اليسار الحاكم


ادم عربي
2011 / 12 / 19 - 08:45     

هل كانت مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهيرية مؤثرة في هذهِ الثورات؟ و إلى أي مدى؟
اولا انا لا اطلق على الحراك العربي ثورات ، بل انتفاضات , لان مفهوم الثوره مشوه كليا في الحاله العربيه ، فالثوره ثورة العقل ، فكيف اذا كان داعمها اصحاب العقول المتحجره التي تحجر على العقل!
لا شك ان الاتحادات والنقابات وهي السلاح الثوري بيد اليسار ، لما يكون من المفترض انحيازها لصالح الجماهير ضد الظلم والاستغلال ، قد ابعدت عن مسارها التي قدمت نفسها الامينه على مصالح الجماهير ، ابتعدت عن مسارها واصبحت جزء من مؤسسات الدوله ، مما افقدها مصداقيتها جماهيرا ، تاركتا الساحه للاسلاميين لتتغلغل في الجماهير وتقديم خدماتها ضمن مؤسساتها المتزاوجه زواج غير معلن مع الحاكم ، ان قوى اليسار اختارت مصالحها الفرديه على حساب الجماهير ، وكان ذلك واضحا منذ بداية الثمانينات .
هل كان للاستبداد والقمع في الدول العربية الموجه بشكل خاص ضد القوى الديمقراطية واليسارية دوره السلبي المؤثر في إضعاف حركة القوى الديمقراطية واليسارية؟
في مرحلة الستينات والسبعينات ، يمكن اعتبار تلك المرحله كانت موجه لقمع قوى اليسار ، لكن كما اسلفت تم احتواء اليسار ومؤسساته تحت جناح السلطه ، وان كان لكل بلد عربي خصوصيته في ذلك ، ففي سوريا تم قمع الكل بما في ذلك الحركات الاسلاميه ، وكما هو الحال زمن عراق صدام ، بينما في الاردن تم احتضان حركة الاخوان المسلمين ، والحال في مصر تحالف غير معلن بين الاخوان والنظام وزواج غير شرعي مع اليسار .
هل أعطت هذه الانتفاضات والثورات دروساً جديدة وثمينة للقوى اليسارية والديمقراطية لتجديد نفسها وتعزيز نشاطها و ابتكار سبل أنجع لنضالها على مختلف الأصعدة؟
يحتاج اليسار لفتره زمنيه طويله لاعادة مصداقيته جماهيريا ، على اليسار العربي ان يتعلم من اليسار اللاتيني الصاعد في امريكا اللاتينيه ، اليسار يعني الثوريه ، والثوريه لا تاخذ الاذن ، وانما نضال وتضحيات مقنعه جماهيريا ، تعبويه ذات ارادة صلبة لتصبح فيما بعد ارادة جماهيريه ، ان احزاب اليسار في حقيقتها في الحاله العربيه احزاب لبراليه وبرجوازيه ، هكذا انتهى بها المطاف فابتعدت عن تطلعات الجماهير ، فابتعدت عنها الجماهير .
ــ كيف يمكن للأحزاب اليسارية المشاركة بشكل فاعل في العملية السياسية التي تلي سقوط الأنظمة الاستبدادية ؟ وما هو شكل هذهِ المشاركة ؟
ان كانت الاحزاب اليساريه جادة في الحياه السياسيه ، يمكنها الانطلاق من نقطة البدايه خصوصا مع هزيمتها الساحقه امام الاسلاميين ، لا بد للفكر الثوري من الرجوع الى الجماهير ، ودراسة كل حاله عربيه على حده ، فما قد يصلح في مصر قد لا يصلح في تونس .
القوى اليسارية في معظم الدول العربية تعاني بشكل عام من التشتت. هل تعتقدون أن تشكيل جبهة يسارية ديمقراطية واسعة تضم كل القوى اليسارية والديمقراطية العلمانية ببرنامج مشترك في كل بلد عربي, مع الإبقاء على تعددية المنابر, يمكن أن يعزز من قوتها التنظيمية والسياسية وحركتها وتأثيرها الجماهيري؟
توحيد قوى اليسار لا شك مهم جدا في الحاله العربيه ، مع اعطاء كما ذكرت كل بلد خصوصيته ، يمكن كذلك تركيز جهود قوى اليسار ، لاستلام الحكم في اي بلد عربي واعطاء نموذج جماهيري يستحق التقدير ،الا انني ارى ازمة اليسار تكمن في اليسار نفسه لابتعاده عن الفكر الثوري.
هل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ونسائية تقود حملاتها الانتخابية وتتصدر واجهة هذهِ الأحزاب بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير و أفاقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرعة كافية ؟
قلت ان الاحزاب اليساريه اصبحت جزءا من الدوله ومن الطبيعي في هذه الحاله ان تبقى القيادات لتلك الاحزاب كما هي اي حتى الموت ، فلا تجديد ولا مؤتمرات احزاب او غيره ، ان ادخال قيادات شابه ونساء ياتي من مؤتمرات الاحزاب .