التغيير عبر الانتخابات


جلال الصباغ
الحوار المتمدن - العدد: 6771 - 2020 / 12 / 25 - 23:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

التغيير عبر الانتخابات وهم يروج له كثيرون من داخل نظام المحاصصة الطائفية القومية ومن خارجه ايضا، فالكثير من الجهات داخل الانتفاضة او المرتبطة بها عازمة على دخول العملية الانتخابية.

قسم من هذه القوى سجل كحزب رسمي لدى مفوضية الانتخابات والقسم الآخر لم يزل ينتظر ما يسميه حصر السلاح بيد الدولة والرقابة الأممية وغيرها من الإجراءات حتى يحسم أمره بالمشاركة من عدمها، وجميع هذه الأطراف تحشد أنصارها منذ فترة وتحاول الترويج لمشاريعها السياسية.

هنالك الكثير من الاسئلة المطروحة حول الفائدة من المشاركة في العملية السياسية المبنية على اساس التحاصص بين القوى المدعومة إقليميا ودوليا ولديها المال والمليشيات والإعلام؟ هذه القوى التي تحكم البلاد بالحديد والنار، والمستعدة للقتل والحرب الأهلية والتهجير وارتكاب مختلف الجرائم كما كانت تفعل دائما ولا تزال من اجل ضمان بقائها في السلطة وبأي ثمن، وما هي الجدوى من العمل معها تحت سقف واحد؟

جربت بعض القوى المدنية والمحسوبة على اليسار المشاركة في الانتخابات السابقة بحجة التغيير من الداخل، ولم تجني شيئا سوى مشاركة القتلة واللصوص في حكمهم وإضفاء شرعية شكلية على سلطتهم الدموية المليشياوية الفاسدة.

نجحت قوى النظام ومن خلفها الفاعلين في المشهد العراقي من امريكا إلى إيران إلى تركيا والخليج بالإضافة الى الامم المتحدة وغيرها من المنظمات، إلى حد كبير في رسم طريق واحد للجماهير، وزرع مفاهيم داخل أوساط الانتفاضة، بأن التغيير لا يأتي إلا عبر الآليات التي فصلتها قوى واقطاب النظام على مقاساتها، نافية القدرة الثورية للجماهير من خلال الانتفاضة او الثورة. وقد تناست الكثير من قوى الانتفاضة ما حققته جماهير اكتوبر من إنجازات كبيرة كادت أن تطيح بالنظام، لو انها كانت منظمة ولديها رؤية سياسية واضحة ومدروسة ومدركة لاساليب السلطة وسيناريوهاتها.

ان الدعوة للمشاركة في الانتخابات مع نظام تلطخت ايديه بدماء عشرات الآلاف من المواطنين طوال سني حكمه، وأوصل الجماهير إلى مستنقع البؤس والفقر والبطالة، انما هي مشاركه لهذا النظام في مساعيه الاجرامية واللصوصية، وهو تجميل لصورته البشعة، ورغبة في الجلوس مع المليشيات واللصوص والقتلة.

جميعنا يرى ويسمع عن جرائم يومية تمارسها أجهزة النظام ومليشياته بحق الناشطين والمنتفضين، من خطف واغتيال وتهديد وارهاب، فمن أين تأتي الثقة بمثل هكذا نظام!!

ليس امام الجماهير المنتفضة سوى دفع الحراك الثوري إلى الأمام والعمل على تنظيم الصفوف والجهود، من أجل المشاركة الجماهيرية الواسعة والفاعلة، في المرحلة القادمة من الانتفاضة، والسعي الحثيث من اجل اقتلاع هذا النظام المتهالك من جذوره، والشروع بتشكيل سلطة الجماهير الثورية، وليس الانخداع والانزلاق نحو مشاريع النظام.