الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 15-50 ، نقد أطروحات منصور حكمت المعادية للماركسية


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 6758 - 2020 / 12 / 11 - 23:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

حاء / معاداة الحكمتية للمبدأ الماركسي : "عبادة الشخصية هو إبتلاء و إيمان خرافي محتقر و سيء النية"
(ملاحظة : لا بأس من التوكيد ثانية هنا و للمرة الأخيرة بأن هدف هذه السلسلة إنما هو الدفاع عن الماركسية ضد مزورها البرجوازي منصور حكمت و يتاماه ؛ و بأنني لا أمثل فيها سوى نفسي ؛ مؤكداً عدم وجود أي علاقة تنظيمية لي من أي حزب سياسي منذ أن تفرغت للتأليف قبل سنوات عدة .)
ينشأ إبتلاء عبادة الزعيم في بعض الاحزاب السياسية عندما يستخدم الحزب تقنيات الإعلام الجماهيري و الدعاية و الكذبة الكبرى لخلق صورة مثالية لزعيمه و النفخ فيها من خلال الإطراء و الثناء غير المبرر . و من نافلة القول أن المنظمات الشيوعية الحقيقية الأمينة على المصالح الصميمية للطبقة العاملة – عكس الأحزاب البرجوازية من طراز الحشعا و الحشعع – ترفض رفضاً باتاً السقوط في مستنقع عبادة الشخصية المنافي للقيم البروليتارية الثورية التي توكد على النضال الجماعي كرافعة للوعي الطبقي و ليس الانبهار بالكاريزمات الشخصية الممتلئة ، ناهيك عن الفارغة . لذا ، نجد أن ماركس و انجلز و لينين و روزا و تروتسكي و غرامشي و كاسترو و جيفارا و هوشي منه و غيرهم من أعظم مفكري البروليتاريا و قادتها قد رفضوا و احتقروا على طول الخط الظاهرة المعيبة المتمثلة بعبادة الشخصية باعتبارها ممارسة مخجلة تنطوي على سوء النية المنافية للقيم الثورية الحقيقية .
في رسالته إلى فيلهلم بلوز (10/11/1877)، كتب ماركس يقول :
"أنا "ليس عندي سوء نية" (كما يقول هاينه) و لا إنجلز بهذا الشأن . ما من أحد منا يهتم قيد قشة بالشهرة . و اسمح لي أن أستشهد بدليل واحد على ذلك : لقد بلغ بي أحتقار عبادة الشخصية - في عهد الأممية ، عندما ابتليت بالعديد من التحركات – التي نشأت من مختلف البلدان - لمنحي شرفًا عامًا - حداً جعلني لا أسمح مطلقاً لأي من تلك المحاولات دخول ميدان الإعلام ، و لم أرد عليها أبدًا ، باستثناء إبداء الازدراء العرضي . عندما انضممنا انجلز و أنا لأول مرة إلى الجمعية الشيوعية السرية ، فإننا لم نفعل ذلك إلا بشرط حذف كل شيء من شأنه أن يؤدي إلى الإيمان الخرافي بالسلطة الفردية وارد في قواعد عملها . (لاسال عمل لاحقًا في الاتجاه المعاكس .)"
أنتهى الاقتباس من ماركس .
في النص أعلاه ، يدين ماركس ظاهرة عبادة الشخصية بوسمها بأنها : "سيئة النية" و "ابتلاء" و "محتقرة" و "خرافية" . ليس هذا فحسب ، بل أن كلاً من ماركس و انجلز قد اعتبرا أن عبادة الشخصية هي ممارسة منافية للنضال الشيوعي الحقيقي ، و لهذا فقد اشترطا لانضمامهما للجمعية الشيوعية السرية : "حذف كل شيء من شأنه أن يؤدي إلى الإيمان الخرافي بالسلطة الفردية وارد في قواعد عملها" . هذا الموقف كتبه ماركس بخط يده ، و ألحق به رفيقه إنجلز ، و هما من هما : أعظم عالِمَين مؤثرين في التاريخ المعاصر ؛ أما البرجوازي المزور للماركسية منصور حكمت (صاحب النظرية السريالية : "ان الشكل العادي للقضيب هو الاستقامة، حين تثنيه فانه يتمتع بالمطاطية والمرونة ويبغي العودة الى وضعه العادي ") فإنه يعتبر نفسه أعظم من لينين نفسه فيكذب على نفسه و على حواريية من الإمعات بالقول :
"ليس لدي اي شك في ان الابحاث التي طرحتها اعمق من ابحاث لينين. لقد طرح لينين مجموعة من الابحاث التكتكية ودفعها بوجود مخالفين لها. لم تواجهه مسائل معقدة على هذا القدر، ولم يكن مجبراً لهذا الحد على اختيار هذه المنهجية، لم يجابه شيوعية مهزومة."
