هكذا كلّمنا الرئيسُ ... قبل سبع سنوات


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 6955 - 2021 / 7 / 11 - 10:44
المحور: حقوق الانسان     

(نحن إمّا ناجحون، أو ناجحون. الفشلُ ليس مطروحًا في مسألة الحفاظ على مصرَ والنهوض بها.) تلك العبارةُ الواثقةُ الحاسمة Failure is Not an Option قالها لنا الرئيسُ العظيم/ عبد الفتاح السيسي في أول لقاءاتنا به منذ تولّى حكمَ البلاد قبل سبع سنوات. وأثبتتِ الأيامُ صِدقَ قوله. صَدَقَ الرئيسُ السيسي عهدَه الذي قطعه على نفسه لمصرَ. بعدما أنقذها من أنياب الإخوان الإرهابيين، شرع من فوره في مرحلة التنمية المستدامة في ملفات الإرهاب وعجز الموازنة والصحة والتعليم والاستثمار ودعم الفقراء والمرأة المعيلة والقضاء على العشوائيات وجودة الطفل المصري وإعادة هيكلة وبناء البنية التحتية والتعمير والطاقة والآثار والرقمية والطرق والزراعة والمزارع الحيوية والمرور وعشرات المنجزات/ المعجزات التي حدثت في سبع سنوات، وكان حُلمُنا أن تحدث في عشرين عامًا. كلُّ ما سبق عطفًا على الملفات الخارجية مع الدول الصديقة والدول المعادية، التي أدارها بحكمة مشهودة جعلت مصرَ في مكانتها التي تليقُ بها. حديثٌ طويل امتدّ بنا ساعات على المائدة المستديرة في قصر الاتحادية، خرجنا منه ونحن موقنون أننا في حضرة قائد حكيم يوقن أن الحفاظ على مصر والنهوض بها فرضٌ حاسم لا مهربَ منه. لهذا كلّي ثقة في أن أزمة سد إثيوبيا سوف تُدار بالحكمة ذاتها التي أدار بها البلد سنواتٍ سبعًا، دون اللجوء إلى الخيار العسكري الذي سوف يُعطّل مشوار التنمية الذي قطعنا فيه شوطًا كبيرًا ومازال الكثيرُ في انتظارنا.
في لقائنا به، وفدَ المثقفين والأدباء، يوم 20 ديسمبر 2014، أعرب الرئيسُ السيسي عن قلقه من الصورة المغلوطة التي قدمّها الإخوانُ والإرهابيون عن الإسلام بأفعالهم التي تنشر العنف والدماء والتدمير، وتبثُّ الرعبَ في قلوب الناس. وتمنى الرئيسُ أن تعودَ صورةُ الدين السمحة كما أرادها الُله للعالمين. قال الرئيس: "أنا رجل مُتديّن. أغارُ على عقيدتي من تجّار الدين الذين يشوّهون صورة الإسلام أمام العالم. بل أخشى أن أقول إنهم يشوّهون صورةَ الله نفسه، تعالى وجلَّ وعلا علوًّا كبيرًا. وحين التقيتُ بخادم الحرمين الشريفين أسررتُ له بأنني أخشى مساءلةَ الله تعالى يوم القيامة، بوصفنا حُكّامًا لشعوب مسلمة: كيف سمحنا بأن يُتاجَرَ بالدين وأن تُرسَم لله صورةٌ خاطئة؟!”
منحنا من وقته ساعاتٍ غنية مُنصتًا باسمًا. يستمع بتركيز لكلِّ واحدٍ منّا. وقال إنه اجتمع بنا لكي يضعَ يدَه على هموم المثقفين والأدباء والمفكرين، لأنهم عقلُ مصرَ وضميرُها. تحّدثنا إليه عن غياب الحراك الثقافي التفاعلي الذي يليقُ باسم مصر، رغم وجود مثقفين لا حصر لهم. وهو ما أدى إلى انتشار سحابة من التغييب جعلت مصرَ مرتعًا خصبًا للإخوان والتكفيريين الذين قوّضوا مفاصلَها وكادوا يخطفونها إلى مجاهل الظلام والتغييب؛ لولا إرادة شعب مصر الأبيّ وثورتنا الشريفة يوم 30 يونيو 2013، ووقوف الجيش العظيم في ظهورنا يحمي ثورتنا بقيادة فارس قوي نبيل هو المشير/ عبد الفتاح السيسي؛ الذي أهداه اللهُ لنا بعدئذ رئيسًا مدنيًّا وطنيًّا أحب مصر والمصريين.
تكلمنا معه عن أزمة العقل المصري الراهن، وأعربنا عن حزننا على مستوى التعليم المصري على مدى العقود الماضية. وأنّ نوعية ذلك التعليم المتدني تُفرّخ لنا كلَّ عام ملاييَن من أنصاف الُأميين. فقال الرئيسُ إن خطّة النهوض بالتعليم على نحو شامل آتيةٌ في تزامن مع النهوض بمصر اقتصاديًّا واستثماريًّا ومجتمعيًّا، لكن الأهمَّ الآن (آنذاك) هو الحفاظ على مصر من السقوط الذي تستهدفه منظماتٌ ودولٌ تحقد على مصر وترفضُ سقوط الإخوان؛ الذي كان معبرَ تلك الدول للسيطرة على مصر بكامل ثقلها التاريخيّ ومركزيتها السياسية.
كانت مصرُ قبل سبع سنوات مثقلةً بالمحن بعد ثورتين أجهدتا كاهلَها وعقودٍ من الخمول والترهل الاقتصادي. لكننا شعرنا يومها، وأكدتِ الأيامُ صدقَ شعورنا، بأن مصر في يد قائد وطني حكيم لم يتوقف عن العمل ساعةً واحدة منذ سبع سنوات حتى ينهضُ بمصر. وسوف يستمرُ نهوضُها حتى تتصدّرَ العالمَ بإذن الله. نحن على ثقة في الله الذي قدَّرَ أن يضع يدَ مصرَ الطيبة في يدِ رجل قوي ذكيّ يعرفُ ماذا يفعل، ويُقدّر لقدمه قبل الخُطو موضعَها. وكما قال الرئيس السيسي: "لا والله لن يُكدَّر وِرْدي"، بإذن الله تعالى. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحمي وِرْدَ الوطن.”

***