التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية 29


طلال الربيعي
الحوار المتمدن - العدد: 7352 - 2022 / 8 / 26 - 01:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     

الشيوسانس من مشتقات غريزة الموت!
خطيئة الطب الحديث: الديكارتية!
خطيئتا الطب النفسي: الديكارتية والكاسبرية!

بلا شك ان فكرة ماركس عن فائض القيمة هي التي مكنت المحلل النفسي الفرنسي جاك لاكان من نشر مفهومه "الناضج" عن المتعة الفائضة ( فائض المتعة).
راجع:
-مدخل اولي الى لاكان-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372255
-مرحلة المرآة لدى لاكان-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372614
-مرحلة المرآة وعلم النفس التجريبي والايثولوجي-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372824
-مرحلة المرآة وعلوم الدماغ-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=374077

الحافز الذي يتخلل جميع إشارات لاكان إلى تحليل ماركس للسلع، هو التنادد البنيوي بين فائض القيمة لدى ماركس وما سماه لاكان المتعة الفائضة.
وصف فرويد هذه الظاهرة بأنها "كسب المتعة-كما في العصاب"، الذي لا يعني تصعيدًا بسيطًا للمتعة, بل انه متعة إضافية.

تصور فرويد الرغبة الجنسية كمفهوم كمي (أو "اقتصادي"): إنه الطاقة التي يمكن أن تزيد أو تنقص، والتي يمكن إزاحتها عبر الاعراض العصابية او التسامي في الانشغال بالثقافة والعلم, على سبيل المثال. أصر فرويد على الطبيعة الجنسية لهذه الطاقة، وطوال حياته حافظ على ثنائية تعارض الرغبة الجنسية بشكل آخر (غير جنسي) من الطاقة. عارض المحلل النفسي كارل يونغ هذه الثنائية، مفترضًا شكلاً واحدًا من أشكال طاقة الحياة "المحايدة"في الشخصية، واقترح أن يتم الإشارة إلى هذه الطاقة بمصطلح "الرغبة الجنسية".
رفض لاكان أحادية يونغ واعاد تأكيد ثنائية فرويد, واتفق مع فرويد في أن الليبيدو جنسية حصريا. يتبع لاكان أيضًا فرويد في التأكيد في أن الغريزة الجنسية هي ذكورية فقط. في الخمسينيات من القرن الماضي، حدد لاكان وجود الرغبة الجنسية في السجل المرآتي- التخيلي "الرغبة الجنسية والأنا في نفس الجانب. النرجسية هي شهوانية".
من عام 1964 فصاعدًا، كان هناك تحولا في التعبير عن الرغبة الجنسية بشكل أكبر بادراجها ضمن ال Real "الحقيقي" الذي بعرف لاكان هو كل ما يستعصى على اللغة التعبير عنه, لذا قد يلجأ البشر مثلا الى الموسيقى والأنغام والألحان كبديل (غير كامل!). ومع ذلك، لا يستخدم لاكان بشكل عام مصطلح "الرغبة الجنسية" في أي مكان بشكل مقارب لمفهوم فرويد، مفضلاً إعادة تصور الطاقة الجنسية من حيث كونها شيوسانس jouissance .

شيوسانس مصطلح لاكاني صعب الفهم بعض الشئ لأن لاكان اعطى تعريفات مختلفة للمصطلح في مراحل مختلفة من حياته الفكرية. المصطلح لا يجب ترجمته الى اللغات الاخرى لذا يبقى على حاله في كل اللغات.

