النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....28


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 7365 - 2022 / 9 / 8 - 10:43
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

العلاقة بين النقابة المبدئية المبادئية وبين النقابات المتعددة:.....9

وبعد وقوفنا على الفروق القائمة، بين النقابة، والحزب، أو بين الحزب، والنقابة، نصل إلى طرح السؤال:

هل يمكن للنقابة المبدئية، المبادئية، أن تنخرط في التحالفات، التي يمكن تشكيلها، لإنجاز محطة معينة، لفرض الاستجابة لمطالب معينة؟

إن من حق النقابة، أي نقابة، وخاصة النقابة المبدئية المبادئية، أن تنخرط في أي شكل، من أشكال التحالفات، التي تخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، خاصة، إذا كانت تحالفات سياسية صرفة، كما هو الشأن بالنسبة للجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية؛ لأن تحقيق الديمقراطية في المجتمع، أي مجتمع، يصير من مصلحة جميع أفراد المجتمع، بمن فيهم: العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. والذين يحرصون على أن تكون المنظمة، التي ينتمون إليها، ديمقراطية، والواقع، الذي يعيشون فيه، ديمقراطيا، خاصة، وأن الديمقراطية: بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، تعتبر مدخلا لتحقيق مجموعة من المكاسب، التي لا يتم تحقيقها إلا بالديمقراطية، سواء تعلق الأمر بالمكاسب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

وهذه التحالفات، التي تنخرط فيها النقابة، قد تكون آنية، تتعلق بمطلب معين، وقد تتعلق بمحطة مطلبية معينة، يتم التحالف من أجلهان تعبئة، وتنفيذا. وقد يكون التحالف من أجل إصدار بيان معين، يحمل موقفا نقابيا، من أجل قضية معينة، تهم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

غير أن النقابة، عندما تكون مبدئية مبادئية، عليها أن تتحرى، بدقة، حتى لا تنساق مع أي إطار لا مبدئي لا مبادئي، يمكن أن يتراجع عن موضوع التنسيق، في أي لحظة. والتحري، يقتضي اشتراط المبدئية المبادئية، من أجل الدخول في تنسيقن أو تحالف معين، حتى يضمن الانسجام، مع الفكر، الذي ينسق، أو يتحالف معهن لأن الاشتراط، من لوازم التنسيقن أو التحالف، الذي يستهدف القضايا، التي تهم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وإذا لم تلتزم الأطراف الراغبة في التنسيق، أو التحالف، فيما يهم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. فإن النقابة المبدئية المبادئية، تكون في حل من الالتزام بالتنسيق، أو التحالف لتخوض المعركة منفردة، دون تنسيق، ودون تحالف مع أي جهة، لا تقبل شروط النقابة المبدئية المبادئية.

وبعد مناقشتنا لمقاربة الجواب على السؤال:

هل يمكن للنقابة المبدئية المبادئية، أن تنخرط في التحالفات، التي يمكن تشكيلهان لإنجاز محطة معينة، لفرض الاستجابة لمطالب معينة؟

نجد أنفسنا، وجها لوجه، أمام العمل على مقاربة الجواب على السؤال:

هل يمكن أن تنخرط النقابة المبدئية المبادئية، في إطار الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية؟

وما دامت النقابة المبدئية المبادئية، تناضل من أجل تحقيق المطالب، ذات الطابع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وما دام النضال، من أجل الديمقراطية، بطابع سياسي، وما دامت النقابة المبدئية المبادئية تربط النضال النقابي بالنضال السياسي فإن النقابة المبدئية المبادئية، يمكن أن تنخرط، إلى جانب التنظيمات الأخرى، في إطار الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية، ذات الطابع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، خاصة، وأن ديمقراطية الواجهة، ليست إلا إطارا، لإعطاء الشرعية لتحرير الإرادة الشعبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى تصير الديمقراطية الحقيقية، التي يناضل من أجلها الكادحون، سدا منيعا، ضد تزوير الإرادة الشعبية.

والنضال من أجل الديمقراطية، يقتضي من الإطارات، المشكلة للجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية، أن تعمل على:

1) أن تكون مبدئية، تناضل من أجل قناعتها بالنضال، إلى جانب إطارات أخرى، محكومة بنفس المبدئية، من أجل تحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، باعتبارها ديمقراطية حقيقية، تحول دون تزوير إرادة الشعب المغربي، والعمل على إقبار ما يمكن تسميته بديمقراطية الواجهة، التي يحتمي بها الحكام، جملة، وتفصيلا.

