مقالات من الجريدة الرينانية الجديدة حول الثورة المضادة 1848-


كارل ماركس
الحوار المتمدن - العدد: 6740 - 2020 / 11 / 22 - 20:46
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

ترجمة سعيد العليمى
البورجوازية والثورة المضادة - كارل ماركس
كولونيا ، 9 ديسمبر . اننا لم نخف ابدا حقيقة اننا لاننطلق من اساس قانونى ، وانما من اساس ثورى . والان هجرت الحكومة من جانبها ادعاءها الكاذب بأن لها اساسا قانونيا . وقد اتخذت موقفها على اساس ثورى ، لأن الاساس المضاد للثورة ، هو ايضا ، ثورى .
ينص القسم السادس من قانون 6 ابريل ، 1848 على ان :
" الحق فى اقرار كل القوانين وكذلك تحديد الميزانية القومية وفرض الضرائب يختص به وفى كل الاحوال ممثلوا الشعب فى المستقبل . "
القسم الثالث عشر من قانون 8 ابريل ، 1848 ، يقرأ على النحو التالى :
" ان الجمعية التى انعقدت على اساس هذا القانون قد دعيت لوضع الدستور بالاتفاق مع التاج لتمارس خلال دورتها صلاحيات الدايت ( مجلس تشريعى . المترجم ) الامبراطورى ، وبصفة خاصة مايتعلق بفرض الضرائب . "
اما الحكومة فترسل جمعية المساومين هذه الى الشيطان ، وتفرض مايسمى بالدستور (1 ) على البلاد وتقرر الضرائب التى رفض ممثلوا الشعب ان يمنحونها اياها .
ان ملحمة كامبهاوزن الايوبية ، وهى نوع من مسرحية فكاهية قانونية فاخرة ( 2 ) بلغت نهايتها المفاجئة على يد الحكومة البروسية . وردا على ذلك واصل كامبهاوزن العظيم مؤلف هذه الملحمة ببرود تآمره فى فرانكفورت بوصفه مبعوثا لنفس هذه الحكومة البروسية ، مواصلا مكائده مع رجال البازار فى صالح تلك الحكومة البروسية . هذا الكامبهاوزن هو الذى اخترع نظرية الاتفاق حتى يحفظ الاساس القانونى ، اى ، حتى يخدع الثورة اولا وقبل كل شئ بصدد الاحترام الواجب لها ، واخترع فى ذات الوقت الالغام التى قدر لها فيما بعد ان تنسف الاساس القانونى ومعه نظرية الاتفاق .
لقد نهض هذا الرجل بأعباء تمرير الانتخابات غير المباشرة ، التى تمخضت عن جمعية كان يمكن للحكومة ، فى وقت التمرد المفاجئ ، ان تصرخ فى وجهها : تأخرتم جدا ! وقد استدعى امير بروسيا ، رأس الثورة المضادة ، بل ولجأ حتى لكذبة رسمية ليحول هروب الامير الى رحلة دراسية. ( 3 ) وهو لم يلغ القوانين البروسية القديمة التى تتناول القضايا السياسية ولا المحاكم القديمة . وفى ظل حكومته كسبت البيروقراطية والجيش الوقت للتعافى من الرعب الذى اصابهما ، ليعيدوا تنظيم هيكلهم كاملا . لم يمس اى من الشخصيات القيادية فى النظام القديم بل تركت فى مراكزها . وواصلت البطانة فى ظل كامبهاوزن الحرب فى بوزنان ، بينما واصل هو نفسه الحرب فى الدنمارك . لقد كان مقصودا ان تكون الحرب الدانماركية طريقا لاستنزاف فائض الوطنية ( 4 ) لدى لشباب الالمانى ، الذي انزلت به الشرطة عقب عودته عقوبات تأديبية ملائمة . كان على هذه الحرب ان تعطى بعض الشعبية للجنرال رانجل وفيالقه سيئة السمعة من الحراس ، وبصفة عامة لاعادة تأهيل الجيش البروسي . تحقق هذا الهدف ، وكان على الحرب المصطنعة ان تنتهى بأى ثمن بهدنة مشينة ، جرى التفاوض بشأنها مرة اخرى فى فرانكفورت بين نفس الكامبهاوزن والجمعية الوطنية الالمانية . كانت ثمار الحرب الدانماركية تعيين " قائد عام للبراندبورجين الاثنتين " ( 5 ) وعودة فيالق الحراس الى برلين التى كانت قد اجليت عنها فى مارس .
والحرب التى شنتها بطانة بوتسدام فى بوزنان تحت رعاية كامبهاوزن !
لقد كانت الحرب فى بوزنان اكثر من ان تكون حربا ضد الثورة البروسية . لقد كانت سقوط فيينا ، سقوط ايطاليا ، هزيمة ابطال يونيو . لقد كانت اول انتصار حاسم حققه القيصر الروسي على الثورة الاوروبية . وقد تحقق كل هذا تحت رعاية كامبهاوزن العظيم , الصديق المفكر للتاريخ ( 6 ) ، فارس الجدال الكبير ، بطل المفاوضات .
حازت الثورة المضادة فى ظل كامبهاوزن وبمساعدته كل المراكز الهامة ، لقد اعد جيشا مستعدا للعمل بينما اهتمت الجمعية بمداولاتها .
فى ظل هانسمان – بينتو( 7 ) وزير الممارسة العملية ، زودت قوى الشرطة بزى جديد ، وشنت البورجوازية حربا – مريرة بقدر ماهى حقيرة – ضد الشعب . وقد استخلصت نتيجة هذه المقدمات فى ظل حكم براندنبورج . الاشياء الوحيدة التى كانت هناك حاجة اليها هى شارب وسيف بدلا من رأس .
حين استقال كامبهاوزن صحنا متعجبين :
لقد بذر الرجعية كما تفسرها البورجوازية ، وسوف يحصد الرجعية كما تفسرها الارستقراطية والحكم المطلق .
لايخامرنا الشك فى ان فخامة ، المبعوث البروسي كامبهاوزن ، يعتبر نفسه فى هذه اللحظة من سادة الاقطاع وقد توصل الى اتفاق سلمى مع " سوء فهمه " .
مع ذلك لايتعين علينا ، ان نرتكب خطأ نسبة حوافز ذات دلالة تاريخية عالمية لمتوسطى القدرات امثال كامبهاوزن وهانسمان . فهم لم يكونوا شيئا سوى ادوات طبقة . لغتهما ، افعالهما ، كاتنا الصدى الرسمى فحسب لطبقة اتت بهما الى المقدمة . لقد كانا ببساطة البورجوازية الكبيرة وقد وضعت فى الواجهة .
لقد شكل اعضاء هذه الطبقة المعارضة الليبرالية فى الدايت الاقليمى المتحد الاخير ، ذو الذكرى المباركة ، بعد ان بعث كامبهاوزن للحظة .
لقد وجه اللوم الى السادة اعضاء هذه المعارضة الليبرالية بأنهم تخلوا عن مبادئهم بعد ثورة مارس . هذه مغالطة .
اصبح كبار ملاك الارض والراسماليين – وقد كانوا الوحيدين الذين نالوا حق التمثيل فى الدايت الاقليمى المتحد – باختصار الاثرياء ، اكثر ثراء وتعليما . ومع تطور المجتمع البورجوازى فى بروسيا ، بمعنى آخر ، مع تطور الصناعة ، والتجارة والزراعة فقدت التمايزات الطبقية القديمة من ناحية اساسها المادى .
لقد تبرجزت الارستقراطية نفسها الى حد كبير . وبدلا من التعامل فى الولاء ، والحب والايمان ، تتعامل الان بشكل اساسي فى جذور البنجر ، والمشروبات الكحولية والصوف . وقد عقدت مبارزاتها فى سوق الصوف . من ناحية اخرى فإن الدولة المطلقة ، التى فقدت اساسها الاجتماعى فى مجرى التطور ، اصبحت قيدا معيقا للمجتمع البورجوازى الجديد مع نمط انتاجه المتغير ومتطلباته المتغيرة . كان على البورجوازية ان تطالب بنصيبها فى السلطة ، وان يكن ذلك بسبب مصالحها المادية . يمكن للبورجوازية وحدها ان تؤكد قانونيا مطالبها الصناعية والتجارية . وقد كان عليها ان تنتزع ادارتها من هؤلاء ، اى " اشد مصالحها قداسة " من ايدى بيروقراطية عتيقة كانت جاهلة ومتعجرفة فى نفس الوقت . لقد كان عليها ان تطالب بالسيطرة على الثروة القومية ، التى اعتبرت نفسها خلقتها . بعد ان جردت البيروقراطية من احتكار مايسمى التعليم وهى واعية بحقيقة انها تملك معرفة ارفع بما لايقاس بمتطلبات المجتمع البورجوازى ، فإن البورجوازية لديها ايضا الطموح لتؤمن لنفسها وضعا سياسيا يتوافق مع وضعها الاجتماعى . وحتى تحقق هذا الهدف كان عليها ان تكون قادرة على نقاش مصالحها الخاصة ووجهات نظرها وتصرفات الحكومة بحرية . وقد اسميت هذه " حرية الصحافة " . وكان لها ان تكون قادرة على تشكيل الجمعيات بحرية . وقد اسمى هذا " حق تشكيل الجمعيات بحرية " . وكنتيجة ضرورية للمنافسة الحرة ، كان لها ان تطالب بالمثل بالحرية الدينية وما الى ذلك . كانت البورجوازية البروسية قبل مارس 1848 تتحرك بسرعة لتحقيق كل هذه الاهداف .
