وحدها الشاعرة حكيمة الشاوي تنتصر على الظلام...


محمد الحنفي
الحوار المتمدن - العدد: 6730 - 2020 / 11 / 12 - 17:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

تنـــــــويـــــــه:

لقد تمت كتابة هذا الموضوع بتاريخ 14 / 06 / 2014، ولم يقدر له النشر في حينه، ونسيته بصفة نهائية، وأنا أتصفح مهملاتي، فوجدته، وبحثت، في نفس الوقت، ولم أجده منشورا، فعملت على نشره كما هو، ودون تغيير، على أنه ينتمي إلى ذلك الزمن، ولا علاقة له بالتطورات التي وقعت من بعد، مع العلم أن الظلاميين الماسكين بالحكومة، والساعين إلى إغراق الشعب في متاهات التخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

فهل نكون قد اصبنا بنشره؟

محمد الحنفي

الشاعرة المغربية العظيمة، حكيمة الشاوي، أو القمر المبيد للظلام، خلال الليل، المنير للأفق، المرشد للمسار الموصل إلى الهدف المنشود، قالت شعرا صادقا، لا مس عمق الواقع، ليتحول إلى أفضل وسيلة لفهم الواقع، من أجل الارتباط به، لكشف الأمراض التي تحجب عنا المسار، لمعرفة:

كيف نتغلب على تلك الأمراض، حتى يصير المسار واضحا، وحتى يصير الوضوح بينا لمن لا يرى، فما بالنا بمن يرى؟

وهذا الوضوح في الرؤيا، الذي يطبع شعر الشاعرة المغربية العظيمة حكيمة الشاوي، التي استطاعت أن تجعل الاهتمام حاضرا في مسار التاريخ، وفي مسار الواقع، وفي مسار المستقبل. وهذا الحضور، هو الذي جعل خفافيش الظلام، يتنبأون بخطورة نور القمر، على ظلاميتهم، وعلى إنتاجهم للظلام، فبادروا إلى تأليف الاتهاماتن والأوصاف الحاطة من قيمة الأستاذة، والشاعرة، والمربية الفاضلة، والمناضلة الحقوقية، والنقابية، والسياسية، والخروج بها إعلاميا، ومن خلال الوسائل السمعية / البصرية، وعلى صفحات الجرائد، ومن خلال التواصل الاجتماعي.

فالشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، مناضلة عنيدة، وعنادها آت إلينا، من عذابات الحياة، التي تتسلط على يد البائسين، الآثمين، المستغلين، المستبدين، المستعبدين للشعب، الناهبين لثرواته، ليصير البؤس علامة على معاناة الشعب، وعذاباته، وآلامه، التي لا تتوقف أبدا، ليصير كل ذلك، في كل من يرتبط بالشعب، ويرتبط الشعب به، ويتفاعل مع آلامه، وآماله، ليتمثل ذلك التفاعل، فيما يكتبه الكتاب، ويبدعه الشعراء، حتى يساهم في التمثيل النسبي لواقع الشعب، الذي يعج بالكثير من القضايا المستفزة لحياة الشعب، ولمن يتفاعل معه. ولعل أدلجة الدين الإسلامي، التي صارت موضة العصر، هي التي تشكل بيت القصيد، في الاختلالات التي تعرفها مجتمعات البلدان العربية، ومجتمعات باقي بلدان المسلمين، باعتبارها الإطار الذي تنتعش فيه أدلجة الدين الإسلامي، لتحقيق مجموعة من الأهداف، التي أصبحت واضحة للعيان. ومن هذه الأهداف، نجد:

1) نفي جميع المفاهيم، ذات الحمولة التنويرية، في إحلال مفاهيم تتناسب مع أدلجة الدين الإسلامي، حتى تؤدي دورها في تضليل الجماهير الشعبية الكادحة، وخاصة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يصيرون مضللين بأدلجة الدين الإسلامي، إلى درجة الاعتقاد: أن (أدلجة الدين الإسلامي، هي الدين الإسلامي الصحيح).

2) تنظيم إصدار الفتاوى، في حق الكتاب المتنورين، والشعراء، والمفكرين، وخاصة منهم المتفاعلين مع الواقع، من أجل تكفيرهم، وتحريض الجماهير الشعبية ضدهم.

3) تنظيم الهجوم على كل المخالفين، بما في ذلك اغتيال الشخصيات المناضلة، والفاعلة في الواقع، والمؤثرة فيه، والموجهة لمسار التطور، الذي يتناقض مع أدلجة الدين الإسلامي.

