دور ماو تسي تونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الإقتصاد السياسي , الفصل الثالث - 17


جريس الهامس
2007 / 8 / 26 - 12:17     

دور ماوتسي تونغ في تطوير الماركسية اللينينية – الفصل الثالث – اللإقتصاد السياسي – 17
أكد ماو تسي تونغ على دور الطبقة العاملة القيادي الثوري وفي التحول الجذري نحو الإشتراكية :
( إن الديكتاتورية الديمقراطية الشعبية تتطلب قبل كل شيْ قيادة الطبقة العاملة ,لأنها الطبقة الوحيدة النافذة البصيرة وأكثر الطبقات إنكاراً للذات ,
كما أنها أكثر الطبقات حزماً في الثورة , ويبرهن تاريخ الثورات بأكمله على أن الثورة تفشل في تحقيق أهداف الجماهير الكادحة إذا لم تكن بقيادة الطبقة العاملة ولاتنتصر إلا بقيادتها الواعية والمتقدمة على جميع الطبقات الأخرى في المجتمع ..- المؤلفات المختارة 4 – تاريخ 30 حزيران – 1949 )
.. ( إن ديكتاتوتورية الديمقراطية الشعبية تقوم على تحالف الطبقة العاملة وطبقة الفلاحين الفقراء .. إن هاتين الطبقتين تشكلان بين 80 إلى 90 بالمئة من مجموع سكان الصين , انهما القوة الرئيسية للإطاحة بالأمبريالية وزمرة الكومنتينغ الرجعية , كما أن الإنتقال من الديمقراطية الجديدة إلى الإشتراكية يتوقف أساساًعلى تحالفهما – المصدر السابق )
كما أكد على دور المكننة في تطوير جميع وسائل الإنتاج لتحقيق التحول الجذري وتغيير ملامح الصين القديمة الإقطاعية الإقتصادية والإجتماعية والطبقية
بصورة شاملة وكاملة للتحويل الإشتراكي ..
( إن الفلاح في الكومونات الشعبية يزاول الزراعة بشكل رئيسي بما فيها عمل الغابات وتربية المواشي والإنتاج الإضافي وصيد الأسماك إلى جانب تعلم الشؤون العسكرية والسياسية والثقافية ,, وبعد توفر الظروف الإقتصادية الأفضل على الهيأة الجماعية في الكومونة إنشاء المصانع الصغيرة والتحويلية داخل الكومونة لدمج الزراعة بالصناعة وبقيادتها بعد دحض البورجوازية بالممارسة والإنتاج ...)
وجاءت الثورة الثقافية عام 1966 التي قادها ووجهها ماوتسي تونغ لتدحض الخط البورجوازي التحريفي الذي برز في الحزب والدولة بقيادة ليوشاوشي
وأتباعه الذين فرّخوا محرفين جدد فيما بعد . لتطلق هذه الثورة السلمية الرئيسية الحرية للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء والمثقفين الثوريين لتوطيد ديكتاتورية الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء المتحالفين معها وسائر الثوريين – أي الديكتاتورية الديمقراطية الجديدة والشعبية . ومتابعة وتطوير البناء الإشتراكي وخلق ورثة حقيقيين للقضية الشيوعية , وبناء إقتصاد إشتراكي متطوّر باستمرار وثقافة إشتراكية حقيقية تلتزم خط الجماهير الكادحة دوماّ وتدحض الخط البورجوازي بالحجة والممارسة الصادقة مع الجماهير وخلق كوادر ثورية صادقة ومجربة تعيش مع الشعب وقضاياه دوماً...
وطرحت هذه الثورة الأولى في العالم _ التي عمل كل أعداء الإشتراكية من رأسماليين وتحريفيين قذرين لتشويهها وإجهاضها بشتى الوسائل مستغلين الأخطاء التي تقع في أي عمل ثوري وتجربة جديدة عبر التاريخ ---
طرحت هذه الثورة شعارات هامة نسجل هنا أبرزها :
- دحض الأنا والتمسك بخط الثورة
- دحض الخط البورجوازي التحريفي ودفع الإنتاج إلى الأمام
- رفع روح الإبتكار ونكران الذات والإعتماد على النفس والإستقلال والتمسك بزمام المبادرة , وتحطيم القيود الأجنبية والسير في طريقنا الخاص
لتطوير صناعتنا وزراعتنا ..
