أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنسي الحاج - مهما صرخ














المزيد.....

مهما صرخ


أنسي الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2720 - 2009 / 7 / 27 - 10:31
المحور: الادب والفن
    




بعد قليل يخرج الكلام من الشفاه ويسقط في مصيره.

هل من يعرف أين يجرف ذلك التيار، كلام الشفاه؟

هناك كلمات لها حظّ : مثل كلمة تسقط في الضمير، وكلمة في كيمياء الجسد، وكلمة في الفعل.

ولكنْ من يعرف حزن الكلام الذي تتنفّسه الشفاه ولا تتلقّاه أذن واحدة؟

بعد قليل يخرج الكلام من الشفاه ويسقط في مصيره.

وبعض الكلام أخرس مهما صرخ، وبعضه بجمال مريم العذراء حين خاطبت

إبنها بلهفتها وكِبَرها، فتجاهلها وتظاهر بانه لم يسمع.

بعض الكلام لا يعود يعرف إذا كان هو الكلام أم جسد المصلوب.



نيـسَــان 1970

صرتَ جميلاً


يا خوف يا ملك الملوك المعظّم .

تصل على فرسك لتحصد كل شيء .

نتعب في المواسم، نعاكس مجرى النهر ،

ونشيب. وكلما وصلنا نزلتَ من القطار ونهبت تعب المواسم وغلّة القلوب

يا ملك الملوك المعظّم، إرهابك يجعل قلوب الأبطال

يخفق بهلع المقبوض عليه بالجرم المشهود،

حتى لو لم يكن عمل جرماً، وحتى لولم يشهده أحد.

بيني وبينك البحر، بيني وبينك اليابسة.

بيني وبينك المدّ والجزر، وهما التهديد المتواصل،

و بيني وبينك الثبات والرسوخ، وهما العجز عن الفرار منك.

علَّموني إياك يا خوف.

ومن قبل، كنت أجهل أن للنهار ظلاماً غير الليل، وكنت اجهل أن للوجوه عيوناً غير العيون الجميلة.

أنت المعلَّق فوق الأبواب، النازل من بين الأصابع، المولود مع كل مولود،

السهران على الساهرين والنائمين والصامدين والهاربين، أنت قاطف ثمار العمر،

أنت المشدود كالخنجر بين الأسنان، أنت قاطع الطرق، علَّموني أن أضربك بكل السيوف،

وما ضربتك بسيف، إلا انقلبتَ كالماء تحته.

يا ملك الملوك المعظّم.

يا كبير الملائكة.

يا حارس مرمى الكرة الأرضيّة.

يا شيخ القرى ومولى المدن وشاه الأمبراطوريات.

يا قبَّة السماء وحضن الآفاق وستار المسارح وأعماقها،

أسجد لك

وأوصيك بمَا أخذته من حياتي.

فقد أخذتَ الساعات، وأخذتَ الأماكن، وأخذت الذكرى التي ستجيء.

أخذت حتى الغيبوبة، بل اخذت حتى الموت.

وصرتَ جميلاً يا خوف، ورأسك ملقى بحنان على كتفي.

نيـسَــان1970


اذهبْ قبل فجر الصيّادين



أولاً ليس هناك أهداف.

هناك هدف واحد وهو أن تجد من يحبك.

و أن يعطيك أكثر ممّا تستحق.

وأن يكون أجمل من حلمك به، وأجرأ من مطالبتك له، وأسبق إليك من شروطك وجنونك.

حتّى تحبّه الحب كله، وتظلّ مع هذا تشعر أنك لا تحبّه كما تريد.

حتى تحبّه الحب الفائض، يصرخ وجهك به صراخاً، وتظل مع هذا تشعر انك مقصّر

وأنك منذ البدء كنت تعرف هذا الشخص الذي لا تعرف، وتعيش هذه اللحظات التي لم تعش.

حتى تشعر كم أنت بخيل.

حتى تبادله العطاء كامله بالعطاء كامله، وتظلّ مع هذا تشعر أنك تأخذ أكثر مما تعطي وتأخذ من غير عدل،

وأنك حين تعطيه فانما قبوله لعطائك هوأيضاً عطاء منه لك، بل اغداق يشعرك بضآلة عطائك.

أولاً في الحياة ليس هناك خطايا.

هناك خطيئة واحدة هي اللاحب.

هي أن لا يرى الواحد ليله مفتوحاً كالوردة في اعماق امرأة.

هي أن لا يرى وجهه كالقمر في نهر.

هي ان لا يكون زمانه مربوطاً ومزهوّاً كالخلخال بمشية امرأة الى مصيرهما.

هي أن لا يكون له امرأة يضيع فيها اسمه، فيغدو اسمه يدها، عشبتها،

ظلّها، والفجوة الصغيرة التي تحدثها في السرير عندما تنام.



اذهبْ و لا تلتفت

ولا تترك وراءك عنوانك

اذهبْ و لا تأسف على الجذور

لان الجذور تهاجر معك

اذهبْ على دروب حبّك

حيثما تقودك الريح

ولا تخف فالنهر صاحبك

والأغصان المتشابكة فوقه

ستحميك من الشمس

اذهبْ قبل فجر الصيّادين

والحبيبةُ الهاربة معك

اجملُ من دموع حرمانها القديم

تفتح لك الغابة وراء الغابة

وتهبط معك ايها الملك

شلاّلَ الضباب و النجوم.



* * *



الغزال يمضي وزرقة السماء لا تُطال

امضِ كالغزال ونشوتك عالية لا يبلغها طير البكاء الأسود.

لو أُعطينا أفضل من الحب

لكان لون عيوننا تغيّر

لكنّ لون عيوننا أزليّ

لأننا لا نملك أفضل من الحب.

ماذا تنتظر أًََََيها الضعيف لتنال القوّة

أيّة اشارة تريد

أكثر من رجع أصداء الوحشة بين جدران العالم

وأكثر من وقع أقدام الوحدة الصاعدة

على أدراج قلبك؟

إذهبْ ولا ترتّب الطاولات

أتركْ كل شيء

أتركْ المكاتب وأقفاص العصافير والمزهريّات

لأن الأشجار ستكون بلدك

وسترحّب بك الأزهار وهي تحمل باقات العصافير.

لماذا تتأخر وماذا تنتظر؟

بَكَيْتَ وضَحِكْتَ

صبرتَ وغضبتَ

أخلصتَ ولم يعد لديك أرض تدور إلا إخلاصك

أتركْ الأبواب
إذهبْ ولا تلتفت

إتبعْ عطرها وأطعْ إتجاه شعرها

إذا أخَذَتْكَ إلى السماء فهناك سيكون العرس

وإذا حملتك إلى الجحيم فهناك سيكون العرس أيضاً.

23 تــَـمّوز 1972



#أنسي_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليت العرب ظاهرة صوتيّة
- ماركسيّات
- شتاء الحاج
- مختارات من خواتم
- خارج الموضوع
- أخافُ أن أعرف
- تداعيات حول عاصي الرّحباني
- على الحافّة
- ماذا صنعتَ بالذّهب؟؟ ماذا فعلتَ بالوردة؟؟!!!
- صرتَ جميلاً
- ذهبَ المجوس ورجَعوا وقالوا
- اعزفي لنا
- غيوم
- الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع (مقاطع)
- أغار
- كلُّ قصيدة ..كلُّ حبّ
- قصائد


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنسي الحاج - مهما صرخ