ملحق وثائق المؤتمر الرابع لحزب اليسار العراقي ..المقرر عقده في تشرين 2021 : (1)


حزب اليسار العراقي
الحوار المتمدن - العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 11:30
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية     

رسالة جوابية على رسالة رفيق

تحية رفاقية

قرأت بحرص كبير مضمون رسالتك الرفاقية الهامة، واسجل لك الجواب التوضيحي على ما ورد فيها من ملاحظات مخلصة كعادتك أيها القائد الشيوعي العصامي .

بدءاً، أود التنويه الى ان الحزب الشيوعي العراقي ليس شركة يملكها فلان أو علان ويتصرف بها كما يحلو له ووفقاً لمصالحه الشخصية الذاتية الأنانية الضيقة.

ويفبرك المؤتمرات - المؤامرات بشهادة حتى من شارك فيها ليضفي شرعية مزيفة على اغتصابه لقيادة الحزب الشيوعي العراقي مستنداً الى دعم قوى محلية واقليمية معادية للشيوعية أصلاً ..

وأنما الحزب كما تعلم هو حركة ثورية تمثل الطبقات الكادحة في بلادنا، وهو حزب الشهداء قادة وكوادر وقواعد وجماهير.

وهو حزبنا نحن المناضلون الذين وجدنا أنفسنا خارجه قسراً.

ونهج قيادته منذ التحضيرات للغزو خصوصا بعد الاتفاق الشهير برعاية آل سعود والتوجه ضمن وفد المعارضة الى واشنطن وثم التورط في مجلس الحكم البريمري، هو نهج الخيانة الطبقية والوطنية، ناهيكم عن خيانة تأريخه المجيد ودماء الشهداء .

من جهتي شخصياً قد ناضلت بالشأن الحزبي، باتجاهين متلازمين، الضغط من داخل التنظيم والعمل اليساري العلني من خارجه لاستعادة الحزب الشيوعي العراقي دوره ومكانته، سواء فترة منظمة سلام عادل في الحزب الشيوعي العراقي وموقعي في جهاز صيانة الحزب( 1979-2003) أو بعد الاحتلال في إطار العمل اليساري المستقل المتوج بتأسيس حزب اليسار العراقي .

رفيقي العزيز

نعم، انني أتذكر جيداً حوارنا في لقائي أربيل وخلاصتهما المفيدة والهامة التي أشرت اليها في رسالتك الرفاقية .

وكما تعرفني أنني لا انطلق مطلقاً من مواقف ذاتية، شخصية أو حزبية ضيقة في الصراع مع قيادة الحزب الرسمية، وإنني واثق من تذكرك لحوارتنا بهذا الصدد في بداية الثمانينيات .

وقد عملت مخلصاً مع رفاقي من جيلي، على استقطاب الطاقات الحزبية المعطلة خارج الحزب ( وليس المزنجرة الثرثارة ) واستيعاب المناضلين من الأجيال الجديدة التي تغادر التنظيم وزجها مع الشباب في إطار تنظيم يساري مستقل عن الحزب الشيوعي العراقي، وهذا ما تم فعلاً.

وبادرت وعملت علناً على ايجاد علاقة مع الحزب الشيوعي العراقي في أطار الجهد الاستثنائي من أجل إقامة جبهة القوى الشيوعية واليسارية العراقية كنواة وداينمو لأوسع جبهة للقوى اليسارية والمدنية الوطنية الديمقراطية لمواجهة القوى الرجعية والفاشية.

وجرى الاستفادة من وجود التيار اليساري الوطني العراقي والحزب الشيوعي العراقي سوية في اللقاء اليساري العربي، وبجهود رفاقية تضامنية من قبل الحزب الشيوعي اللبناني الشقيق المبادر الى عقد هذا اللقاء، من أجل تجميد جميع أنواع الصراعات بين التيار اليساري والحزب الشيوعي العراقي على أساس موقف جديد تبناه الحزب من الاحتلال الامريكي ومن المنظومة العميلة التدميرية الفاسدة الحاكمة .

هذا الموقف الذي جاء في البيان الختامي للقاء اليساري العربي الاول في بيروت 10/2010...الذي فك مقاطعة عدد من الاحزاب الشيوعية واليسارية العربية للحزب الشيوعي العراقي .

الموقف المشترك الذي جاء في البيان الختامي وبصياغة مقترحة من قبلي شخصياً، بعد تعرض جاسم الحلفي الى حرج شديدة بعدم قدرته للدفاع عن موقف الحزب .

فطلبت منه أمام المجتمعين الاختلاء سوية على جنب لدقائق واستجاب مسرعاً للتخلص من حرجه ..خصوصاً وإنني لم احادثه طيلة يومي اللقاء اليساري، وبادرني قبل ان احدثه بالقول ( رفيق ابو ذرا أنا أعرفك واحترمك فقد ابلغنا الرفيق ابو حسان أنا وعدد من الرفاق الشباب في كردستان بالتعاون معك إن تأزمت أوضاع الحزب ) .

