السيسي … قائدٌ يُنجِزُ … ثم يُعلن


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 6999 - 2021 / 8 / 25 - 12:38
المحور: حقوق الانسان     


لو كانت لدينا القدرةُ على قراءة المستقبل من خلال الرسائل والإشارات، لأدركنا بيسرٍ أن الخيرَ معقودٌ بناصية مصرَ منذ انتفض الشعبُ ضد جماعة الإخوان ثم اختار لوطنه قائدًا بعقلية استثنائية عزّ نظيرُها مثل الرئيس/ عبد الفتاح السيسي. وكعادة الشعراء في التقاط الدلالات والرموز من الأحداث؛ استوقفتني واقعةٌ عابرة في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، يوم 6 أغسطس 2015، كانت بمثابة عصفور همسَ في أذني: “الخيرُ قادمٌ على يد هذا الرجل."
تحت قيظ الظهيرة اللاهبة، كنّا جالسين في مواجهة ضفّة القناة نُنصتُ إلى كلمة الرئيس لجموع المصريين والعالم. وفجأة، مرّت من خلف ظهر الرئيس، سفينةُ بضائع عملاقة، تشقُّ صفحةَ المياه الوليدة التي ذهبنا نحتفل بسريانها في عرض القناة الجديدة. أطلقتِ السفينةُ أبواقَها صادحةً، كأنما تُقدّمُ التحيةَ لمصرَ، ورئيسِها وشعبِها، وللعالم الذي ينتظر القناة التي ستنقل الخيرَ بين موانئ العالم. قاطعَ صوتُ السفينة صوتَ الرئيس! فإذا بالرئيس يقطع كلمتَه، ويُنصِتْ معنا إلى نفير السفينة ويبتسم. ثم استدارَ ووجّه بصرَه صوبَ أول سفينة تمرُّ في الممر الملاحي الجديد، وبدأ يصفّق للسفينة مع هدر تصفيقنا الجماهيري، الذي بدا ردًّا على تحية ربّان السفينة للحضور وللعالم.
تزامنَ مرورُ السفينة مع كلمة الرئيس! وبالقطع كان بوسع مُنظّمي الحفل، أن ينسقوا الأمر منعًا لهذا "التزامنُ" الذي أؤمنُ أنه مقصود؛ ليقدم لنا رسالةً عبقرية بليغة حاشدةً بالمعنى. كأنما يودُّ الرئيسُ أن يقول: (صوتُ العمل يَجُبُّ صوتَ الكلام. العملُ يسبقُ الكلام. يتوقف الكلامُ إن دقُّ العملُ ناقوسَه ). فقط بالعمل نرتقي بمصر ونُعلي شأنها. (صمَتَ الرئيسُ حين تكلمتِ السفينةُ). فكأنما بصمته يقول: (أنا رئيسُ مصر، أعلنُ لكم أن فلسفتي القادمة تقول إن العملَ يسبقُ الكلام. لأن الصمتََ في حرم العملِ... عملٌ.) يتحتَّمُ الصمتُ عن الكلام حين يبدأ العملُ. حتى وإن كان ذلك الكلامُ هو خطبةَ الرئيس التاريخية للعالم في لحظة تاريخية من تاريخ مصر. وهذا ما تأكد لنا في عشرات اللحظات التاريخية المتوالية على مدار السنوات السبع الماضية، وبإذن الله خلال السنوات القادمة، التي كان الرئيسُ السيسي فيها دائًما "يُنجزُ" قبل أن "يُعلن" عمّا أنجز من خير لمصر، في متوالية إعجازية، يحارُ العقلُ في تصديق حدوثها في طَرفة عينٍ؛ وكأن الرئيسَ يمسك عصا سحرية تُنجز في أسابيعَ وشهورٍ ما يستوجبُ سنواتٍ وعقودًا. تلك العصا السحرية هي ببساطة عقلٌ تخطيطيٌّ وطنيٌّ عظيم، وخلايا نحل دؤوب من أبناء الوطن في الحكومة والعاملين، يسابقون الزمن لتحقيق أحلام مصرَ وأحلام الرئيس السيسي لوطنه وأبناء وطنه.
لحظةَ إطلاق نفير السفينة وصمت الرئيس، فكّرتُ أن الواقعةَ رسالةٌ، وليست مصادفةً. فلو أن التزامنَ مصادفةٌ، لكان بوسع القبطان أن يوقف سفينته قبل المنصّة، حتى يُنهي الرئيسُ كلمتَه. وكان بوسع القبطان كذلك، وقد وجد الرئيسَ يتحدث، أن يمرَّ في صمت، فلا يُطلق نفيرَه الذي طغى على كلمة الرئيس. كلا السيناريوهين "منطقيٌّ" وأكثرُ قبولا، لكنهما ليس الأجمل. فليس كلُّ منطقيّ جميلاً. وليس كلُّ جميلٍ منطقيًّا. الأجملُ هو السيناريو الثالث الذي حدث بالفعل. كلٌّ سار في طريقه يؤدي عملَه وفقَ برنامجه. الرئيسُ يفتتح القناةَ الجديدة ويقول كلمته للعالم، وقبطانُ السفينة يقودُ سفينتَه لنقل البضائع إلى العالم. فإن تقاطعت اللحظتان، احترمَ الرئيسُ لحظةَ "العمل" وقدّمها على لحظة "كلمته" التاريخية التي ينتظرها الشعبُ المصريُّ والعالم. وصدقَ الرجلُ عهدَه الذي قطعه على نفسه لشعبٍ يناديه للترشّح: (لو قبلتُ الترشّح للرئاسة لن تناموا! سنستيقظ في السادسة صباحًا لنبدأ العمل.) وألزم الرئيسُ نفسَه بما تعهّد به. فبدأ يومَه في السادسة صباحًا وحثَّ الوزراءَ والمسؤولين على الذهاب إلى أعمالهم باكرًا، حتى حقّق لمصر وللمصريين معجزاتٍ وأحلامًا ملموسة في الأمن الداخلي والخارجي الذى نتمتع به وتتمناه شعوبٌ أخرى، في السمعة الطيبة التي تتمتعُ بها مصرُ اليومَ بين دول العالم، في مبادراتٍ ومشاريعَ عملاقة في الصحة والتعمير والكهرباء والطاقة الشمسية والعمارة الخضراء وتنمية الريف المصري والتعليم وشبكات الطرق والمواصلات وسكك الحديد والمونوريل ومتاحف عملاقة وتعمير سيناء والقضاء على العشوائيات وإنهاء أزمة الإسكان الطاحنة الطاعنة في العمر، في تعمير سيناء، وبناء قواعد عسكرية، وخطط مدروسة لتحسين "جودة الطفل المصري" وغيرها من المنجزات التي تضيقُ عن ذكرها مقالاتٌ، والتي ستجعلُ العالم "يحارُ فينا" كما يقولُ دائمًا ذلك القائدُ الاستثنائي/ عبد الفتاح السيسي، حفظه اللهُ لمصر وحماه من حقد الحاقدين. “الدينُ لله والوطنُ لمن ينهضُ بالوطن"

***