تعني الكلمة الفرنسية "jouissance" أساسًا "الاستمتاع"، ولكن لها أيضا دلالة جنسية (أي "النشوة"orgasm) التي تفتقر إلىها الكلمة الإنجليزية "enjoyment"، وبالتالي تُترك دون ترجمة في معظم الطبعات الإنجليزية من لاكان, كما يظهر Shorter Oxford English Dictionary. راجع
Lacan in Contexts
David Macey
P. 288
https://www.ebay.com/p/1398699

كما لاحظت جين جالوب، في حين أن الأسم "النشوة orgasm" يمكن جمعه، فإن لاكان يستخدم مصطلح jouissance دائمًا في صيغة المفرد، ويسبقه دائمًا لام التعريف
Gallop, Jane (1982) Feminism and Psychoanalysis: The Daughter’s Seduction, London:
Macmillan
P. 30
https://link.springer.com/book/10.1007/978-1-349-16779-1

لم يظهر المصطلح في أعمال لاكان حتى عام 1953، استخدم لاكان المصطلح أحيانًا، عادةً في سياق الديالكتيك الهيغلي للسيد-العبد: يُجبر العبد على العمل لتوفير أشياء ليستمتع بها السيد. حتى عام 1957، كان يبدو أن المصطلح لا يعني أكثر من الإحساس الممتع الذي يصاحب إشباع حاجة بيولوجية مثل الجوع. بعد فترة وجيزة، أصبحت الدلالات الجنسية أكثر وضوحا؛ في عام 1957،استخدم لاكان المصطلح للإشارة إلى التمتع بشيء جنسي وإلى ملذات الاستمناء، وفي عام 1958 أوضح معنى الشيوسانس كنشوة الجماع الجنسي -للحصول على وصف أكمل لتطور هذا المصطلح في عمل لاكان, راجع David Macey أيضا أعلاه!

كما ينص معجم التحليل النفسي اللاكاني
An Introductory Dictionary of Lacanian
Psychoanalysis
https://www.davidbardschwarz.com/pdf/evans.pdf
jouissance
Pp. 93-4
في عام 1960 فقط طور لاكان معارضته الكلاسيكية بين jouissance والمتعة pleasure، وهي معارضة تشير إلى التمييز الهيغلي / الكوجيفي بين المتعة enjoyment والشهوة (اللذة) pleasure.
-مرحلة المرآة وديالكتيك هيغل-كوجيف-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=373666
مبدأ اللذة يعمل للحد من المتعة: إنه قانون يأمر الشخص "بالتمتع بأقل ما يمكن". في الوقت نفسه، يحاول الشخص باستمرار تجاوز المحظورات المفروضة على متعته لتجاوز مبدأ اللذة. لكن نتيجة تجاوز مبدأ اللذة ليس المزيد من اللذة بل الألم. لا يوجد سوى قدر محدد من المتعة يمكن للشخص أن يتحمله. بتجاوز هذا الحد، تتحول اللذة إلى ألم: الجويسانس هي "الطريق المودي إلى الموت": انها احدى مشتقات غريزة الموت.