كانت الدولة البروسية تعانى من مصاعب مالية . وقد استنفدت قدرتها على الاقتراض . وكان هذا هو السبب السرى لعودة الدايت الاقليمى المتحد للانعقاد . ورغم ان الحكومة صارعت ضد مصيرها وحلت بفظاظة الدايت الاقليمى المتحد ، فإن الافتقار اللنقود والتسهيلات الائتمانية كان سوف يدفعها تدريجيا حتما لاحضان البورجوازية . ان هؤلاء الذين هم ملوك بنعمة الله قد قايضوا دوما امتيازاتهم بالعملة الصعبة ، كما فعل بارونات الاقطاع . كان الاثر الاول العظيم لهذه الصفقة التاريخية فى كل الولايات المسيحية الجرمانية هو تحرير الاقنان ، وكان الاثر الثانى هو الملكية الدستورية . " ليس للنقود سيد " ، ولكن السادة يتوقفون عن ان يكونوا سادة بمجرد ان تتم شيطنتهم .
وهكذا كانت المعارضة الليبرالية فى الدايت الاقليمى المتحد تشى ببساطة بأن البورجوازية باتت تتعارض مع شكل سياسي لم يعد ملائما لمصالحها واحتياجاتها . وحتى تعارض البلاط ، كان عليها ان تكسب الشعب .
وربما تخيلت هى ان معارضتها كانت من اجل الشعب حقا .
من الواضح ، ان الحقوق والحريات التى سعت لها البورجوازية لنفسها كان يمكن ان تطلب من الحكومة فقط تحت شعار : الحقوق الشعبية والحريات الشعبية .
كانت هذه المعارضة ، كما قلنا آنفا ، تتحرك بسرعة صوب هدفها حينما انفجرت عاصفة فبراير .
هوامش :
1 – وضع هذا الدستور المفروض موضع التطبيق فى 5 ديسمبر ، 1848 ، بالتزامن مع حل الجمعية القومية البروسية . وقد تضمن هذا الدستور برلمانا من مجلسين منتخب عن غير طريق الانتخاب المباشر . كان عدد المواطنين الذين لهم حق الانتخاب للمجلس الاول مقيدا بنصاب كبير من الملكية . وقد سهلت السلطات الكبيرة التى منحها الدستور للتاج التقدم اللاحق للثورة المضادة .
2 – الايوبية هى عنوان قصيدة ساخرة كتبها كارل ارنولد كورتوم .
3 – كان امير بروسيا واحدا من اشد القادة المكروهين من البطانة الرجعية . هرب خلال ثورة مارس الى انجلترا وعاد الى برلين فى 4 يونيو ، 1848 . وفى 6 يونيو سعى كامبهاوزن لتصوير هروب الامير وكأنه رحلة قام بها لاسباب دراسية .
4 – تعبير "فائض الوطنية " استخدمه الشاعر هينه فى احدى قصائده .
5 – كان الجنرال رانجل ، الذى كان مرتبطا مع عصابة البلاط الرجعية ، فى 15 سبتمبر ، 1848 ، قد عين قائدا عاما فى مقاطعة براندنبورج العسكرية ، التى شملت فى هذا الوقت قسمين ، كورمارك ونويمارك .
6 – تعليق ساخر عبر عنه ماركس وانجلز يحيل على كتاب لكارل فون روتك عنوانه الفرعى : من اجل الاصدقاء المفكرين للتاريخ .
7 – احالة الى التشابه القائم بين الاجراءات التى اقترحها هانسمان وزير المالية البروسي ( اى ، قرض اجبارى كوسيلة لتحفيز تداول النقود ) ووجهات نظر بينتو ، المضارب الهولندى ، الذى اعتبر الاوراق المالية عاملا يسرع تداول النقود .
*المصدر : الجريدة الرينانية الجديدة ، العدد رقم 165 – ديسمبر 1848 – ارشيف ماركسيست اورج على الانترنت .
2 -البورجوازية والثورة المضادة - 2 – 4 كارل ماركس
كولونيا ، 11 ديسمبر . حينما انحسر فيضان مارس – وهو فيضان مصغر – لم يترك على سطح برلين اطفالا عباقرة ، ولاعمالقة ثوريين ، وانما مخلوقات تقليدية ، اغلظ الشخصيات البورجوازية – ليبراليوا الدايت الاقليمى المتحد ، ممثلوا البورجوازية البروسية الواعية . لقد وفد الممثلون الرئيسيون للوزارات الجديدة من اقليم الراين وسيليزيا ، وهى الولايات التى تمثل البورجوازية الاشد تقدما . وقد تبعهم طابور كامل من المحامين . وبمجرد ان ازيحت البورجوازية خلفا من قبل الارستقراطية الاقطاعية حلت محل اقليم الراين وسيليزيا فى الوزارات الولايات البروسية القديمة . و تقوم الصلة الوحيدة لوزارة براندنبورج مع اقليم الراين من خلال البرفلد تورى بمفرده . ويمثل هانسمان وفون درهيدت ! اى هذان الاسمان الفارق الكامل بين مارس وديسمبر 1848 بالنسبة للبورجوازية البروسية .
لقد بلغت البورجوازية البروسية الذروة السياسية ، لامن خلال صفقة سلمية مع التاج ، كما رغبت ، وانما نتيجة للثورة . وكان عليها الا تدافع عن مصالحها الخاصة ، وانما عن مصالح الشعب – لأن الحركة الشعبية هى التى مهدت الطريق للبورجوازية – ضد التاج ، بمعنى آخر ، ضد نفسها . ولأن البورجوازية قد اعتبرت التاج ببساطة ستارا بعثته النعمة الالهية ، ستارا كان عليه ان يخفى مصالحها الدنيوية ، فقد كانت حرمة مصالحها الخاصة والاشكال السياسية الملائمة لهذه المصالح وقد جرى التعبير عنها فى لغة دستورية ، هى حرمة التاج . من هنا تأتى حماس البورجوازية الالمانية للملكية الدستورية . ورغم ان ثورة فبراير بكل اصداءها فى المانيا قد رحبت بها البورجوازية البروسية ، لأن الثورة قد وضعت ادارة الدولة فى يدها ، فانها ايضا عاكست خطط البورجوازية ، لأن حكمها كان مقيدا بشروط لاتمثل ارادتها كما انها كانت غير قادرة على انجازها .
لم ترفع البورجوازية اصبعا ، غايته انها سمحت للشعب ان يقاتل من اجلها . لذا فإن الحكم الذى دعيت لممارسته لم يكن حكم قائد هزم خصمه ، وانما حكم لجنة للسلامة العامة عهد اليها الشعب المنتصر بحماية مصالحه .
كان كامبهاوزن مايزال مدركا بوضوح هذا الوضع المحرج ، ويرجع ضعف وزراته بشكل كامل لهذا الشعور والظروف التى انتجته . حتى اشد افعال حكومته عارا قد صبغت من ثم بنوع من حمرة الخجل . اما عدم الحياء المكشوف والغطرسة فقد كانت مميزات هانسمان ، والبشرة الحمراء هى كل مايميز هذين الفنانين الواحد عن الآخر .
ولايجب ان نخلط ثورة مارس فى بروسيا مع اى من الثورة الانجليزية لعام 1648 او مع الثورة الفرنسية لعام 1789 .
لقد تحالفت البورجوازية عام 1648 مع الارستقراطية الحديثة ضد الملكية ، والارستقراطية الاقطاعية والكنيسة القائمة .
وتحالفت البورجوازية عام 1789 مع الشعب ضد الملكية ، والارستقراطية والكنيسة القائمة .
ان نموذج ثورة 1789 ( على الاقل فى اوروبا ) مثلته فقط ثورة 1648 ، ونموذج ثورة 1648 مثلته ثورة هولندا ضد الاسبان . ( 1 ) والثورتان معا تقدمتا بقرن على نموذجهما ليس فقط فى الزمان وانما ايضا فى المضمون .
وفى الثورتين جميعا كانت البورجوازية هى الطبقة التى تزعمت الحركة . ولم تكن البروليتاريا والشريحة غير البورجوازية من الطبقة الوسطى قد طورت مصالح متمايزة عن مصالح البورجوازية او انهما لم تشكلا بعد طبقات مستقلة او اقساما من طبقات . وعلى ذلك ، حيثما عارضوا البورجوازية ، كما فعلوا فى فرنسا عام 1793 و 1794 ، فقد قاتلوا لتحقيق اهداف البورجوازية ، وان يكن بطريقة غير بورجوازية . لقد كان الارهاب الفرنسي بكامله بمثابة طريقة عامية فى التعامل مع اعداء البورجوازية ، الحكم المطلق ، الاقطاع و مايمثل القديم .
لم تكن ثورتى 1648 و1789 ثورتان انجليزية وفرنسية ، لقد كانتا ثورتان على الطراز الاوروبى . وهما لم تمثلا انتصار طبقة اجتماعية خاصة على النظام السياسي القديم ، لقد اعلنتا النظام السياسي للمجتمع الاروبى الجديد . لقد انتصرت البورجوازية فى هاتين الثورتين ، ولكن كان انتصار البورجوازية فى هذا الزمان انتصارا لنظام اجتماعى جديد ، انتصار الملكية البورجوازية على الملكية الاقطاعية ، للقومية على الاقليمية ، للمنافسة على الطائفة الحرفية ، للتقسيم ( فيما يخص الارض ) على حق البكورة ، لحكم مالك الارض على هيمنة المالك بواسطة الارض ، للتنوير على الخرافة ، وللعائلة على اسم العائلة ، وللصناعة على الكسل البطولى ، وللقانون البورجوازى على امتيازات القرون الوسطى . لقد كانت ثورة 1648 انتصارا للقرن السابع عشر على القرن السادس عشر ، كما كان انتصار ثورة 1789 انتصار القرن الثامن عشر على القرن السابع عشر . لقد عكست هاتان الثورتان احتياجات العالم فى هذا الزمان وليس احتياجات تلك الاقسام من العالم التى جرت فيها ، اى انجلترا وفرنسا .
