسة القسرية للطاعة وكبت المبادرات الشعبية وانعدام الرقابة, والفساد والرشوة والخروج علي ما يعتقد أنه جوهر اشتراكية كافح من أجلها اليساريون في الحركة العمالية والجماهيرية وتشويه هذا الجوهر في الأشكال المحدودة تاريخيا لادعاء تحقيقها. ويذهب يساريون إلي أن هذه الأنظمة لم تكن اشتراكية بل رأسمالية دولة أو ذات سلطة عمالية متدهورة بيروقراطيا تحكمها طبقة جديدة, أي نخبة نشأت ورسخت نفسها.
وفي مصر شارك عمال القطاعين الخاص والعام في الحركات الاحتجاجية قبل وبعد25 يناير وقاد النقابيون اليساريون إضرابات موظفي الضرائب العقارية التي أحدثت تغييرا في الحركة العمالية بانتزاعها أول نقابة مستقلة. وقد أعقبتها نقابة أصحاب المعاشات ثم نقابة الفنيين الصحيين قبل25 يناير. وكان عمال مصر قوة أساسية في الثورة وكذلك قام الفلاحون بما يبلغ91 اعتصاما و75 مظاهرة في عام.2010 ولكن كما يقول إلهامي الميرغني- لم يوجد تنظيم سياسي ثوري قادر علي دعم الاحتجاجات وتضفيرها في تيار اجتماعي عام ضد الاستغلال الرأسمالي في المجالات كلها, كما أن جوهر الأزمة كان في غياب النقابات العمالية والمهنية المستقلة وتبعيتها للأجهزة الأمنية وتأييدها للخصخصة وغياب الاتحادات الطلابية المستقلة والجمعيات الأهلية وتصفية الحركة التعاونية لصالح حرية السوق وصعود الاحتكارات المدعمة برءوس الأموال الخليجية وغزو الشركات الدولية للتقاوي والأسمدة والمبيدات, فالأزمة ماثلة في غياب نقابات وأحزاب ثورية توجه موازين القوي الواقعية لمصلحة الشعب وعدم اكتمال بناء التنظيمات المستقلة للعمال والفلاحين والطبقات الشعبية, وافتقاد الأحزاب الديمقراطية واليسارية الجديدة للقاعدة الجماهيرية فهي حديثة عهد.
ويواصل اليسار المطالبة بألا تقل الحقوق في الدستور القادم عن نصوص الاتفاقات الدولية التي وقعت عليها مصر في الحقوق السياسية والمدنية وفي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بدءا من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحتي اتفاقية حقوق الطفل والمرأة وحقوق المعاقين ومطالبة الإسلام السياسي بالتزام نصوص هذه الاتفاقيات وألا يقتصر الالتزام علي اتفاقية السلام مع إسرائيل. كما أن الفكرة المنتشرة عن التوافق لا تجد ترحيبا لدي قوي اليسار فهي تستبعد أيه صراعات جادة بين المصالح الشعبية والشرائح الوسطي من جهة وبين مصالح المليونيرات من جهة أخري, كما أن هذه الفكرة لا تعتبر الثورة مرحلة انتقال طويلة تحسم بالصراع السياسي بين القوي القديمة المتراجعة والجديدة التي في طريقها للانتصار دون الوقوف عند الأهداف التي تتميز بتوافق عام لأنها أقل من الحد الأدني. وبديل الرأسمالية عند اليسار نمط اشتراكي للسيطرة الاقتصادية خلال الإدارة الذاتية للمنتجين المتشاركين, منتجي اليد والذهن وسلطة شعبية سياسية.
وقد تم الإعلان عن تكوين أربعة أحزاب اشتراكية في مصر: الحزب الاشتراكي المصري والحزب الشيوعي المصري ووحزب العمال الديمقراطي وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي الذي وافقت لجنة الأحزاب علي تأسيسه. أما الثلاثة الباقية فهي في طريقها لاستكمال إجراءات التأسيس. ومشاريع البرامج الأربعة ذات أساس مشترك ضخم, أما الخلافات بينها فهي من النوع الذي يمكن أن يوجد داخل حزب واحد. فهل هذا تشرذم مأزوم أم يكفي لحله اتفاق علي العمل المشترك والتنسيق النضالي؟
إن اليسار قد عاش عبر الأزمة زمنأ طويلا وكان نمط حياته هو الأزمة التي سبق القول إنها كثيرا ما كانت أزمة نضج ونمو وصراع فكري بين أجنحته. ونشهد الآن حركة جماهيرية مطلبية متعاظمة لليسار ونضالا ضد العولمة والأمركة والتغول الاستغلالي لما لا يزيد علي قلة ضئيلة العدد من الأثرياء. ولا يبحث اليسار عن نظام اقتصادي وسياسي يقوم علي أسس فكرية يقينية قطعية جاهزة تصلح لكل زمان ومكان, بل عن أداة لاكتشاف الواقع الراهن وتفسيره من أجل تغييره بواسطة الجماهير الشعبية.



#إبراهيم_فتحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبراهيم فتحى - كاتب ومفكر يساري مصري - في حوار مفتوح مع القا ...


المزيد.....




- تجاهل محكمة العدل في تدابيرها الاحترازية الاضافية وقف اطلاق ...
- قلق أمريكي من تصاعد الحراك الشعبي الأردني وشعاراته
- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إبراهيم فتحي - أزمة اليسار