أنا سوّدت عيشة أهلي ... يا عمو حسين يعقوب!


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 6962 - 2021 / 7 / 18 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

Facebook: @NaootOfficial

أيها القارئ العزيز، اقرأ معي السطورَ الموجعةَ التالية التي كتبتها فتاةٌ مصرية جميلة:
(أبويا بيتصل بيا ليلة شهادة الشيخ "حسين يعقوب" في المحكمة، وقال لي: “الحمد لله يا بنتي إن ربنا نجاك من التيارات دي". أبويا ده عنده 80 سنة وشاف مصر وأحداثها 8 عقود وكانت شغلته تدريس اللغة الإنجليزية وخرج معاش وهو مدير إدارة المعادي ومصر القديمة التعليمية. أنا بقا حرقت له مكتبته الصوتية والسينمائية الضخمة سنة 1992، بعد ما سمعت درس علم معتبر للشيخ "حسين يعقوب" وقراءة كتاب "ففروا إلى الله" للشيخ "أبو ذر القلموني" اللي استشهد به الشيخ يعقوب أمام القاضي. "الكتاب" دي باقولها "مجازا". لأنه مش كتاب بل نشرات إرهابية مجمّعة، ياما خرّب عقول وخرب بيوت كتير جدا جدا جدا.
جمعت شرايط الفيديو والكاسيت والاسطوانات بتاعة أبويا، وحطيتهم في البلكونة وتخلصت من المنكر بعود كبريت. رجع أبويا من الشغل ملاقاش حاجة من اللي قضى عمره يجمعه من مكتبات في سلطنة عمان والكويت ومصر. ومن هول الصدمة منطقش!مش كده وبس، أنا كمان كسّرت أوكورديون أمي، معلّمة الموسيقى، ولبستها الخمار علشان هي من القواعد فمش لازم نقاب، كفاية خمار وأنا بقى طبعا نقاب! طبعا كان لازم أقضي على الجاهلية في بيتنا.
أنا الحقيقة سوّدت عيشة أهلي 30 سنة علشان كنت معتقدة أن يعقوب هو الدين والدين هو يعقوب. كرمز طبعا. لكن قصدي هو الاعتقاد بأن "نمط" التدين اللي بتقدمه التيارات الإسلامية على أنه هو ده الدين، وما عداه هو دين السلطة.. دين البدعة زي ما علمنا الشيخ "حسين يعقوب". يقوم بعد ده كله يطلع في المحكمة يقول: "لا أعلم”!!!!)
تحكي لنا الصحافية "ناهد إمام" في كتابها "صندوقي الأسود"، كيف قام الإخوانُ وشيوخُ تيار الإسلام السياسي والجهادي والتكفيري باستغلال الشباب المراهق في مصر ليغسلوا أدمغتهم ويشحنوا قلوبَهم بالبغضاء وأرواحهم بالكراهية للمجتمع وللوطن وللأهل. تقول:
(انتهازية واستغلال لمراهقتك- لو كنت مراهق- ومشاعرك الدافقة، فقرك، أي موقف حياتي كنت فيه ضعيف ومحتاج دعم ومتلخبط. لو بتعاني من مشاعر فقد.. صدمة.. كارثة.. واحيانا شعورك باللاقيمة.. الفراغ.. الذنب.. أي وضع سلبي .. أي مشاعر سلبية .. او متحمس ومحب للدين ومش فاهم وليست لديك معاناة حياتية. عندها يتسلل إليك: "تعالى احضر معانا في الجامع مقرأة" .. "تعالى إطلع معانا رحلة" وتبدأ رحلة الاستغلال باسم الإسلام والدعوة والدين لحالتك وضعفك او حبك للدين وحماستك. تبدأ رحلة فصلك عن نفسك لأنها سيئة وأمّارة بالسوء ولازم تجلدها وتعاقبها .. حياتك الجاهلية.. مجتمعك الجاهلي. بتتغسل حرفيا أفكارك أول حاجة وبمجرد يا عزيزي/عزيزتي ما تتغسل الأفكار وتتغير - وهذه قاعدة نفسية مشهورة- تتغير معها مشاعرك وسلوكياتك وتصرفاتك وتوجهاتك وتعيد تشكيل نفسك وحياتك وعلاقاتك. بتعمل ريستارت او بتتستب أصلا ومن أول وجديد فتصبح «الأخ» او «الأخت» العظيم اللي تغير من أجل «الإسلام» وهيحارب الجاهلية ويغير المجتمع من أجل الإسلام، لأن الإسلام هو الحل ولأن الخلافة لازم ترجع وإحنا المسلمين الحقيقيين اللي هنعمل ده. وستقتنع بوهم أستاذية العالم أو الشهادة في سبيل الله. وسيعملون على أساس فكرة عظيمة جدا جدا وفي حديث نبوي يدعمها وهي فكرة «الغربة» غربة الإسلام الحق والمسلمين الحق. وهتقتنع وتعيش غريب في بلاد غريبة هي بلدك. آه ااتربيت في حواريها وشوارعها بس خلاص هتبقى غريبة وأهلها غرباء وتفضل كده بتتعمق جواك الفكرة العظيمة لحد ما تحس بالاغتراب عن نفسك كمان وهتدمن سماع نشيد عندهم اسمه«غرباء» لحنه كله تقريبا مقام صبا -طبعا بدون موسيقى علشان حرام، أو في نسختين واحدة بدون وواحدة بموسيقى علشان الأخوة والأخوات الجدد ومحتمع الدعوة- وفكرة الاغتراب مقابلها أو معناه في علم النفس "عدم التكيف” مع المجتمع. وده كارثي وخطير في إحداث صراع نفسي جواك دايما. لذلك فهم لن يمنحوك انتماءً عاديًا بل انتماء حميم أخويًا، بديل لأهلك والمجتمع الغريب. فرابطة الحب والاخوية في الله ستجمعكم ولها ورد ترددونه سويا او منفردين ويستحضر الأخ/الأخت صور إخوانهم في الله!)
وللحديث بقية. “الدينُ لله، والوطن لمن ينقذُ أبناءَ الوطن.”
***