لم يكن هناك شئ من ذلك فى ثورة مارس البروسية .
لقد ازالت ثورة فبراير الملكية الدستورية من الناحية الفعلية غير انها ازالت حكم البورجوازية من الناحية الاسمية . لقد كان يتعين على ثورة مارس البروسية ان تؤسس اسميا الملكية الدستورية وتؤسس فعليا حكم البورجوازية . لقد كانت ابعد من ان تكون ثورة اوروبية ، غير انها مثلت صدى ضعيفا لثورة اوروبية فى بلد متخلف . وبدلا من ان تكون متقدمة قرنا من الزمان ، فقد كانت متأخرة نصف قرن عن زمنها . لقد كانت منذ البداية الاولى ظاهرة ثانوية ، ومن المعروف ان الامراض الثانوية اصعب فى الشفاء ، ويمكن لها ان تسبب اضرارا اشد مما يمكن ان تسببه الامراض الاولية . لم تكن المسألة مسألة تأسيس مجتمع جديد ، وانما بعث مجتمع فى برلين كانت قد انتهت صلاحيته فى باريس . لم تكن ثورة مارس البروسية حتى ثورة قومية المانية ، لقد كانت منذ البداية ثورة اقليمية بروسية . فى فيينا ، كاسل ، ميونيخ وفى مدن اقليمية متنوعة جرت انتفاضات اقليمية بموزاتها ونافستها .
بينما احرزت ثورتا عام 1648 و 1789 ثقة فى الذات لاحدود لها انطلاقا من معرفة انهما كانتا تقودان الكوكب ، فقد كان طموح ( ثورة ) برلين لعام 1848 ينطوى على مفارقة تاريخية . كان ضوءها مثل ضوء النجوم التى تصلنا ، نحن سكان الارض ، فقط بعد ان تكون الاجسام التى انبثق عنها قد همدت منذ مئات الاف الاعوام . كانت ثورة مارس فى بروسيا ، على نطاق ضيق – مثلما فعلت كل شئ على نطاق ضيق – هذا النجم بالنسبة لاوروبا . لقد كان ضوءها ضوء جسم اجتماعى تحلل منذ زمن بعيد .
لقد تطورت البورجوازية الالمانية بشكل غاية فى البلادة ، بجبن وببطء حتى انها فى اللحظة التى واجهت فيها الاقطاع والحكم المطلق متوعدة اثارت ضدها البروليتاريا المعرضة للخطر ومعها كل اقسام الطبقة الوسطى التى ارتبطت مصالحها وافكارها بمصالح وافكار البروليتاريا . لم تجد البورجوازية الالمانية طبقة واحدة فقط خلفها ، ولكنها وجدت كل اوروبا تواجهها بعداوة . وبخلاف البورجوازية الفرنسية فى عام 1789 ، لم تكن البورجوازية البروسية ، حينما واجهت الملكية والارستقراطية ، ممثلتى المجتمع القديم ، طبقة تتحدث لصالح كل المجتمع الحديث . لقد اختزلت الى نوع من طائفة متميزة بوضوح عن التاج بقدر ماهى متميزة عن الشعب ، مع ميل قوى لمعارضة الخصمين ومترددة ازاء كل منهما منفردين لانها رأتهما دائما اما فى مقدمتها او خلفها . وكانت تميل منذ البداية لأن تخون الشعب وان تساوم مع الممثلين المتوجين للمجتمع القديم ، وقد جعلت انتماءها بالفعل للمجتمع القديم ، وهى لم تدفع قدما مصالح مجتمع جديد ضد المجتمع القديم ، وانما قدمت مصالح مجددة داخل مجتمع عتيق . ولم تتولى قيادة الثورة لأن الشعب قد اصطف وراءها وانما لأن الشعب قد ساقها امامه ، لقد تصدرت لانها مثلت فحسب حقد حقبة اجتماعية قديمة وليس مبادرات حقبة جديدة . طبقة من الدولة القديمة اخفقت ان تنجز وتحقق ، القى بها على سطح الدولة الجديدة بقوة الزلزال ، بدون ثقة فى نفسها ، وبدون ثقة فى الشعب ، تتذمر من هؤلاء الذين فوق ، مرتعبة من هؤلاء الذين تحت ، انانية ازاءهما ومدركة لأنانيتها ، ثورية بالقياس الى المحافظين ومحافظة بالقياس الى الثوريين . وهى لم تثق فى شعاراتها الخاصة ، واستخدمت الفاظا بدلا من ان تستخدم افكارا ، وارتعبت من عاصفة العالم واستغلتها من اجل غاياتها الخاصة ،ولم تبد اية طاقة فى اى مكان ، غير انها لجأت للانتحال فى كل مكان ، لقد كانت مبتذلة لانها غير اصيلة ، لكنها اصيلة فى ابتذالها ، تساوم على مطالبها الخاصة ، تفتقر للمبادرة ، وبدون ثقة فى نفسها ، بدون ثقة فى الشعب ، وليست لها مهمة تاريخية ، مخرفة بغيضة تجد نفسها منذورة لأن تقود وتضلل النبض الفتى الاول لشعب قوى، وهكذا تجعله يخدم مصالحها الخرفة الخاصة – بدون عين ، بدون اذن ، بدون اسنان – بدون اى شئ – هكذا كانت البورجوازية الروسية التى وجدت نفسها فى قيادة الدولة البروسية بعد ثورة مارس .
(1 ) اشارة الى الثورة التى حدثت فى هولندا من 1566 الى 1609 .
المصدر : الجريدة الراينانية الجديدة ، العدد 169 ، ديسمبر 1848 . ارشيف ماركسيست اورج على النت . ِ
3 - البورجوازية والثورة المضادة - 3 – 4 كارل ماركس
كولونيا ، 15 ديسمبر . ان نظرية الاتفاق ، التى نشرتها البورجوازية مباشرة عندما احرزت السلطة ممثلة فى وزارة كامبهاوزن بوصفها الاساس " الاعرض " للعقد البروسي الاجتماعى ، لم تكن بأى حال نظرية فارغة ، فعلى النقيض من ذلك فقد نمت على شجرة الحياة " الذهبية " .
لم تقهر ثورة مارس وسيادة الشعب العاهل بفضل الله . كان التاج ، ومعه الدولة المطلقة ، مضطران فحسب للوصول الى اتفاق مع منافسهما القديم .
وقدم التاج الارستقراطية كأضحية للبورجوازية ، وقدمت البورجوازية الشعب كأضحية للتاج . وفى ظل هذه الظروف تصبح الملكية بورجوازية والبورجوازية ملكية .
هاتان القوتان فقط هما اللتان توجدان منذ ثورة مارس . وهما تستغلان بعضهما البعض كنوع من الضوء المرشد ضد الثورة . ودائما ، بالطبع على " اعرض الاسس الديموقراطية " .
وهنا يكمن سر نظرية الاتفاق .
لقد اسعد تجار الزيت والصوف ( 1 ) الذين شكلوا الوزارة الاولى بعد ثورة مارس حماية التاج المفضوح باجنحتهم العامية . وقد كانوا فرحين للغاية بأن باتوا على اتصال بالتاج وبعد ممانعة حفزتهم شهامتهم الخالصة ليهجروا وضعهم الرومانى الصارم ، اى ، الوضع الرومانى للدايت الاقليمى المتحد ، وان يستخدموا جثة شعبيتهم السابقة ليملأوا الهوة التى هددت بأن تبتلع العرش . لقد تباهى كامبهاوزن بأنه كان ( قابلة ) مولد العرش الدستورى . كان الرجل القيم متأثرا بوضوح بما فعله ، أى بشهامته الخاصة .عانى التاج واتباعه معارضين هذه الحماية المذلة وقاموا بزخم من الافعال الرديئة ، آملين فى ان تأتى ايام مقبلة افضل .
كان السيد البورجوازى المهذب قد خدع ببعض المجاملات الكلمات المعسولة من الجيش المتحلل جزئيا ، والبيروقراطية التى ارتعدت من اجل مراكزها واجورها ، والاقطاعيون المذلون ، الذين كان قائدهم منهمكا فى رحلة تعليمية دستورية .
لقد كانت البورجوازية البروسية اسميا فى موضع السيطرة ولم تشك فى لحظة ان سلطات الدولة القديمة قد وضعت نفسها بدون تحفظ تحت تصرفها وانها اصبحت امتدادا لقدرتها الكلية .
كانت البورجوازية قد تسممت بهذا الوهم ليس فقط فى الوزارة وانما على اتساع النظام الملكي .
