حلف الفضول لا حلف أبراهام
عدنان الصباح
2025 / 11 / 4 - 22:34
تسعى الولايات المتحدة لتتخلص من ما يسمى بحلف الناتو باختراع حلف جديد هو حلف ابراهام المسى زورا ومؤقتا " اتفاقيات ابراهيم للسلام " والهدف من ذلك السطو على العالم بادوات اكثر خضوعا وغير قابلة ولا قادرة على التمرد على ارادة ومشروع الولايات المتحدة او لا تملك مشروعها الخاص الذي ترغب بتسويقه وهي لذلك " الولايات المتحدة " ترغب بالتخلص من شركاء الماضي الذين لم يعودوا ضعفاء ومنهم اوروبا التي وجدت نفسها قوية وقادرة على الفعل ولاعب اقتصادي يسبق الجميع بل ويتقدم على الولايات المتحدة من حيث رفاصية شعوبها واستقرارها كما ان امريكا تسعى لاضعاف قوى ناشئة ولم تنسى ثاأرها لذا لا بد من اعادتها للوراء من جديد ومنها تركيا اولا واليابان ثانيا لكن الخطر الاهم ياتي من تركيا فهي بلد قوي وتملك موقعا استراتيجيا وجيوسياسي من الطراز الاول وهي لا زال لديها مشروعها التاريخي وثأرها الذي لم يموت بعد قرن من الزمن وهي تعمل بادراك ان الخطر داهم وقادم وهي لهذا بدأت حراكا مختلفا وواعيا ومدركا لما تذهب اليه باحثة عن شركاء يشبهونها بالاستهداف ولنفس الاسباب ومنهم مصر ايران السعودية ودول امريكا اللاتينية البوليفارية وقوى الصحوة في افريقيا وفي مقدمتها جنوب افريقيا وكذا روسيا والصين.
الولايات المتحدة تعاقب دول الكاريبي وتتامر عليهم ومعهم بلدان مثل الماكسيك وبنما وتفعل ذلك مع جنوب افريقيا وكذا مع اوروبا عبر توريطها في حرب بينية بين روسيا الاتحادية واوروبا الناتوية من خلال اوكرانيا مما يسهل على الولايات المتحدة اضعاف الطرفين اولا والتخلص منهم بدون خطر قريب وهي لهذا وجدت في اوكرانيا وسيطا للحرب بديلا عن اي بلد ناتوي حتى لا تجد نفسها شريكا في حرب لا تسعى اليها وليست في مصلحتها بل ان ما تسعى اليه اضعاف الطرفين روسيا الاتحادية واوروبا الناتوية او الاتحادية المرفهة مما يساعد في ترك الصين وحيدة بعد استقطاب الهند وباكستان ورشوة دول بحر الصين الجنوبي واستحضار حلف اوكسوس بين امريكا بريطانيا استراليا لتطويق الصين بالسيطرة على المحيطين الهادي والكاريبي.
تركيا الاوروبية الاسيوية - ومصر الافريقية - الاسيوية وبوابة فلسطين اذا ما تمكنوا من قبول اشارات ايران بالوجورد ضمن الحلف الذي بدا يتشكل على قاعدة العدوان على غزة وتصاعد التنسيق الثلاثي " المصري التركي القطري " واقتراب الاردن واحتمالية السعودية وكذا الاستقبال الايجابي للرسائل القادمة من ايران مما دفع بالحلف الثلاثي للبدء بالعمل السياسي الاستراتيجي القائم على انشاء طوق مباشر على دولة الاحتلال وغير مباشر على مشروع شرق اوسط الولايات المتحدة او ما يسمى " اسرائيل الكبرى ".
