الشيوعية العمالية : هَوَس التفتت و تفتيت الحركة الشيوعية 11-50 ، نقد أطروحات منصور حكمت المعادية للماركسية


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 6725 - 2020 / 11 / 6 - 19:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

واو / القانون الماركسي : أفكار الطبقة الحاكمة في كل حقبة هي الأفكار الحاكمة / تكملة
يصف ماركس في "الأديولوجيا الألمانية" (1845) الكيفية التي تنتج فيها الطبقة الحاكمة قي كل حقبة أفكارها الحاكمة بالقول :
"إن الأفراد المؤلفين للطبقة الحاكمة يمتلكون ، من بين أشياء أخرى ، الوعي ، وبالتالي التفكير . وبقدر ما يحكمون كطبقة ويحددون المدى و البوصلة لحقبة ما ، فإن من الواضح أنهم يفعلون ذلك استغراقا لكل هذا المدى ، وبالتالي فإنهم يحكمون - من بين أمور أخرى - كمفكرين أيضًا ، و كمنتجين للأفكار ، وينظمون إنتاج و توزيع أفكار عصرهم ؛ و هكذا فإن أفكارهم تكون هي الأفكار الحاكمة للعصر ".
أما منصور حكمت فيقول :
(1) "ليس بوسعك محاربة حركات الاسلام السياسي المعنية وتبني حصن حصين ضدها دون ان تحارب افكارها" (تم التعليق عليه في الحلقة السابقة).
(2) "على اية حال، من الواضح اننا بوصفنا حزب شيوعي مناهض للاسلام كعقيدة، كمنظومة فكرية ونمط حياة."
التعليق :
من الواضح – بل و القاطع – أن منصور حكمت و حزبه البرجوازي هو من أعدى أعداء الشيوعية لكونه يتعمد – مع سبق الإصرار و الترصد – نسف الرسالة الأساسية للشيوعية المتمثلة بتحرير العمل المأجور ، و ذلك بتحويل حزبه إلى حزب صليبي معادً للإسلام حصراً دون غيره من الأديان ؛ ليس فقط الإسلام السياسي ، بل و كذلك الإسلام كعقيدة شخصية باعتبار أن محاربة الدين هي من "المثل الإنسانية" التي يتبجح أصحابه بكونهم يؤمنون بها .
طيب ، و لكن لماذا يحارب منصور حكمت و رهطه "الإسلام كعقيدة، كمنظومة فكرية ونمط حياة" ما دام قد أفتى بنفسه قبل دقائق و في نفس المقابلة الإذاعية بكون "أيران ليس بمجتمع إسلامي" ؟ ألم يقل بالحرف الواحد :
"بدءاً، ينبغي ان نكون دقيقين فيما يخص تعريف اؤلئك الذين يقولون ان ايران مجتمع اسلامي او ان مجتمعات ما هي مجتمعات اسلامية كي نستطيع فهم ما هو الشيء الذي تبغي هذه التعريفات الاجابة عليه. ان التصوير السائد لدى الغرب عن المجتمع الاسلامي هو كونها جماهير مؤمنة بالاسلام وتراعي مقرراته. اي ان صلاتها وصومها على حالها وان ارائها ومعتقداتها مستمدة من الكتب والمراجع الدينية. في الواقع يصورون مواطن مجتمع مثل ايران كما لوانه مقلد واتباع السيد الخميني او يُجرَحْ فعلاً لو ان امرء ما مر في الشارع حاسر الرأس، لايحب الموسيقى الغربية، لايتناول المشروبات الروحية ولايأكل لحم الخنزير وغير ذلك. بيد ان جميعنا يعلم، بناءاً على هذا التعاريف، ان مجتمع ايران ليس بمجتمع اسلامي. ان هذا التصوير هو تصوير مقولب وكليشي صاغه الغرب عن مجتمعات بعيدة عن متناول مواطنيه." ؟
فما دام المجتمع الإيراني ليس إسلاميا (كذا !) ، فلماذا ينبري منصور حكمت لإشهار سيف المحارب الصليبي ضد الإسلام "كعقيدة، كمنظومة فكرية ونمط حياة" ؟ نعم ، بالتأكيد ، تطبيقاً لأجندة خارجية مدفوعة الثمن و مكشوفة اعترف بها هو مع أقرب المقربين له مثلما سيأتي ذكره في باب التمويل الخارجي لصليبيته المغذية لصناعة الاسلاموفوبيا المزدهرة .