المصدر :
http://www.wpiraq.net/annoucmentDetail.aspx?Articleid=4053&AuthorID=2008#.X49zD9AzbIU
إذن ، البرجوازي منصور حكمت يعتبر نفسه أعمق في أبحاثه من لينين المسكين . و ما دام البرجوازي منصور حكمت - هذا المنظر من الدرجة الثالثة فما دون - لا يتورع عن النفخ في بالونه نرجسيته بمثل هذه التلفيقات الفارغة ، فمن إذن يمكن أن يتوهم بكونه يستحق أن يتنازل له فيرضى به أن يصبح قسيمه المكافيء الفعلي – نعم ماركس نفسه !
يؤكد لنا السيد أسدبور - أحد حواريي منصور حكمت – بأن منصور حكمت قد اعتبر نفسه ليس لينين زمانه ، بل هو ماركس زمانه ، فيكتب :
"من المعلوم في الساحة السياسية لسنوات عديدة (و ليس فقط لمحبيه) أن منصور حكمت قد اعتبر نفسه ليس لينين ، بل ماركس زمانه !!"
المصدر :
http://www.hekmatist.com/2014/040314-mostafa-bahman-shafig.html
أما أكبر منفاخ نفاث في بالون البرجوازي منصور حكمت فهو السيد : فارس محمود (مترجم كتابات منصور حكمت من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية رغم كونه لا يتقن قواعد العربية) الذي يصفه بأنه :
(عين ماركس ولينين وبصيرتهما في هذا العصر ... أنه عين البشرية الداعية للتحرر والمساواة ) و أنه ( ماركس عصرنا الراهن وأكبر مفكري ومنظري هذا العصر ) .
المصدر :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=615876
مسكين لينين و ماركس و انجلز فقد ماتوا دون أن يكحلو أعينهم برؤية سكسوكة منافسهم العظيم البرجوازي منصور حكمت الذي أقام الدنيا و لم يقعدها بنظريته الثورية الفتّاقة الخنّاقة : "ان الشكل العادي للقضيب هو الاستقامة، حين تثنيه فانه يتمتع بالمطاطية والمرونة ويبغي العودة الى وضعه العادي ") .
ليس هذا فحسب ، بل أن البرجوازي منصور حكمت قد حرص أخلص الحرص على تطبيق ستراتيج : "وراك وراك و الزمن طويل" ، فلحق بالمسكين ماركس حتى في قبره ليدفن على مقربة منه في مقبرة هايغيت !
و لكنه هو و ربعه تناسوا حقيقة بسيطة مؤداها أن المعادي للماركسية في حياته لا ينقلب ماركسياً بعد مماته و لو دفن في نفس قبر ماركس ؛ مثلما نسوا أن حبل الكذب قصير و هو لا يستطيع تحويل الصغير إلى كبير بتاتاً .
و لكن لا ، ينبغي على الباحث المتجرد أن يفتش عن عبقرية البرجوازي منصور حكمت و هو يشرح على نحو فذ أعمال ماركس و انجلز فيستخرج منها الجواهر الفريدة .
في "اسس الشيوعية العمالية (الندوة الاولى)" نطالع هذا النص الكارثي للبرجوازي منصور حكمت و هو يعرض لانجلز :
"من الملفت للانتباه في إحدى رسائل أنجلس إلى ماركس في ألمانيا، والتي كانت بالنسبة لي مبعث صدمة نوعاً ما، ولا أتفق معها كذلك، ولكن ما أريد قوله هو كيف وبأي شكل ينظر طرف ما للعامل. يتحدث أنجلس عن تصاعد القتل والجريمة والسرقة في هذه المدينة، وإن هذا يدلل على نمو البروليتاريا في هذا البلد. ويظهر نفسه الآن على شكل قتل وجريمة، ولكنه يظهر بعد ذلك فوراً على شكل نضال شيوعي. إنها رسالة أنجلس إلى ماركس. كان ينظر بصورة موضوعية لهذه الظاهرة، يقول ظهر العمال، نزلوا وانتشروا في الشوارع، ساخطين، يتعرضون للظلم، لا يتمكنون من القيام بشيء ما؟ يمضون بسرعة لسرقة بيت ما، وإن هذه الفئة التي ظهرت في المدينة كانت مبعث حركة في المدينة. سابقاً، في المرحلة الإقطاعية ليس بوسعك أن ترى قطة هنا، الآن يسرق الناس بعضهم البعض في الشوارع، يفرغون جيوب بعض، يقول إن هذه مؤشرات ظهور الصناعة وظهور العامل، ولكنه يعبر عن احتجاجه هذا بشكل آخر. مثلما هو الحال مع حركة تحطيم الآلات، حيث عبر عن احتجاجه بذلك الشكل. العامل هو ظاهرة أخرى عند ماركس وأنجلس."
انتهى اقتباسي من نص البرجوازي منصور حكمت .
المصدر :
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677901
يتبع ، لطفاً .