الدولة البوليسية والاعتقال السياسي


التيتي الحبيب
الحوار المتمدن - العدد: 7252 - 2022 / 5 / 18 - 18:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي     

من وحي الأحداث 458


لا زالت السجون المغربية تعج بالعشرات من المناضلين المعتقلين على خلفية حراك الريف او على خلفية أنشطتهم النضالية في الحركة الطلابية او في الواجهات الحقوقية والنقابية والصحافية يؤدون ضريبة مواقفهم الشجاعة الرافضة للظلم والاستبداد السياسي وهدر الحقوق والتعدي على المكتسبات البسيطة التي انتزعها شعبنا بفضل تضحيات غالية.
تسارع الدولة البوليسية الى تصفية اثار ونتائج حركة 20 فبراير المجيدة والتي اظهرت بان الخوف انتقل من صفوف الشعب الى صفوف أعدائه. إنهم باتوا يعلمون بان ساعتهم قد ازفت او تكاد وتوقيتها يملكه هذا الشعب لما يقرر ان ينهض ويحسم مصيره ويأخذه من أيدي من تسلطوا عليه او اغتصبوا حقوقه.
ومن اجل تصفية نتائج حركة 20 فبراير وظف النظام القائم الأحزاب المخزنية والممخزنة في تطبيق سياسة القمع الممنهج ابتداء من تصريحات الرميد باعتباره قيادي في البيجيدي وبصفته وزيرا للعدل في حكومة بن كيران تلك التصريحات التي اعتبر فيها الشعب متغول وعلى الدولة ان تسترجع هيبتها وتبع هذا التصريح حملات إصدار البيانات الحزبية تخون حراك الريف أو تتهم المناضلين بالولاء للأجنبي وأخيرا تم تأسيس جمعيات مرتزقة تدافع على أجهزة القمع باسم الدفاع على حقوق الإنسان.
هكذا تمضي الدولة البوليسية في عملية تصعيدها ضد المناضلات والمناضلين وبدأت تتصيدهم من داخل صفحات التواصل الاجتماعي وتوجه لهم تهما خيالية والهدف من هذه الحملة هي استعادة المبادرة وزرع الخوف في قلب المناضلات والمناضلين وإشعار الجميع بأنه تحت المراقبة اللصيقة والمتابعة الدائمة. ومما يسمح لها بذلك هو الاتفاقات العلنية والسرية المبرمة مع الأجهزة الاستخباراتية الامبريالية والصهيونية والحصول على العدة التكنولوجية والتطويرات البرماجية كما تكشف في موضوع بجاسوس وغيره.
إن من واجب القوى المناضلة هو التصدي لهذه السياسة القمعية والتضامن مع جميع المعتقلين والدفاع عن حقهم المشروع في الحرية بدون قيد أو شرط. إن مهمة النضال من اجل إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين مهمة لا تقبل التأجيل أو المقايضة. إن مطلب إطلاق سراح المعتقلين السياسيين لن يتحقق ما لم تنطلق حملات متواصلة على الصعيد الوطني وعلى الصعيد الدولي وحشد اكبر قدر من التضامن والضغط من اجل هزم التحالف الرجعي الامبريالي الصهيوني الذي يوفر مظلة للدولة البوليسية للتمادي في تغولها وهدر الحقوق والتنكيل بالقوى المناضلة والأصوات الحرة في المغرب.