أجبته ( أسمع رفيق اشكرك على إبلاغي موقف الرفيق ابو حسان فموقفه هذا وسام على صدري ..وسنتحدث عن ذلك لاحقاً..أما الأن فأنظار المجتمعون متجهة إلينا ..وهنا أسألك ما هو شعورك شخصياً وأنتم تضعون حزبنا الشيوعي العراقي بهذا الموقف ؟ ..هل أنت ضد تضامن اليسار العربي مع شعبنا العراقي للخلاص من الاحتلال ؟ )

أجابني ( لا طبعاً اكتب الصياغة التي تراها مناسبة وأنا موافق عليها )
فكتبت ( يدعم اللقاء اليسار العربي كفاح الشعب العراقي للخلاص من الاحتلال الامريكي ونظام المحاصصة الطائفية والاثنية )
قال أنا موافق ولكن أرجو حذف كلمة ( الاثنية ) فابتسمت له وقلت له ( مفهوم ..وسأقدم الصياغة الى رئاسة الجلسة بإعتبارها موقفاً مشتركاً للحزب الشيوعي العراقي والتيار اليساري الوطني العراقي )

وما أن قدمتها للرفيق خالدة حدادة وقرأ الصياغة حتى ضجت القاعة بالتصفيق وانتهى الاجتماع بمعانقة الجميع لجاسم الحلفي، حتى أولئك الذين لم يصافحوه طيلة فترة اللقاء، فقد شعروا بأنهم قد استعادوا الحزب الشيوعي العراقي الذي يمثل مدرسة ثورية بالنسبة لهم .

وحرص قادة الاحزاب الشيوعية ( سوريا -لبنان الأردن-فلسطين ) على إحاطتنا جاسم وأنا على مائدة العشاء، وأكدوا تقديرهم العالي لموقفنا وتمنوا ان يكون هذا الموقف المشترك أساس لنضالنا في العراق وطي صفحات الصراعات الماضية ...الخ

وما أن نشرت جريدة السفير اللبنانية في اليوم التالي وبعنوان رئيسي وتحت صورتينا جاسم وأنا الخبر ( الحزب الشيوعي العراقي والتيار اليساري في موقف مشترك ضد الاحتلال ) ..حتى تعرضت شخصياً لحملة تشويه من رفاق الخارج ومن المتطفلين على الصراع، تتهمني بالتخلي عن اليسار والعودة الى ( احضان جماعة حميد مجيد البريمرية ).
وقد خسرت رفيقين مهمين في قيادة العمل وقد اعتذرا لي لاحقاً وصححا موقفيهما ..

لقد انعكس هذا الإعلان ايجاباً على مجمل القوى الشيوعية واليسارية والوطنية المدنية الديمقراطية، وتمكنا من استثماره وتطويره، حتى أثمرت الجهود خلال ثلاث سنوات من التعاون بين التيار اليساري والحزب الشيوعي ...

أولاً : بفتح حوار صريح ومخلص وصبور بين جميع هذه القوى دون قيود أو شروط، شاركت شخصياً فيه، سواء في جميع محافظات العراق أو خارج الوطن، ولم نستثن أحد.
إضافة الى تحول مقر اليسار العراقي في ساحة التحرير الى مركز حوار وعمل منظم لجميع هذه القوى .

وقد لعبت جريدتنا ( اليسار ) بإعدادها الأربعة دوراً هاماً لتقوية وتطوير هذا المنعطف في العمل المشترك .

إضافة الى التحضيرات لفتح مكتب الفضائية اليسارية العربية في مقر اليسار العراقي الذي استقطب اهتماماً واسعاً .

وثانيا : تطورت الحوارات هذه الى اجتماع لجميع القوى الشيوعية واليسارية العراقية في أيار 2011 وانتدبت شخصياً عن الاجتماع للتفاوض بأسمها مع قيادة الحزب الشيوعي العراقي، وهذا ما تم فعلاً عبر جاسم الحلفي، ولكننا لم نصل الى نتيجة عملية مباشرة، وانما جرت المرواغة من قبلهم حتى تبين لنا السبب..
وهذا ما سأعود اليه في خاتمة الرسالة .

ثالثاً : نجحنا في تشكيل لجنة العمل اليساري العراقي المشترك في 1/2/2013..

ثم تأسيس التحالف التقدمي العراقي بعد مفاوضات بين لجنة العمل اليساري العراقي المشترك والتيار الديمقراطي العراقي وبضمنه الحزب الشيوعي العراقي..

وازداد تأثيرنا على الحركة النقابية العمالية وعلى مجمل المنظمات والجمعيات والنقابات المهنية والفنية والثقافية، ناهيكم عن التأثير المتزايد على الشباب..

ثم لاحقاً المساهمة في تأسيس الحركة المدنية الوطنية، والتعاون مع التيار الاجتماعي الديمقراطي.

وقد أثار كل ذلك اهتمام الجناح الوطني في الدولة العراقية( المدني والعسكري ) حيث جرى التواصل سراً مع اليسار العراقي، الذي تطور الى عمل وطني نوعي على المستوى العراقي والدولي... لا يزال قائماً ومستمراً.

فما الذي جرى ليُعرقل تواصل وتطور هذا التقدم النوعي ؟

بل ومن قام بتخريبه عمداً؟

وما هي العوامل التي أجبرتنا كيسار عراقي وأنا شخصياً للعودة الى المربع الأول في العلاقة بين اليسار العراقي والحزب الشيوعي العراقي ؟

وما هو موقفنا الراهن في ظل انتفاضة تشرين المتصاعدة نحو الثورة الشعبية ؟

هذا ما سافصله في رسالتي الثانية غداً المرفقة بالوثائق تجنباً للإطالة .

مودتي ومحبتي
رفيقك
صباح ابو ذرا
28/8/2020

يتبع