4) تأبيد الاستبداد القائم: أيديولوجيا، وسياسيا، ما دام ذلك الاستبداد، يلتقي مع مؤدلجي الدين الإسلامي، في السعي إلى تحقيق نفس الأهداف.

5) العمل على فرض استبداد بديل، إذا كان الاستبداد القائم، لا يسعى إلى تحقيق أهداف مؤدلجي الدين الإسلامي.

6) الاستقواء بالعمالة للنظام القائم، لضمان حرية الحركة، والامتداد في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، التي تخضع لعملية غسل الدماغ، وتكريس التضليل الأيديولوجي، باسم الدين الإسلامي، الذي يتم تحويله إلى محدد أيديولوجي، بفعل التحريف المقصود.

7) استغلال الجماهير المضللة، بعد تجييشها وراء مؤدلجي الدين الإسلامين من أجل الوصول إلى المؤسسات المنتخبة، أو الحكومة، من أجل العمل على تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل، إذا لم يتم التصدي له، من قبل النظام القائم، نظرا لخطورة توجيه العمل على فرض استبداد بديل.

8) استغلال الوصول إلى البرلمان، وإلى الحكومة، للشروع في أجرأة الشعارات، التي كانوا يرفعونها، والعمل على تضييق ما يسمونه ب: (الشريعة الإسلامية)، التي يختصرونها في إقامة الحدود، وفي الموقف من المرأة، من أجل الإيغال في التضليل، ومن أجل تعميق الاستبداد القائم، أو تعميق الاستبداد البديل، وإيهام المضللين، بأن ما يمارسونه من أدلجة للدين الإسلامي، وما يترتب عن ذلك من مواقف سياسية، ب: (أمر من الله)، وب: (قرار منه). فكأن الرسل، لا زالوا يظهرون، وكأن الوحي، لا زال ينزل، مع العلم أن كل ذلك انتهى، بنزول الآية الكريمة:

(اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا).

والأستاذة الشاعرة العظيمة، حكيمة الشاوين تعرف جيدا، من هم مؤدلجو الدين الإسلامي، وما موقفهم من المرأة، وتدرك جيدا، بحسها الشعري، وبعاطفتها المرهفة، تجاه الواقع، وتجاه واقع المرأة بالخصوص.

إن خطاب مؤدلجي الدين الإسلامي، يشكل خطورة بالغة الأهمية، على واقع الشعب المغربي، وعلى واقع المرأة المغربية، كما تأكد ذلك مع مجيء حزب العدالة والتنمية المغربي، الساعي إلى تأبيد الاستبداد القائم، وهو ما يترتب عنه: سعي جهات أخرى، مؤدلجة للدين الإسلامي، إلى رفع وتيرة العمل، من أجل إنضاج شروط قيام استبداد بديل. وهو ما جعلها تنتقد خطاب مؤدلجي الدين الإسلامي، في شعرها، فبادر المؤدلجون إلى تكفيرها، باعتبارها تنال من الدين الإسلامي، وتنظم حملة إعلامية، على المستوى الوطني، من أجل التشهير بها، واعتبارها كافرة، وملحدة.

وهؤلاء المؤدلجونن الذين رفعوا مستوى خطابهم ،إلى مستوى الكتاب، والسنة، لا يرقون، أبدا، إلى مستوى الإنسان، الذي نعتبر أن من أهم مميزاته: التمييز بين ما لله، وما للبشر، خاصة، وأنهم يخلطون، قصدا، بين خطابهم، وبين الكتاب، والسنة، حتى يصير مقدسا، وما لا يمكن قبوله أبدا، حتى لا يتحول خطابهم، إما إلى تدجين المجتمع، وإما إلى تكفيره، إذا رفض خضوعه للتدجين.

