هل سكنت زوبعة قوى الإسلام السياسي؟


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7074 - 2021 / 11 / 11 - 16:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

يقال في المنطق ان السكون هو حالة خاصة من حالات الحركة، ولو طبقنا هذا المنطق على الوضع السياسي الراهن في البلاد، ورؤية الصراع المميت للقوى الإسلامية على السلطة، لتبين لنا صدق هذا المنطق؛ هم اليوم يمرون بأشد اوقاتهم العصيبة، الجميع يتملكه الغضب، الجميع يضع يده على سلاحه، الجميع يتهدد ويتوعد، فلا ثقة بينهم بعد الآن، وهم على أهبة الاستعداد لإعلان الفوضى في البلاد، وسيفعلون ذلك عاجلا او اجلا.

بعد الحركة العاصفة التي قامت بها جماهير الميليشيات الخاسرة في الانتخابات الشكلية، وبعد مقتل أحد المتظاهرين؛ وبعد الرد السريع من قبل هذه الميليشيات على مرشح الميليشيات، بقصف منزله بمسيرات مفخخة؛ ثم استنكار وتنديد وشجب من كل الدول العالمية المستفيدة من حكم هذه العصابات، لتهدئة الوضع؛ وخوف الرعاة الرسميون لهذه العصابات من ان تنزلق الأمور الى الفوضى-والتي ليس هو وقتها الان في حساباتهم-، بعد كل تلك الاحداث، ها هم يعلنون التهدئة.

بلينكن وبايدن يصرحون من جهة، وقاآاني في بغداد؛ أولئك طالبوا ميليشياتهم بالهدوء، وهؤلاء انزلوا السكينة على ميليشياتهم، ثم اجلسوهم على طاولة واحدة، وامروهم بإعادة تقاسم الحصص والسلطة، وإعادة الأمور الى ما قبل الانتخابات، وعدم التلويح بالسخافات والتفاهات من قبيل: "حصر السلاح بيد الدولة" او "حل او دمج الحشد الشعبي" او "محاربة الفساد"؛ في مقابل ذلك أيضا احترام بعض التفاهات الأخرى مثل: "عدم إطلاق الصواريخ" او "احترام هيبة الدولة" او "نحن الكتلة الفائزة".

"هذا ما اتفقت عليه قبائل قريش"، برعاية "بلينكن-قاآاني"، ولفترة حددها الطرفان، ثم ليستأنفوا القتال، إذا ابتغى الرعاة الرسميون ذلك، فسكونهم مرهون بصراع تلك الدول، وتلك الدول امورها في تأزم مستمر، ولا يحتاج المرء الى نظر ثاقب ليدرك ان الصراع آت لا محالة بين هذه الدول، فلا حلول واقعية بينهم، وقوى الإسلام السياسي الموجودة هنا، هي قوى ذيلية، تبعية، لتلك الدول.

لقد ولى العصر الذهبي لقوى الإسلام السياسي والقوميين الفاشست، هم اليوم في حالة احتضار، فقد بلغت تناقضاتهم حد الاستعصاء، ولاحت في الأفق القوى الوليدة، الناشئة، والتي تمر بحالة مخاض عسير، والتي سيكون عليها واجب إيقاف زحف الفوضى والانفلات، وكنس هذه القوى الظلامية.