كردستان العراق ستفشل مع تفاقم ديكتاتوريتها

هذه ترجمة لمقالة
.كردستان العراق ستفشل مع تشديد ديكتاتوريتها:
كردستان العراق ليست ديمقراطية أو مستقرة كما يود العالم أن يعتقد-.
التي نشرت العام الماضي في مجلة The National Interest والآن يعاد نشرها بسبب الاهتمام الواسع الذي صادفته المقالة.

المقالة بقلم مايكل روبين. وهو باحث مقيم في معهد أمريكان إنتربرايز ، حيث يتخصص في إيران وتركيا والشرق الأوسط. كما أنه يعطي بانتظام دروسًا في البحر حول نزاعات الشرق الأوسط، والثقافة، والإرهاب، والقرن الأفريقي للوحدات البحرية الأمريكية.
وهو مسؤول سابق في البنتاغون، عاش الدكتور روبين في إيران ما بعد الثورة واليمن وعراق ما قبل الاحتلال وبعده، وقد أمضى بعض الوقت مع الطالبان قبل 11 سبتمبر. وهو مؤلف ومؤلف ومشارك في تحرير العديد من الكتب التي تستكشف الدبلوماسية والتاريخ الإيراني والثقافة العربية والدراسات الكردية والسياسة الشيعية، بما في ذلك "الأعمدة السبعة: ما الذي يسبب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط حقًا؟" (2019) ؛ "انتفاضة كردستان" ( 2016) ؛ "الرقص مع الشيطان: مخاطر إشراك الأنظمة المارقة" (2014) ؛ و "إيران الخالدة: الاستمرارية والفوضى" ( 2005).
الدكتور روبين حاصل على دكتوراه وماجستير في التاريخ من جامعة ييل ، وعلى درجة البكالوريوس في علم الأحياء.
خبراته وعمله:
مكتب الدراسات العسكرية الأجنبية: محلل عقود ، 2012 حتى الآن
مدرسة الدراسات العليا البحرية: محاضر أول ، 2007 حتى الآن
ميدل إيست كوارترلي: محرر ، 2004-09
سلطة الائتلاف المؤقتة (بغداد): مستشار سياسي 2003–04
مكتب وزير الدفاع: مستشار الأركان ، إيران والعراق ، 2002-2004
مجلس العلاقات الخارجية: زميل في الشؤون الدولية ، 2002-2003
الجامعة العبرية (القدس): زميل معهد ليونارد ديفيس للعلاقات الدولية 2001-2002
مجلس كارنيجي للأخلاقيات والشؤون الدولية: زميل ، 2000-2001
جامعات السليمانية وصلاح الدين ودهوك (كردستان العراق): محاضر زائر ، 2000-01.
جامعة ييل: محاضر ، قسم التاريخ ، 1999-2000
الدراسات الإيرانية: مساعد محرر ، 1994-1997
Michael Rubin
https://www.aei.org/profile/michael-rubin/
--------
في عام 2006، أطلقت حكومة إقليم كردستان (KRG) حملة إعلانية
Iraq Kurdistan launches tourism campaign
https://web.archive.org/web/20070317054054/https:/www.usatoday.com/travel/destinations/2006-10-20-kurdistan-tourism-campaign_x.htm
و أطلقت على كردستان العراق اسم "العراق الآخر".
Kurdistan
https://nationalinterest.org/tag/kurdistan
كان المفهوم بسيطًا: مع احتدام التمرد في بغداد، تناقضت الإعلانات عن السلام والاستقرار في كردستان العراق مع التمرد الذي كان مستعرًا في ذلك الوقت في وسط العراق. وشكرت كردستان العراق الولايات المتحدة على تخليص البلاد من ويلات الديكتاتور العراقي صدام حسين.

لقد كانت خطوة علاقات عامة ذكية لكنها حجبت حقيقة أكثر قتامة: في رسائل بريدهم الإلكتروني الخاصة، انتقد مسؤولون أكراد مثل قوباد طالباني، نائب رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان الآن، الولايات المتحدة بسبب "الأكاذيب التي أدت إلى الحرب".
Paging Qubad Talabani
https://www.nationalreview.com/corner/paging-qubad-talabani-michael-rubin/

مثلما قال المسؤولون الأكراد لنظرائهم الأمريكيين ما تريد واشنطن سماعه، كذلك أخبروا الإيرانيين والأتراك بما تريد طهران وأنقرة سماعه.

ربما كانت كردستان العراق أكثر أمناً من بقية العراق،
Iraq
https://nationalinterest.org/tag/iraq
لكن الفكرة القائلة بأنها أكثر ديمقراطية كانت ولا تزال هراء. سيطرت عائلتان وأحزابهما السياسية على المنطقة منذ انسحاب قوات الرئيس العراقي صدام حسين عام 1991.
Saddam Hussein
https://nationalinterest.org/tag/saddam-hussein
الأول هو الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني ، وهو حزب قبلي حتى النخاع ومحافظ اجتماعيًا. على سبيل المثال، لدى العديد من أفراد الأسرة زوجات متعددة لا تزال خفية عن الجمهور. ويتشابك تاريخ العائلة مع كل من الخطبة العائلية وجرائم الشرف للنساء اللائي يتطلعن إلى حياة تتجاوز جمود الأسرة. عندما كتب صحفي قصيدة تسخر من محسوبية البرزاني، قام هو أو أبناؤه باختطاف وقتل الصحفي الشاب.
A Poem to Die For
https://www.nationalreview.com/corner/poem-die-michael-rubin/

وكان رد الفعل على هذا النوع من الانعزالية القبلية أن الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، الذي كان نائبا لوالد مسعود، هو انفصاله وتأسيسه الاتحاد الوطني الكردستاني. في البداية ، أعلن الطالباني اعتناقه القيم التقدمية والاشتراكية، ولكن مع اقتراب نهاية حياته، عاد إلى الداخل للتأكد من أن زوجته المصابة الآن بمرض الزايمر وابنيهما، بافيل وقوباد، حافظوا على سيطرتهم على الماكينة السياسية التي سمحت له ولأسرته بجمع ثروة هائلة.

وبينما عزز البرزانيون والطالبانيون سيطرتهم في كردستان العراق، تغلبت بغداد على أعمال التمرد واعتنقت الديمقراطية، ومع ذلك، كانت ديموقراطية فوضوية. تفتخر بغداد الآن بخمسة رؤساء وزراء متقاعدين منذ عودة السيادة في عام 2004، ومن المرجح أن مصير مصطفى الكاظمي الحالي ليس ببعيد: العراقيون معروفون بتعاملهم بقسوة مع شاغلي المناصب. ولا يوجد أي يقين بأن الرئيس برهم صالح سيحصل على ولاية ثانية. لا يوجد مكان آخر في الشرق الأوسط, باستثناء إسرائيل، يعيش فيه الكثير من السياسيين المتقاعدين بسلام في البلد الذي خدموه في السابق.

في تناقض حاد مع بغداد، لا يوجد في كردستان العراق تقليد للقادة يلتزمون فيه بسيادة القانون أو الإرادة الانتخابية. كانت هناك انتخابات حرة نسبيًا في عام 1992، حيث كاد مسعود بارزاني وجلال طالباني أن يتقاسما الأصوات. وبدلاً من تطوير نظام القيادة والمعارضة، قاما فقط بتقسيم الغنائم بينهما. عندما نشأ نزاع مالي حول تقاسم العائدات في مركز إبراهيم خليل الجمركي على الحدود التركية، اندلعت الحرب الأهلية.
وبينما يخبر بارزاني الأجانب في كثير من الأحيان عن تضحيات قبيلته في القتال ضد الدكتاتور العراقي صدام حسين،
The Tragedy of the Missing Barzanis
https://kurdistanmemoryprogramme.com/the-tragedy-of-the-missing-barzanis/
إلا أنه بعد ثماني سنوات فقط من المذابح تحالف مع صدام لإخراج الطالباني من أربيل والحفاظ على احتكاره لتجارة التهريب المربحة مع تركيا.
Masoud Barzani Saddam Hussein
https://www.youtube.com/watch?v=WR2w3q9rz5c

بعد اعتماد دستور 2005، عمل بارزاني كرئيس إقليمي لكنه رفض لاحقًا الالتزام بحد ولايتين وطالب بتمديدات متكررة. باختصار، كان لدى بارزاني خيار أن يكون المقابل الكردي لنيلسون مانديلا أو ياسر عرفات. كان يمكنه أن يُظهر من خلال أفعاله التزامًا بالديمقراطية، أو يمكنه تحويل سلطة كردستان إلى سلطة اولغاركية فاسدة. اختار الخيار الأخير. سيُذكر مسعود البرزاني كرجل دخل كردستان العراق مفلسا، وتقاعد مليارديرًا عدة مرات.
Massoud Barzani’s wealth is -$-48 billion: Saudi paper
https://ekurd.net/kurdistan-barzani-48-billion-2018-08-05
لقد أعطى الأولوية للقبيلة على الناس في معظم الأعمال: خذ بعين الاعتبار سد بخمة: تم تصميمه في الخمسينيات من القرن الماضي. مع بداية البناء في الثمانينيات من القرن الماضي. أدى غزو صدام للكويت والحرب والعقوبات اللاحقة إلى تعليق المشروع. بعد الإطاحة بصدام، كان لدى الحكومة الكردية الأموال اللازمة لإكمال المشروع وكذلك السلطة ليس فقط في كردستان العراق ولكن في باقي العراق أيضًا، لكن بارزاني رفض خوفًا من أن يتسبب الخزان الناتج في تدفق السياح إلى وطنه القبلي.
Iraq’s Hoover Dam That Never Was
https://dawsonolivertheworld.com/2016/03/15/iraqs-hoover-dam-that-never-was/

وبالمثل، في حين أن بارزاني قد يضرب على الأوتار الخطابية كرجل قبلي من الشعب ، فقد اختار أن يعيش منعزلاً عن مواطنيه الأكراد في منتجع على قمة جبل كان يملكه صدام في السابق و بمظاهر أبهة حتى بالمعايير الترامبية.

ومهما كانت عيوب مسعود بارزاني وجلال طالباني، فإن حتى منتقديهم يقرون بأنهم ماكرون وحكيمون في ادارة النزاعات القبلية، وأدركا أن الكثير من القمع سيؤدي إلى رد فعل عنيف. لم تنتقل نفس المواهب والمفاهيم بالضرورة إلى الجيل الجديد. بعد تنحي مسعود نظريًا، أصبح ابن أخيه نيجيرفان رئيسًا إقليميًا بينما تولى ابنه مسرور بارزاني رئاسة الوزراء. (من جانب الطالباني، تولى الابن الأكبر بافل وابن أخيه لاهور رئاسة الاتحاد, بينما يعمل الابن الثاني قوباد نائباً لمسرور). الموهبة، مع ذلك ، ليست منتشرة بالتساوي. قضى نيجيرفان سنوات كرئيس للوزراء ويدرك أنه يجب عليه إعالة الناس حتى عندما يعتني بثروته الخاصة. إنه فساد، لكن بمعنى تاماني هول
(فساد نسب الى عمدة مدينة نيويورك Robert Van Wyck في عام 1900 والذي صاحبه اعانة المعوزين
The Case For Tammany Hall Being On The Right Side Of History
https://www.npr.org/2014/03/05/286218423/the-case-for-tammany-hall-being-on-the-right-side-of-history?t=1607949934675
ط.ا)
يتمتع لاهور بسمعة مماثلة: يشتكي الأكراد من إدارة الاتحاد الوطني الكردستاني، لكنهم يعترفون بكفاءته. ليس هذا هو الحال مع بافل، الذي يعتبره معظم الأكراد متقلب المزاج . قد يُنظر إلى قوباد على أنه ودود ومحاور مفيد للدبلوماسيين ، لكن الأكراد يقولون إنه غير مؤثر وغير كفوء .

لكن المشكلة الأكبر تتعلق بمسرور، الذي لطالما كانت موهبته متناسبة عكسياً مع السلطة التي يتمتع بها. كطالب في الجامعة الأمريكية، كان متوسط ​​المستوى وقضى وقتًا أطول في التسوق وفي العقارات الفاخرة خارج الحرم الجامعي, لكنه حصل على درجة علمية بعد أن مولت عائلة البرزاني برنامجًا في الجامعة.
Scholars-In-Residence
https://web.archive.org/web/20030817102750/http:/american.edu/cgp/sir.htm

كان تعنت مسرور وميله إلى العنف في قلب العديد من الخلافات المتعلقة بحقوق الإنسان التي ابتليت بها كردستان العراق: القتل في الداخل,
Iraqi Kurdistan: Journalists Under Threat
https://www.hrw.org/news/2010/10/29/iraqi-kurdistan-journalists-under-threat
والهجمات على المعارضين في الخارج.
Iraqi Kurdistan: Journalists Under Threat
https://www.hrw.org/news/2010/10/29/iraqi-kurdistan-journalists-under-threat

بينما أدرك نيجيرفان ضرورة تحقيق التوازن بين مصالحه التجارية وقدرة الآخرين على جني الأموال, فقد تحرك مسرور لاحتكار مختلف القطاعات وغالبًا ما استخدم سلطته لاعتقال أو إسكات من يقف في طريقه بعنف. وفي الوقت نفسه ، تزين صورة مسرور الأماكن العامة بشكل متزايد وتحمل صورته السيارات في أربيل ودهوك.

إذا كان يعتقد هو أن هذا تعبير عن المودة ، فسيكون مخطئًا مثل بشار الأسد ومعمر القذافي وصدام حسين. كرئيس للوزراء, تعثر مسرور. وقد ألقى باللوم على نيجيرفان في ضعف الميزانيات العمومية في كردستان وتجنب المسؤولية عن دوره في المشاكل الإقليمية.
Be Very Worried About Barzani Family Power Struggle
https://www.commentarymagazine.com/michael-rubin/worried-barzani-family-power-struggle/

وبعيدًا عن المدن، فقد أزعج التوازن القبلي الدقيق الذي أعطاه والده الأولوية لأنه سعى إلى استخدام قوات الأمن لاعتقال أعضاء القبائل المتنافسة من أجل إجبارهم (دون نجاح) على التبعية.

لطالما تذرع مسرور نفسه بالأفكار القومية, لكنه فشل هنا أيضًا. في عام 2017، وبالضد من نصيحة المستشارين الداخليين والخارجيين، أشرف على الاستفتاء الذي أدى في النهاية إلى فقدان المنطقة السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي وآبار النفط القيمة. وعلى الرغم من خطابه القومي، فإنه يستخدم القانون العراقي وليس القانون الكردي لتبرير اعتقال المعارضين والمتظاهرين بزعم الإخلال بالنظام العام. اختفى صحفيون
ACTIVIST, JOURNALISTS ARRESTED BY SECURITY FORCES IN DUHOK
https://www.nrttv.com/en/News.aspx?id=24675&MapID=1
وآخرهم شروان أمين شرواني - بزعم ارتكابهم جرائم صحفية.
Iraqi Kurdish police arrest journalist Sherwan Amin Sherwan
https://cpj.org/2020/10/iraqi-kurdish-police-arrest-journalist-sherwan-amin-sherwani/

ربما يعتقد مسرور أنه إذا لم يبلّغ الصحفيون عن المشاكل، فلن يلاحظ السكان المحليون الجائعون والمحرومون من ممتلكاتهم تدهور سبل عيشهم ولن يقارنوا شظف عيشهم مع أبهة وفخفخة مسرور. بينما حارب جده الأسطوري الملا مصطفى بارزاني من أجل تشكيل كيان كردي، يهتم مسرور فقط بتحقيق مكاسب شخصية, وخاضعا الآمال والأحلام الكردية لمصالح تركيا. واليوم، يظل صامتًا إلى حد كبير بينما يقصف الأتراك القرى الكردية ويتوقف الجنود الأتراك ويستجوبون القرويين المحليين. لقد أصبح بالنسبة للقومية الكردية ما كان المارشال فيليب بيتان بالنسبة للقومية الفرنسية. ( المارشال فيليب بيتان هو رئيس حكومة فيشي الفرنسية الموالية للنازية أثناء الحرب العالمية الثانية. ط.ا )
Was Vichy France a Puppet Government´-or-a Willing Nazi Collaborator?
https://www.smithsonianmag.com/history/vichy-government-france-world-war-ii-willingly-collaborated-nazis-180967160/

القمع والأمن ليسا مترادفين، وأكراد العراق يكتشفون أن مزيج مسرور من العنف والجشع وعدم الكفاءة لن يجلب لهم الحرية ولا الازدهار. العراق الآخر بالفعل.