مشروع قانون يجرم الجمع بين زوجتين


مصطفي راشد
الحوار المتمدن - العدد: 6825 - 2021 / 2 / 26 - 09:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

بخصوص مشروع قانون معاقبة الزوج الذي لم يخطر زوجته بزواجه الثاني كنت اتمني أن يمنع القانون الجمع بين زوجتين لأن ذلك ماقال به القرآن صراحة كما ان تونس تفعل ذلك ومصر بها عدد الرجال اكثر من النساء لذا
-------------------—----------------------------------------------
نقول لأعضاء مجلس النواب :- بدايةً بتوفيقً مِن اللهِ وإرشاده وسَعياً للحق ورِضوَانه وطلباً للدعم من رُسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم -------- اما بعد
أنه لعدم وجود أحاديث صحيحة متواترة غير منقطعة موثقة السند فى هذا الموضوع علينا أن نذهب لنص قوله تعالى فى الآية 3 من سورة النساء ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا ) ص ق -- ولأن الآية واضحة الدلالة ففى قوله اليتامى هو تخصيص الفعل فى حالات اليتامى ، فليس الأمر عام أو على اطلاقه ، ثم ياتى تقيد التعدد لمثنى وثلاث ورباع بقوله فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ، وهو مايسمى بالشرط المستحيل ، الذى ينفى ويمنع التعدد ، لإستحالة عدل الرجل بين امرأتين فى نفس الوقت ، فى كل شىء حتى النظرة أو البسمة ، والعدل الكامل هو صفة من صفات الله لم يكن لبشر حتى لو كان نبى ، وهو مايعنى أن القصد الإلهى يرشدنا ويطلب منا إمساك وإحتفاظ بزوجة واحدة ، ولا يمكن الجمع بين أثنين فى ذات الوقت لإستحالة العدالة وقد أكدت الآية 129 من سورة النساء على إستحالة العدل بكلام لا يقبل المناقشة يعد منكره خارج من ملة الإسلام لانه قطعى الدلالة ونسخت آية التعدد لمن يعرف اسباب النزول حيث قالت (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ)، وعلى الحاكم والمشرع أن يضع القوانين التى تمنع التعدد ، وإلا سيكون أثماً لعدم إمتثاله للقصد الإلهى ، كما أن كل زوج يجمع بين أكثر من زوجة فيعد هو وهم يعيشون فى الحرام ، وتنصَب عليهم لعنة الله عافانا الله من هذا الشرك وهذه المعصية الكبيرة ، لما يترتب عليها من أولاد فى الحرام وفساد المجتمع وفقره وإنتشار الجهل وإنعدام الضمير .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
اللهم بلغت اللهم فاشهد
د مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ القانون ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من
أجل السلام ومفتى استراليا ونيوزيلاندا ت موبايل وواتساب +61478905087+