الم يتصرف الجيش ، والبيروقراطية وحتى امراء الاقطاع بوصفهم شركاء منصاعين ومطيعين فى الافعال البطولية الوحيدة التى انجزتها البورجوازية البروسية بعد ثورة مارس ، اى ، المكائد الدموية غالبا التى قام بها الحرس المدنى ضد البروليتاريا غير المسلحة ؟ الم ينصت حكام المقاطعات الخاضعين والجنرالات الكبار التائبين باعجاب للتحذيرات الابوية الصارمة التى وجهها المستشارون المحليون الى الشعب – الجهود الوحيدة ، الافعال البطولية الوحيدة التى كان هؤلاء المستشارون المحليون ، الممثلون المحليون للبورجوازية ( الذين كان ابتذالهم العبودى الطفيلى قد رد فيما بعد بضربات اتباع وينديشجراتس ويللاشى وولدينس ) قادرون عليها بعد ثورة مارس ؟ هل كان يمكن للبورجوازية البروسية ان تشك بعد هذا ان حقد الجيش السابق ، والبيروقراطية والارستقراطية الاقطاعية قد تحول الى ولاء محترم للبورجوازية ، المنتصر الشهم الذى وضع كابحا على نفسه وعلى الفوضى ؟
من الواضح ان البورجوازية البروسية كان عليها الآن واجب واحد – وهو ان تستقر بارتياح فى السلطة ، وان تتخلص من الفوضويين المزعجين ، وأن تستعيد " القانون والنظام " وان تسترد الارباح التى خسرتها خلال عواصف مارس . لقد بات الامر الآن هو مسألة تخفيض نفقات حكمها الى الحد الادنى فحسب ، ومعها تبعات ثورة مارس التى اتت بها . والم تكن الاسلحة التى كانت البورجوازية البروسية قد اضطرت لطلبها باسم الشعب فى مواجهة المجتمع الاقطاعى والتاج ، مثل حق تشكيل الجمعيات ، وحرية الصحافة ، مقدرا لها ان تكسر فى ايدى شعب مضلل لم يعد بحاجة لاستخدامها للقتال من اجل البورجوازية والذى كشف عن ميل خطير لاستخدامها ضد البورجوازية ؟
لقد كانت البورجوازية مقتنعة بوضوح بأن هناك عقبة واحدة تقف فى طريق اتفاقها مع التاج ، فى صفقتها مع الدولة القديمة ، التى تركت لمصيرها ، وقد كانت هذه العقبة هى الشعب – قوى لكنه رفيق حقود ( 2 ) ، كما يقول هوبز .
الشعب والثورة !
كانت الثورة هى الحق الشرعى للشعب ، وكانت دعاوى الشعب المتقدة مؤسسة على الثورة . لقد كانت الثورة هى الكمبيالة التى سحبها الشعب على البورجوازية . لقد اتت البورجوازية للسلطة من خلال الثورة . وكان اليوم الذى اتت فيه الى السلطة هو موعد استحقاق الكمبيالة . وكان على البورجوازية ان ترفض دفعها .
لقد عنت الثورة عند الشعب : انتم ، ايها البورجوازيون ، تمثلون لجنة السلامة العامة التى عهدنا لها بالحكم حتى تدافعوا عن مصالحنا ، مصالح الشعب ، فى مواجهة التاج ، ولكن ليس من اجل ان تتوصلوا لاتفاق مع التاج دفاعا عن مصالحكم الخاصة .
لقد كانت الثورة هى احتجاج الشعب ضد الاتفاق بين البورجوازية والتاج . ومن ثم كان على البورجوازية التى كانت تسعى لاتفاقات مع التاج ان تحتج ضد الثورة .
وقد تم هذا فى ظل كامبهاوزن العظيم . لم يعترف بثورة مارس . جعل الممثلون القوميون فى برلين من انفسهم ممثلى البورجوازية البروسية ، جمعية مساومين ، برفض اجراء الاعتراف بثورة مارس .
لقد سعت الجمعية لتفكيك ماسبق عمله . فأعلنت للشعب البروسي بصخب ان الشعب لم يتوصل لاتفاق مع البورجوازية لعمل ثورة ضد التاج ، وانما كان هدف الثورة هو تحقيق اتفاق بين التاج والبورجوازية ضد الشعب ! وهكذ قضى على الحق الشرعى للشعب الثورى وتأمن اساس قانونى للبورجوازية المحافظة .
الاساس القانونى !
بروجمان ، ومن خلاله جريدة كولونيا ، انقسمت ، اخترفت ، وتأوهت كثيرا على " الاساس القانونى " ولطالما فقدت واستعادت هذا " الاساس القانونى " المثقوب ورتقته وتقاذفته من برلين الى فرانكفورت ومن فرانكفورت الى برلين ، ضيقته ووسعته ، وحولت الاساس البسيط الى ارضية مزخرفة والارضية المزخرفة الى قاع زائف ( وهو كما نعلم ، الاداة الرئيسية للقيام بشعوذات ، والقاع الزائف الى باب سحرى لاقاع له ، الى الحد الذى تحول فيه الاساس القانونى لقراءنا فى النهاية الى اساس جريدة كولونيا ، وهكذا يمكن ان يخلطوا لهجة البورجوازية البروسية مع اللهجة الخاصة للسيد جوزيف دومونت ، وهو اختراع ضرورى للتاريخ العالمى البروسي تلوكه بشكل اعتباطى جريدة كولونيا ، وتعتبر الاساس القانونى ببساطة وكأنه هو الذى قامت عليه جريدة كولونيا .
الاساس القانونى ، اى ، الاساس القانونى البروسي !
والاساس القانونى الذى استند اليه كامبهاوزن ، بطل المناظرة العظيمة ، الشبح المنبعث من الدايت الاقليمى المتحد وجمعية المساومين ، تحرك بعد ثورة مارس – هل هو القانون الدستورى لعام 1815 ( 3 ) او قانون 1820 الخاص بالدايت الاقليمى ( 4 ) ام مرسوم عام 1847 ( 5 ) ام قانون الانتخاب والاتفاقيات الصادر فى 8 ابريل لعام 1848 . ( 6 )
لاشئ من هذه .
لقد عنى " الاساس القانونى " ان الثورة اخفقت فى تحقيق ارض صلبة وأن المجتمع القديم لم يفقد ارضه ، وأن ثورة مارس كانت " حدثا " مارس تأثيره بوصفه "حافزا " فحسب لانجاز اتفاق بين العرش والبورجوازية ، وهو ماجرى الاعداد له طويلا داخل الدولة البروسية القديمة ، والحاجة التى عبر عنها العرش نفسه فى مراسيمه ، غير انه لم يعتبرها "ملحة " قبل مارس . لقد عنى " الاساس القانونى " باختصار ، ان البورجوازية ارادت بعد ثورة مارس ان تفاوض العرش على قدم المساواة كما كان الحال قبل احداث مارس ، كما لو أن ثورة لم تحدث وان الدايت الاقليمى المتحد قد حقق غرضه بدون ثورة . عنى الاساس القانونى ان الثورة ، الحق الشرعى للشعب ، قد تم تجاهله فى العقد الاجتماعى بين الحكومة والبورجوازية . لقد استنبطت البورجوازية دعاواها من التشريع البروسى القديم حتى لايستنبط الشعب اى دعاوى من الثورة البروسية الجديدة .
ومن الطبيعى ، ان تمرر بلاهات البورجوازية الايديولوجية ، وصحفييها ، ومن ماثلهم ، هذه المصالح البورجوازية المخففة بوصفها المصالح الحقيقية للبورجوازية ، ويغوون انفسهم والاخرين باعتقاد ذلك . وقد اكتسبت الجملة التى دارت حول الاساس القانونى جوهرا حقيقيا فى عقل بروجمان .
لقد انجزت حكومة كامبهاوزن مهمتها ، مهمة ان تكون رابطا وسيطا ومرحلة انتقالية . لقد كانت الرابط الوسيط بين البورجوازية التى نهضت على اكتاف الشعب والبورجوازية التى لم تعد تتطلب اكتاف الشعب ، بين البورجوازية التى مثلت بوضوح الشعب فى مواجهة التاج والبورجوازية التى مثلت واقعيا التاج فى مواجهة الشعب ، بين البورجوازية المنبثقة من الثورة والبورجوازية التى انبثقت بوصفها جوهر الثورة .
قصرت حكومة كامبهاوزن نفسها بحياء على المقاومة السلبية ضد الثورة حتى تتسق مع دورها بانسجام .
ورغم انها رفضت الثورة نظريا ، الا انها فى المارسة قاومت تعدياتها فقط وتسامحت فقط مع اعادة تأسيس السلطات السياسية القديمة .
لقد اعتقدت البورجوازية فى نفس الوقت انها قد بلغت الحد الذى كان فيه على المقاومة السلبية ان تتحول الى هجوم ايجابى . وقد استقالت حكومة كامبهاوزن لا لأنها ارتكبت خطأ فادحا او آخر ، وانما ببساطة لانها كانت اول وزارة تلت ثورة مارس ، لانها كانت وزارة ثورة مارس وبسبب اصلها كان عليها ان تخفى انها مثلت البورجوازية تحت رداء ديكتاتورية الشعب . ان بداياتها الملتبسة وطابعها الغامض مايزال يفرض عليها بعض المواثيق ، والقيود والاعتبارات بصدد سيادة الشعب التى كانت مضجرة بالنسبة للبورجوازية ، وقد كان لوزارة ثانية نابعة مباشرة من جمعية المساومين الا تحسب لها حسابا بعد ذلك .
لذلك حيرت استقالتها سياسيي الغرف . وقد تلتها حكومة هانسمان ، حكومة الاعمال ، حيث نوت البورجوازية ان تنطلق من الفترة التى خدعت فيها الشعب لصالح التاج الى فترة الاخضاع الايجابى للشعب لحكمها بالاتفاق مع التاج . لقد كانت حكومة الاعمال هى الحكومة الثانية بعد ثورة مارس ، وقد كان هذا هو كامل سرها .
هوامش :
1 – اشارة الى كامبهاوزن الذى تاجر قبلا فى الزيت والذرة والى هانسمان الذى بدأ كتاجر صوف .
2 – مقتطف معدل عن مقدمة توماس هوبز لكتاب المواطن .