2) أن تكون مبادئية، تقتنع، في بناء تنظيمها، بمبادئ معينة، وخاصة، مبادئ: الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، على أساس احترام التنظيم؛ لأن التنظيم، بدون مبادئ، كلا تنظيم. والذين ينتمون إليه، مضللون: بشكل، أو بآخر. وهو ما يعني: أن التنظيم يهدف إلى تمكن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من الإطار المبدئي المبادئي، الذي يقود نضالاتهم المطلبية، في أفق الاستجابة إلى مطالب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

3) أن يحترم التنظيم الديمقراطية الداخلية، المنظمة بنظام داخلي، يحدد طبيعة العلاقات الداخلية، بين الأفراد، وبين التنظيمات، وفي نفس الوقت، يحدد المهام، التي تخص كل مستوى تنظيمي معين، حتى تتصرف التنظيمات، بناء على اختصاصاتها، واختصاصات كل فرد منها، واختصاصات كل الأجهزة التنفيذية، والأجهزة التقريرية، والعمل على تحقيق الأهداف، التي وجد التنظيم من أجلها.

4) أن يكون التنظيم مهتما بالقضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تهم الشعب المغربي، وتهم كادحيه، جملة، وتفصيلا، حتى ينخرط في العمل، من أجل العمل على جعل الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة، في خدمة جميع كادحي الشعب المغربي، الذين يمارس عليهم الاستغلال، في أبشع صوره، حتى يتأتى التخفيف من حدته، أو القضاء على النظام الاستغلالي، بصفة نهائية.

5) أن يصير الانخراط في الجبهة الوطنية، للنضال من أجل الديمقراطية، وسيلة لجعل أي تنظيم منخرط في الجبهة، سواء كان حزبا سياسيا، أو جمعية، أو نقابة، أو أي تنظيم آخر، مهما كان، وكيفما كان، يسعى إلى رفع مكانة الشعب المغربي: إعلاميا، وممارسة نضالية، حتى يهب الشعب المغربي، للالتفاف حول الجبهة الوطنية، للنضال من أجل الديمقراطية، التي تمكنه من حقوقه، ليعود إلى رشده، ويمتلك وعيه بالذات، وبالواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وينخرط إلى جانب الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية، في أفق التسريع بتحقيق الديمقراطية الحقيقية، التي لا تكون إلا من الشعب، وإلى الشعب.

وهذه السمات، إذا توفرت في تنظيم معين، فإن ذلك التنظيم، يكون جديرا بالانخراط في الجبهة الوطنية، للنضال من أجل الديمقراطية.

وإن الشعب المغربي، سيكون معتزا بهذا التنظيم، كما هو معتز بالجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية. ولا نشك، في أن النقابة المبدئية المبادئية، ستكون كذلك.

وبمناقشتنا لمقاربة الجواب على السؤال:

هل يمكن أن تنخرط النقابة المبدئية المبادئية، في إطار الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية؟

نصل إلى مناقشة مقاربة الجواب على السؤال:

هل للنقابيين، العاملين في النقابة المبدئية المبادئية، من أجل تحقيق تلك المصالح؟

إن النقابيين الحقيقيين: المبدئيين، والمبادئيين، قد ينتمون إلى نقابة ما بعد الاقتناع، بمبدئيتها، ومبادئيتها، وببرنامجها النضالي، وبالمواقف التي تتخذها، من طبيعة الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة، وبالقرارات التي يتم تنفيذها على أرض الواقع، في مواجهة تعنت الحكم المتعنت، وفي مواجهة باطرونا الإقطاع الخاص، التي تستأسد، وبدعم من السلطة القائمة، من أجل تكريس الاستغلال الهمجي الإنتاجي، والخدماتي، والصناعي، والزراعي، والحيواني، وغير ذلك، مما لا يمكن إلا أن يضاعف الإنتاج، دون الزيادة في الأجور، أو في التعويضات، ودون تمكن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من الحقوق الإنسانية، والشغلية، التي يخرج منها القطاع الخاص، والقطاع العام، في معظم الأحيان.

والنقابيون الانتهازيون، الذي يوظفون النقابة، والعمل النقابي، لا يمكن أن يكونوا مبدئيين مبادئيين، ولا يمكن أن يقوموا بخدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا يمكن أن يفكروا بمصالح الجماهير الشعبية الكادحة، لسبب بسيط جدا، وهو أن هؤلاء النقابيين، انتهازيون. وانتهازيتهم، هي التي تحول دون ارتباطهم بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما تحول دون ارتباطهم بالجماهير الشعبية الكادحة. الأمر الذي يترتب عنه: أن النقابي الذي ليس مبدئيا، في ممارسته النقابية، وليس مبادئيا، حيث نجد أنه يمارس الانتهازية في العمل النقابي، بأبشع صورها، مما يجعله، يحفر قبره الذي يدفن فيه، بيده، ولا يمكن أن يطمئن على ما يفعل محليا، بالإطار التنظيمي الذي يقوده؛ لأنه تعود على استغلال التنظيم النقابي، وصار لا يستطيع أن يتخلى عن استغلال التنظيم النقابي؛ لأن ذلك، يحتاج إلى الكثير من النقاش، لإعادة التربية، التي يسود فيها الاحترام المتبادل، بين المسؤولين النقابيين، وبين الأعضاء النقابيين، في مستوياتهم المختلفة، وبين كافة النقابيين المبدئيين المبادئيين، وبين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبين النقابة بصفة عامة، وسائر الجماهير الشعبية الكادحة.

