نستحقُّ حياة كريمة… ولا يليقُ بنا أن نقلق!


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 6964 - 2021 / 7 / 20 - 00:59
المحور: المجتمع المدني     

وقف الرئيسُ الجسورُ عبد الفتاح السيسي على مِنصّة استاد القاهرة الدولي ليقولَ لنا وللعالم: (لا يليقُ بالمصريين أن يقلقوا.) وكيف نقلقُ وقد أهدانا اللهُ زعيمًا قويًّا وقفَ في وجه العالم لينتشلَ وطنَه من الإرهابيين سارقي الأوطان، في ذروة استئسادهم واستقوائهم بالسلاح والتمويل من دول ترعى الإرهاب ليِقوِّضَ مجتمعاتٍ ترومُ التحرّرَ والنهوض؟! فارسٌ أنقذ أبناءَ وطنه من غول الإخوان دون حساباتٍ إلا صالح الوطن قبل سبع سنوات، لم يجعل للقلق مكانًا في قلوبنا؟! كيف يكون للقلق مكانٌ في مصرَ ونحن نشهدُ كلَّ يومٍ إنجازًا جديدًا يجري على أرضها؛ حتى بات من العسير حصرُ مشاعل التنمية في كل شبر من أرجاء الوطن؟!
قال السيسي تلك العبارةَ الحاسمةَ في حفل أطلاق المؤتمر الأول للمشروع القومى العملاق “حياة كريمة" الذي أطلقه الرئيسُ لتنمية الريف المصري، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الذي قدّم عرضًا تفصيليًّا باهرًا للمشروع بكل ما تم بالفعل على أرض الواقع، وما يُنتظرُ إتمامه خلال جدول زمني محدد وعاجل. تشرّفتُ بحضور هذا الحفل المبهج في استاد القاهرة الخميس الماضي 15 يوليو لأشهدَ كيف تتحدَّثُ مصرُ عن نفسها أمام العالم بكبرياء وعزّة في لحظة صعودٍ تُبهجُ قلوبَ الشرفاء وتحرقُ أكبادَ الحاقدين. من بين معايير الحكم على تحضُّر أي مجتمع النظرُ إلى ريفه ومستوى تنميته المستدامة. فالدول بشكل عام تهتمُّ بمركزية العواصم لأنها الواجهةُ التي تتصدّر الشاشات وتصافحُ عيون الزائرين، ولكنها قد تُهملُ هوامشَها في القرى والضواحي. لكن الدول المتحضرة تهتمُّ بالهامش اهتمامَها بالمتن. ولا شكَّ أن ريفَ مصر َقد أُهمِل عقودًا طوالا ما تسبب في كوارثَ مجتمعيةٍ متراكمة في ملفات الصحة البدنية والنفسية والتعليم والزراعة والتطرف والبطالة وتجريف الرقعة الزراعية نتيجة عدم استغلال الظهير الصحراوي. ولهذا كان من بين دفتر مهامّ الرئيس السيسي غزير الأوراق منذ توليه الحكم، النهوضُ بالريف المصري ليُضيء مشاعل تنويره لتغدو قُراه عواصمَ أخرى لدولة عظيمة بحجم مصر. أن يكون بالقرية المصري شبكاتُ مياه وكهرباء وغاز طبيعي وصرف صحي وانترنت وقاعدة بيانات معلوماتية تتحكم في مجمع مصالح متكاملة يغني مواطني الريف عن السفر للعاصمة لاستخراج ورقة رسمية، فهذا يعني أن مصرَ بخير وتسير على الطريق الصحيح. أن يكون بكل قرية ونجع مستشفياتٌ متطورة ومدارسُ محترمة ونوادٍ وشبكة مواصلات حديثة وطرقٌ نظيفة، فهذا يعني أن رئيسًا متحضرًا وحكومةً واعية تقود مقدّرات هذا الوطن. أن يُقامَ مشروعٌ عملاق هو الأكبر على مستوى العالم بتكلفة تفوق ال 700 مليار جنيه لتطوير وتنمية وتحديث الريف المصري فهذا يعني أن "حياة كريمة" تنتظرُ الشعبَ المصري؛ لأننا نستحقها. أن يُعلن الرئيسُ السيسي، في عزّ تصاعد أزمة السد الإثيوبي وقلق الشعب المصري من شحّ الماء، "أن الدولة المصرية سوف تُزيدُ الرقعة الزراعية بمقدار 2 مليون فدان ضمن مشروع الدلتا الجديدة، فهذا يعني أن مصرَ دولةٌ قوية يحكمُها قائدٌ قوي، لا يليقُ بشعبها القويِّ أن يقلق.
نثقُ في قائدنا "عبد الفتاح السيسي" لأن لدينا منه رصيدًا مشهودًا من أفعال تسبقُ الأقوال، بدأها قبل سبع سنوات بتحرير مصر من سرطان الإخوان، ثم الإرهاب في شمال سيناء وسد عجز الموازنة وشق قناة السويس الجديدة التي تدرُّ على مصر إيرادًا جديدًّا، ثم ملف الصحة ومبادرات 100 مليون صحة، ثم إصلاح البنية التحتية في ملف الطاقة والرقمية والتنمية المستدامة، ثم القضاء على العشوائيات وإسكان قاطنيها في مدن أنيقة متكاملة الخدمات تليق بالمواطن المصري، وتشييد متاحفَ عملاقة تستقطبُ السياحة التي تدرُّ على خزائن مصر أموالاً تُستغلُّ في التنمية المشهودة، ومئات المنجزات المعجزات التي يضيقُ العقلُ عن حصرها، وليس انتهاءً بمشروع "حياة كريمة" العملاق الذي سوف يكتمل إشراقه خلال سنوات ثلاث بإذن الله. لهذا يحقُّ للرئيس السيسي أن يطلبَ من الثرثارين أن يكفوّا عن "الهُراء" الإلكتروني على صفحات التواصل الاجتماعي، وهو ما نُطلق عليه بالدارجة المصرية "الهري" وهو تكلّم الإنسان فيما لا يعلم ليملأ الآذان بالأذى والغثاء. “المساسُ بأمن مصر القومي خطٌّ أحمر. وقبل ما تحصل حاجة لمصر، لازم أكون أنا والجيش رُحنا الأول!” هكذا أخبرنا الرئيسُ السيسي حفظه الله وحفظ مصرَ وجيشَها العظيم. فكيف يليقُ بنا أن نقلق؟! “الدينُ لله، والوطن لمن يحمي الوطن.”
***