أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - نصف -دزينة- من النساء














المزيد.....

نصف -دزينة- من النساء


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 11:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لجأت المخرجة الفلسطينية " ليلى عباس" في فيلمها المسمى " خمس فناجين وفنجان" الى إجلاس المثلث على رأسه، بهدف إيصال وجهة نظرها وحكمها بنخبوية وعزلة الحركة النسائية الفلسطينية. وقدمت "عباس" وجهة نظرها النقدية من خلال نصف دزينة من الفناجين المملوءة بالزوابع المثيرة للجدل. إنه بيت القصيد، إثارة الجدل سواء تم على خلفية استحسان العمل أو استهجانه، والأعمال الفنية التي لا تثير الجدل والتفاكر تكون عاجزة عن الوصول لغاياتها وتغدو كأنها لم تكن.
تدور فكرة الفيلم القصير حول جلسة نسائية في مؤسسة نسائية لنقاش التعديلات القانونية المراد إدخالها على قانون الأحوال الشخصية، في الوقت الذي تقوم فيه المرأة السادسة على خدمتهن. التعديلات قيد النقاش لا بد من الانتهاء فورا مع المداخلات الشفهية المساندة للتعديلات.. بهدف وضعها أمام الرئيس "محمود عباس" وبما يمكنهن من إقناعه في اللقاء المفترض التالي للجلسة. التحضيرات تأتي على نقاش الأولويات النسوية والمقارنات ما بين واقع المرأة الفلسطينية والمرأة العربية او الأجنبية والتعقيدات المتوقعة أمام القانون إلى جانب بعض الثرثرات النسائية الجانبية.
تغرق النسويات بالنقاش، وما بين نقاش محتوى القانون الذي يرغبن به، تمر بعض الجمل والعبارات التي تطبع الجلسات النسائية عادة، ثرثرة ما حول أحداث مسلسل تركي يتم عرضه على التلفزيون، وبعض النميمة عن خيانة أحدهم لزوجته المعروفة من المتحاورات.... وفي الحوار الدائر، يُظهر منطق المرأة ذات الحجاب بعض التباينات المحددة مع الوجهة العامة لباقي المتحاورات، بينما الخادمة، القائمة على مد الحوار بفناجين القهوة، والتي من المفترض ان تكون معنية بالقانون أكثر من غيرها، لا تشارك بالنقاش وربما غير مكترثة به وتبدو متعبة ومقموعة.
التباينات الاساسية هي التي تظهر من بين السطور بين المتحاورات مع الخادمة، المشتركة معهن في الانتماء لفصيلة النساء، والحاضرة جسديا في ذات المكان، والغائبة عنه عمليا بالرأي والطموح والواقع. الطاولة المحدودة تنوب عن الخادمة المقهورة وما تمثله من أكثرية مغلوبة على أمرها. وكأن العمل الفني يريد أن يقول بأن الوضع مختلف على الصعيد النسائي عنه في باقي القوانين والقطاعات الاجتماعية، وحسب المثل الشعبي "حونتها حمرة"، وهنا يتم الابتعاد عن الموضوعية والسياق العام ويبرز السؤال التالي: ألا يستقيم النقاش للقوانين، قانون العمل او الاستثمار او الضريبة او الشباب او قانون الاحوال الشخصية، بحضور ممثليه، أو بالأحرى بحضور مصالحهم ومطالبهم وطموحاتهم وآمالهم بحماية القانون لحقوقهم وبرفع الظلم والتمييز عنهم..
والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه بقوة في هذا المجال حول التباينات التي يفتعلها العمل الفني لدى غرزها على أساس الشكل والمظهر: هل مصلحة المرأة المحجبة تختلف عن مصلحة المرأة غير المحجبة بقانون يرفع الميْز والظلم عنها.. وأليست كرامة وإنسانية النساء واحدة.. وألسن موحدات في دفاعهن عن أنفسهن في وجه الإقصاء والحصار والإبعاد عن مراكز القرار والمشاركة.. وألا يجمع النساء، بحجاب ودونه، الغنية والفقيرة، المتعلمة والجاهلة، العاملة والمزارعة والموظفة وربة البيت والطالبة، ألا تجمعهن المعاناة من عدم المساواة ومن التمييز المبني على الجنس.. وهل أصبح غطاء الرأس هو المعيار الذي يفرق او يوحد النساء وقضاياهن ومصالحهن..ألا يتعرضن جميعا للطلاق التعسفي وللحرمان من الحضانة والنفقة والميراث.. وكذلك من آثار ونتائج تعدد الزوجات بغض النظر عن طبقة المرأة الاجتماعية وعن مناديلهن وجلابيبهن وكعوبهن العالية.. مع استيعاب وجود فرز آخر على الصعيد الاجتماعي والمكانة الطبقية المختلفة تفرق النساء عن بعضهن مع أمثالهم من فئات المجتمع الأخرى واضعة مستوى جديد من التحالفات الاجتماعية والأطر.
لست ضد وضع العيوب التي تشكو منها الحركة النسائية أو غيرها تحت المجهر الفني وغيره من العيون، لكن لا بد وأن يتم تناوله على قدم المساواة مع أداء الحركات الاجتماعية الفلسطينية الأخرى، وذلك على الرغم من ان الانعكاسات السلبية للواقع العام تنعكس على المرأة بشكل أكثر وضوحا وفجاجة، لكن الكثير من التركيز على المرأة، يأتي أحيانا بنتائج معاكسة للغاية المستهدفة والمتركزة على علاج العيوب والفجوات. لكني أقف بقوة ضد افتعال التقسيمات والتصنيفات التي تبعد وتنزع النقاش عن سياقه الموضوعي المفيد، وتطلق الاحكام الجائرة بتسرع وبشكل اطلاقي لا يفيد أحد، ويقلل من شأن المرأة وأدوارها المتعددة التي تضطلع واضطلعت بها في الماضي والحاضر.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الرئيس: الى نيويورك
- التأجيل الرابع للانتخابات المحلية..
- هل سيتم الالتفاف على قرار محكمة العدل العليا..!
- ظاهرة اغتيال الشخصية الناجحة
- المصالحة من منظور نسوي
- جمعة هدم الجدار في بلعين
- على هامش -من أوراق العمر-..
- خمس وعشرون عاما على فراق خالد نزال، عن تجربة التعايش مع الفق ...
- مقترحات -توماس فريدمان- من ميدان التحرير
- القتل دفاعا عن -شرف العائلة- يقتل العائلة..!
- رمزية حضور المرأة في مشهد المصالحة
- حركة التضامن الدولية مستمرة في فلسطين
- أهمية قيام حركة اجتماعية للنساء الفلسطينيات
- لقاء رئيس الوزراء مع ممثلات من قطاع المرأة الفلسطينية
- الشعب يريد إنهاء الانقسام والاحتلال-
- المرأة المصرية جزء أصيل من ثورة التغيير في مصر العربية
- أرى.. لا أسمع.. ولا أتكلم
- 52% من عضوات المجالس المحلية الفلسطينية لا يرغبن في الترشيح ...
- احياء يوم الشهيد في بلعين
- قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية: الكرة في ملعب الحكومة


المزيد.....




- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك
- قتل امرأة عتيبية دهسا بسيارة.. السعودية تنفذ الإعدام -قصاصا- ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - نصف -دزينة- من النساء