وكيفما كان الأمر، ونظرا للفساد الذي أصبح سائدا في المجتمع، وفي مختلف الإطارات، ونظرا لأن العمل النقابي المبدئي المبادئي، يهدف إلى محاربة الفساد، الذي أصبح سائدا في العلاقة بين المشغل، وبين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لمحاربة الفساد، في مختلف المؤسسات الشغلية، هو مهمة نقابية صرفة، وعلى النقابة أن تنجزها، وعلى النقابيين، أن يفعلوا العمل النقابي، في أفق إنجازها، حتى تصير المؤسسات الشغلية، خالية من كل أشكال الفساد، الذي يسيء إلى كرامة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كما يسيء إلى سمعة المؤسسة، التي لا يتم تسييرها، طبقا للقوانين المعمول بها، بقدر ما يتم تسييرها، حسب هوى المسؤول الأول، في القطاع العام، أو في القطاع الخاص، الذي يستغل نفوذه، للوقوف وراء حرمان العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من حقوقهم الإنسانية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. بالإضافة إلى حرمانهم من الحقوق الشغلية.

ذلك، أن التربية على العمل النقابي الصحيح، تحتاج من النقابيين، كذلك، إلى التربية على المبدئية، والمبادئية، وعلى التسيير، الذي يحترم أجرأة الديمقراطية الداخلية، والتربية على الديمقراطية القائمة في الواقع، مع احترام مضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. والتربية على حقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، بالإضافة إلى التربية على حقوق الشغل.

ولا أعتقد، أن منظمة نقابية معينة، تهدف في عملها اليوم، إلى تنظيم أيام للتربية على العمل النقابي الصحيح، والوقوف على الفرق بينه، وبين العمل النقابي التحريفي، الذي يعم معظم النقابات: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، في أفق جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يميزون بين العمل النقابي الصحيح، والعمل النقابي التحريفي، الذي صار معتمدا من قبل معظم النقابات، التي تدعي أنها تقوم بعمل نقابي صحيح، في الوقت الذي لا تمارس فيه إلا التحريف، بالإضافة إلى تنظيم أيام للتربية على الديمقراطية الداخلية، والديمقراطية الشعبية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والتمييز بينها، وبين ديمقراطية الواجهة. التي يعتمدها الحكم، لإعطاء الشرعية، لتزوير الإرادة الشعبية، في إطار انتخابات غير حرة، وغير نزيهة، وكذلك، تنظيم أيام للتربية على حقوق الإنسان: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والمدنية، كما هي قائمة في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، التي يحق لأي فرد، من أفراد المجتمع، التمتع بها، في أي مجتمع ينتمي إليهـ بما في ذلك المؤسسات الشغليةـ وكذلك تنظيم أيام للتربية على حقوق الشغل، كما هي متفق عليها، ومقررة دوليا، ومن واجب كل مؤسسة، كيفما كانت هذه المؤسسة، أن تعمل على احترام حقوق الشغل، باعتبارها حقوقا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ومعلوم، أن النقابة المبدئية المبادئية، التي تنجز العمل النقابي الصحيح، ولا تعمل على تحريفه، تتميز عن باقي النقابات التحريفية، التي لا تعمل إلا على خدمة مصالح الجهاز البيروقراطي، أو الحزب، أو الجهة التي تتبعها نقابة معينة، سواء كانت سلطة، أو حزبا سياسيا.

والنقابة المبدئية المبادئية، التي لا تنجز عملها النقابي الصحيح، إذا لم يكن النقابيون الذين يقودونها، مبدئيون مبادئيون، فإنهم يمارسون التحريف النقابي، من بابه الواسع، لجعل العمل النقابي الصحيح، في ذمة التاريخ.