بريخت والشيوسانس
بخصص رائد المسرح اللاأرسطي, برتولت ريخت , ذكرت في مكان آخر
"خلال فترة المنفى، ولأنه من الصعب أن يجد مسرحا لإنتاج عمله, اضطر بريخت لتطوير أشكال جمالية جديدة, ولهذا الغرض كتب الاعمال Me-Ti, the Keuner stories, and the Tui novel, as Brecht s Arbeitsjournal, التي يمكن اعتبارها على أنها توسع في تجاربه الجمالية وشمولها عالم الأدب النثري. وتجسد احدى هذه التجارب, مي-تي Me-Ti، مبادئ علم الجمال السياسية في مجال ادب النثر، وذلك في حين انها تشكل, في نفس الوقت, تعبيرا عن الصراعات السياسية في وقته. كما انها تكشف التناقضات والغموض في الموقف السياسي الخاص ببريخت.
ظل العمل مي-تي غير منشورا في حياته. ويحذر الكتاب من السعي لبناء تصورمتكامل جدا عن العالم. يتكون الكتاب من أشعار وقصص شخصية وتقييم للسياسة المعاصرة آنذاك. ونظرا لطبيعة العمل المثيرة للجدل، سعى بريخت للتمويه، وذلك باستخدام اسم الفيلسوف الصيني المعاصر لسقراط مي-تي Me-Ti، الذي يعرف اليوم باسم موزي Mozi. في هذا الكتاب, اسس يريخت اخلاقية عملية وفلسفية مضادة للمنهجية (لربما متأثرا بذلك بافكار صديقه القريب منه جدا فيلسوف العلم الكبير فيرآبند Paul Feyerabend, الذي كتب كتابا واسع الانتشار يرفض فيه المساواة بين منهجية محددة والعلم, وذلك في كتابه الذي اشرت اليه في حلقة سابقة والمعنون Aginst Method). وفي هذا الكتاب مي-تي, يناقش بريخت الديالكتيك الماركسي، لينين, ستالين, هتلر, محاكمات موسكو، والنظريات بخصوص الأحداث الجارية وقتها. وفيه يحذر من, ويشرح, كيفية استخدام الأيديولوجية لجعل الناس "خدام للكهنة".
Bertolt Brecht s Me-ti: Book of Interventions in the Flow of Thing
https://www.amazon.com/Bertolt-Brechts-Me-ti-Interventions-Things/dp/147257916X)
وقد كتب بريخت نص هذا التكاب في المنفى خلال الثلاثينيات والأربعينات من القرن الماضي، وكان العمل متأثرا بعمق بتعاون بريخت مع الفيلسوف كورش. بدأ بريخت جمع شظايا لكتاب عن الأخلاق الاجتماعية بعنوان "Buechlein mit Verhaltenslehren" (كتيب عن التربية الأخلاقية). خلال الفترة من 1935-1936، عندم اقام المنظر الشيوعي الشهير كورش مع بريخت في الدنمارك، واصل بريخت العمل على المشروع وتوسيعه في كتاب عن الأخلاق الاجتماعية على أساس تعاليم الفيلسوف الصيني القديم موتسي (باللغة الألمانية: مي تي), الذي يعكس افكار بريخت الساخرة والمركزة aphoristic بخصوص الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي وامور عصره.
والعنوان الفرعي للكتاب مي-تي هو "كتاب التغييرات"، و"التغييرات" هو مفهوم كان مستمدا من النص الصيني الكلاسيكي I, Ching I- تشينغ، أو كتاب التغييرات Book of Changes". والكتاب مي-تي ذو قيمة خاصة في التعبير عن موقف بريخت المعقد تجاه الماركسية لأنه يقدم حوارات بين المنظرين الماركسيين الرئيسيين باستخدام الأسماء الصينية المستعارة للاشارة الى المنظرين الماركسيين الكبار. فقد كان بريخت نفسه في وقت واحد منجذبا لأفكار الاشتراكية الديمقراطية التي تبناها اشخاص مثل لوكسمبورغ وكورش وكذلك الى شيوعية لينين وستالين. وقد سببت اعمال بريخت المعارضة للماركسية ألارثوذوكسية في كل من السياسة والجماليات الى عداء بينه وبين الحزب الشيوعي الألماني, وكذلك في نقاشات حادة بينه وبين لوكاش الذي كان ممثلا للمذهب الجمالي الماركسي الرسمي المتمثل في الواقعية الاشتراكية. على الرغم من أن بريخت كان له موقفا متناقضا داخل الحركة الشيوعية، إلا أنه قدم نفسه كماركسي أرثوذوكسي، و كمؤيد قوي للينين، ودافع علنا عن الأرثوذكسية الشيوعية في فترة ستالين. ولكن بريخت كان يعاني من تمزق في مشاعره ومن شكوك متعلقة بالستالينية والتطورات في الاتحاد السوفياتي. وجدت هذه الشكوك، التي كانت بريخت قد اسر بها الى منشقين ماركسيين مثل كورش وبنيامين، تعبيرا أدبيا لها في مي-تي، الذي هو واحد من أهم المصادر لقياس تأثير كارل كورش على بريخت وتناقضات بريخت السياسية.
على الرغم من أن بريخت يدرج نفسه في الحوارات، فإنه لا يمثل وجهة نظر متميزة، ولا مي-إن-ليه (لينين)، السيد كو (كورش)، أو أي من المشاركين الآخرين. وبالتالي فإن قراء هذه التجربة الأدبية هم زملاء عمل يساهمون من خلال التفكير الخاص بهم في إنتاج نقد ثوري والتفكير في النظرية والممارسة الماركسية، فضلا عن الأخلاقيات العملية. في الواقع، يرى بريخت أن الأخلاق والسياسة متشابكة مع بعضها البعض وان احد أهداف مي-تي هو جعل هذه الصلة واضحة ومقنعة.
في كامل العمل مي-تي، يطبق بريخت المفهوم المادي للتاريخ بخصوص تاريخ المادية التاريخية، كما فعل كورش في وقت سابق. وفي هذا العمل, تقبل بريخت الكثير من نقد كورش للستالينية، وأخذ على محمل الجد حجة كورش بأن مجالس العمال (السوفيات اوالمشار اليها ك R”---te) كانت أجهزة أصيلة للاشتراكية وليس البيروقراطية الحزبية. مثل كورش، يحلل بريخت كيف ان ممارسات ماركسية لاحقة نجحت او فشلت في تحقيق أفكار ماركس، والتي كانت بدورها تقيّم بشكل نقدي من حيث النتائج التي حققتها (او فشلت في إنتاجها). ففي المقطع "The Opinion of philosopher Ko Concerning the Construction of the Order in Su "فكر الفّيلسوف كو بشأن الأمر في سو", يكشف بريخت عن تعقد الوضع عند تحليله التطورات في الاتحاد السوفيتي ومقاربتها بالماركسية. و في هذا الكتاب يشير بريخت الى الديالكتيك كالمنهج الكبير "die große Methode", والى الشيوعية كالنظام الكبير "die große Ordnung", والى الرأسمالية كالأضطراب الكبير "die große Unordnung". واشار بريخت في الكتاب الى ان لينين "انشأ جهازا قويا للدولة لبناء النظام الكبير الذى يجب ان يصبح بالضرورة عائقا امام النظام الكبير فى المستقبل المنظور".
في الكتاب يشير بريخت إلى مذهب ماركس بخصوص اضمحلال الدولة عند الانتقال الى مرحلة اعلى من الاشتراكية (الشيوعية), بما مضمونه وعلى وجه التحديد ان بناء نظام بيروقراطي في الاتحاد السوفيتي كان سيشكل حجر عثرة كأداء في طريق بناء اشراكية ذات مضمون اكثر ديمقراطية, وكما حصل في الواقع. وكان ذلك اشارة مبطنة الى اعتقاد كورش إلى أن "بيروقراطية ستالين من شأنها أن تمنع تطورالاشتراكية التحررية". وحتى ان بريخت قد استعرض فكرة كورش بأن "النظام يعمل بشكل سيئ للغاية ويتحلل باستمرار، ويبعث رائحة حادة (مقززة)."

