![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
المجتمع المدني من الافق الاوسع
هاشم الخالدي
يتلقى الانسان من مؤثرات البيئه ومحيطه الخارجي من ظواهر و اشياء بواسطة حواسه الخمسه وانعكاسه في دماغه بعملية استقبال وتمييز وتحميل متخصص في الذاكره وتحليل وتركيب للمؤثرات عبر علاقه جدليه بينها كمعلومات في اجزاء ه ومكوناته تمنحه قدره على التحسب والتخيل للموقف و للفعل اللازم ليعيد استخدامها (واستخدامها مع ما يستجد من معلومات) بتفاعلات جدليه متشابكه مع دوافع قواه الداخليه الغريزيه و استمرار نشاطه هذا على مستوى فردي واجتماعي على قاعدة استحضارذلك الرصيد وهكذا في عمليه جدليه مستمره ناميه متسمه بوعي الزمان والمكان وذلك كله هو كتلة من الفعاليات نستطيع ان ندعوها بالفعاليه الادراكيه اوالوعي, تتولد عن قدره مميزه وخاصيه ذاتيه في الدماغ هي قدرة الادراك ,التي هي مسؤولة ايضا عن ادراك المطلق اي ادراك قوه سائده مهيمنه خارج الوعي, ادراكا ليس بنفس آلية الوعي وانما وحيا لا وعيا اللاوعي, فهو معلوم من ناحيه تاثيره كوجود مسلم به الا انه مجهول بقياسات واليات الوعي, اذ جرى اكتسابها مع لحظة ادراك الزمان والمكان والسمات النوعيه والكميه للظواهر والاشياء , ما وراء الاشياء والظواهر حدسا وليس حسا , فقدرة الادراك هي شرط ضروري للادراك وحيا كما هي شرط ضروري للادراك وعيا,فلا وحيا بدون قدرة الادراك اي ان الوحي ظاهره موضوعيه خارج ارادة الانسان لكنها تخص قدرات الانسان لا غيره من الكائنات الحيوانيه لانه هو الوحيد الذي يملك قدرة ادراك فهو يدرك وعيا ووحيا. ان الادراك وحيا هو الايمان بقوه كليه مهيمنه بلا منازع تتماهى به كل المقاييس والقيم, ان المقدرات والقيم الانسانيه الاخلاقيه هي نسبيه تحاكي الوجود باعتباره قيمة مطلقه, لذلك فالانسان هو وحده من عبّر عنها في النفس والعقل, عبر مراحل عده بوسائل التعبير المتاحه تتطور مع تطوره التاريخي الانساني والمتراكم العقلي والنفسي فيما بين طرفي وعيه و مشاعره من جانب و حدسه ووحيه من جانب اخر حتى بلغ تدريجيا الى حقبة التعبير التجريدي عند افق اوسع من مستوى المعيشه وفي مستوى اعلى من المعرفه, ,لذلك فمع التقدم تقصر المسافه بين الوحي والوعي للوجود المطلق كما تتقلص بين وعي الواقع ووحي الواقع , الا انها في الحالتين لا يمكن ان تتطابق ,اي ان التمايز بين الوعي وبين الوحي سيبقى قائما الى الابد وسيبقى الوعي غير قادر على اخضاع الوحي لالياته و لدلالته وبراهينه ان للواقع الاجتماعي والبيئي وحيا فضلا عن الوعي. لذلك كله فان هناك ثلاث قوى تشكل اسلوب الحيا ة للانسان وهي الغريزه والوعي والايحاء
|
|