والشاعرة المغربية، حكيمة الشاوين التي تنتقد في شعرها، خطاب مؤدلجي الدين الإسلامي، لا تنتقده من خلال إبداعاتها الشعرية، من أجل انتقاده فقط، وإنما لتنبيه المتعاطي مع شعرهان والمتفاعل معه: أن خطاب مؤدلجي الدين الإسلامي، ليس مقدسا، وليس من الدين في شيء، بقدر ما هو أدلجة للدين الإسلامي، وتوظيف أيديولوجي، وسياسي لمضامينه الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يعتقد المضللون، والمضللات، من الجماهير الشعبية الكادحة، أن خطابهم هو خطاب ديني، وأن الخطاب الديني، هو (خطاب) الله تعالى، وأن (خطاب) الله، هو خطاب سياسي، وأن مؤدلجي الدين الإسلامي، مكلفون بتصريف (خطاب) الله السياسي، فكأن الله في (خطابه) السياسي، منحاز إلى مؤدلجي الدين الإسلامي، وما يريده مؤدلجو الدين الإسلامي، ضد كل من لا يتعاطى مع خطاب الله السياسي. مع أن الأمر، ليس كذلك؛ لأنه لا وجود لشيء اسمه (خطاب) الله (السياسي).

وخطاب الله الديني، والآيات الكريمة، للنفحة السياسيةن لم ترتبط بظهور الدين الإسلامي في مكة، بقدر ما ارتبطت بظهور مجتمع المدينة، الذي يسود فيه السماوي، والذي اقتضى تنظيما معينا له، بعد استقرار الرسول بالمدينة.

ومعلوم أن الحياة لا تثبت على حالن بقدر ما تتغير من مكان، إلى مكان، ومن زمن، إلى زمن آخر، نظرا لاختلاف الشروط الموضوعية، التي تحكم الإنسان.

وهذا الاختلاف في الشروط الموضوعية، يقتضي اختلاف التشريعات، شكلان ومضمونا، ولا داعي لأن نحكم على واقع معين، بالجمود، حتى يتناسب مع الرؤيا السائدة، في الزمان، والمكان، دون أن يعني ذلك الخروج عن الدين الإسلامي، أو عدم تطبيق الشريعة الإسلامية.

ثم إن مؤدلجي الدين الإسلامي، في تعاطيهم مع واقع معين، لا يستحضرون الشروط القائمة في الزمان، والمكان، أثناء التعامل مع الواقع في زمانه، وفي مكانه، وبعلاقته بالواقع الآخر، في أي زمان، وفي أي مكان، فلا يحملون معهم، في أذهانهم، قالبا أيديولوجيا معينا، يدخلون إليه المجتمعات البشرية، حتى يحكمون عليها، من خلال انسجامها مع القالب، أو عدم انسجامها معه، حتى تصير تلك المجتمعات مسلمة، أو غير مسلمة، حسب فهمهم للدين الإسلامي، انطلاقا من أدلجتهم له.

وانطلاقا من الفهم المقلوب، والمحرف لمؤدلجي الدين الإسلامي، للدين الإسلامي، نجد أنهم، كذلك، لا يميزون بين الإسلام كعقيدة، والإسلام كشريعة. فهم يتعاملون معه على أنه إسلام، دون التمييز بين مستوييه، مع أن واقع الدين الإسلامي، يفرض ذلك.

فهناك كتب كثيرة، أعدها باحثون أكفاء، لا يمكن أن يرقى الشك إلى الطعن في عقيدتهم، استطاعوا بنظرتهم الثاقبة، أن يميزوا بين الإسلام كعقيدة، لا يرقى إليه الشك، ولا يتغير بتغير الزمان، والمكان.

وهذا الإسلام / العقيدة، إما أن يكون، أو لا يكون. لذلك اعتبرنا أن ما يزيله، وما تجب محاربته، هو الشرك بالله، الذي يسقط فيه مؤدلجو الدين الإسلامي، وعن قصد، من خلال تقديسهم لأحزابهم، وللأماكن، وللأشخاص، وللتنظيم المؤدلج للدين الإسلامي، ضاربين قول الله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، كما جاء في سورة الأعراف.

وانطلاقا من هذا التكونن الذي يخضع له مؤدلجو الدين الإسلامي؛ لأن تعاملهم مع الأستاذة، والشاعرة، والمربية والحقوقية، حكيمة الشاوي، يأتي في سياق أدلجتهم للدين الإسلامي، وممارستهم للشرك بالله، بشكل فج، واستغلالهم للدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، وعدم تفريقهم بين الإسلام كعقيدة، والإسلام كشريعة، وعدم أخذهم بالشروط الموضوعية المتغيرة من زمن، إلى زمن آخر، ومن مكان، إلى مكان آخر، مما يؤدي إلى ضرورة تلاؤم الشريعة مع الواقع، ونظرا لحملهم المستمر لقالب القياس، الذي يدخلون إليه البشر، ونظرا لأن الأستاذة، والشاعرة، والمناضلة النقابية، والحقوقية، والسياسية، ترفض قياسها بقالب أدلجة الدين الإسلامي، فإنهم يعملون على محاربتها، وتكفيرها، وتحريض المجيشين ضدها، من أجل النيل منها، ومن كرامتها، ومن حياتها. ونظرا لأن الأستاذة حكيمة الشاوي عنيدة، فإنهم، بممارستهم الشاذة، يصطدمون بصخرة صلبة، تتجذر في الأرض، وتمتد في السماء، ليصيروا، بذلك، هم الخاسرون، في الوقت الذي لا تحرص فيه الأستاذة، والشاعرة حكيمة الشاوي، إلا على التمتع بحريتها، التي تعتبرها شرطا لوجودها كإنسانة، وكشاعرة، وكمناضلة نقابية، وحقوقية، وسياسية، وكساعية إلى تغيير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يصير في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

