وهل تنطوي أكاذيب الإمبريالية على الماركسيين اللينينيين..؟
امال الحسين
2025 / 5 / 10 - 00:52
بين الضحك وإبراز أنياب الافتراس فرق كبير، أمريكا فاتحة السلام وإبراز القوة أمام أعدائها، تبشر العالم بقرب النهاية من مشروع سلامها، في أوكرانيا على أراضي أوروبا، وتبرز للعيان تحالفها المخفي مع بريطانيا، أمها الحنون التي تخلصت من أعباء الحياة بالاتحاد الأوروبي، بينما الأوروبيين بالاتحاد يبرزون نكرانهم لسلام ترمب بأوكرانيا الأوروبية.
سلام ترمب قبل نهاية الإبادة الجماعية وتجويع الأطفال بفلسطين، تفتعل أمريكا خصومة اللصوص مع الكيان الصهيوني ربيبها، والإبن الشرعي لبريطانيا التي لم تغرب الشمس عن مستعمراتها، حتى بشرت آل موسى بدولة عصية بأرض فلسطين، لتختتم بوعدها ذاك الحرب الإمبريالية الأولى، بعد بروز الشيوعية في الشرق الأوروبي روسيا، بقيادة لينين.
تستمر المدافع بروسيا وأوكرانيا رغم كذبة الهدنة باحتفالات ذكرى انتصار ستالين الشيوعي على ألمانيا النازية، التي تمت إدانتها بالهولوكست من طرف الصهيونية، وإثقالها بتبعات ذلك، بعد وقف مدافع الحرب الإمبريالية الثانية، وتقسيمها ببناء حائط برلين في نقطة لقاء جيوش ستالين الشيوعية وجيوش روزفيلت الإمبريالية، وتم تقسيم العالم بين الشرق الشيوعي والغرب الإمبريالي، وتتويج ذلك بإعلان دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين.
في مثل هذا اليوم تم هذا التقسيم التاريخي، ليتم تفعيل التناقض بين قطبين طرفي النزاع حول السيطرة على العالم، وتجلى ذلك فيما يسمى الحرب الباردة، عبر استمرار الحروب اللصوصية في البلدان المضطهدة، أكبرها حرب الإمبرياليات اليابانية، الفرنسية والأمريكية، هذه الأخيرة استمرت خمسة وعشرين سنة من إبادة الشعب الفيتنامي البطل، بعد تفجير القنبلتين الأمريكيتين بهيروشيما وناجازاكي اليابنيتين.
وتوالت الحروب الوطنية الثورية بالبلدان المضطهدة بالشرق الأوسط من قلب فلسطين، وأفريقيا بقلب جوهنسبورغ بجنوب إفريقيا، وصمدت ضد الميز العنصري الأوروبي المدعوم من طرف أمريكا، وهي أكبر ثورة شعبية تنتصر على الإمبريالية ويصبح نلسون مانديلا رمزها الثوري بإفريقيا، بينما تعيش فلسطين اليوم أطوار مأساة ثورتها المستمرة، في ظل بلورة شرق أوسط جديد في صيغة إسلامي متصهين.
في هذا اليوم احتفلت روسيا بانتصارات لم يصنعها حكامها اليوم، تقمصوا بطولات ستالين الشيوعي بحثا عن موطئ قوة في ذاك التاريخ العظيم، واجتمع أصدقاؤه بموسكو يترشفون كؤوس الفوتكا على انتصارات لم يشاركوا فيها، وكانت الصين الإمبريالية حاضرة لمواساة روسيا على نكساتها، في الحروب اللصوصية التي شاركت فيها بالمدافع في الشرق الأوسط وإفريقيا، كما شاركت فيها الصين بالصناعة والرأسمال المالي، وجنوب إفريقيا برفع تاريخ جوهنسبورغ عاليا، وتبقى فلسطين تتألم.
كل قادة الإمبريالية بالشرق والغرب وأتباعهما بآسيا وإفريقيا يهللون، كل من موقعه في الصراع الداخلي للإمبريالية، معتقدين أنهم يكتبون التاريخ الجديد للعالم، وهم في سلة واحدة تسمى حرب الحكومات على الشعوب، كما سمى لينين هذا الوضع يوما في صراعه ضد الإمبريالية، وتبقى الشعوب المضطهدة وعلى رأسها الشعب فلسطيني البطل، تبحث عن خلاص من محنتها تحت نقيضي الإمبريالية.
في نفس الوقت الذي تحتفل فيه روسيا والصين بتحالفهما على أنقاض عشرين مليون ضحية روسية، يتم فيه تجديد التحالف الإمبريالي بين أمريكا وبريطانيا على أنقاض أربعين مليون ضحية أوروبي وإفريقي، قضوا جميعهم في الحرب الإمبريالية الثانية.
هكذا يعيد التاريخ نفسه على شكل مهزلة كما قال ماركس، بعد سقوط حائط برلين، وامتصاص ألمانية الغربية لشعب ألمانيا الشرقية، وشكلا معا بأوروبا قوة صناعية هائلة، فهل تشكل جوهنسبوغ مركز القوة الصناعية بإفريقيا وتتحرر من الشرق والغرب..؟
تشكلت ثلاثة تحالفات بالعالم الإمبريالي، بآسيا بقيادة روسيا عسكريا والصين صناعيا، بأوروبا بقيادة فرنسا عسكريا وألمانيا صناعيا، وبين أمريكا وبريطانيا عسكريا وصناعيا، في محاولة لصناعة سلام إمبريالي بالقوة العسكرية، على حساب الشعوب المضطهدة تحت نيران الحروب اللصوصية المستمرة.
ويبقى الواهمون اللاعبون خارج اللعب الإمبريالية، يتخبطون في مشاكلهم الاقتصادية والسياسية، يتوهمون أنفسهم يصنعون التاريخ وهم خارج التاريخ.
فمتى يستفيق المتشبثون بالثورة والعازفون على أوتار الإمبريالية من غفوتهم..؟
فهل يستنهض المضطهدون هممهم أم يقعون في شراك الإمبرياليات المتشكلة..؟
متى يشرعون في بناء مسار تاريخهم خارج التحافات الثلاثة المشكلة داخل الإمبريالية..؟
هي تساؤلات مستقبلية مطروحة في حاجة إلى نقاشها من طرف المتشبثين بطريق ستالين، وبلورة إجاباتها الإيجابية في بناء الطريق الثوري، لمناهضة الإمبريالية وإسقاطها، ذلك ما يشكل تحديا أمام كل الشيوعيين الماركسيين اللينينيين.
أكادير في 09 ماي 2025