الخطف والتغييب عند سلطة الإسلام السياسي باسم الزعاك أنموذجا


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7082 - 2021 / 11 / 20 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

((لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود)) لائحة حقوق الانسان.

تزايدت بشكل كبير حالات الاختفاء والتغييب في العراق، خصوصا بعد انتفاضة أكتوبر-تشرين وتسلم الميليشيات للحكم بشكل رسمي، ففي أيام تلك الانتفاضة كان الشباب يٌخطفون من الساحات او عند خروجهم منها، كانت الأجهزة الأمنية تشترك في عمليات الخطف تارة وتسهل لتلك العمليات في أخرى، فتلك الأجهزة كانت تحيط بالساحات من كل جانب، بحجة حمايتها، مع ان اغلب حالات الخطف والقتل كانت تجري تحت ناظرهم "مجزرة السنك"، فهم في الحساب الأخير ميليشيات لكن بزي رسمي.

في أيام صدام كان المقبوض عليهم، خصوصا المعارضين، او المشتبه بهم، يختفون في السجون، فلا احد يعلم اين سجن هذا الشخص او ذاك؛ في هذه الأيام، أيام الإسلاميين الفاشست، وبعد ان يتم خطفك، فأنك ستضيع تماما، فكل الميليشيات لديها سجون ومعتقلات، والسلطة الرسمية لديها سجون ومعتقلات، بل وحتى بعض العشائر اصبح لديها سجون؛ فقد تكون عند امن الحشد مثلا، او في احدى مزارع الميليشيات، او في مبنى المخابرات، او الامن الوطني او الامن العام، او مراكز الشرطة، او مكاتب الميليشيات؛ وانت في كل تلك الأماكن تتعرض لأبشع صنوف التعذيب ،النفسي والجسدي، وقد ينتهي بك المطاف قتيلا.

باسم الزعاك ناشط في انتفاضة تشرين، يعمل في احدى القنوات الإعلامية، قام بتصوير اعتصام أنصار الحشد والقوى الخاسرة بالانتخابات، بعدها انطفأ هاتفه ليختفي؛ انها قصة روتينية، بتنا نسمعها بين فترة واخرى؛ اختطف باسم الزعاك وضاع، لا أحد يعلم مصيره مثل اقرانه "علي چاسب، سجاد العراقي، توفيق التميمي، مازن لطيف، جلال الشحماني" والمئات غيرهم من الشبيبة، الذين يقبعون في غياهب السجون والمعتقلات، لا احد يعلم مصيرهم، بل لا يجرؤ احد عن السؤال عنهم.

في عراق اليوم لديك الحق في اختيار الجهة التي تختطفك وتغيبك، فمجرد ان تنتقد هذه الجهة او تنتقد قائدها فسيتم خطفك او اغتيالك؛ ويشمل هذا الحق كل فرد يعترض او يحتج على هذه السلطة البغيضة، أيضا لأهلك الحق في البحث عنك في متاهة السجون والمعتقلات، فالبلد صار سجنا كبيرا، سجان يمسك بسجان، ولهم الحق في التماس الانباء عنك والتقصي، ولهم الحق في دفع الأموال لأطلاق سراحك، بعد معرفة مكان اعتقالك، وهي حالات نادرة جدا، اخيرا لهم الحق في مناشدة الكاظمي لإطلاق سراح أبنائهم، وهي اسخف نكتة،