وقد كان المفروض أن يتجنب مؤدلجو الدين الإسلامي، ادعاء الدفاع عن الدين الإسلامي، لأن الدين الإسلامي، ليس في حاجة إلى من يدافع عنه، لأن نصوصه الثابتة، غير المؤدلجة، وغير المحرفة، والتي تساهم في بث القيم النبيلة بين الناس بصفة عامة، وبين المومنين بالدين الإسلامي بصفة خاصة، هي التي تدافع عنهن وتفرض احترام المسلمين، وغير المسلمين له، مما يجعله يزداد إشعاعا، ويصير قادرا على الاستمرار بقوة الواقع، وبقوة تأثير نصوصه الثابتة، وبقيمه النبيلة. مع العلم أن الثابت في الدين الإسلامي، الذي يكسبه المصداقية، هو العقيدة، وأن المتحول في الدين الإسلامي، هو الشريعة، التي تتغير من زمن، إلى زمن، ومن مكان، إلى مكان، بحكم اختلاف الشروط الموضوعية.

وإذا كان هناك ما يدافع عنه مؤدلجو الدين الإسلامي، فهو أدلجتهم للدين الإسلامي، التي تقوم على أساس تحريف النصوص الدينية، التي يحملونها ما لا تتحمله، ويقولونها ما لم تقله، ويعطلون منها ما لا يخدم مصلحتهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يجعل قول الله: (يومنون ببعض ويكفرون ببعض)، ينطبق عليهم.

وادعاء دفاعهم عن الدين الإسلامي، لا يهدف إلا إلى تضليل المسلمين، وخاصة منهم أولئك الذين يعانون من الأمية، والفقر، وعدم القدرة على فهم ما يجري. والذين يسقطون تحت طائلتهم، ليتحولوا إلى مجيشين، وراء مؤدلجي الدين الإسلامي، يوجهونهم للقيام بالأعمال التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي، وباسم الدين الإسلامي، يوهمونهم أنهم يضمنون بذلك الدخول إلى الجنة، في الوقت الذي يرتكبون فيه جرائم تجب محاسبتهم عليها أمام القضاء، لينالوا العقاب الذي يستحقون.

ولذلك، فهجوم مؤدلجي الدين الإسلامي على الأستاذة، والشاعرة، والمناضلة حكيمة الشاوي، ليس دفاعا عن الدين الإسلامي، لأن الدين الإسلامي براء منهم، بل هو ممارسة سياسية، يوظف من خلالها الدين الإسلامي أيديولوجيا، وسياسيا، لجعل المومنين بالدين الإسلامي ينخرطون في ذلك الهجوم، باعتبارها كافرة، وملحدة، ومحاربة للدين الإسلامي، بشعرها.
والهجوم على حكيمة الشاوي، لا يستهدفها لذاتها، بل يستهدف، عن طريقها، انتماءها السياسي، والحقوقي، والنقابي، حتى يقوم مؤدجو الدين الإسلامي، بتنفير الشعب المغربي من الشاعرة المغربية حكيمة الشاوي، ومن انتمائها إلى:

1) حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي يعتبرون أن كل من ينتمي إليه، كافر وملحد، خاصة، وأن هذا الحزب يسعى إلى تحرير الشعب المغربي، في الوقت الذي يحرصون فيه، هم، على تكريس استعباده، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في الوقت الذي يسعون فيه إلى تأبيد الاستبداد، أو يسعون إلى إقامة استبداد بديل، وتحقيق الاشتراكية، في الوقت الذي يحرصون على النظام الرأسمالي، أو الرأسمالي التبعي، والبورجوازي، الإقطاعي.

2) الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي قضت عمرها في خدمتها، وفي الدفاع عن حقوق الإنسان، وإشاعتها في المجتمع، انطلاقا من الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وحقوق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في الوقت الذي يعدون تلك الحقوق، باعتبارها ضد الدين الإسلامي.

3) الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، التي تحرص على ممارسة الضغط على المسؤولين في القطاعين: العام، والخاص، من أجل الاستجابة لمطالب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في الوقت الذي يحرصون فيه على عدم المساس بالدولة، وبالمستغلين، الذين يمدون مؤدلجي الدين الإسلامي، بالمزيد من العطاء، حتى يستمروا في تضليل الشعب المغربي.

فهل، بعد هذا، يمكن أن نقول: إن مؤدلجي الدين الإسلامي يسعون إلى المحافظة على الدين الإسلامي؟

ألا تهدف ممارستهم إلى تثبيت أدلجة الدين الإسلامي في الواقع، على أنها أدلجة الدين الإسلامي؟

ألا يعتبرون أن هجومهم على الأستاذة، وعلى الشاعرة حكيمة الشاوي، وعلى انتماءاتها الحقوقية، والنقابية، والسياسية، تجسيدا للتوظيف الأيديولوجي، والسياسي للدين الإسلامي؟

ألا نعتبر أن تحريض المجتمع ضد الأستاذة، والشاعرة حكيمة الشاوي، إنما هو جنوح بالمجتمع، في اتجاه تحويل الصراع الطبقي، إلى صراع طائفي؟

ألا نعتبر، بسبب ذلك، أن أن أدلجة الدين الإسلامي، إنما تخدم مصالح الطبقة الحاكمة، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي؟

ألا نقتنع، ويقتنع معنا الناس، أن مؤدلجي الدين الإسلامي، الذين لا ينتجون إلا الاستبداد الأيديولوجي، والسياسي، حتى وإن كانوا يدعون أنهم يسعون إلى إسقاط النظام، إنما يصيرون جزءا لا يتجزأ من التناقض الرئيسي، ولا يمكن أبدا أن يتحولوا إلى تناقض ثانوي؟

ألا نعتبر أن سعيهم إلى تأبيد الاستبداد القائم، أو العمل على فرض استبداد بديل، يصنفهم في خانة التناقض الرئيسي؟

ألا نعتبر أن أي تنسيق، مع مؤدلجي الدين الإسلامي، إنما هو خيانة للجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة؟

أليست الأستاذة، والشاعرة حكيمة الشاوي، التي اختارت الارتباط بالجماهير الشعبية الكادح،ة تنتصر، باستمرار، على مؤدلجي الدين الإسلامي؟

إننا في تناولنا لموضوع: (وحدها الشاعرة حكيمة الشاوي، تنتصر على الظلام...)، إنما نسعى إلى تأكيد: أن الظلام لا يصمد أبدا أمام النور، وحتى يستمر الظلام، لا بد أن يلجأ الظلاميون إلى اغتيال مصادر النور في المجتمع الإنساني، كما فعلوا مع عمر بنجلون، وآيت الجيد، ومهدي عامل، وفرج فودة، وحسين مروة، واللائحة طويلة. وهو ما أًصبح الجميع مقتنعا بضرورة التصدي له، على مستوى البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، وعلى مستوى العالم أجمع، وعلى المستوى الوطني. وهذا التصدي لممارسة الظلاميين، المتجسدة بالخصوص، في اغتيال مصادر النور، لا يمكن أن يؤتى أكله، إلا بفرض حماية الدين الإسلامي، الذي يجب أن يبقى بعيدا عن الاستغلال الأيديولوجي، أو السياسي المستهدف، وذلك بتجريم الاستغلال، مهما كان شكله، ومضمونه، ومهما كان مستواه، وأيا كانت الجهة التي تباشره؛ لأن الدين الإسلامي، هو لكل من آمن به، ولا يحق لأي كان، أن يستغله، أيديولوجيا، وسياسيا، من أجل أن يجيش المجتمع، في أفق الوصول إلى الحكم، لتأبيد الاستبداد القائم، أو لفرض استبداد بديل، من أجل قطع الطريق أمام إمكانية الوصول إلى تحقيق مجتمع متحرر، وديمقراطي، وعادل، كما تناضل الأستاذة، والشاعرة حكيمة الشاوي، من أجل ذلك.