الكاظمي في مدينة الثورة


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7079 - 2021 / 11 / 16 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

اقنان فروا من واقع اقطاعي مؤلم، توجهوا الى بغداد، حيث الصناعة الناشئة وحركة البناء، حيث تمركز الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال؛ سكنوا ما يسمى "الصرائف"، شكلوا ضغطا كبيرا على السلطات المتعاقبة؛ اوجدت لهم السلطة "جمهورية عبد الكريم قاسم" قطعة ارض كبيرة "شرق بغداد"، أطلقوا عليها اسم "الثورة"، هناك حيث سكنوا وتكاثروا؛ لا يملكون غير قوة عملهم كسلعة يبيعوها، فقد تحولوا من فلاحين مقهورين، لسعت سياط الشيخ والسركال ظهورهم، الى عمال وكادحين وكسبة، وفي كلا الحالين هم كانوا أدوات لإنتاج الثروة وحفظ النظام.

استلم صدام الحكم نهاية السبعينات، بعدها بسنوات توجه الى تلك المدينة المشؤومة، أراد ان يخطب ودها ويكسر شوكة الشيوعيين فيها والمحبين لعبد الكريم قاسم، فغير اسمها الى "مدينة صدام"؛ لم يتغير شيء في هذه المدينة، سوى ان شبابها صاروا وقودا للحرب العراقية- الإيرانية، فضلا عن عمليات القمع والاعدامات التي طالتهم.

في التسعينات من القرن الماضي ازداد الم هذه المدينة البائسة، حصار اقتصادي مؤلم وموجع حد الصراخ، وواقع معيشي مزري جدا، كان "سمير الشيخلي" هو مسؤول ملف هذه المدينة، خصوصا بعد احداث انتفاضة اذار 1991، شخص همجي وبربري، بطش بها ايما بطش.

انتهت حقبة صدام باحتلال امريكي بغيض؛ جيء بقوى الإسلام السياسي للحكم، مدينة الثورة وبعد استيلاء الميليشيات عليها، سميت ب "مدينة الصدر"، حقبة مظلمة أخرى لهذه المدينة، أيضا لم يتغير شيئا فيها، لا عمران او بناء او خدمات، فقط ان شبابها صاروا وقودا للحروب الاهلية "الطائفية"، وهي اليوم أكثر مدينة تحافظ على بقاء هذا النظام وتساهم الى حد ما بإعادة انتاجه.

الكاظمي، مرشح الميليشيات، مرشح "التواثي"، الذي فٌرض بالقوة بعد انتفاضة تشرين-أكتوبر؛ هو اليوم يزور هذه المدينة البائسة، يرافقه مدير مكتبه عضو الميليشيات "حميد الغزي"؛ الكاظمي طامح بتجديد العقد معه، الميليشيات التي أتت به لمحت له بذلك، فجاء الى هذه المدينة يسعى، يخطب ودها، فهي معقل الميليشيات تلك، والتي ستحمي ظهره من الميليشيات الأخرى، فهم في صراع دامي على السلطة؛ وها هو يوعدهم ب "تبليط الشوارع" و "انارتها" و "فتح المتنزهات"، فطوبى لمدينة الثورة بهذه الوعود، والى تسمية اخرى.......