النقابة والعمل النقابي في عصر عولمة الفقر.....20


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 7341 - 2022 / 8 / 15 - 07:34
المحور: الحركة العمالية والنقابية     

العلاقة بين النقابة المبدئية المبادئية وبين النقابات المتعددة:.....1

ونظرا لأن النظام المخزني، سمح بالتعدد النقابي، ليفتح الباب على مصراعيه، أمام الفساد النقابي. وأكثر من هذا، فإنه مكن كل حزب من تكوين نقابة صورية، إيغالا في تضليل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يقصدون أي نقابة، مهما كانت، وكيفما كانت، حتى لا يلجأوا إلى النقابة المبدئية المبادئية، التي تخلص في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ومعلوم، أن التضليل يهدف إلى جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يفقدون بوصلة للتوجيه النقابي السليم، للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وعندما يفتقدون البوصلة، يجعلون مختلف النقابات، في نفس الكفة، حتى يحكموا على جميع النقابات، بممارسة الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، لينتموا، بذلك، إلى أي نقابة فاسدة، ليصيروا أيضا فاسدين، جملة، وتفصيلا.

ومعلوم، كذلك، أن الفساد النقابي، وأن الفاسدين النقابيين، يجعلون أرباب العمل، يطمئنون على مستقبلهم، ومستقبل المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، التي يشرفون عليها، ويسيرونها، سواء كانت هذه المؤسسات، الإنتاجية، والخدماتية، عمومية، أو خاصة. كما يجعلون الفاسدين، في مختلف الإدارات الحكومية، يزدادون فسادا، لأن العمل النقابي، الذي يمارسونه، فاسد، ومنتج للفساد.

وانطلاقا من هذه التوطئة، التي وضعنا فيها الشروط، التي تقف وراء هذا الكم الهائل من النقابات، التي تملأ الساحة العمالية، والخدماتية، والكادحية، مما يشوش على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين لا يدرون أي نقابة يقصدون؛ لأنهم لا يميزون بين النقابة المبدئية المبادئية، والنقابة اللا مبدئية اللا مبادئية، التي يعتبرها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، نقابات تحريفية، وإطارات لممارسة الخيانة في حق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولممارسة الفساد الانتخابي، وهو ما يجعلنا نتساءل:

ما هي النقابة؟

وما هو العمل النقابي؟

وما هي النقابة المبدئية المبادئية؟

وما هي النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية؟

وما هي الفروق القائمة بين النقابة المبدئية المبادئية، والنقابة اللا مبدئية اللا مبادئية؟

وبماذا نميز بين النقابة المبدئية المبادئية، وبين النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية؟

بماذا تهتم النقابة المبدئية المبادئية؟

وبماذا تهتم النقابة اللا مبدئية اللا مبادئية؟

وماذا نعني بالنقابة البيروقراطية؟

وماذا نعني بالنقابة الحزبية؟

وماذا نعني بالنقابة التابعة؟

وهل يمكن أن تلعب النقابة دور الحزب السياسي؟

هل يمكن أن تتحول إلى نقابة ثورية؟

لماذا يشترط في النقابة أن تكون مبدئية مبادئية، كعنوان على إخلاصها، في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

لماذا نعتبر أن النقابة لا تتجاوز أن تكون إصلاحية، ولا يمكن أن تصير ثورية أبدا؟

وهل يمكن للنقابة المبدئية المبادئية أن تنخرط في التحالفات، التي يتم تشكيلها لإنجاز محطات معينة، في إطار برنامج معين، لفرض الاستجابة لمطالب معينة؟

وهل يمكن أن تنخرط النقابة المبدئية المبادئية، في إطار الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية؟

وهل للنقابيين العاملين في النقابة المبدئية المبادئية، مصالح معينة، يوظفون فيها النقابة المبدئية المبادئية، من أجل تحقيق تلك المصالح؟

كيف تربط النقابة المبدئية المبادئية، بين النضال النقابي، والنضال السياسي، في مختلف النضالات التي تخوضها النقابة المذكورة؟

وهل يمكن أن تعمل النقابة المبدئية المبادئية، في إطار الربط الجدلي، بين النضال النقابي، والنضال الحزبي؟