وبعد أن ناقشنا مقاربة الجواب على السؤال:

هل للنقابيين العاملين في النقابة المبدئية المبادئية، مصالح معينة، يوظفون فيها النقابة المبدئية المبادئية، من أجل تحقيق تلك المصالح؟

نمر، إلى مناقشة مقاربة الجواب على السؤال:

كيف تربط النقابة المبدئية المبادئية، بين النضال النقابي، والنضال السياسي، في مختلف النضالات، التي تخوضها النقابة المذكورة؟

إن الربط بين النضال النقابي، والنضال السياسي، في الممارسة النقابية، هو العنوان البارز، على أن النقابة، تقوم بعمل نقابي صحيح، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وإذا كانت النقابة، لا تربط بين النضال النقابي، والنضال السياسي، هي نقابة تحريفية؛ لأن أي نقابة، هي نقابة ذات مطالب اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، وأن الإخلاص في النضال، من أجل تحقيق جميع المطالب، سواء كانت ذات طابع نقابي، أو ذات طابع سياسي، هي نقابة تهدف إلى تحقيق المطالب النقابية، والمطالب السياسية، مجتمعة. وهي بالتالي، نقابة مبدئية مبادئية، لا يهمها إلا خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

أما إذا كانت النقابة، لا تربط بين النضال النقابي، والنضال السياسي، فهي نقابة تحريفية، لا تهتم إلا بالمطالب النقابية الصرفة، التي تجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يهتمون إلا بأنفسهم، ولا يسعون إلا إلى توفير الخبز لأنفسهم، ولعوائلهم، وأسرهم. ونقابة كهذه، ليست مبدئية مبادئية. فهي تحريفية بالدرجة الأولى، وأن قيادة بيروقراطية، لا تهتم إلا بمصالح القيادة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، أو أن النقابة التي لا تربط بين النضال النقابي، والنضال السياسي، تعتبر نفسها جزءا لا يتجزأ من حزب معين. وهذا الحزب، لا يجعلها لا تهتم إلا بمصالحه الحزبية الصرفة، خاصة، وأن كل من يلتحق بالحزب، يعتبر ملتحقا بالنقابة، وأن كل من يلتحق بالنقابة، يعتبر ملتحقا بالحزب. الأمر الذي يترتب عنه: أن الحزب، هو النقابة، وأن النقابة هي الحزب، وأن الربط بين النضال النقابي، والنضال السياسي، تحول، بفعل انتماء النقابة إلى حزب معين، إلى الربط الجدلي، بين العمل النقابي، والعمل الحزبي، اللذين يصيران شيئا واحدان يبدأ بالحزب، ويعمل من أجل الحزب، ويسعى إلى خدمة الحزب، ليس إلا، ولا يعرف شيئا اسمه خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وهناك نقابة تحريفية أخرى، ليست بيروقراطية، وليست حزبية. إنها النقابة التابعة، التي التي يملى عليها من الجهة التي تتبعها، وهي، بالتالي، لا تخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بقدر ما تستميت في خدمة مصالح الجهة، التي تتبعها، والتي تملي عليها ما تقوم به لصالحها، اقتصاديا، واجتماعيان وثقافيان وسياسيا. وهو ما يترتب عنه:

1) أن النقابة المبدئية المبادئية، تربط بين النضال النقابي، والنضال السياسي، وتخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

2) أن النقابة البيروقراطية، باعتبارها نقابة تحريفية، لا تربط بين النضال النقابي، والنضال السياسي، ولا تهتم إلا بمصالح القيادة البيروقراطية، في مستوياتها المختلفة: اقتصاديان واجتماعيا، وثقافيان وسياسيا.

3) أن النقابة الحزبية، لا تربط بين النضال النقابي، والنضال السياسي، ولا تهتم إلا بمصالح الحزب: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

4) أن النقابة التابعة، هي نقابة، لا تربط، كذلك، بين النضال النقابي، والنضال السياسي، ولا تهتم إلا بخدمة مصالح الجهة، التي تتبعها: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا.

وبذلك، نصل إلى أن العمل النقابي الصحيح، يقوي النقابة، والعمل النقابي، ويدفع بالنقابة، والعمل النقابي، إلى التقدم، والتطور، والسعي إلى جعل النقابة، مهما تقدمت، ومهما تطورت، لا تخرج عن كونها نقابة، في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من منطلق: أن أمل هؤلاء في النقابة، عظيم، وسيبقى عظيما، على مدى عمرهم. وهذا: لا يعني أن النقابة المبدئية المبادئية، لا تنفي عن النقابة وجود انتهازيين، يستفيدون من النقابة، التي يضرونها، ولا يقومون بأي عمل يخدم مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بقدر ما يمارسون الابتزاز، بشكل فج، على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل تقديم خدمات فردية، وليست عامة، أو قطاعية، مما يسيء، بالدرجة الأولى، إلى النقابة، والعمل النقابي.

أما النقابة التحريفية، فمعروف عنها: أنها نقابة تحريفية، ولا تخدم إلا مصالح الجهاز البيروقراطي، أو مصالح الحزب الذي تنتمي إليه، أو مصالح الجهة التي تتبعها النقابة. ولا تخدم، أبدا، مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؛ لأن النقابة، والعمل النقابي، المبدئيان المبادئيان، وحدهما، يكونان في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.