وعلى سبيل المثال، يشكل المقطع المعنون (The Trials of Ni-En (Stalin "محاكمات ني أون [ستالين]" انتقادات حادة لمحاكمات ستالين وقمع المعارضين له. وانه من المثير للاهتمام اختيار الاسم الصيني المستعار (أون) للاشارة الى ستالين لان اون تعني "لا" (حرف نفي) في الصينية، مما يعني بالتالي ان ستالين هو قوة سلبية. ولكن بريخت ينظر ايضا الى ستالين باعتباره "مفيدا" في عبارة بر يخت لبناء الاشتراكية لأن ما قام به ستالين في الواقع كان شيئا مفيدا لبناء الاشتراكية، على عكس المثقفين (Tuis بريخت) الذين يجيدون فقط الحديث وليس لديهم عبء اتخاذ القرارات الحقيقية. بريخت يعتقد ضمنا في حين أنه قد يكون من المفيد إزالة أعداء الاشتراكية، حتى من خلال المحاكمات، لكن المحاكمات الشكلية الستالينية قد اساءت للشعب . وهكذا يقدم بريخت موقفا يتميز بالاشكالية والتعقيد تجاه محاكمات ستالين لخصومه واقامة معسكرات الإرهاب والموت.

وفي المقطع "الحكم الاستبدادي ني-أون", ينتقد بريخت بشدة حكم ستالين الاستبدادي والارتداد إلى النموذج السلطوي للإمبراطور. ويشير بريخت إلى النسب بين لينين وستالين في تحقيق لينين الاستيلاء على السلطة وتراجع ستالين. ويشير بريخت الى تخلف روسيا كعامل مساعد في قيام وضع يسهل لمستبد مثل ستالين ان يمارس السلطة المطلقة في غياب التقاليد الديمقراطية الأكثر تقدما.