ألا يسيء العمل الحزبي إلى النقابة؟

وما هي الخلاصة التي نخرج بها من كل ذلك؟

وبناء على هذه الأسئلة، التي طرحناها، نستطيع القول:

بأن النقابة، هي الإطار الذي ينتظم فيه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، سواء كان هذا الإطار، الذي ينتظم فيه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مركزيا، أو قطاعيا، من أجل الدفاع عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل مواجهة مختلف الممارسات، من قبل أجهزة الدولة، ضد العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من قبل أجهزة القطاع الخاص، التي تمارس الاستغلال الهمجي، على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهضم حقوقهم الإنسانية، والشغلية، والحرص على نفوذ الرأسمال، بطرق غير مشروعة، وعلى حساب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

والإطار النقابي، يشكله العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويعمل على تكوين ملفاتهم المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وقيادة النضالات المطلبية من أجلها، والعمل على تحرير العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من استعباد الإدارة المباشرة، وغير المباشرة، ومن أجل العمل على تحسين شروط العمل: المادية، والمعنوية، بالإضافة إلى قيام النقابة، بقيادة النضالات المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يتأتى أن تستجيب الإدارة، لمختلف المطالب النقابية، بعد التفاوض مع الإدارة، حول المطالب، والاتفاق معها، والعمل على جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يمتلكون وعيهم بالذات، وبأوضاعهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى تحرير الإنسان، في كل عامل، وفي كل أجير، وفي كل كادح، والحرص على تحقيق، واستيعاب الديمقراطية، بمضامينها المختلفة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.

والإطار النقابي، الذي يقود العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومستميتا في خدمتهم. وهو عمل لا يمكن أن يصنف النقابة، إلا في إطار النقابة المبدئية المبادئية، التي لا تهتم إلا بخدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا تهتم لا بمصالح القيادة النقابية، ولا بمصالح الحزب، ولا بمصالح أي جهة تتبعها النقابة.

وبالنسبة للعمل النقابي، هو بمثابة ممارسة نقابية ميدانية، تهدف إلى تفعيل ما يتم الاتفاق عليه، في إطار النقابة المبدئية المبادئية، التي اقتضى الوضع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، سعيا إلى تحرير الإنسان، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، بعد أن تتم الاستجابة إلى المطالب النقابية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يتمتعون بحقوقهم الإنسانية، وحقوق الشغل.

والعمل النقابي، باعتباره عملا ميدانيا، يهدف إلى:

ا ـ تعبئة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل خوض المعارك النضالية المطلبية، في أفق التفاوض، أو التحاور مع الإدارة الرسمية، أو الخاصة، أو الحكومية، حتى يتبين الاتفاق مع أجهزة الجهة المتحاور معها، أو المتفاوض معها، في أفق الاستجابة إلى المطالب: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

ب ـ توعية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في أفق امتلاك الوعي بالذات، وبالأوضاع: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى الإبداع في النضال المطلبي، في أفق امتلاك الوعي الطبقي، الذي يعطي للصراع مدلوله الطبقي، حتى وإن كان في مستواه النقابي، الذي لا يتجاوز التخفيف من حدة الاستغلال المادي، والمعنوي.

ج ـ جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يفرقون بين قيمة الإنتاج، وفائض القيمة، حتى يستطيعوا إدراك ما ينالونه من الإنتاج، الذي ينتجونه، وبين ما يذهب إلى جيب مالك وسائل الإنتاج، حتى يتأتى إدراك قيمة البضائع المنتوجة، ومكونات تلك القيمة، وما يأخذ منها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وما يذهب إلى جيب مالك وسائل الإنتاج، بعد استخراج باقي القيم، حتى يتأتى لهم إدراك قيمة الاستغلال، الممارس عليهم، ماديا، ومعنويا.

د ـ جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يدركون: أن الوعي النقابي، لا يتجاوز السعي إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، وأن الوعي الطبقي الحقيقي، يهدف إلى تغيير الأوضاع: من أوضاع يسود فيها الاستغلال، إلى أوضاع يصير فيها الإنتاج، جملة، وتفصيلا، لصالح المجتمع ككل.

