معركة عاملات وعمال شركة سيكوميك بمكناس: أين التضامن العمالي؟


حسن أحراث
2024 / 6 / 7 - 18:11     

نفرح للتضامن كغريق يتطلع إلى النجدة ويتشبث حتى بالقش.
لكن، أي تضامن نريد؟
التضامن مع القضايا العادلة مطلوب (إعلام وزيارات وقوافل ومساهمات مادية ووقفات ومسيرات وإضرابات...)، شريطة أن يكون من طرف جهات مناضلة، سواء كانت عمالية (النقابات...) أو غير عمالية (جمعيات، طلبة، معطلون...). والتحذير هنا، لأننا باستمرار أمام أطراف انتهازية تدعي التضامن، لكنها تخدم أجندات لا علاقة لها بالقضية المتضامن معها. وما يؤكد ذلك غيابها فيما بعد رغم الحاجة إلى استمرار التضامن والدعم. أليس غريبا، بل مخجلا أن تستمر معاناة عمال وعاملات سيكوميك لما يزيد عن ثلاث سنوات وفي ظل شروط اقتصادية واجتماعية فظيعة؟!!
أنحن فوق الأرض أم تحتها؟!!
أين المبدئية النضالية؟!!
وهل هذه المعركة وحدها معنية بالتضامن والدعم...؟!!
لنعد إلى السؤال المحرج:
أي تضامن يخدم أكثر معركة عاملات وعمال سيكوميك بمكناس؟
إن هذه المعركة البطولية التي تواصلت لسنوات في حاجة إلى الدعم النضالي من طرف الجميع، وخاصة الدعم والتضامن العماليين. إننا وانسجاما مع هويتنا الماركسية اللينينية نسعى إلى التضامن الأممي، من خلال الشعار الخالد "يا عمال العالم اتحدوا"، لكننا نعجز عن ترجمته في أقرب دائرة الينا، أي ببلادنا..
لقد كشفت معركة عاملات وعمال سيكوميك بمكناس غياب الدور العمالي المطلوب في خدمة قضايا العمال ولمدة أكثر من طويلة. وفضحت بالتالي مواصلة القيادات النقابية البيروقراطية لتواطئها مع الباطرونا المحمية من طرف النظام القائم. علما أن من بين أدوار النقابة مؤازرة كل العمال والدفاع عن حقوقهم وصيانة مكتسباتهم.
وقد فضحت أيضا الأحزاب السياسية المتخاذلة وشعاراتها. كما عرت عن واقع المناضلين ومن يدعي النضال. لأن غياب التضامن العمالي يسائل المناضلين النقابيين بالدرجة الأولى، ويطرح سؤال مهام المناضل داخل النقابة. وكذلك، فالعجز عن بناء الذات السياسية المناضلة القادرة على تأطير المعارك العمالية وخدمتها يصب في طاحونة النظام وعملائه الطبقيين. ويبقى شعار "بناء التنظيم تحت نيران العدو" مجرد شعار نردده على مسامع بعضنا البعض دون أن نخوض في سيرورة ممارسته إلى جانب المعنيين الأساسيين بالثورة المغربية، أي العمال والفلاحين الفقراء. ولدرء أي لبس مغرض، لا ندعو إلى "الاختباء" بدعوى إنجاز مهمة بناء الحزب الثوري؛ إن هذا الأخير لن يكون ثوريا إذا لم يترعرع في خضم الصراع الطبقي وبسواعد ثورية حقيقية، سواعد العمال والفلاحين الفقراء والمثقفين الثوريين.
وكخلاصة، لا مناص من تضامن العمال مع العمال ولو كره النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي والقيادات البيروقراطية والقوى السياسية الرجعية، بمن في ذلك القوى الظلامية والشوفينية...
إنها مهام آنية أمام المناضلين الثوريين..

إضافة ليست بعيدة عن الموضوع:

أين "عشاق" غزة الفلسطينية من "غزات" المغرب؟!!
السؤال موجه أساسا إلى الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع...

النصر لمعارك العمال ولنضالات بنات وأبناء شعبنا؛
النصر للشعب الفلسطيني في مواجهة الإجرام الصهيوني والرجعي والامبريالي...