3- مرسوم حول تأسيس هيئة تمثيلية قومية صدر فى 22 مايو ، 1815 . وقد وعد الملك فيه باقامة دايتات اقليمية ، وان يدعوا للانعقاد هيئة لكل ممثلى بروسيا ، واصدار دستور . ولكن دايتات اقليمية ذات وظائف استشارية محدودة قد انشئت وفق قانون صدر فى 5 يونيو ، 1823 .
4 – فى ظل قانون الدين القومى الصادر فى 17 ، 1820 لابد من موافقة الدايتالاقليمى على قروض الدولة .
5 - دعا مرسوم 3 فبراير 1847 لانعقاد دايت اقليمى متحد .
6 – القانون الانتخابى الصادر فى 8 ابريل 1848 .ِِِِِ
المصدر : الجريدة الراينانية الجديدة ، العدد 170 ، ديسمبر 1848 . ارشيف ماركسيست اورج على النت . ِ

4 - ِ البورجوازية والثورة المضادة - 4 – 4 كارل ماركس
كولونيا ،29 ديسمبر .
" ايها السادة ، البيزنس هو البيزنس ! " ( 1 )
لخص هانسمان بهذه الكلمات القليلة كل ليبرالية الدايت الاقليمى المتحد . لقد كان من المؤكد ان يكون هذا الرجل على رأس الحكومة التى استندت على جمعية المساومين ، الحكومة التى كان عليها ان تحول المقاومة السلبية ازاء الشعب الى هجوم نشط على الشعب ، حكومة العمل .
لم تحتوى اى حكومة بروسية على هذا العدد الكبير من اسماء تنتمى للطبقة الوسطى . هانسمان ، ميلده ، ميركر ، كولفيتتر ، جيركه ! حتى فون اورسفالد ، وهذه الوجوه المقبولة فى البلاط ، تنتمى كلها للارستقراطية الليبرالية فى معارضة كونيجسبرج التى اعلنت ولائها للبورجوازية . مثل روت فون شريكنشتين وحده النبالة الاقطاعية البيروقراطية البروسية القديمة وسط هذا الحشد . روت فون شريكنشتين ! العنوان الباقى من رواية آفلة عن اللصوص والفرسان خطها المرحوم هيلدهبراندت . ( 2 ) ولكن كان روت فون شريكنشتين الاطار الاقطاعى للجوهرة البورجوازية فحسب . لقد عنى وجود روت فون شريكنشتين فى حكومة طبقة وسطى مايلى ، منطوقا بحروف كبرى : يقود النجم الجديد الصاعد ، وهو الطبقة الوسطى البروسية الاقطاعيين البروسيين ، والجيش والبيروقراطية . لقد وضعت هذه الشخصيات القوية نفسها تحت تصرفها ، وقد وضعتهم الطبقة الوسطى امام عرشها ، بالضبط كما كانت توضع الدببة امام حكام الشعب فى شعارات ورموز النبالة القديمة .
قدمت حكومة هانسمان نفسها يوم 26 يونيو للجمعية الوطنية . وبدأ وجودها الفعلى فى يوليو . كانت ثورة يونيو هى ظهير حكومة الاعمال ، بالضبط كما شكلت ثورة يونيو خلفية حكومة الوساطة .
لقد وظفت البورجوازية البروسية الانتصار الدموى الذى حققته حكومة باريس على البروليتاريا ضد الشعب ، بالضبط كما وظف التاج البروسي الانتصار الدموى للكرواتيين فى فيينا ضد البورجوازية . لقد كانت معاناة البورجوازية بعد نوفمبر النمسوى جزاء معاناة الشعب البروسى بعد يونيو الفرنسي . لقد زل التافهون الالمان فى قصر نظرهم وضيق افقهم حين تصوروا انفسهم البورجوازية الفرنسية . فهم لم يقلبوا عرشا ، ولم يقضوا على المجتمع الاقطاعى ، ولا على اثاره الاخيرة ، ولم يكن عليهم ان يدعموا مجتمعا خلقوه بأنفسهم . لقد اعتقدوا ، بعد احداث يونيو ، وبعد احداث فبراير ، كما كان عليه الحال منذ بداية القرن السادس عشر وخلال القرن الثامن عشر ، انهم سوف يكونوا قادرين بطريقتهم التقليدية الماكرة فى كسب النقود ان يسرقوا ثلاثة ارباع الربح الذى انتجه عمل انسان آخر . لم يكن لديهم لمحة عن حقيقة انه خلف يونيو الفرنسى قبع نوفمبر النمسوى وخلف نوفمبر النمسوى ، ديسمبر البروسى . وهم لم يشكوا انه بينما واجه بورجوازية التاج المشتتة فى فرنسا ، عدو واحد فقط ، وهو البروليتاريا ، فإن البورجوازية البروسية المتداخلة مع التاج ، امتلكت حليفا واحدا فقط هو – الشعب . ليس لأن هاتين المجموعتين لم تكن لهما مصالح متناقضة ، ولكن لانهما ماتزالا ملتحمتين معا بنفس المصالح فى مواجهة قوة ثالثة تضطهدهم معا على قدم المساواة .
لقد اعتبرت حكومة هانسمان نفسها حكومة ثورة يونيو . وعلى التضاد مع " السارقون الحمر " تحول التافهون فى كل مدينة بروسية الى " جمهوريون محترمون " دون ان يكفوا عن ان يكونوا ملكيين ذوى قيمة ، متغافلين عرضا عن حقيقة ان " الحمر " قد زينوا قبعاتهم بشرائط بيضاء وسوداء . ( 3 )
اغتفر هانسمان لكامبهاوزن فى خطابه امام العرش فى 26 يونيو ملكيته الغامضة الضبابية " ملكية على اعرض الاسس الديموقراطية " .
" ملكية دستورية مؤسسة على نظام المجلسين مع ممارسة السلطة التشريعية بشكل مشترك من المجلسين والتاج . " كانت هذه هى الصيغة الجافة التى اختزل اليها الشعار المنذر لسلفه المتحمس .
" تعديل اكثر الشروط اساسية التى لاتتلائم مع الدستور الجديد ، تحرير الملكية من القيود التى تعوق افضل توظيفاتها ملائمة فى جزء كبير من المملكة ، اعادة تنظيم القضاء ، اصلاح التشريع المالى وخاصة الغاء الاعفاءات الضريبية ، الخ . " وقبل كل شئ " تقوية الدولة وهو الامر الضرورى لحماية الحرية التى تم كسبها " ( من قبل المواطنين )" ضد الرجعية " ( اى ، استخدام الحرية لصالح الارستقراطية الاقطاعية ) " والفوضوية " ( اى ، استخدام الحرية لصالح الشعب ) " ولاستعادة الثقة المهزوزة " .
كان هذا هو برنامج الحكومة ، برنامج البورجوازية البروسية فى الوزارة ، والذى كان هانسمان ممثلها الكلاسيكى . كان هانسمان فى الدايت الاقليمى المتحد اشد خصوم الثقة سخرية ومرارة ، لأن – " ايها السادة ، البيزنس هو البزنس ! " اعلن هانسمان فى منصبه "استعادة الثقة المهزوزة " بوصفها ضرورة اولية لأن – هذه المرة خاطب الشعب كما كان قد خاطب العرش قبلا – لأن
" ايها السادة ، البيزنس هو البيزنس ! "
قبلا كانت الثقة هى مسألة اعطاء النقود ، اما هذه المرة فقد كانت الثقة التى تصنع النقود ، اذن فقد كانت مسألة ثقة اقطاعية ، الثقة المخلصة فى الرب ، والملك والوطن ، والآن هى ثقة بورجوازية ، ثقة فى التجارة والمتاجرة ، فى فائدة رأس المال ، فى قدرة اصدقاء المرء التجاريين على الوفاء ، اى الثقة التجارية ، وهى ليست مسألة ايمان ، حب او امل ، وانما مسألة ائتمان .
لقد عبرت افكار هانسمان " استعادة الثقة المهزوزة " عن الفكرة الثابتة لدى البورجوازية البروسية .
يعتمد الائتمان على الثقة فى ان استغلال العمل المأجور من قبل رأس المال سوف يتواصل بالطريقة التقليدية . ، للبروليتاريا من قبل البورجوازية ، للبورجوازية الصغيرة من قبل البورجوازية الكبيرة . لذا فإن اى تحرك سياسي من جانب البروليتاريا ، ايا ماكانت طبيعته ، مالم يجرى تحت الامرة المباشرة للبورجوازية يهز هذه الثقة ، ويضر بالائتمان . وتدل عبارة " استعادة الثقة المهزوزة " حين يتمتم بها هانسمان :
قمع اى تحرك سياسي تقوم به البروليتاريا وكل الشرائح الاجتماعية التى لاتتوافق مصالحها كلية مع مصالح الطبقة التى تعتقد انها تقف على قمة الدولة .
ولذا وضع هانسمان " تقوية الدولة " جنبا الى جنب مع " استعادة الثقة المهزوزة " ولكنه اخطأ فى طابع هذه " الدولة " . لقد سعى لتقوية الدولة التى تخدم الائتمان والثقة البورجوازية ، لكنه قوى الدولة التى تطلب الثقة وعند الضرورة تغتصب هذه الثقة بمساعدة قنبلة عنقودية ، لأنه ليس لديها ائتمان . لقد اراد ان يقتصد فى نفقات الحكم البورجوازي ولكنه حمل البورجوازية اعباء الملايين الباهظة التى كلفتها عودة الحكم الاقطاعى البروسى .
