عدوان اسرائيل بالحرب.. بالانابة عن ترامب
علي عرمش شوكت
2025 / 6 / 15 - 15:00
تم تقاسم الادوار وتعددت الوسائل غير ان الهدف ظل واحداً وهو انشاء " شرق اوسط جديد "، محتواه وفحواه بسط نفوذ الامبريالية الامريكية، وقد اختيرت اليد الضاربة والقاعدة النووية اسرائيل لهذا الغرض. كما ان الحجة ذاتها التي استخدمت لاحتلال العراق عام 2003 تستخدم اليوم ضد ايران بذريعة امتلاك القوة النووية.. ولكي لا تفوتنا ان نشاهد عمق مراد الولايات المتحدة الامريكية، الا وهو سحق اي نفس يقف بوجه الكيان الصهيوني، وها هي ايران المتهمة بتأسيس محور تصدي، ومحاولة مسك سلاح مماثل نووي، وكذلك الخشية من امتدادها وبسط النفوذها، مما جعلها تصتدم بسياد بلدان المنطقة، وهذه هي الثغرة التي شكلت عاملاً شديد الفعل لاضعاف ايران، والذي دفع خصومها للاستفراد بها كما نشاهده من انعكاس حالة التفرج البائس ازاء العدوان الاسرائيلي الغاشم عليها.
وفي هذا المضمارايضاً غدت ادارة ترامب مثلها مثل ذلك الشخص الذي" يعطيك من طعم الكلام حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب ".. مع ذلك استطاعت استدراج ايران للتفاوض، وكان ذلك لغاية توفير فرصة لاسرائيل بحشد قواها وتعبأة مخازنها من الاسلحة الفتاكة الامريكية. هذا من جانب ومن الجانب الاخر جرجرت ايران الى مربع الخدر السياسي اضافة الى استخدام منهجية " العصا والجزرة " بهدف بسط الثقة لديها، على ان ثمة حلول ستتنازل عنها واشنطن لصالح طهران، متناسية السياسة المارقة والهادفة الى الغاء نفوذ ايران في المنطقة. التي تنتشر فيها المصالح الامريكية، لاشك انه لامرمقلق لادرة تراب وربيبته الكيان الصهيوني.. اما البعد الاخر هو سحب ايران من تحالفها مع روسيا. ان هذه الاخيرة قد اُبعدت من قدرة الدفاع العسكري عن ايران وذلك بتوريطها بحرب عدوانية مع اوكرانيا وكسراحد اجناحة روسيا، وليس بالمستبعد ان يشكل العدون على ايران وباحد غاياته تحطيماً لجناحها الاخر..
ويبقى البعد الاستراتيجي للعدوان على الجارة ايران باستخدامه كعاصفة غبرة شديدة تحجب الرؤية الدولية والانسانية زد على ذلك انعدام رؤية الانظمة العربية عن جرائم الصهاينة في فلسطين وتحديداً في غزة المستباحة وكذلك في لبنان المنكوب . وفي ظل هذا الاختلال السياسي الذي اصيب به الصف العربي منذ امد ليس بالقصير، نشاهد اليوم غبار الدم والسحق اليومي لارواح بريئة ، تطالعنا الحالة القائمة بمشهد مستفز حقاً بزيارة الرئيس الامريكي الى بعض بلدان الخليج العربي، واستقباله بحفاوي ملفتة للنظر. وليس هذا فحسب والانكى منه، تقديم اربع مليارات دولار دسمة له، التي يقال انه تناصفها مع اسرائيل كانت قد شكلت عاملاً مساعداً مهماً لها بشن حربها ضد الجارة ايران، التي احد اسباب خلافها مع الادارة الامريكية هو موقفها المؤيد للقضية الفلسطينية. اذن لا احد يلومنا عندما نشير الى غياب البصر والبصيرة العربيتين في هذه المرحة، التي يتصاعد فيها العدوان الى حد الانفلات .. وان القادم اخطر كما يبدو.
لابد ان نمر على بلدنا العزيز العراق. فثل النظام الحالي مثل الراقص على حبل جنباز وتحته هاوية سحيقة. فنظام المحاصصة المحنط يؤدي دوراً مطلوباً منه، واي خطأ سيجرفه الى الموت. ويبدو دون حنكة سياسية راح يشتكي عند ادارة تراب طالباً منها ان تمنع صواريخ اسرائيل من عبور الاجواء العراقية.. ان هذا الطلب سياتي الجواب عليه مشابهاً لجواب تراب على طلب ايران القاضي بتفكيك النووي الاسرائيلي حيث قال: " ان ايران تطلب اموراً لايمكن القيام بها " فهل يرى الجانب العراقي بان ترامب قادر ان يصطف بجانب الحكومة العراقية لايقاف الصواريخ الاسرائيلية عن العبور في اجوائه.. ان هذا يعني ايقاف الحرب التي رفض ترامب ايقافها في الجمعية العامة للامم المتحدة. يراد منه ان يقوم اليوم بمثل هذا الامر وبناءً على طلب الحكومة العراقية المتهمة اساساً لديه بالتبعية لايران فهل هو موقف سياسي ام تسجيل حضور ؟؟