أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مايكل نبيل سند - المواطن الواحد














المزيد.....

المواطن الواحد


مايكل نبيل سند

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 20:47
المحور: حقوق الانسان
    


- فى مؤتمر صحفى الأسبوع الماضى، كشف عضو المجلس العسكرى ”مختار الملا“ عن أنيابه، بمجموعة كبيرة من التصريحات التى تكشف عن النوايا الخفية للعسكر فى وأد الديموقراطية الوليدة فى مصر… فى نهاية المؤتمر سأله الصحفيين الأجانب عنى، فرفض الإجابة. ثم سألوه عن علاء عبد الفتاح، فحاول تبرير حبس علاء، وختم كلامه بجملة جوهرية جداً، ”مايكل نبيل وعلاء عبد الفتاح مواطنان مصريان، ونحن حريصون جداً على حماية جميع المصريين، لكننا نتحدث عن مواطن من أصل 85 مليوناً“… الملا لم يقل من هو هذا ”المواطن“: أنا أم علاء؟ لكن، هل هذا سيفرق كثيراً؟
- العسكر بغبائهم يظنون أن مواطن واحد هو شىء مهمّش وليس ذو قيمة ويمكن هضمه بسهولة… مساكين، عقولهم لا تستوعب أن مواطن واحد وضع نهاية لنظام مبارك، وهو المواطن: خالد محمد سعيد.
- أول شىء فكرت فيه بمجرد قراءتى لتصريح الملا، هو مقولة ذهبية لـ چون ستيوارت ميل، يقول فيها، ”إذا اختلف البشر جميعاً مع إنسان واحد فى الرأى، فإن إجبارهم لهذا الشخص على شىء يخالف آراءه هو جريمة تماثل جريمة أن يفرض هذا الشخص آراءه على باقى البشر لو تمكنت له القدرة أن يفعل ذلك“… فهذا هو الفرق بين الفاشية والحرية. الفاشيّين/الفاشيست يقولون، أنه لا مانع من أن نضحى بمواطن واحد لكى يحيا المجتمع سعيداً، وتحت هذا الشعار فقدت ألمانيا والاتحاد السوفيتى وإيطاليا الفاشية ومصر الناصرية وسوريا البعثية والصين الماوية وكوبا وصربيا ميلوسوفيتش، وغيرهم، حريتهم وأصبحوا عبيد لطغاة ذبحوا المجتمع كله وفى كل مرة يقولون، ”أنه مجرد شخص واحد، نضحى به من أجل المجتمع“.
كنت دائماً فى محاضراتى عن الليبرالية أقول ”أنه إذا حدث اختلاف بين الفرد والمجتمع، فنحن كليبراليون ننحاز للفرد ضد المجتمع“، فالدفاع عن الفرد (المواطن الواحد) هو دفاع عن قيم الفردانية والحرية الفردية… الذين يدعون أنهم يمكنهم بناء مجتمع بينما أفراده مقهورون، يخدعون أنفسهم، فالفرد هو الوحدة البنائية للمجتمع، فكيف تبنى بناء من حجارة مسحوقة ومحطمة؟!
- الفاشيّين الجدد يتناسون أن كل الأعمال العظيمة فى التاريخ، قام بها ”مواطن واحد“… فمواطن واحد اسمه ”جاليليو“ قال أن الأرض تدور بينما كل سكان الكوكب لم يكونوا يعلمون. مواطن واحد اسمه ”محمد“ أتى بالإسلام، ولم ينزل الوحى وقتها على 85 مليون مواطن، بل على مواطن واحد… الأبداع الإنسانى طوال التاريخ هو إبداع فردانى فى طبيعته: أفلاطون – أرسطو – نيوتن – نيتشه – داروين – اديسون، معظم الأعمال العظيمة قام بها أفراد مختلفون بينما كانت أغلبية الشعوب لا تتخطى غرائزها الحيوانية… إن التضحية بفرد واحد من أجل المجتمع، هى الحجة التى ساقها الطغاة لاضطهاد الفلاسفة والعباقرة والعلماء وكل من قدم خدمات وإبداعات للإنسانية.
- أنا هنا لا أوجه رسالة إلى العسكر، فهم كالمسحورين، يسيرون نحو نهايتهم ولا يستجيبون لأى مؤشرات تحاول أن تمنعهم عن هذا المصير المشئوم… إنما أوجه رسالتى للمجتمع الذى علّموه أنه من المقبول أن ننتهك حقوق ”مواطن واحد“ من أجل المجتمع، وكأن السلطة التى انتهكت الحقوق مرة، سوف تحترمها بعد ذلك! المجتمع الذى استباح تهجير النوبيين تحت مسمى مصلحة المجتمع. المجتمع الذى قبل طرد اليهود المصريين ومصادرة ممتلكاتهم ونزع جنسيتهم تحت مسمى مصلحة الأغلبية. المجتمع الذى صادر حقوق المثليين ونزع عن الأفراد حرياتهم الفردية تحت ستار الحفاظ على نظام الأسرة ومصلحة المجتمع… لقد حان الوقت على ال85 مليون مواطن أن يدركوا أن حريتهم مرتبطة بحرية هذا المواطن الواحد، وأنهم سيفقدون حريتهم جميعاً إذا سمحوا للذئب أن يأكل هذا الثور الأبيض الواحد، وأنهم لا يستطيعون أن يعودوا أحرار من جديد إلا بتحرير هذا المواطن الواحد.
الحرية يجب أن تعود فوراً لعلاء عبد الفتاح ولى ولأيمن منصور ولعمرو البحيرى ولكل ”مواطن واحد“ فى مصر… ليس لأن هذا تصرف أخلاقى منك، ولكن لأنك لن تكون حراً أبداً طالما كان ”المواطن الواحد“ أسير.

مايكل نبيل سند
سجن المرج العمومى – مستشفى السجن
2011/12/15



#مايكل_نبيل_سند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصاقيص، اتجننت فى سجن المرج - 24
- بيان عاجل: وكأننى حوكمت أصلاً
- قصاقيص، اتجننت فى سجن المرج - 23
- قصاقيص، اتجننت فى سجن المرج - 22
- قصاقيص، اتجننت فى سجن المرج - 21
- قصاقيص، اتجننت فى سجن المرج - 20
- قصاقيص، اتجننت فى سجن المرج - 19
- قصاقيص، اتجننت فى سجن المرج - 18
- قصاقيص، اتجننت فى سجن المرج - 17
- قصاقيص، اتجننت فى سجن المرج - 16
- الحق فى الموت… هل يتحول إلى واقع؟
- عباسية من أجل التغيير
- الجزء 7: تقدر تساعدنا إزاى؟
- بيان عاجل: إضراب عن الكلام ضد تكميم الأفواه
- الجزء 6: مطالبنا باختصار
- الجزء 5: اية البديل؟ نظام التجنيد ”الاختيارى“
- الجزء 4: الاعتراض الضميرى
- الجزء 3: عدم دستورية التجنيد الإجبارى
- الجزء 2: ليه احنا ضد التجنيد الإجبارى؟
- الجزء 1: النظام التجنيدى الحالى و إطاره القانونى


المزيد.....




- بعد 200 يوم من بدء الحرب على غزة.. مخاوف النازحين في رفح تتص ...
- ألمانيا تعتزم استئناف تعاونها مع الأونروا في قطاع غزة
- العفو الدولية تحذر: النظام العالمي مهدد بالانهيار
- الخارجية الروسية: لا خطط لزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إ ...
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بتهمة تلقيه رشى
- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مايكل نبيل سند - المواطن الواحد