ويواصل بريخت نقده. ففي المقطع الخاص ب "البناء والانحدار تحت ني-أون", يشيد بريخت بالتقدم في االصناعة والزراعة الجماعية. بالنسبة لبريخت، شكلت الاشتراكية وضعا أفضل للإنتاج. ويبدو ان بريخت بدأ التفكير بان الاتحاد السوفياتي قد استطاع قدح شعلة الثورة في الإنتاج ويمكن أن يستحق الثناء من وجهة نظر اقتصادية بحتة. ولكن في الجانب السياسي طورالاتحاد السوفييتي شكلا من أشكال الاستبداد وليس الديمقراطية. ويلاحظ بريخت ايضا كيف تضررت الأحزاب الشيوعية خارج الاتحاد السوفيتي وشيوعيين جيدين في داخله بسبب عدم وجود الديمقراطية السياسية. ولكن بريخت ينتقد ايضا السيد كو (الفيلسوف كورش) لابتعاده عن المنهج الكبير, الديالكتيك. وهو نقد صحيح جزئيا فقط لأن كورش كان لا يزال مستمرا في الاعتقاد في اهمية الديالكتيك وباشتراكية المجالس الديمقراطية للعمال, وذلك على الرغم من رفضه بوضوح شيوعية الاتحاد السوفياتي.

يمكن للمرء أن يجادل ان كتاب بريخت مي-تي هو وجهات نظر بريخت في ما يقترحه للنقاش ولم يبد هو موقفه. وهو لم يرغب في نشره اثناء حياته لتجنب مهاجمة ستالين والاتحاد السوفياتي علنا. ولكن كتابه هذا, اضافة الى اعمال اخرى, يشكل دلالة بالغة على استمرار بريخت في التفكير مليا في توفير الأسس للجمالية الماركسية."
ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (35)
ttps://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=560334

ويعتقد الناقد المسرحي العراقي الراحل الكبير عبد المسيح ثروت, ان "نظرية التغريب التي جاء بها بريشت في مسرحه الملحمي الداعية الى تحفيز ذهن المتلقي (هي) بعكس نظرية ارسطو التطهيرية والتي تبعث على الملل والاسترخاء، فيعتقد يوسف انها ليست جديدة في اصولها ومصادرها وتعود الى استنباطات روسو وهيغل وماركس وبخاصة الاخير الذي اوضحها في العديد من كتبه ومؤداها (ان الانسان ينسلخ في المجتمع الراسمالي من انسانيته بانسلاخه من شخصيته فالعامل المفروض فيه ان يمل كما اداة عمله،ينتزع منه رب العمل الراسمالي ملكيته هذه وانتزاع الملكية هذه نوع من انواع التغريب الذي يمثل في الانفصال بين المالك والمملوك بين الذات والموضوع."
-دور يوسف عبد المسيح ثروت في اثراء النقد المسرحي-
https://almadasupplements.com/view.php?cat=20512

أثرت جماليات بريخت على الكتاب المسرحيين السياسيين في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الهند وإفريقيا. طور المسرحي البرازيلي Augusto Boal الشكل البريشتاني فى مسرحه المشهور دوليًا للمضطهدين
Theatre of the Oppressed
https://www.culturematters.or

يدعونا الفيلسوف الماركسي والمحلل النفسي اللاكاني فاسلاي جيجيك الى التمعن في Brecht s Me-ti كمثال للشيوسانس .
"فكر في Brecht’s Me-ti...الذي، في سرده لتاريخ الحركات الثورية في أوروبا، ينقلها إلى الصين الخيالية (أصبح تروتسكي To-tsi ، إلخ.): إعادة ترجمتنا للأسماء الصينية الزائفة لتعود إلى أصلها الأوروبي ("آها، To-tsi هو Trotsky! ") يجعل النص أكثر إمتاعًا - فقط تخيل مقدار فقدان Me-Ti لقيمته إذا تمت كتابته كتقرير مباشر عن التاريخ الأوروبي"
The Varieties of Surplus
Slavoj Žižek
P.8
https://problemi.si/issues/p2017-1/01problemi_international_2017_1_zizek.pdf

