عصر الأحزان


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 7415 - 2022 / 10 / 28 - 02:14
المحور: الادب والفن     

الذئب الوحيد في الغابة صار أبا
صار جدا
صار قبيله
صار ملكا لمجتمع الحيوانات الغبية
لأنه لا يعرف الرحمة
صار لما صار
الكلب العقوق
مع الذئب الغادر شكلوا عصابة
تبيع الذكاء
والحكمة
والوفاء
والرحمة
في سوق الكذب الشهير وسط الغابة
الحمار فاضي محكمة الحيوان
عين مستشارا له بتخصص الشجاعة
فاز الأرنب بالمنصب بجدارة
.....
الغابة التي ليس فيها أسود
ونمور
وفيلة
ليس فيها غير الخوف
حتى الأشجار الكثيفة
رحلت بهدوء
الذئاب لا تحب الشجر
والكلاب تهوى الهواء الطلق
أما أبناء وبنات أوى يحبون الحجور الرطبة
قاضي محكمة الغابة
لا يطلب غير العلف
ومساحة واسعة من المكان ليسمع صدى النهيق
تلك غابة محدثة على الطراز الجديد
ما من عصافير
ولا نسور فوق سماء ما كانت غابة
الجرذان وحدها تتنعم بقضم جذور الأشجار
وهي تشحذ أسنانها يوميا
لمرحلة قادمة
سيكون فيها الأرنب المستشار زعيما
للثوار
أو ربما ملكا من غير خيار
إنها قصة تشبه قصص بعص الإنسان
وغابة تشبه صورة بلدي
في عصر الأحزان