لقد اخبر العمال بايجاز شديد ان لديه علاجا ممتازا لهم . ولكن قبل ان يستطيع تطبيقه لابد ان تستعاد " الثقة المهزوزة" قبل اى شئ . وحتى تستعاد هذه الثقة على الطبقة العاملة ان تتخلى عن كل نشاط سياسي والا تتدخل فى عمل الدولة وأن تعود لعاداتها الاولى . فإذا تبعت نصيحته واستعيدت الثقة ، فسوف يثبت هذ العلاج القوى الغامض فعاليته ان لم يكن لشئ فعلى الاقل لأنه لم يعد مطلوبا ولاقابلا للتحقيق ، مادام المرض فى هذه الحالة هو ذاته – مناهضة القانون والنظام البورجوازى – سيكون قد قضى عليه . وماهى الحاجة لدواء حينما لايكون هناك مرض . ولكن اذا مااصر الشعب بعناد على اهدافه ، حسنا جدا ، عندئذ سوف " يقوى الدولة " الشرطة ، الجيش ، المحاكم ، البيروقراطية وسوف يطلق كلابه عليهم ، لأن " الثقة " قد اصبحت " مسألة بيزنس " ، و :
" ايها السادة ، البيزنس هو البيزنس ! "
ان برنامج هانسمان ، رغم انه يمكن ان يبتسم بسبب ذلك ، هو برنامج امين ، برنامج ذى نية طيبة .
لقد اراد ان يقوى سلطة الدولة ليس فقط ضد الفوضى ، اى ، ضد الشعب ، لقد اراد ان يقويها ضد الرجعية ايضا ، اى ، ضد التاج والمصالح الاقطاعية فى حالة اذا ماحاولت ان تثبت نفسها ضد حافظة نقود البورجوازية ودعاوها السياسية الاشد تواضعا اى " الاشد جوهرية " .
لقد عبر لب تركيب حكومة الاعمال عن احتجاج ضد هذه " الرجعية " .
لقد تمايزت عن كل الوزارات البروسية السابقة الاخرى من ناحية ان رئيس وزراءها الفعلى كان وزير المالية . لقد اخفت الدولة البروسية بعناية لقرون حقيقة ان ادارات الحرب ، والشؤون الداخلية والخارجية ، والكنيسة والشؤون التربوية وحتى خزانة البيت الملكى وكذلك الايمان ، والامل والاحسان تعتمد على الشؤون المالية الدنيوية الدنسة . لقد وضعت حكومة الاعمال هذه الحقيقة البورجوازية المضجرة فى اعلى عليين بوضعها السيد هانسمان على رأسها ، رجل كان برنامجه الوزارى مثل برنامج معارضته يمكن تلخيصه فى كلمات :
" ايها السادة ، البزنس هو البيزنس ! "
لقد باتت الملكية فى بروسيا " شأنا نقديا " .
دعونا ننتقل الان من برنامج حكومة الاعمال الى اعمالها .
لقد نفذت وعيدها بصدد " تقوية الدولة " ضد " الفوضى " اى ، ضد الطبقة العاملة ومعها اقسام الطبقة الوسطى التى لم تلتزم ببرنامج السيد هانسمان . بل يمكن القول حتى بأنه بغض النظر عن زيادة الضريبة على شمندر السكر والكحوليات ، كان رد الفعل هذا ضد الفوضى ، اى ضد الحركة الثورية ، هو العمل الجاد الوحيد لهذه الحكومة – حكومة الاعمال .
اقيمت عدة قضايا ضد الصحافة تأسيسا على القانون البروسي ، وحيث لايوجد كان يكفى قانون العقوبات ( 4 ) وجرت اعتقالات كثيرة استنادا على نفس " الاسباب الكافية " ( صيغة اورسفالد ) ، ادخل نظام الكونستابلات الى برلين ( 5 ) بمعدل كونستابل لكل منزلين ، وجرت تدخلات بوليسية فى حرية تكوين الجمعيات ، واستخدم الجنود ضد المواطنين العنيدين كمااستخدم الحرس الوطنى ضد العمال العنيدين ، وتطبيق الاحكام العرفية كمصد – مازلنا نذكرهذه الاحداث الاولمبية التى قام بها هانسمان . لذا مامن حاجة لذكر تفاصيل .
وقد لخص هذا الجانب من جهود حكومة الاعمال كولفيتتر فى الكلمات الآتية :
" ان الدولة التى تريد ان تكون حرة حقا يجب ان تكون لديها قوة شرطة كبيرة حقا تمثل ذراعها التنفيذى " ،
وهو ماغمغم بشأنه هانسمان فى احدى ملاحظاته العادية :
" وهذا سوف يساعد ايضا بدرجة عظيمة على استعادة الثقة وعلى احياء النشاط التجارى المهمل بالاحرى ."
ووفقا لذلك " قوت " حكومة الاعمال قوى الشرطة البروسية القديمة ، والقضاء ، والبيروقراطية ، والجيش ، وقد ظن هانسمان انهم ، ماداموا يتلقون رواتبهم من البورجوازية ،سوف يخدمون البورجوازية ايضا . على اى حال لقد " تقووا " .
من ناحية اخرى ، لقد عبرت عن مزاج البروليتاريا والديموقراطيون البورجوازيون حادثة واحدة . فلأن بعض الرجعيين قد اساؤا معاملة بعض الديموقراطيين فى شارلوتنبرج ، قصف الشعب مقر رئيس الوزراء فى برلين . وسرعان ماأصبحت حكومة الاعمال شعبية . أعد هانسمان قانونا فى اليوم التالى ضد تجمعات الشغب والاجتماعات العامة . ويريكم هذا كيف تآمر ببراعة ضد الرجعية .
وهكذا تجلى النشاط الشعبى الفعلى الملموس لحكومة الاعمال فى طابعه البوليسي . مثلت هذه الوزارة وجمعية المساومين فى عيون البروليتاريا والديموقراطيون الحضريون -- التى كانت اغلبيتها ممثلة فى الوزارة ، والبورجوازية ، التى الفت اغلبيتها الاغلبية فى جمعية المساومين – مثلت الدولة القديمة البوليسية البيروقراطية المجددة . واضيف لهذا رفض البورجوازية ، لأنها حكمت وأقامت الحرس الوطنى كجزء لايتجزأ من الشرطة .
تجلى " انجاز احداث مارس " ، كما رأها الشعب ، فى ان السادة ليبراليى البورجوازية ، قد اخذوا على عاتقهم ايضا مهام الشرطة . وهكذا كانت هناك قوة شرطة مزدوجة .
لم تكن اعمال حكومة الاعمال ، وانما مسودات قوانينها العضوية هى التى تبين بوضوح انها " قوت " ال " شرطة " التعبير الاقصى عن الدولة القديمة وساقتها للعمل فى صالح البورجوازية فحسب .
تشكل الملكية دائما بشكل او بآخر فى القوانين التى تتعلق بالحكومة المحلية ، والقضاء ، والحرس الوطنى ، التى اصدرتها حكومة هانسمان ، الحد الفاصل بين المنطقة المشروعة وغير المشروعة . وتحتوى كل هذه القوانين على اشد التنازلات عبودية للسلطة الملكية ، لأن الوزارة البورجوازية اعتقدت ان جناحى الملكية قد ثبتت وانها اصبحت حليفا لها ، وكتعزية فإن صعود رأس المال فو ق العمل قد جرى تأكيده بشكل اشد قسوة .
ان قانون الحرس الوطنى الذى صادقت عليه جمعية المساومين قد انقلب ضد البورجوازية وكان عليه ان يقدم ذريعة قانونية لتجريدها من السلاح . ووفقا لرغبة صائغيه ، على اى حال ، كان يصبح صالحا للتطبيق فقط بعد نشر القانون فى الحكومة المحلية واصدار الدستور ، اى بعد تعزيز حكم البورجوازية . قد تسهم الخبرة التى حازتها البورجوازية فى صلتها بقانون الحرس الوطنى فى تنويرها وتبين لها انه فى الوقت الحالى فان كل اعمالها التى قصد بها ان تكون موجهة ضد الشعب هى افعال وجهتها ضد نفسها فحسب . وبقدر مايتعلق الموضوع بالشعب ، فقد لخصت وزارة هانسمان فى الممارسة الشرطى البروسي القديم ، وفى النظرية بالتمايز العدائى البلجيكى بين البورجوازى وغير البورجوازى . (6 )
والآن دعونا نتجه الى قسم آخر فى البرنامج الوزارى ، الى الفوضى فى مواجهة الرجعية .
يمكن للوزارة بهذا الصدد ان تتبجح بالرغبات الورعة منها بالافعال الحقيقية .
من بين الرغبات البورجوازية الورعة قسمة وبيع الاراضى للملاك الخاصين ، التخلى عن الصناعة المصرفية وتبنى المنافسة ، تحويل التجارة البحرية (7) الى مؤسسة خاصة ، الخ .
لقد كان من سوء حظ حكومة الاعمال ان كل هجماتها الاقتصادية ضد الحزب الاقطاعى قد جرت تحت حماية القرض الاجبارى ، وبصفة عامة فان محاولاتها من اجل الاصلاح قد نظر اليها الشعب بوصفها حيل مالية فحسب لتستكمل نقص خزانة "الدولة " القوية . وهكذا فقد نال هانسمان كراهية حزب بدون ان يكسب استحسان الآخر . ولابد من الاعتراف بانه قد غامر فقط بالهجوم على الامتيازات الاقطاعية حينما كانت امور النقود اللصيقة بوزير المالية ، قد اصبحت اكثر الحاحا . بهذا المعنى الضيق فقد قال لأمراء الاقطاع :
" ايها السادة ، البيزنس هو البيزنس !"
وهكذا فإن جهوده الايجابية لخدمة الطبقة الوسطى الموجهة ضد الاقطاعيين تكشف نفس العفن البوليسى مثلها فى ذلك مثل اجراءاته السلبية المصممة ل " احياء النشاط التجارى " . لأنه فى لغة الاقتصاد السياسي تسمى الشرطة خزانة الدولة . اثارت الزيادة فى رسوم جذور البنجر والمشروبات الكحولية التى مررها هانسمان من خلال الجمعية الوطنية سخط اصحاب الاموال الذين يقفون مع الرب من اجل الملك فى سيليزيا ، وبراندنبورج ، وسكسونيا ، وفى شرق وغرب بروسيا ، الخ ولكن بينما اغضب هذا الاجراء ملاك الارض الصناعيين فى الولايات البروسية القديمة ، الا انها لم تسبب تعاسة اقل وسط مقطرى الكحول من الطبقة الوسطى فى اقليم الراين ، الذين ادركوا ان اوضاع المنافسة الجارية مقارنة باوضاع المنافسة فى الولايات البروسية القديمة قد اصبحت حتى غير مواتية لحد بعيد . وحتى تعم الجميع ، فقد اغضبت العمال فى المقاطعات القديمة ، التى عنت لهم ببساطة ، ولم يكن لها الا ان تعنى ، زيادة فى اسعار ضروراتهم الاولية . لذا فقد عنى هذا الاجراء فحسب تمويل خزانة " الدولة القوية " . يكفى هذا المثل ، مادام هو الاجراء الوحيد الذى اتخذ بالفعل ضد الاقطاعيين من قبل حكومة الاعمال ، وهى الوثيقة الوحيدة من هذا النوع التى اصبحت قانونا .
تسببت " وثائق " هانسمان التى تلغى كل اعفاءات الضرائب التصاعدية والعقارية ( 8 ) وخطته حول ضريبة الدخل فى ان يهتاج منذورى " الله ، الملك والوطن " كما لو كانت رقصة التارانتولا قد حركتهم ( رقصة شعبية ايطالية – المترجم ) . وقد اتهموه بأنه شيوعى وحتى اليوم فإن فارس الصليب البروسى ( تلميح الى جريدة الصليب – المحرر . ) تصلب نفسها ثلالث مرات عند سماعها اسم هانسمان . ويبدو لها هذا الاسم كإسم فرا ديافالو . (9 ) ان الغاء كل الاعفاءات من الضرائب العقارية ، وهوالاجراء الوحيد الهام الذى ادخله وزير بروسى خلال الحكم المجيد لجمعية المساومين اخفق بسب ضيق الافق المبدئى لليسار . وقد برر هانسمان نفسه ضيق الافق هذا . هل كان على اليسار ان يقدم موارد مالية جديدة لوزارة " الدولة القوية " قبل اكتمال اعلان الدستور ؟
كانت الوزارة البورجوازية سيئة الحظ بامتياز لحد ان تنتهك اشد اجراءاتها راديكالية من قبل الاعضاء الراديكاليين فى جمعية المساومين . وقد كان عقيما للغاية ان يتمخض كل جهادها المقدس ضد الاقطاع عن زيادة فى الضرائب فحسب وهى ضرائب كانت مكروهة من كل الطبقات ، وقد ادت كل فطنتها المالية الى اللجوء لقرض اجبارى : اجراءان ، هما اللذان قدما فى النهاية اعانات مالية لحملة الثورة المضادة ضد البورجوازية . ولكن كان الاقطاعيون الارستقراطيين مقتنعين بمقاصد الوزارة البورجوازية " الشائنة " . وهكذا فحتى صراع البورجوازية البروسية المالى ضد الاقطاع اثبت فحسب انه بسبب عدم شعبيته وعجزه فقد كان قادرا بسلاسة على جمع النقود ضد نفسه وياايها السادة ، البيزنس هو البيزنس !
وبالضبط كما نجحت الوزارة البورجوازية بنفس القدر فى استفزاز البروليتاريا الحضرية ، وديموقراطيى الطبقة الوسطى ونبلاء الاقطاع ، فقد تمكنت من ان تعزل وتثير عداوة حتى الفلاحين الذين يضطهدهم الاقطاع ، وفى هذا فقد دعمتها بشغف جمعية المساومين . ولابد من ان نتذكر بعد كل شئ انه خلا ل نصف الفترة التى وجدت فيها الجمعية فقد مثلتها وزارة هانسمان على نحو مناسب وان شهداء البورجوازية اليوم كانوا بالامس حاملى ذيول هانسمان .
وخلال حكم هانسمان قدم باتيو وثيقة لالغاء الالتزامات الاقطاعية ( انظر النقد الذى وجهناه لها قبلا ) . لقد مثلت اشد التلفيقات بؤسا لرغبة بورجوازية عاجزة فى الغاء الامتيازات الاقطاعية ، تلك " الاوضاع التى لا تتلائم مع الدستور الجديد " ، فضلا عن خوف البورجوازية من اى انتهاك ثورى لأى شكل من اشكال الملكية ايا كان . اعمت الانانية البائسة الجبانة ضيقة الافق البورجوازية البروسية الى الحد الذى نفرت فيه الفلاحين ، وقد كانوا الحليف الذى مست حاجتها اليه . قرر المندوب هانو فى 3 يونيو
" توقف على الفور كل الاجراءات المعلقة التى تخص علاقات المالك بالفلاح وتبادل الخدمات حسب طلب اى من الطرفين حتى اعلان القانون الجديد القائم على مبادئ عادلة " .
ليس قبل نهاية سبتمبر ، اى اربعة شهور تالية ، فى ظل وزارة بفويل ، اصدرت جمعية المساومين وثيقة مخصصة لوقف الاجراءات المعلقة بين ملاك الارض والفلاحين ، بعد رفض كل التعديلات الليبرالية وابقاء " التحفظ على التأسيس المؤقت للالتزامات الجارية " و"تحصيل الالتزامات والاقساط موضع التنازع " .
وفى اغسطس ، ان لم اكن مخطئا ، اعلنت جمعية المساومين ان قرار ننستيل بأن " لابد من الغاء السخرة على الفور " لم يكن امرا عاجلا . هل كان يمكن ان نتوقع ان يعتبرها الفلاحون امرا عاجلا لحد حمل الهراوات ضد جمعية المساومين هذه ، التى القت بهم وراء ظهرها فعادوا لاوضاع اسوأ من الاوضاع التى حققوها بالفعل بعد احداث مارس ؟
لقد بدأت البورجوازية الفرنسية بتحرير الفلاحين . ومع الفلاحين استطاعت ان تقهر اوروبا . لقد كانت البورجوازية البروسية مشغولة لاقصى حد بأشد مصالحها محدودية ومباشرة حتى انها فقدت هذا الحليف بغباء وحولته الى اداة فى يد الاقطاعيين المناهضين للثورة .
التاريخ الرسمى لتحلل وزارة الطبقة الوسطى معروف جيدا .
كانت " الدولة " قد " تقوت " تحت ذراعها الحامى لحد بعيد و ضعفت الطاقة الشعبية حتى انه فى 15 يوليو كان كولفيتتر وهانسمان مضطرين لارسال تحذير ضد المكائد الرجعية للموظفين المدنيين ، وخاصة رؤساء المقاطعات الريفية ، ولكل حكام المقاطعات فى المملكة ، وفيما بعد ل" جمعية حماية النبلاء وكبار ملاك الارض " بشأن امتيازاتهم ( 10 ) التى التقت فى برلين بموازاة جمعية المساومين ، وفى النهاية ، تشكلت معارضة لما يسمى الجمعية الوطنية فى برلين ، من "دايت من الجماعات المحلية من اجل حماية حقوق ملكية ملاك الارض " ، ودعيت هيئة تعود للقرون الوسطى ، للانعقاد فى لوساتيا العليا فى 4 سبتمبر .
ان الطاقة التى استهلكتها الحكومة ومايسمى الجمعية الوطنية ضد هذه الاعراض المتزايدة المناهضة للثورة والمنذرة بالخطر وجدت تعبيرها فى ملامات الصحف . لقد استبقت الوزارة البورجوازية الحراب ، والطلقات ، والسجون والكونستابلات حصريا من اجل الشعب " حتى تستعيد الثقة المهزوزة وتحيى النشاط التجارى " .
ايقظت احداث شفيدنتز ( 11 ) حيث قامت القوات فى الحقيقة بقتل البورجوازية فى شخص الحرس الوطنى ، الجمعية الوطنية من سباتها فى النهاية . وفى 9 اغسطس حفزت نفسها للقيام بعمل بطولى ، ذلك الذى يتعلق باصدار امر لجيش شتين – شولز ، ( 12 ) الذى كانت اشد اجراءاته للقهر عنفا مناشدة ذوق الضباط البروسيين . اجراء قهرى بالفعل ! الا يمنع الشرف الملكى الضباط من ان يتبعوا املاءات الشرف البورجوازى ؟
فى 7 سبتمبر ، عقب شهر من اليوم الذى اصدرت فيه جمعية المساومين الامر لجيش شتين – شولز ، قررت مرة اخرى ان قرارها كان قرارا حقيقيا ولابد ان ينفذه الوزراء . رفض هانسمان ان يفعل هذا واستقال فى 11 سبتمبر ، بعد ان عين نفسه مديرا لاحد البنوك براتب سنوى قدره 6000 تالر ، لأنه – ايها السادة البيزنس هو البزنس .
