|
|
غلق |
|
خيارات وادوات |
|
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: احمد صالح سلوم |
الثقب الأسود الأوكراني: كوميديا جيوسياسية في مسرح العبث
ينكشف الصراع الأوكراني كمسرحية هزلية لا تخلو من مأساة. هذا النزاع، الذي بدأ كمشاجرة إقليمية بين جيران لا يتفقون على حدود الحديقة، تحول إلى ثقب أسود جيوسياسي يبتلع الموارد والأحلام الأوروبية بنهمٍ لا يعرف الكلل. في هذا العرض الكوميدي المرير، يلعب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دور المخرج الماكر، الذي يوزع الأدوار ببراعة ليترك الأوروبيين يتحملون فاتورة هذا العرض بينما يجلس هو في الصف الأول، يحتسي القهوة ويحسب الأرباح.ترامب: المخرج الذي يحب الفوضى دونالد ترامب، بعبقريته الدرامية وسحره المثير للجدل، لاحظ مبكرًا أن الصراع الأوكراني ليس سوى حفرة مالية لا قاع لها. بينما كانت واشنطن ترمي بمئات المليارات من الدولارات في هذا المستنقع، كان ترامب يفكر: "لماذا نضيع فلوسنا على مسرحية لا نهاية لها؟ دعونا ندع الأوروبيين يلعبون دور الأبطال!" وهكذا، وبشعاره الخالد "أمريكا أولًا"، قرر أن يحول هزيمة الناتو في أوكرانيا إلى عرض أوروبي خالص. النتيجة؟ دول الناتو الأوروبية، من ألمانيا إلى فرنسا، باتت تضخ تريليونات اليورو في هذا الثقب الأسود، بينما المجمع الصناعي العسكري الأمريكي يفرك يديه فرحًا، يوقع عقود الأسلحة ويرسل الفواتير مع ابتسامة عريضة. واشنطن؟ تقف بعيدًا، تشاهد العرض وتصفق للأوروبيين: "قاتلوا، يا أبطال! روسيا لن ترحمكم، لكن لا بأس، نحن ندعمكم... من بعيد!"الثقب الأسود: أوكرانيا تأكل أوروبا الصراع الأوكراني، الذي بدأ كمشكلة صغيرة، أصبح مثل ضيف غير مدعو في حفلة أوروبية راقية: يأكل كل شيء، يشرب كل شيء، ويرفض المغادرة. الدول الأوروبية، التي كانت تحلم بإجازات صيفية هادئة وميزانيات متوازنة، وجدت نفسها ترمي أموالها في جيب أوكرانيا الذي لا يشبع. ألمانيا، فرنسا، بولندا، وغيرها، باتت تمول هذا العرض بمبالغ خيالية، بينما صناديق الضمان الاجتماعي تنهار تحت وطأة التضخم والإنفاق العسكري. المواطن الأوروبي، الذي كان يخطط لتقاعد هادئ مع كأس نبيذ، يجد نفسه الآن يتساءل: "هل سأتقاعد في شقة صغيرة أم في خيمة بسبب فواتير زيلينسكي؟"زيلينسكي: البطل المثير للجدل في قلب هذا العرض، يقف فولوديمير زيلينسكي، الممثل الذي تحول من كوميدي تلفزيوني إلى بطل مأساوي... أو ربما نجم فيلم هزلي. بينما يراه البعض رمزًا للمقاومة، يتهمه آخرون بأنه يستغل الأزمة لتحقيق مكاسب شخصية. شائعات عن قصور فاخرة في لندن تثير ضحكة ساخرة: هل يشتري زيلينسكي عقارات ديلوكس بأموال المساعدات؟ لا أحد يعلم، لكن الفكرة نفسها كافية لجعل دافع الضرائب الأوروبي يتساءل: "هل أموالي تمول مقاومة أوكرانيا أم تجديد ديكور قصر زيلينسكي؟" سواء كانت هذه الاتهامات صحيحة أم لا، فإنها تضيف طبقة أخرى من السخرية إلى هذه المسرحية، حيث يجد الأوروبيون أنفسهم مضطرين لدعم نجم لا يعرفون إن كان بطلًا أم ممثلًا بارعًا في استغلال الأزمات.أمريكا: الماكرة التي تصنع الفوضى لا يمكننا مناقشة هذا العرض دون الإشارة إلى الولايات المتحدة، المخرجة الماكرة التي صممت المسرحية منذ البداية. شخصيات مثل فيكتوريا نولاند وجورج سوروس، بمثابة كتاب السيناريو، عملوا على توريط أوروبا في هذا الفخ الجيوسياسي. توسع الناتو شرقًا، الذي دعمته واشنطن، كان بمثابة دعوة لروسيا للدخول إلى المسرح، والآن، بينما الأوروبيون يتصارعون مع العواقب، تقف أمريكا في الكواليس، تضحك وتقول: "لماذا نقاتل الدب الروسي بأنفسنا؟ دعوا الأوروبيين يفعلون ذلك!" ترامب، ببراعته المعهودة، يدرك أن مواجهة روسيا مباشرة قد تكلف أمريكا الكثير، خاصة مع ترسانة موسكو التي تحمل أسلحة تكنولوجية تجعل الأسلحة الأمريكية تبدو كألعاب أطفال. فلماذا تعرض أمريكا عرشها بينما يمكنها الاستمتاع بالعرض من بعيد؟إيران: نجمة صاعدة في مسرح الرعب وفي خضم هذه الكوميديا، تظهر إيران كنجمة صاعدة في مسرح الرعب الجيوسياسي. تقارير غير مؤكدة – ولكنها ممتعة للغاية – تتحدث عن هجمات إيرانية دقيقة ضد إسرائيل، حيث أدت طائرات مسيرة وذكاء اصطناعي إلى تدمير ثلث تل أبيب وحيفا، وقتل 1237 من جنرالات وطيارين وعلماء إسرائيليين. هذا العرض، لو صح، يكشف عن مفارقة ساخرة: بينما تتباهى إسرائيل بأنظمة دفاع جوي مدعومة من أمريكا وأوروبا، جاءت إيران بمسيراتها المتواضعة لتقول: "آسفين، لكن دفاعاتكم بحاجة إلى تحديث!" إذا كانت إيران قادرة على فعل هذا، فماذا عن روسيا، التي تمتلك ترسانة تجعل إيران تبدو كهاوية في عالم التكنولوجيا العسكرية؟ الأوروبيون، المذهولون بهذا العرض، يتساءلون: "هل سنكون التاليين في قائمة المدمرين؟"استونيا: الممثل الصغير ذو الأحلام الكبيرة وفي زاوية المسرح، تظهر استونيا، الدولة الصغيرة التي تحلم بلعب دور البطل الكبير. باتهاماتها المتكررة بأن طائرات روسية مسيرة تخترق مجالها الجوي، تبدو استونيا كطفل يصرخ "الذئب!" لجذب الانتباه. هذه الادعاءات، التي تفتقر إلى أي دليل يذكر، تجعل المرء يتساءل: هل نسيت استونيا أن لروسيا أقمارًا صناعية ترى حتى النملة في حديقة رئيس الوزراء؟ أما زيلينسكي، فهو يشارك في هذه اللعبة ببراعة، حيث يُزعم أنه يستخدم طائرات روسية معدلة لشن هجمات رمزية، محاولًا جر الناتو إلى حلبة الرقص مع الدب الروسي. هذه الخدعة، إن صحت، تجعلنا نضحك ونبكي في آنٍ واحد: هل هذه مسرحية هزلية أم مأساة وشيكة؟النهاية: عرض بلا ستارة في النهاية، الصراع الأوكراني ليس سوى مسرحية عبثية تكشف عن هشاشة التحالف الغربي. الأوروبيون، المحاصرون في هذا العرض، يواجهون خيارًا مستحيلًا: إما مواصلة تمويل هذه المسرحية على حساب استقرارهم الاقتصادي، أو البحث عن مخرج دبلوماسي قد يكلفهم غاليًا سياسيًا. أما الولايات المتحدة، بقيادة مخرجين مثل ترامب، فتستمتع بالعرض من بعيد، تحصي الأرباح وتتجنب الفوضى. السؤال الكبير يبقى معلقًا في الهواء مثل ستارة لم تسقط بعد: إلى متى يمكن لأوروبا تحمل هذا الثقب الأسود؟ وهل ستخرج من هذه الدوامة دون أن تتحول إلى مجرد ذكرى في كتب التاريخ؟ انتظروا المشهد القادم، فقد يكون الأكثر إثارة... أو الأكثر كارثية!
|
|
||||
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
نسخ
- Copy
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
اضافة موضوع جديد
|
اضافة خبر
|
|
|||
|
نسخة قابلة للطباعة
|
الحوار المتمدن
|
قواعد النشر
|
ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن
|
قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن |
|
|
||
| المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها | |||