صندوق تحيا مصر … هاتريك!


فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن - العدد: 6760 - 2020 / 12 / 13 - 13:18
المحور: حقوق الانسان     

دخل صندوق "تحيا مصر"، موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية، للمرة الثالثة، بعد تحطيم رقم قياسي جديد. هكذا تصدّر الخبرُ مانشيتات الصحف وتيكرز وكالات الأنباء. مبروك لمصر ومبروك للمصريين. ولا شكَّ أن دخول موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية مرّةً واحدة يُعدُّ مجدًّا عالميًّا في ذاته. لكن دخول تلك الموسوعة العالمية من بوابة "الإنسانية"، هو المجدُ الأبدي الذي يتذكّره التاريخُ. فماذا لو كان الدخول من بوابة الإنسانية، لثلاث مرات متواليات؟! هنا يكون المجدُ في عليائه، ممهورًا باسم أول حضارة في التاريخ احترمتِ الإنسانَ وأعلت من قدره، حضارة دولة اسمها: مصر.
ارتسم شعارُ "صندوق تحيا مصر" على واجهة الهرم العريق احتفالا بهذا الحدث العالمي المبهج. وأضاء برجُ خليفة في دبي واجهته بعلم مصر وشعار الصندوق، تحية من دولة الإمارات لشقيقتها مصر على تحطيم الرقم القياسي الثالث في شأن الانتصار لحق الإنسان في الحياة بكرامة.
"صندوق تحيا مصر"، هو كيان اعتباري مستقل أنشأه الرئيس عبد الفتاح السيسي بقرار جمهوري في بداية حكمه، من أجل دعم اقتصاد مصر وتحقيق العدالة الاجتماعية ومساعدة الفقراء والمتضررين من أبناء الوطن. للصندوق مجلس أمناء يتولى رسم السياسة العامة لنشاطه، برئاسة مجلس الوزراء وعضوية فضيلة شيخ الأزهر، وقداسة البابا، ومحافظ البنك المركزي المصري، ووزراء المالية، العدل، التخطيط، الاستثمار، الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة، وبعض الشخصيات العامة من الخبراء في مجال الاقتصاد والاستثمار والشأن المجتمعي. وتزامن ميلاد الصندوق مع قرار الرئيس يوم 24 يونيو 2014 بتبرّعه بنصف راتبه ونصف ثروته لصالح مصر في ظلّ الظروف الاقتصادية القاسية التي مررنا بها بعد عهد الإخوان المرّ وثورتين أنهكتا كاهل الوطن المُثقَل بالأحمال والمحن. وفي 1 يوليو من ذات العام أعلنت الرئاسة عن تدشين صندوق "تحيا مصر" تفعيلا لمبادرة دعم الاقتصاد المصري، وفُتح حساب للصندوق رقم 037037 لتلقي مساهمات المصريين في الداخل والخارج بجميع البنوك المصرية. وتوالت مِنح المصريين للصندوق حيث ضخّت فيه القوات المسلحة المصرية مليار جنيه، وتبرعت عائلة ساويرس بثلاثة مليارات، وتبرع المهندس صلاح دياب بستة ملايين دولار أمريكي، وتوالت عطايا البنوك المصرية والمؤسسات والشركات ورجال الأعمال الوطنيين. ومنذ نشأته، أطلق الصندوقُ مبادرات موسعة لغوث المتضررين من الكوارث الطبيعية وكفالة المعدمين والمسنّين والأيتام والنساء المعيلات وذوي الاحتياجات الخاصة، ودشّن الصندوق حملات قومية لعلاج ملايين المرضى كما شهدنا جميعا.
وتوالت إنجازاتُ صندوق تحيا مصر في تحطيم الأرقام القياسية في دعم حق الإنسان في الحياة. في البدء دخل الصندوق "موسوعة جينيس"، بعدما حطّم الرقم القياسي في أكبر حملة للتبرع للمواد الغذائية، إذْ بلغت 300 ألف صندوق طعام. ثم حصل الصندوق على مكان ثان في الموسوعة العالمية بعد التبرع بأكبر كمية من الدواجن للأسر الفقيرة بلغت مليوني كيلو جرام من الدجاج. وقبل أيام دخل الصندوق المصري موسوعة جينيس للمرة الثالثة بعد تحطيمه رقمًا قياسيًّا جديدًا بإطلاقه "أكبر قافلة مساعدات إنسانية في العالم" لمساعدة المحافظات الأولَى بالرعاية. وقال السيد/ أحمد مقلد الرئيس التنفيذي للمكتب المنسق مع موسوعة جينيس للأرقام القياسية، إن القافلة كانت مرشحة للحصول على سبعة أرقام قياسية أخرى، في مجال الأجهزة الطبية، والمعدات، وغيرها من المساعدات.
أمرٌ محترمٌ أن يبدأ حاكمٌ عهدَه بإنقاذ المعدمين والمرضى وأن يُعطي مثلا بنفسه فيبادرُ بالتبرع من جيبه الخاص لصندوق سوف يكون السندَ لمن لا سندَ له، والظهرَ الذي يركن إليه المأزومون وذوو الحاجات. وأمرٌ محترم أن يسارع أثرياءُ الوطن بدعم ذلك الصندوق الذي شهد العالمُ لإنجازاته المدهشة خلال عمره القصير، ست سنوات، حتى استحق أن يدخل الموسوعة العالمية مراتٍ ثلاثًا من أرقى وأرفع وأسمى أبوابها: “باب الإنسانيات".
شرفٌ عظيمٌ لكل مصريّ أن يدعم ذلك الصندوق النبيل الذي يتحرك بشفافية مطلقة ونشهد بعيوننا كلَّ يوم إنجازاته الإنسانية المحترمة من أجل نجدة ذوي الحاجة والمتضررين والُمعدمين. كلُّ داعم لهذا الصندوق يستحقُّ بجدارة أن يكون ابنًا من أبناء مصر العظيمة التي خطّت في وصاياها ما يشهد به كل مصريّ على نفسه لحظة الحساب، كما يخبرنا كتاب: “الخروج إلى النهار" الشهير بكتاب الموتى. يقول الجدُّ المصريُّ: “كنتُ عينًا للكفيف، ساقًا للكسيح، يدًا للمشلول، وأبًا لليتيم.” ذاك هو قانون "ماعت"، قانون سلفنا الصالح العظيم، الذي علّم البشرية قانون التحضر والسمو والنبل، قانون الإنسان. شكرًا صندوق تحيا مصر الذي استحق رفع القبّعة ونقول له: Hat-trick لتسديده ثلاثة أجوال في مرمى الإنسانية. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يدعمُ الوطن.”
***