واخيرا فى 25 سبتمبر ، وافقت جمعية المساومين بامتنان على صيغة بفويل المخففة تماما بقبول امر جيش شتين - شولز ، حيث كان فى هذا الوقت يوجد امر جيش رانجل الموازى (13 ) وقد تركز العدد الاكبرمن القوات حول برلين وقد تحول ذلك لمزحة رديئة .
ان مجرد نظرة على هذه التواريخ وعلى تاريخ امر جيش شتين – شولز يكفى لتبيان ان امر الجيش لم يكن السبب الحقيقى لاستقالة هانسمان . وانما تتعلق على الاغلب بأن هانسمان ، الذى لم يخجل من الاعتراف بالثورة ، كان عليه ان يخجل من هذا الاعلان الصحفى ؟ هل علينا ان نصدق ان هانسمان ، الذى كلما انزلق المنصب الوزارى من بين اصابعه ، دائما ماالتقطه ، قد تركه فى نوبة سخط ورع ، على الطاولات الوزارية حتى يختطف ؟ لا ، ان رجلنا هانسمان ليس متعصبا . لقد خدع ببساطة بالضبط مثلما كان بصفة عامة ممثل البورجوازية المخدوعة . لقد اوحى له ان يفهم انه لن يستغنى عنه من قبل التاج فى كل الاحوال . لقد جعلوه يفقد آخر آثار شعبيته حتى يمكن للتاج ان يضحى به على مذبح حقد كبار ملاك الاراضى فى البلاد ويتخلص من وصاية الطبقة الوسطى . اضف الى ذلك فإن خطة الحملة التى اتفق عليها مع روسيا والنمسا تطلبت ان يرأس الوزارة جنرال تعينه الحاشية من خارج جمعية المساومين . لقد " تقوت " الدولة القديمة بشكل كاف تحت حكم الوزارة البورجوازية حتى تضارب على هذا الانقلاب .
كان بفويل غلطة . لقد جعل انتصار الكرواتيين فى فيينا حتى براندنبورج اداة نافعة .
كانت جمعية المساومين قد تشتت فى ظل وزارة براندنبورج ، وخدعت ، وسخر منها ، واذلت وطوردت ، وبقى الشعب فى اللحظة الحاسمة لامباليا . لقد كانت هزيمة الجمعية هى هزيمة البورجوازية البروسية ، هزيمة الدستوريين ، ومن ثم انتصارا للحزب الديموقراطى ، ايا ماكان الثمن الفادح الذى دفعه مقابل هذا الانتصار .
والدستور المفروض ؟
لقد قيل ذات مرة انه لن يسمح ابدا ل " قصاصة من الورق " ان تقف بين الملك وشعبه . ( 14) ويقال الان ، سوف تكون هناك قصاصة من الورق فحسب بين الملك وشعبه . الدستور الحقيقى فى بروسيا هو حالة الحصار . الدستور الفرنسى المفروض به مادة واحدة وهى الرابعة عشر التى ابطلتها . ( 15 ) كل مادة من الدستور البروسى المفروض هى المادة 14 .
يفرض التاج بواسطة هذا الدستور امتيازات جديدة ، اى على نفسه .
انه يسمح لنفسه بحل المجلسين لامد غير محدود . ويسمح للوزراء فى غضون ذلك باصدار اى قانون مرغوب فيه ( حتى تلك التى تؤثر على الملكية وماشابهها ) وهو يتيح للمندوبين ان يتهموا الوزراء بسبب هذه الافعال ، ولكن فى ظل خطر ان يصنفوا فى وجود قانون الاحكام العرفية ، بانهم " اعداء داخليين " . واخيرا يسمح لنفسه ، اذا ماصعدت حصة الثورة المضادة فى الربيع ، ان يستبدل " قصاصة الورق " الغامضة هذه بالميثاق الاعظم الجرمانى المسيحى النابع عضويا من تمايزات طوائف القرون الوسطى ، او ان يلقى باللعبة الدستورية بكاملها . وحتى فى هذه الحالة فسوف تطوى البورجوازية المحافظة يدها وتصلى :
" الرب اعطى ، والرب اخذ ، تبارك اسم الرب ! "
يظهر تاريخ الطبقة الوسطى البروسية ، وتاريخ الطبقة الوسطى الالمانية بصفة عامة بين مارس وديسمبر ان ثورة خالصة للطبقة الوسطى وتأسيس حكم بورجوازى فى شكل ملكية دستورية هو امر مستحيل فى المانيا ، والبديلان الوحيدان اما ثورة مضادة اقطاعية مطلقة او ثورة جمهورية اجتماعية .
سوف يميل القسم الحى من البورجوازية لأن يستيقظ مرة اخرى من لامبالاته – وهذا مضمون قبل اى شئ بالوثيقة المذهلة التى سوف تقدمها الثورة المضادة بعد الربيع ، وكما يقول رجلنا هانسمان متفكرا :
ايها السادة ، البيزنس هو البيزنس .
هوامش
1 – مقتطف من خطاب هانسمان الذى القاه فى الدايت الاقليمى المتحد الاول بتاريخ 8 يونيو 1847 .
2 – يشير ماركس هنا الى رواية هيلدربراندت kuno von schreckenstein oder die weissagende traum gestalt .
3 – كانت الالوان البروسية هى الابيض والاسود .
4 – قانون العقوبات – وهو قانون العقوبات الذى صودق عليه فى فرنسا عام 1810 ، وقد ادخل فى الاقسام الغربية والجنوبية الغربية من المانيا التى احتلها نابليون . وقد ظل معمولا به فى مقاطعة الراين حتى بعد ادماجها فى بروسيا فى 1815 .
5 – تشكلت الى جانب الشرطة العادية ، هيئة من المدنيين المسلحين فى صيف 1848 لاستخدامها ضد الاجتماعات الشعبية والمظاهرات ولمهام التجسس . واسمى رجال الشرطة ممن ارتدوا ملابس فاتحة الكونستبلات قياسا على الكونستبلات الخصوصيين فى بريطانيا ، الذين لعبوا دورا هاما فى فض المظاهرة الشارتية التى جرت فى 10 ابريل ، 1848 .
6 – جرت المصادقة على الدستور البورجوازى – الارستقراطى البلجيكى فى 1831 بعد انتصار الثورة البورجوازية فى 1830 وقد حدد نصابا للملكية حرم جزءا كبيرا من السكان من حق الاقتراع العام .
7 – اختصار لاسم شركة التجارة البحرية البروسية وقد تأسست كبنك تجارى فى 1772 وتمتعت بعدد من امتيازات الدولة الهامة . وقد منحت قروضا كبيرة للحكومة وفى الواقع فقد عملت كمصرفى . وقد اصبحت فى عام 1820 بنك الدولة البروسى .
8 – وثيقة تلغى الاعفاء من مدفوعات الضرائب التصاعدية بالنسبة للارستقراطية ، والضباط ، المعلمون والكهنة وقد سلمها هانسمان للجمعية الوطنية البروسية فى 12 يوليو 1848 . ووضعت على الجدول وثيقة تلغى الاعفاء عن الضريبة العقارية قدمها هانسمان فى 21 يوليو 1848 .
9 – فرا ديافولو -اسم مستعار لميشيل بيتزا ، رجل العصابات الايطالى .
10 – اشارة الى الجمعية العامة لحماية المصالح المادية لكل طبقات الشعب البروسى وقداجتمعت فى برلين فى 18 اغسطس . والجمعية التى ضمت كبار ملاك الارض بصفة اساسية كانت قد دعتها للانعقاد جمعية حماية الملكية وترويج رفاهية كل طبقات الشعب . وقد تغير اسم الجمعية بناء على قرار الجمعية العامة الى : جمعية حماية مصالح ملاك الارض .
11 – هوجم الحرس الوطنى فى 31 يوليو 1848 من قبل احدى القوات فى شفيدنيتز وهى مدينة سيليزية عسكرية ، وقد قتل 14 فى الهجوم شخصا .
12 – فى 9 اغسطس 1848 ، قبلت الجمعية الوطنية البروسية مقترحا من المندوب شتين تضمن طلبا لوزير الحربية بأن يصدر امرا عسكريا مفاده انه يتوقع من الضباط ان يظهروا مساندتهم للنظام الدستورى وان هؤلاء الذين يتبنون وجهات نظر سياسية خاصة مغايرة عليهم ان يتركوا الجيش بشرف . لم يصدر شريكنشتين وزير الحربية مثل هذا القرار ، قيد شتين طلبه فى الجدول مرة اخرى ، وقد جرى تمريره من الجمعية الوطنية فى 7 سبتمبر وبناء على ذلك استقالت وزارة اورسفالد – هانسمان . وفى ظل وزارة بفويل التالية صدر المرسوم فى 26 سبتمبر 1848 وان فى شكل ضعيف لحد بعيد حتى بات حبرا على ورق .
13 – اصدر الجنرال رانجل امرا عسكريا فى 17 سبتمبر 1848 ، اكد فيه على ان مهمته هى الحفاظ على " النظام العام " وهدد "هؤلاء الذين يحاولون تحريض الشعب على ارتكاب افعال غير قانونية " ودعا الجنود والضباط لأن يلتفوا حول ملكهم .
14 – صدر بيان بهذا الغرض من فردريك ويليام الرابع فى 11 ابريل 1847 ، عندما افتتح الدايت الاقليمى المتحد الاول .
15 – تنص المادة 14 من الدستور الذى اصدره لويس الثامن عشر فى 1814 على ان : " الملك هو رئيس الدولة ... وهو يصدر المراسيم والاوامر الضرورية لانفاذ القانون حفاظا على امن الدولة . "
المصدر : الجريدة الراينانية الجديدة ، العدد 183 ، ديسمبر 1848 . ارشيف ماركسيست اورج على النت . ِ