- دحض النماذج الأجنبية في الإنتاج والسياسة والثقافة والعلوم .. وغيرها . كما دحضت خط المتسلطين البورجوازيين المتسللين إلى الحزب والدولة .- بنت قيادة بروليتارية ثورية للإنتاج في الزراعة والصناعة والطب والعلوم وسائر فروع الثقافة والإقتصاد ... هذه القيادة الثورية تشكلت لأول مرة في التاريخ من عناصر ثلاث :
- 1- كوادر الحزب
- 2 - الكوادر الفنية
- 3—العمال
وهي التي تضع خطة الإنتاج والثقافة والعمل بقيادة جماعية ديمقراطية
هذا الأسلوب الجديد الثوري يحطم مزاعم المثقفين البورجوازيين ( الثقاة البورجوازيين ) ونظرية ( النخبة ) واقتلاع رواسب الغرور والسطحية وجميع رواسب النظام البورجوازي والإقطاعي وأخلاقه وتقاليده العفنة , وترسّيخ مبدأ التعلم من العمال والفلاحين قبل تعليمهم .. هذا ما أكده الرئيس ماو بقوله : ( كوادر حزبنا ودولتنا هم كادحون عاديون , وليسوا أمراء يمتطون ظهور الشعب ) و ( من الضروري جداً للشباب المثقفين أن يذهبوا إلى الريف ليتثقفوا من جديد على أيدي الفلاحين الفقراء , والفئة الدنيا من الفلاحين المتوسطين ... علينا أن نتعلم العمل الإقتصادي من كل إنسان – كائناً من كان - له خبرة في ذلك , علينا أن نتخذ أولئك أساتذة لنا نتعلم منهم باحترام وتواضع وجد . فإذا كنا نجهل شيئاً ما . يجب أن نقر بجهلنا و ولايجوز أن ندعي العلم به .....إن تغيرات المجتمع ترجع في الأساس إلى تطور الصراع الطبقي والتناقضات الداخلية فيه . وهي بشكل رئيسي بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج والتناقض بين الطبقات , والتناقض بين القديم والجديد . وتطور هذه التناقضات هو الذي يدفع المجتمع إلى الأمام
ويصبح حافزاً للقضاء على المجتمع القديم ليحل محله المجتمع الجديد . – في التناقض – اّب 1937 )
واتبعت الثورة الصينية طريقة كشف النقاب عن الاَلام التي أنزلها النظام القديم والرجعيون من كل صنف ولون بالجماهير الكادحة في الريف والمدينة
بحركة عرض الشكاوى الشعبية وتطبيق الفحوص الثلاثة التالية : الإنتماء الطبقي – مدى إنجاز العمل – والعزيمة الكفاحية – واستطاعت هذه الحركة التي وجهت بشكل صحيح رفع الوعي السياسي عالياً لدى قادة الحزب والجيش الأحمر لخوض النضال وتحرير الجماهير الكادحة المستغلة وإنجاز الإصلاح الزراعي والتصنيع في جميع أرجاء القارة الصينية ذات القوميات والأقاليم المتباينة في درجة التطور الإقتصادي والإجتماعي ... وإبادة جيوش الرجعيين الكومنتانغ وأسيادهم الأمريكان وقبلهم اليابانيين وسائر أعداء الشعب
وبفضل التربية الثورية وممارستها وأساليب العمل الجماهيري الصحيحة استطاع الكثير من العمال والفلاحين البسطاء إيجاد حلول صحيحة لتطور الإنتاج وتقدمه باستمرار وبناء الإشتراكية .. وبالإعتماد على قيادة الطبقة العاملة وإطلاق حرية المبادرة الجماهيرية وتبادل الخبرات العملية وتنسيقها ورفع مستوى الوعي الطبقي السياسي لدى الجماهير استطاعت الصين تحقيق قفزات كبرى هائلة إلى الأمام واختصار قرون من الزمن , وبلوغ ماعجزت عنه الكثير من الدول الصناعية الكبرى من المنجزات في شتى الميادين : في الطب والذرة والصناعة والزراعة والفن والثقافة والقوة العسكرية ...نتيجة الممارسة الصحيحة للنظرية وعدم الإنفصال بينهما .. الأمر الذي نقل الصين من بلد زراعي متخلف إلى بلد صناعي متقدم جداً . وبفضل كل ما تقدم سجلت الصين مكتشفات علمية فريدة لأول مرة في التاريخ بالإعتماد على النفس وقدرة الجماهير الخلاّقة .. نقدم للقراء الكرام بعض الأمثلة على سبيل المثال فقط :
استطاع تطوير الزراعة الجماعية الحديثة في الكومونات الشعبية تدجين وخلق منتجات زراعية وأنواع من الفواكه غير موجودة في العالم ., كما استطاعت الزراعة في الصين رفع مردود الهيكتار الواحد من المنتجات الزراعية إلى أعلى من مردوده في أوربا وأمريكا في الكثير من الحالات ..