الطوق المباشر بدا بالحراك التركي في سوريا والحراك المصري في لبنان وفلسطين والى حد ما في اليمن ويبدو باشارات ايجابية من ايران كي يكون الحلف هو من يدير اللعبة السياسية وليس الولايات المتحدة ان امكن ذلك وبذا نكون الان امام حلف اسلامي جديد " مصر, تركيا, قطر, ايران, الاردن " واحتمالية السعودية واردة ان ادركت مصالحها وهو ما يعني عبر تجيير كل التطورات في المنطقة لصالح تطوير الحلف الى ابعد بكثير بعودة سوريا عبر تركيا وعودة لبنان عبر مصر برضا ايراني وعودة اليمن موحدا وقويا عبر مصر برضا ايراني وكذا سيفعل العراق وبذا نكون اما فرض طوق على دولة الاحتلال من جانب دول الجوار لفلسطين والقاء حبل نجاة للمقاومة الفلسطينية وفلسطين عبر جعلها مكونا اساسيا من هذا الحلف الذي ينبغي له ان يتطور ليخرج من محدوديته الاسلامية ليطال الجميع وهو لا يخالف شرعا ولا قانونا ولا خلقا ولا قيم ولا مباديء ويكفي التذكير بحلف الفضول الذي شهده الرسول الكريم عليه السلام وقال عنه " ولو دعيت به في الاسلام لأجبت " واقصد هنا ضرورة ضم دول الكاريبي البوليفارية وبلد الحرية ومباديء مانديلا "جنوب افريقيا " كما ان افكار " توماس سانكارا " عن وحدة واستقلال افريقيا تشكل رافعة افريقية لحلف من هذا النوع وبذا تصبح هذه الدول قادرة على استقطاب قوى مثل اوروبا وروسيا وحتى الصين وهو ما يعني حلف العالم ضد هيمنة وطو الولايات المتحدة بوابة لعالم المعرفة الذي تريد له الولايات المتحدة ان يكون عالما امبرياليا مملوكا لها بينما يمكن لحلف الفضول الكوني ان يحوله الى عالم لحضارة الروح والقيم العظيمة والاخلاق قائما على قاعدة الوحدة في وجه الظلم ومنع الظلم عن اي مظلوم بغض النظر عن جنسه ولونه ومعتقده وهو ما قام عليه حلف الفضول وما تقوم عليه كربلائية ايران ويجب ان لا ننسى ان الامام الحسين بن علي قال استعان بحلف الفضول في الاسلام حين تنازع مع الوليد بن عتبة فقال للوليد " أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي، ثم لأقومن في مسجد رسول الله ثم لأدعون بحلف الفضول "
فهل تنجح دول الحلف الشرق اوسطي الجديد من ان تنتقل من حماية الذات الى حماية الكل على قاعدة ان البقرات لا تؤكل معا وتفتح بوابات حلفها العربي الاسلامي للاوليغارشية اللاتينية و والسانكارية والمانديلية الافريقية وحتى الاشتراكية والليبرالية اليسارية لكي ينخرطوا معا في جبهة واحدة ضد امبريالية المعرفة الامريكية الى روحانية الايمان بالحق والعدل للناس كل الناس وهل يمكن للعرب والمسلمين ان يصنعوا من تجربة حلف الفضول المبارك من النبي الكريم حلفا كونيا لا ينهزمويقوم على مبدا واحد لا ثاني له وهو " محاربة الظلم وحماية المظلوم " ايا كان مصدر الظلم وايا كان المظلوم.
الولايات المتحدة تسعى لتاسيس احلاف مقابلة لحلف الفضول " ان جاز القول " وهي تسعى لتمسك بالسعودية والامارات بوابة لهذا الحلف تاركة لليمن بوابة لهذا الحلف على امل ان تجر له الاردن والعراق ولبنان والسلطة الفلسطينية وبذا تؤسس لصراع بيني طويل في اليمن ولبنان وفلسطين ينهي حالة المقاومة التي شهدت تصاعد ونجاحات غير متوقعة رغم الجرائم البشعة التي ارتكبت في كل مكان " فلسطين اليمن سوريا لبنان "
الولايات المتحدة تريد لغزة ان تكون عاصمة لحلف ابراهام البديل الناتوي لادارة عالم من الحروب بجعلها غرفة عمليات وزارة الحرب الامريكية لادارة حروب العالم القديم فهل ينجح من باتوا يدركون ما يحاك لهم بجعلها عاصمة لحلف الفضول وادارة معركة الخير والروح والعدل ضد ما يحاك للبشرية برمتها في وزارة الحرب الامريكية التي لا تحارب بل تدفع الجميع ليتحاربوا حتى ينهاروا وتسطو عليهم جميعا بلا استثناء.
ان انقاذ غزة وفلسطين من براثن السطو الامريكي هو لبنة الاساس للوقوف في وجه عالم السطو الامريكي الساعي للسطو على الكرة الارضية وتحويلها الى اقطاعية خاصة لها تحقق لها اهدافها بعالم معرفة امبريالي يزاوج بين " المال والسلاح والمعرفة " اداة قوة ثلاثية تستثني انسانية الانسان وروحانيته مما يجعل مهمة استعادتهم هي المهمة الاولى لحلف الفضول الاصيل حين يتم استحضاره لعالم امريكا التي تنوي من خلاله العودة بنا الى زمن الرق والعبودية وليس أسوأ من ان تصبح عبدا خاضعا للمال والسلاح ولكن بغلاف المعرفة عبر اقناعك ان عبوديتك هي حريتك الوحيدة الممكنة.