بعد ان ربح هذا الموقع المليون


محمد الرديني
2012 / 1 / 3 - 10:06     

1ــ هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟

شرارة الثورات التي احرق البو عزيزي نفسه من اجلها استلمتها القوى اليسارية وكان لها تاثير كبير في امتداد شرارة الانتفاضات الى مناطق عربية مختلفة.. ولا ننكر كان لها دور فاعل في اول اشتعال الشرارة ولكن الامر خرج من يدها حين انتبهت قوى الظلام الى ذلك واخذت تستميت من اجل تحجيم هذه القوى واعتقد انها نجحت الى حد ما.

2- هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟

لقد مارست انظمة الحكم في الدول العربية اقسى انواع الاستبداد والقمع ضد القوى اليسارية منذ عشرات السنين وكان لها دور مؤثر في اضعاف القوى اليسارية مع الاخذ بنظر الاعتبار ان هذه القوى لم تستطع ان تستشرف آفاق المستقبل وماكان لها الاستعداد للقيام بتغيير جذري في مفاهيمها بما يتلائم مع الاوضاع الجديدة.

3- هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟

بالتاكيد والاهم ان هذه الدروس الثمينة يجب ان يجري تقييمها بروح يسارية حقة بعيدا عن المصالح الضيقة، واذا استطاعت فعلا هذه القوى ان تستفيد من هذه الدروس فمن المؤكد انها ستبدأ بعهد جديد وبروح ثورية معاصرة مخلفة ورائها كل الافكار المريضة التي اوقعتها في مطبات قاتلة خلال مسيرتها.

4ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟

اولا اعتقد ان لابد لهذه القوى ان تلم جراحها وتنطوي تحت اهداف مشتركة منزه عنها الانانية والمسلك الحزبي الضيق لانه بالتاكيد هناك قواسم مشتركة بين هذه القوى ولابد من تفعيلها وصولا من الحد الادنى الى القواسم المشتركة الفعالة.

5- القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟

هناك تجارب يتيمة حصلت في الخمسينات وظلت في المهد دون ان تنمو .. انه حلم رائع ولكن الحقيقة غير ذلك فمازال التشتت بين قوى اليسار العربي هو الشعار المعلن خصوصا وان قوى الظلام اصبحت اكثر شراسة من السابق ومستعدة لصرف بلايين الدولارات من اجل تحطيم هذه القوى بالتعاون مع الامبريالية الامركية ولهذا نجد من الصعب في الوقت الحاضر لملمة قوى اليسار العربي تحت اهداف مشتركة ولكن لابد من السعي نحو هذا الهدف الذي قد يحتاج الى فترة طويلة تكون كل قوة يسارية في بلد عربي قد نهضت وقدمت نموذجا عمليا من اهدافها الى شعوبها.

6ــ هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟

لقد استطاعت هذه الاحزاب والقوى اليسارية ان تتصدر واجهة الاحزاب الاخرى في فترة الخمسينات والستينات وكان الشعوب ملتفة حولها وتساندها ولكن الامر انفلت من عقاله حين بدأت بعض القيادات اليسارية تدخل في تحالفات مع القوى اليمينية مما اضعفها وافقد الثقة بها الى هذه الساعة.

7- قوى اليسار معروفة بكونها مدافعة عن حقوق المرأة ومساواتها ودورها الفعال، كيف يمكن تنشيط وتعزيز ذلك داخل أحزابها وعلى صعيد المجتمع؟

كما قلت سابقا ان هذه القوى استطاعت ان تنبت بذرات لوعي نسوي رائع ما زلنا نفتخر به ولكن يبدو ان هذه القوى تعبت من السير في هذا الاتجاه فقررت ان تأخذ فترة راحة استغلتها قوى اليمين لتعيد المرأة الى المربع الاول
8ــ هل تتمكن الأحزاب اليسارية والقوى العلمانية في المجتمعات العربية من الحدّ من تأثير الإسلام السياسي السلبي على الحرّيات العامة وحقوق الإنسان وقضايا المرأة والتحرر ؟
طبعا وتستطيع ذلك بكل سهولة لانها تملك عقولا ناضجة وعملية وتستطيع ان تبث الوعي الصحيح وتنسف الخرافات والاساطير التي يقذف بها الاسلام السياسي كل يوم امام الناس، لايحتاج الامر الا الى اعادة صياغة الاهداف المطلوبة على ضوء المستجدات الجديدة والبدء بالعمل الفعلي.

9- ثورات العالم أثبتت دور وأهمية تقنية المعلومات والانترنت وبشكل خاص الفيس بوك والتويتر..... الخ، ألا يتطلب ذلك نوعاً جديدا وآليات جديدة لقيادة الأحزاب اليسارية وفق التطور العملي والمعرفي الكبير؟

بالتأكيد ، هذا الامر يحتاج الى شجاعة من قبل القيادات التاريخية لتكون امام خيارين اما مواكبة التطور التقني الهائل او فسح المجال للشباب ليأخذوا دورهم .. لقد حان للقيادات التريخية ان تلعب دور المستشار فقط ،اعني لابد من امتلاك الشجاعة الكافية ليكون الشباب اليساري في داخل معمعة اتخاذ القرارات الاستراتيجية والاستفادة من اخطاء الماضي.

10- بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن، كيف تقيمون مكانته الإعلامية والسياسية وتوجهه اليساري المتفتح ومتعدد المنابر؟

صدقا اكن لهذا الموقع كل الاحترام .. واعتقد انه الموقع العربي الوحيد الذي ربح مؤخرا مليون قارىء ومشارك وهذا بحد ذاته مكسب واي مكسب هذا عدا حصوله على جائزة ابن رشد واسعة الصيت.. ان الكلمات تعجز عن تقييم الموقع والاستزادة قد تقود الى المداهنة وهذا ما لااحبه فالاحترام والتقدير في القلب دائما.