وبنت أضخم السدود في العالم بالإعتماد على النفس خصوصاً بعد أن سحب خروشوف الخبراء الروس وسائر المساعدات وهلّل مع حلفائه الأمريكان بقرب انهيار الإقتصاد الصيني ..ولم تعد أنهار الصين الضخمة ( اليانغتسي , والأصفر أو نهر الموت قديماً , واللؤلؤ وغيرها) تدمر كل عام ملايين الهيكتارات وتقتل ملايين البشر , بل أضحت مصدراً للخير وتوليد الكهرباء وتربية الأسماك ...الخ
وبفضل قيادة ماو والحزب قيادة الطبقة العاملة بنت الصين الصناعة الضخمة المعقدة تطويراً من المشغل اليدوي إلى المصنع الاّلي الحديث , وبنات الكوادر الفنية العالية من صفوف العمال والفلاحين , وحررت الإنتاج من هيمنة المثقفين البورجوازيين الذين يحتقرون العمل اليدوي والجماهير العاملة , وحطمت نظرية الزحف كالسلحفاة وراء الأجانب وما ينتجونه كمسلمات لاتناقش ..
لذلك نرى الصين . تصنع قنبلتها الذرية والهيدروجينية بطريقة مبتكرة جديدة غيّرت أسس علم الذرّة وجعلت نظرية ( كلارك ) الأمريكية في علم الذرة المتبعة في الإتحاد السوفياتي وإنكلترا وفرانسا نظرية كلاسيكية هرمة , حيث استطاع علماء الصين المسلحين بالماركسية اللينينية وأفكار ماو صنع قنبلتهم لامن مادة ( الإيرانيوم ) كالعادة بل من مركّب ( البلوتونيوم ) الغير موجود في الطبيعة الأمر الذي أذهل علماء الغرب ,,
وتبعاّ لمبدأ عدم الإستسلام الأعمى للنماذج الأجنبية رفض العلماء الصينيون التسليم الأعمى بنظرية حركة جزيئات الذرة – الحركة داخل الذرّة – حيث اكتشفوا الحركة الذاتية لهذه الجزئيات مستقلة عن حركتها حول المركز . وخاصة العالمين الشهيرين ( لي و يانغ ) اللذين أثبتا نظرياً بأنه يمكن لجسم مادي اجتياز سرعة الضوء ... وعندها تعود عجلة الزمن إلى الوراء , وبهذه النظرية تجاوزا نظرية ( أنشتاين ) النسبية . وهذا ما أكدته مجلة الدفاع الفرنسية العدد 2 لعام 1966
وفي علم الحياة والطب حقق الصينيون انتصارات رائعة بعد التسلح بالفكر الثوري لخدمة الشعب وعدم الركض وراء النماذج الأجنبية وأوصلوا الخدمات الطبية إلى القرى النائية ,
وتبعاً للمبدأ الذي طرحه الرئيس ماو : ( لنضع بؤرة أعمال الطب والعلاح والصحة في الريف ... إعتمدوا على النفس وناضلوا نضالاً شاقاً وحطموا الخرافات وحرروا العقل , وعدم الخوف من المشقات ولا من الموت ...) سار الاّلاف من الأطباء ( الحفاة ) النابعين من صفوف العمال والفلاحين إلى أبعد القرى لمعالجة المرضى وخدمة الشعب ,, كما أوجد العلماء الصينيون الدواء الناجع لشلل الأطفال كما صنعوا الرئة الصناعية والقلب الصناعي
.... – ولأول مرة في التاريخ استطاعوا صنع ( الأنسولين الطبيعي ) أي الخلية الحية من مواد صلبة بواسطة الكيمياء العضوية ....محطمين التابو المعشش في عقول الناس ومعظم علماء الغرب قبل نجاح البريطانيين بعملية الإستنساخ الرائعة بثلاثين عاماّ على الأقل .

كما أبدعوا في ربط الأطراف والأعضاء المقطوعة من جسم الإنسان ومعالجة أخطر الأمراض العصبية وغيرها وتطوير الطب الشعبي الصيني الشهير ونقله للعالم ووضعه في خدمة الجماهيروشعوب العالم قاطبة لافي خدمة جيوب البورجوازيين الطفيليين على جسد المجتمع البشري ... – يتبع
لاهاي – 25 / 8