رسالة إلى قداسة البابا المحترم..


عباس علي العلي
الحوار المتمدن - العدد: 6824 - 2021 / 2 / 25 - 19:35
المحور: حقوق الانسان     

سيدي قداسة البابا أهلا وسهلا بكم في بلد أبونا إبراهيم وذريته المباركة من إسماعيل وإسحق... أهلا بكم في أرض العراق حللتم أهلا ونزلتم سهلا وقلوبنا قبل شوارعنا مفروشة لكم بالورد والرياحين.
سيدي صاحب القداسة.
أنت تعلم وتعرف والعالم كله يدرك أن في هذه الأرض الكريمة شعب محب للحياة وراغب في أن يساهم في بناء عالم خالي من الكراهية ورفض الأخر مهما كانت درجة الأختلاف معه، فكلنا وحسب ما نعتقد ونؤمن صنع الله الذي نفخ فينا من روحه، فلا فرق بين أبيض وأسود ولا بين ذكر وأنثى إلا بمقدار ما يمنح للوجود من قيمة... سيدي الحبر الأعظم هذا الشعب وعلى مر التأريخ مزقته حروب الكراهية وفرقته الأديان والمذاهب بدل أن تجمعه على كلمة سواء، هي أن الدين والمذهب والفكر عموما وسائل منحها الله للإنسان كي يعي ما نسى من وظيفته الأولى وهو التعارف والتراحم والتشارك الإيجابي في بناء السلام والمحبة والحرية...
سيدي الحبر الأعظم...
وأنت تعزم وتشد رحالك إلى موطن أولئك الذين فجروا النور السماوي في أرض الحقيقة أرجوك أن لا تضع يدك بيد كل كاره للإنسان والإنسانية، وأن لا تصافح قاتلا ولا مجرما ولا سارقا ولا قاطع طريق، فهم ينتظرونك جماعات وفردان ليظنوا أنهم بذلك ستبيض صفائحهم الملوثة بدم أبناء آدم، ولعلهم يرتاح لهم ضمير أو تستقر لهم الأمور من بعد ذلك... نحن يا سيدي نرى في زيارتكم لنا تخفيف عن أوجاع الفقراء ومشاركة مع ألام الملايين الذين حوصروا بين خيارين أما الذلة والقهر والموت أو الهرب والنجاة بجلودهم، أتمنى عليك سيدي أن تبعث نفسك المسيح في أرض أجداده وتقول للناس (إنكم جميعا أبناء الطين فكونوا سندا لبعضكم وأتحدوا من غير عناوين فرعية من أجل أبنائكم ومستقبلكم وأتركوا الرب يدبر الأمور، وأنتم أمضوا للحقل والمعمل والمدرسة وأبذلوا جهدكم فقد ولى عصر المعجزات، وأجعلوا قلوبكم مساجد وكنائس ومعابد، عندها سيقرر الرب أن يكون معكم)...
سيدي قداسة البابا...
أنا واثق تماما أنكم وبما تحملون من رمزية روحية عالية قادرون على أن تنتصروا للإنسان كل الإنسان في أي ظرف وأي مكان، لذا أملي معلق على كلمة ستقولها للعالم (أتركوا بلد الفراتين يرتوي من ماءه بدل أن تتصارعوا كالخنازير وتجعلوا من نهريه أوحال ملوثة)، قلها يا سيدي للقريب والبعيد ولا تخشى في كلمة الحق لومة لائم ولا مقالة ناقم، فالرب حملكم مسئولية ونحن حملناكم أمانه... والله ولي التوفيق.