(شيبوب)


سعد محمد مهدي غلام
2025 / 5 / 10 - 16:06     

[1] خراب الخافق والقرطاس

عَزْلاءُ الخافقِ، حُلْمُها بَرْدٌ: خضراءُ الدَّمَنِ؛
فاغرةٌ فاها، تَهْرَأُ فاقةً.
تَمَنْجَلَتْ، لا سترَ حاقَها،
رُضابُ جيبِ خواطري.

أُخَيْليَّةٌ، غَمَسَتْ أناملَها بودِّ تزلفٍ،
فارهةُ القناديلِ، نورُها بيدرُ الملحِ في فمي.

البَوْحُ وسْنانٌ،
دُخانُ مقابرهِ: دَفّانٌ مفطومٌ.

ضُروعُ الزرقةِ، تَقطرُ في ثغرِ الدراويش،
وقد شمروا للصلاةِ ببغداد: وصبٌ.


[2] شيبوب والحريق المقدس

أَقِمْ ضريحَ العشقِ مسطّحًا: لا قبةً، ولا مئذنةً.

اِمْتَطَتِ البتولُ الريحَ العاصف،
إذ جاشتْ داحسُ والغبراءُ.

شيبوبُ يحدو، ممتشقًا عُرْجونَهُ القديم،
زنابقُ كرستالٍ قُضِّيف: جذاذاتُ مراياهم،
تَهَوَّعتها شفاهُنا الناشفةُ: آهاتُ كيرِ كاوا.

ثبْ لرشدِك!
رُبابتكَ بلا وترٍ، دليلكَ النايُ منتهَشُ الثقوب.
صدرُك تكيّةُ الشجنِ، عنوانُكَ مذبحةُ رِيّا القرنفل.

ضاعتها أردانُ الصعلكةِ،
كأسُك عامرةٌ باللحاظِ الناعساتِ الكاكيةِ.

كنتَ، وكنا...

[3] ارتطام الخيانة بالموت

أصاح! أهريقَ النجيعُ؟!
أصاح! أدفِئِ الجرحَ!

حناءُ الوجوهِ أنواءُ الحجرِ المكسي.

خذلتنا الجيادُ، اكفهرتْ غمامةٌ بلا غيثٍ،
غربانٌ سُحْمٌ تواري أجداثَ الحدآتِ.

جبانةٌ بلدي؟!
جهنمُ بأوارِها بلدي؟!

مَسَدَ دماملَ أَدمنْتَها،
هاجتْ شأفةُ أُرومتِكَ؛ كِيَّها الشفاءُ.

لحاكَ الله، ابنَ أبي سلمى!
تصانعَ وقد سئمتَها...


[4] طوفان العار

فزعَ غربالُ عمركَ، اعتراكَ الحَسَكُ.

ثبْ لرشدك:
ناصبِ السرادقِ!

ليس للنفوسِ عزاءٌ،
طيفُ الجماجمِ لن يروي مصابَك.

مضغتكَ الصحراءُ كثيبًا،
وبصقتكَ صبّارًا بوجهكَ.

الجربُ، فاستحال لقارٍ: البصاق.

النارُ أذيالكَ، ذياكَ طرفُك الميالُ غَضَّه.

حوراءُ عينِ الأمسِ غوايةٌ،
إرضاعُ شيبتِكَ المطاعُ.

طأطئ!
لو خَطرتْكَ أنثى، فأنتَ عنينٌ.

نافقَ رائحتُكَ تزكمُ الخريطة،
مستباحٌ، مطلولٌ،
حاسرُ الملامحِ.


[5] السقوط والانكشاف

خؤولتُكَ الطينُ،
نكهتُكَ سربلتْ بالآسنِ الفرات.

هُتِكَ عرضُ أطلالِكَ.

قُم!!
المثاقبُ أوشابٌ مقنَّعةٌ.

قُم!!
لُبِسَ الكسوفُ الشمسَ، ليغطشَ أبيضَ الدنيا بأسودِها.

أُخْلُولِقَ أحمَرَقانٌ؟!

عمائمُ مناديلُ ورقٍ،
بأمرِ السادنِ، حُجِبَت العُزّى عن اللهِ عنا.

عَنَتِ الأعناقُ للأنطاعِ،
عهدُ عبيدٍ ما سادَ سيدٌ،
وحقّ من فلقَ وخلق!


[6] شهادات الخراب والفتوى السوداء

أذرفْ آثامَك، ابنَ الأشلاء!
دبرُك يدمعُ،
عجزُ الفحولةِ أطياع.

خاوي الوفاضِ،
أبريقُ الوضوءِ، كفُّ الصدى صديانٌ.

نحيبُك علةٌ،
تبلقعكَ دهشٌ، همسٌ، تسكابُ بابِ خرسان.

ضنتْ بشالِها،
التحفتْ نشيجَها على الشيخ!

تشهد!!
لا مها على الجسر،
لا على القاعِ ريم!

الرصافةُ ضاجعتْ كرخَها،
المخاضُ رصاصةُ سفّاح.

أبو دلفٍ همَّ بالفرار،
نحسُ النعمانِ جناحُ الأنوفِ.

ختمَ ابنُ مرجانةَ بيننا سِيماءَ.

خُنتَ رقابَ السماق،
قبل فضِّ بكارةِ النشيد.


[7] المعبد المنهار

فتوى خطَّها ابنُ أبي سلول:
لا تجوزُ الصلاة.

أعتابُ زمزمَ عرسٌ للياسمين تحظّلُ
ناصيةَ جباهِ الأعراب.

راياتُهم قُمْصُ اليَشَامخِ،
العِقالُ ما تشاء...