رسالة مفتوحة الى المناضلين المسؤولين في أجهزة النقابات القطاعية والمركزية..


حسن أحراث
2024 / 8 / 31 - 04:52     

تحية نضالية
نعلم جميعا أن هيمنة البيروقراطية قد أعدمت جُلّ فرص الفعل النقابي الكفاحي من داخل النقابة، قطاعيا ومركزيا، ولا تتردد في محاصرة أي "انفلات" وإجهاض أي شكل نضالي خارج تعليماتها وأوامرها وأجندتها. لكن ذلك لا يعني الامتثال للبيروقراطية والخضوع للأمر الواقع، أي الاستسلام أمام "جبروتها". بل بالعكس تماما، إن الموقف النضالي يستدعي فضح البيروقراطية المحمية من طرف النظام القائم وإعلان الارتباط بالشغيلة وفي مقدمتها العمال. فمادام انخراط المناضل بالنقابة يهدف الى خدمة الشغيلة، فليخدُم هذه الأخيرة وليس البيروقراطية. لأن الصمت يخدم البيروقراطية شئنا أم أبينا. فإما أن يكون المناضل مع الشغيلة أو مع البيروقراطية. لا صمت ولا حياد في الصراع. ولأن مصير الشغيلة واحد، فكل قطاع إنتاجي يهم القطاعات الأخرى. فليس مُبرِّرا أن نناضل في حدود قطاع واحد فقط، أي القطاع الذي ننتمي اليه!!
إننا نعي جيدا أساليب البيروقراطية التي تهدف الى تركيع المناضلين و"استخدامهم"، ومن بين ذلك ممارسة الضغوط المكشوفة والخفيّة (التضييق والتوقيف والطرد وتلفيق التهم الزائفة وإقامة المحاكمات/"المشانق"...) ووضع العراقيل وخنْق الأصوات المحتجة والتنسيق مع الأجهزة القمعية، بالإضافة الى التآمر ونصْب المقالب (أساليب الترهيب والترغيب، العصا والجزرة) وتأليب الشغيلة وخاصة العناصر المملوكة والموالية لها والمستفيدة من ريعها ضد المناضلين وضد بعضها البعض...
وبدون شك، نحن في مواجهة إجرام النظام وشراسة الباطرونا، مما يستدعي توحيد جهود المناضلين ميدانيا في أفق الوحدة السياسية. ففي خضم المعارك النضالية يُبنى صرْح التنظيم الثوري، ولنستحضر العنوان العميق والمُعبِّر الذي يكثِّف المعنى ويختصر التحليل: "لنبنِ الحزب الثوري تحت نيران العدو" (جريدة "الى الأمام"، العدد 9، السنة 1973)..
إنه من غير المقبول تسهيل مأمورية البيروقراطية من خلال الصمت أو السقوط في فخ المزايدة في صفوف المناضلين وركوب الذاتية القاتلة.. فلا مُبرِّر قد يصمد أمام مصلحة العمال. إننا جميعا معنيون بتحمل المسؤولية التاريخية في ظل هذه اللحظة الحاسمة والمنعطف الخطير من الصراع الطبقي، سواء كنا نقابيين (مسؤولين بالأجهزة أو قواعد نقابية) أو غير نقابيين..
إن المعارك النضالية تملأ الساحة السياسية والنقابية (عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك بمكناس وعمال منجم بوازار بورزازات وعمال كوباك بسلا وعمال ليدك ومسيرات العطش بمختلف المناطق...)، وكل المناضلين على علم بها وبتطوراتها ومآلاتها. وكثير من المعارك تم إجهاضه وكثير من العمال تم تشريده، بما يعنيه التشريد من معاناة في صفوف العائلات والأطفال خاصة..
إننا مدعوون أمام التاريخ لرفع صوتنا عاليا وإدانة الاستغلال والاضطهاد الطبقيين وإبداع آليات المقاومة والدعم من أجل انتصار معارك العمال...
النصر للعمال ولقضية شعبنا المكافح..