حرب السودان وأهداف تسليح طرفي الحرب


تاج السر عثمان
الحوار المتمدن - العدد: 8524 - 2025 / 11 / 12 - 07:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

أوضحنا سابقا أن الحرب الجارية في السودان بهدف نهب ثروات البلاد وتصفية الثورة جاءت بدعم من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب.
وتجسد هذا الدعم بالأسلحة والطائرات المسيرة والذخائر والدعم اللوجيستية حيث يوجه طرفا الحرب مليارات الدولارات من عائدات الذهب في تمويل شراء السلاح مما قاد لإطالة أمد الحرب التي باتت تهدد وحدة البلاد وأمن المنطقة واشتداد حدة الصراع على ساحل البحر الأحمر والقرن الأفريقي بعد مجازر الفاشر وبارا وغيرهما من إبادة جماعية وتطهير عرقي وعنف جنسي واسترقاف ونزوح والمزيد من تعمق المأساة الإنسانية.
استمر مد الطرفين بالسلاح رغم تحذير مجلس الأمن وبيان الرباعية بعدم التدخل الخارجي لتاجيج نيران الحرب والمأساة الإنسانية. رغم نفي الحكومات مثل الإمارات تورطها المباشر الا ان المصادر تشير إلى أن نقل الامدادات يتم عبر وسطاء في تشاد أو ليبيا أو جنوب السودان أو أوغندا أو جمهورية إفريقيا الوسطى. كما جاء في تقارير لجان الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية،الخ. الإمارات تسلح الدعم السريع الذي ارتكب جرائم حرب في دارفور ومكّنها من السيطرة على مناطق رئيسية آخرها الفاشر في اكتوبر 2025.
من جانب آخر الدول التي تدعم الجيش هي إيران ومصر لمواجهة النفوذ الإماراتي وحماية مصالحها المائية في النيل وتركيا التي دعمت بطائرات "بيرقدار" والسعودية التي دعمت عسكريا وماليا لموازنة دعم الإمارات للدعم السريع وتنفي الرياض إرسال إمدادات عسكرية مباشرة. إضافة إلى دول أخرى مثل إريتريا وروسيا التي حولت دعمها للجيش السوداني مقابل إنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان.
إضافة إلى الصين كما أشارت المصادر وجدت أسلحة صينية الصنع لدى الطرفين تشمل قذائف هاون وبنادق ومُعطِّلات طائرات مسيّرة.
هذا اضافة لتصدير الولايات المتحدة السلاح لدولة الإمارات واسرائيل المستخدم في حرب السودان وغزة.
٢
واضح ان الحرب الدائرة في السودان اصبحت ساحة للصراع الإقليمي والدولي لنهب موارد وثروات البلاد وأصبحت هناك دول مستفيدة منها متحالفة مع قادة طرفي الحرب والراسمالية الطفيلية العسكرية والمدنية المرتبطة بهما حيث تسيطر شركات الجيش على ٨٢٪ من موارد البلاد إضافة لشركات الدعم السريع والمليشيات والحركات العاملة في تهريب الذهب والسلاح والمخدرات والمحاصيل النقدية والماشية علما بأن تضارب مصالح المحاور الاقليمية والدولية يعطل الوصول إلى تسوية.
وظل تهريب الذهب إلى الإمارات من طرفي الحرب مستمرا طيلة العامين الماضيين من الحرب. كما
تشير بيانات البنك المركزي السوداني إلى أن نحو ٩٧ ٪ من صادرات الذهب الرسمية لعام 2024 ذهبت إلى الإمارات، في حين ينتج السودان كميات إضافية غير مسجلة تقوم قوات الدعم السريع باستخراجها وبيعها، وغالباً ما ينتهي جزء كبير منها في السوق الإماراتية. إضافة لمصالح السعودية وقطر ومصر التي تتعلق بالأمن الإقليمي، والاستثمارات الزراعية، والسيطرة على موارد وأراضي البلاد . إضافة لمصالح الدول التي اشرنا لها سابقا مثل الصين وروسيا وإيران وإريتريا وتركيا وليبيا.
٣
واضح حجم التدخل الدولي والإقليمي في حرب السودان بهدف نهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب مما يتطلب اوسع نهوض جماهيري والضغط لوقف التدخل الدولي ومد الطرفين المحاربين بالسلاح ووقف الحرب واسترداد الثورة والدفاع عن سيادة ووحدة البلاد وثرواتها وقيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم بعيدا عن التبعية.