ان الخلط بين الشيوسانس والمتعة عموما, اوخصوصا في الاوساط الطبية الرسمية له نتائجة الفتاكة او المهلكة. الرأسمالي يعمل ليس من اجل سد حاجاته بل من اجل المزيد من رأس المال وهي عملية عبثية لكونها لا نهائية والمتعة فيها مؤجلة الى ابد الآبدين- والنسخة الكاريكاتورية لهذا النوع من نمط المتعة المؤجلة نلمسه في فساد العملية السياسية في العراق كتركيبة بنيوية, فكلما زاد ثراء رجالاتها ونساءاتها (!), كلما ازدادت آلام الشعب وامكانية تقوض هذه العملية وتصدعها وسقوطها المحتم عاجلا أم آجلا.

وعلى صعيد الطب الرسمي-الحديث, يمكن اعتبار عدم التمييز بين الشيوسانس والمتعة في أنه نتيجة لخطأ ديكارتي في الفصل بين الجسم والعقل
Descartes’ Error Summary
https://fourminutebooks.com/descartes-error-summary/
والحصيلة هي فلسفة سيئة تحكم مؤسسة الطب حاليا.
تقول الفيلسوفة Diane O Leary
"فلسفة الطب السيئة تهدد صحتك!
علاقة الطب والفلسفة مضطربة. الطب مسعى عملي يهدف إلى نتائج ملموسة. من ناحية أخرى، فُسرت الفلسفة على أنها نوع من أنواع الأشياء التي لا تزال قائمة منذ العصور القديمة. اليوم ، بعيدًا عن الأخلاقيات الطبية (التي احتلت مكانًا صحيحًا في المهنة)، من الصعب أن نرى كيف يمكن لتجريد الفلسفة أن يحدث فرقًا حقيقيًا في صواميل ومسامير التشخيص والعلاج."
النتيجه هي:
"بناءً على هذا القلق الفلسفي المشوش، فإن الطبيب الذي يتابع تدريبه سيفسر تلقائيًا الأعراض غير المبررة طبيًا على أنها مشاكل نفسية."
Medicine s bad philosophy threatens your health
https://iai.tv/articles/medicines-bad-philosophy-threatens-your-health-auid-2225
وكأن الطب النفسي هو سلة مهملات فروع الطب الأخرى!
وتضيف
"بالنسبة للكثير من الأشخاص الذين يعانون من أمراض لا يتم تشخيصها بسهولة، تعتبر الفلسفة السيئة عقبة أمام الصحة والسلامة وتخفيف الآلام والمشاركة الكاملة في الحياة.
وكلام O Leary يذكرنا بكلام المحلل النفسي كارل يونغ في أن الذهان مجرد تشخيص يفيد الطبيب وليس المريض. المهم, لدى يونغ, هو التوغل الى السردية التي تحمل مفتاح الحل للغز الذهان في هذا المريض او ذاك.

خطيئة الطب الحديث هي خطيئة ديكارتية. اضافة الى الخطيئة الديكارتية, يتسم الطب النفسي بخطيئة انصياعه الأعمى للفلسفة الوجودية لمؤسس علم الامراض النفسية الطبيب النفسي والفيلسوف والثيولوجي كارل ياسبرز.
Karl Jaspers is considered the uncontested founder of psychopathology
Brain Mythologies
Jaspers’ Critique of Reductionism from a Current
Perspective
https://www.klinikum.uni-heidelberg.de/fileadmin/zpm/psychatrie/fuchs/Brain_Mythologies_Jaspers.pdf
و هي فلسفة تتماشي مع مبدأ الربح لشركات الادوية العالمية, وبالتالي مع فلسفة الطب النفسي النيوليبرالي, كما شرحت في مكان آخر
-الطب النفسي النيوليبرالي-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=505656
يتبع