أما باعتبار العمل النقابي عملا مبادئيا، فإنه يهدف إلى:

ا ـ جعل العمل النقابي وسيلة لتربية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، خاصة وأن الديمقراطية، لا تكون إلا بالمضامين المذكورة، وإلا فإن ما صار يعرف بديمقراطية الواجهة، لا يمكن أن يعتبر ديمقراطية؛ لأنه مجرد صناعة مخزنية، للتغطية على تزوير نتائج الانتخابات، لتكريس التصور المخزني للديمقراطية، من تحصين الاستبداد، الذي يكتسب شرعية الواقع، عن طريق تزوير الإرادة الشعبية، عن طريق الانتخابات، التي تجري في إطار ديمقراطية الواجهة.

ب ـ جعل العمل النقابي، وسيلة للتربية على التقدمية، حسب المفهوم النقابي للتقدمية، الذي يهدف إلى إبراز أهمية العمل النقابي: الديمقراطي، الجماهيري، المستقل، والوحدوي، الساعي إلى جعل المطالب النقابية، ذات بعد جماهيري، يسعى إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، لمجموع الجماهير الشعبية الكادحة، حليفة للطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من الجماهير الشعبية الكادحة.

ج ـ جعل العمل النقابي، وسيلة لجعل النقابة متوجة أمام الجماهير الشعبية الكادحة، وأمام القطاعات الشعبية المختلفةن سعيا إلى جعل العمل النقابي، مفتوحا أمام الجميع، ومن أجل الجميع، وخاصة من يكدح لأجل العيش الكريم، الذي يقتضي استحضار الإنسان في الفرد، وفي الجماعة، من أجل أن تتحول الحياة، إلى حياة إنسانية، تختفي منها كل أشكال المصالح، والخروقات، التي تلحق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتلحق الجماهير الشعبية الكادحة.

د ـ جعل العمل النقابي، وسيلة للتربية على الاستقلالية، التي تجعل النقابة بعيدة عن أن تصير نقابة بيروقراطية، وعن أن تكون حزبية، وعن أن تتحول إلى نقابة تابعة لجهة معينة، وحرصا على أن تبقى نقابة مستقلة، ذات مطالب، تستجيب لإرادة جميع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

ه ـ جعل العمل النقابي، وسيلة للتربية على العمل الوحدوي، على مستوى صياغة المطالب الوحدوية، وممارسة التعبئة الوحدوية، والقيام بالنضال الوحدوي، والتفاوض، أو الحوار الوحدوي، في أفق انتزاع مكاسب وحدوية، فكأن النقابة القائمة في المجتمع، واحدة.

والعمل النقابي الممارس في الواقع، تقوده نقابة واحدة، مما يعطي للنقابة قيمتها، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وفي صفوف الشعب المغربي. وهو ما يجعل الجميع، يساهم في إنجاح المحطات النضالية، لإرغام الجميع، على الاستجابة الشاملة، لمطالب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، كممارسة وحدوية هادفة، إلى جعل دور الشعب حاضرا في الفكر، وفي الممارسة.

والنقابة المبدئية المبادئية، هي النقابة التي لا تستحضر في ممارستها اليومية، إلا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، باعتبارها الإطار الذي يلجأون إليه، من أجل الانتظام فيه، وتكوين الإطار النقابي، الذي يخصهم، على جميع المستويات، ويقود نضالاتهم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى تحرير الإنسان، والتخفيف من حدة الاستغلال المادي، والمعنوي، حتى لا يصير الإنهاك، الذي ينخر كيان العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هو المتحكم في مجال الإنتاج، والخدمات، ومن أجل أن يصير العامل، والأجير، والكادح، قادرين جميعا، على مواصلة العمل، مع الجودة في الإنتاج، وفي الخدمات، دون اعتبار للكم، الذي لا يتأتى إلا على حساب الكيف. والعالم كله الآن، أصبح مشدودا إلى العمل على الإنتاج الجيد، الذي صار مطلوبا، على جميع المستويات؛ لأن جودة الإنتاج، ترفع قيمة البضاعة، مهما كانت هذه البضاعة. وعدم الجودة، يجعل البضاعة، أي بضاعة، بقيمة متنافية، مع القيمة الحقيقية للبضاعة التي تفتقد الجودة، أو بدون قيمة أصلا، مما يجعلها معرضة للتلف، أو للإتلاف، من أجل التخلص منها. وخاصة إذا انتهت مدة الصلاحية.