(3) "انه لامر مسلم به عندما تغدو وجهاً لوجه امام حركات تهدد اناس تحرريين مثل تسليمة نسرين بالموت، ستكون مجبراً على ان تمد يدك للقران وتقول ان هذه الرجعية تتغذى من منبع يصيغ بالضبط كل تلك الترهات الرجعية."
التعليق :
إذن القرآن هو المشكلة ، يقول لنا المحارب الصليبي منصور حكمت . لماذا ؟ لكونه "المنبع" الذي تتغذى منه الرجعية ! طيب أين توجد في النص القرآني مفاهيم "الجمهورية الإسلامية" و "ولاية الفقيه" و "لدستور" و "مجلس تشخيص مصلحة النظام" و "مجلس الخبراء" و "مجلس صيانة الدستور" و "الحرس الثوري المهيمن على ثلث اقتصاد إيران" ؟ الجواب : لا توجد و لا يمكن أن توجد في النص القرآني مثل من هذه المفاهيم لكونها من اختراعات وعي الطغمة الإيرانية الحاكمة لمستلزمات إدامة مصالحها الإقتصادية على أكمل وجه و التي يقول عنها لينين : "إن المؤسسات السياسة هي البناء الفوقي القائم على الأساس الإقتصادي" . لماذا ؟ لأن من المعلوم أن القرآن – مثل كل نص آخر – لا لسان له البتة و لا يستطيع الكلام . من الذي يُنطقه ؟ الذي يُنطقه طبقاً لإرادتهم و أهوائهم و شهواتهم و مصالحهم إنما هم من يريدون التعكز على غموضه و حمله للأوجه المختلفة لتحقيق مصالحهم الإستغلالية في الاستلاب و الاستعباد ؛ الذي يُنطقه مثلما يعلمنا ماركس في النص أعلاه هم "الأفراد المؤلفون للطبقة الحاكمة" . إذن "المنبع الذي يصيغ لهذه الرجعية كل تلك الترهات" – على حد تعبير منصور حكمت إنما هو المصالح الإقتصادية للطبقة الحاكمة مثلما يعلمنا ماركس و انجلز و لينين و ليس القرآن مثلما يزوّر منصور حكمت . و هذا يعني أن واجب الشيوعي البروليتاري – و ليس البرجوازي الحكمتي الصليبي – مقارعة مصالح الطبقة الحاكمة نفسها المنتجة لهذه الاديولوجيا لخدمة مصالحها الاقتصاجتماسية غير الشرعية . و من المعلوم و المشهود يومياً أن الطبقات الحاكمة بوسعها في كل وقت و مكان انتاج و توزيع افكارها الحاكمة من كل شكل و لون دون الحاجة للقرآن أو غيره من النصوص مثلما هي فاعلة في أوربا و أمريكا الشمالية و الجنوبية و اليابان و جنوب شرق آسيا و أستراليا .. لكون هذه الطبقات تعرف على وجه الدقة و الضبط "من أين تؤكل أكتاف الطبقة العاملة" فكرياً ، مثلما يعرف منصور حكمت "الواجب المكلف به" في كيفية محاربة الشيوعية فكرياً و تصفووياً من الداخل على وجه الدقة و الضبط . لماذا أقول هذا ؟ لأن المفهوم الماركسي في كون البناء الإقتصادي التحتي هو المنتِج للبناء الفوقي بقوانينه و شكل مؤسساته السياسية و أديولوجيته ، و كون "العالم الديني ليس سوى الانعكاس للعالم الحقيقي" معلوم و مشهور حتى عند غير الشيوعيين ، فما بالك بالشيوعيين ؟ لذا ، عندما نجد منصور حكمت و هو يصر كل هذا الإصرار على قلب هذا القانون الماركسي كاريكاتيرياً رأساً على عقب ، فلا بد لكل شيوعي حقيقي و واع و غير "مغسول الدماغ" أن يفتش عن دوافعه ؛ عن أجنداته ؛ عن "المهمة" المكلف بتنفيذها . ما طبيعة هذه المهمة ؟ لقد تكفل إنجلز – الذي إعتبره ماركس نفسه "صاحب أكبر العقول في أوربا" – بإيجازها للشيوعيين البروليتاريين الحقيقيين في رسالته لماركس المؤرخة في 25-6 / تشرين الأول ، من عام 1847 بالقول :

"أما بالنسبة للمسألة الدينية ، فقد اعتبرناها ثانوية كلياً ؛ كمسألة يجب أن لا يُسمح لها أبداً أن تصبح حجة للنزاع بين الرجال في الحزب الواحد ."
إنجلز – صاحب أكبر العقول في أوربا باعتراف ماركس ، و الذي كرّس كل حياته و ثروته الشخصية لخدمة قضية الطبقة العاملة العالمية بتجرد منقطع النظير عبر كل تاريخ البشرية – يقول بوجوب اعتبار المسألة الدينية مسألة ثانوية كلياً ؛ "كمسألة يجب أن لا يُسمح لها أبداً أن تصبح حجة للنزاع بين الرجال في الحزب الواحد ."أما منصور حكمت – الذي كان يقبض الأموال من كل البرجوازيين المعنيين بتدمير الحركة الشيوعية من اليابان و كوريا الجنوبية إلى صدام و اسرائيل و أوربا و أمريكا – فيقول لنا : "محاربة الإسلام هي مسألة هوية بالنسبة للشيوعيين" بغية تقسيمهم و إدخالهم في معارك جانبية مهلكة لا تبقي و لا تذر . الذين دفعوا الأموال لرجل الدين ذاك الذي أفتى بأن "الشيوعية كفر و إلحاد" هم أنفسهم من دفعوا الأموال لمنصور حكمت ليفتي بأن "محاربة الإسلام هي مسألة هوية للشيوعيين" . و لهذا أطلقت الأجهزة الأمنية لصدام سراح قادة الحشعع الحاليين بعد توقيعهم التعهد "بالتعاون" معها لكي يواصلوا أداء "المهمة التصفووية المرسومة" لهم ، رغم أن هذه الأجهزة الفاشية كانت تعدم كل من يشتم صدام وفق المادة 125 ، ناهيك عن اعدام كل من ينظم لحزب سياسي غير حزب البعث بالمادة 156 من قانون عقوباتها السيء الصيت .
(5)" كان بالوسع ان يكون القران كتابا مثل الكتب التاريخية الاخرى، تنظر له الناس دون ان يكون له ذلك الحد من الحساسية؛ ولكن حين تجعله حركة ما راية صراع سياسي راهن، عندها ستكون الجماهير مجبرة على انتزاع تلك الراية منها وتنظر لها وترميها جانباً. والا، افترض انه، على سبيل المثال، مثل الشاهنامة الفردوسي، فانها ستوضع جانباً ومن المحتمل ان لايشار لها كثيراً. لو اشرت الى اي كتاب قديم ، سترى فيه بالطبع الكثير من الرجعية. ولكن حين تعتقد حركة في نهاية القرن العشرين باستخدام القران في حربها ضد الاحزاب الاشتراكية، النقابات العمالية والمنظمات النسوية، عندها، برايي، يكون العامل والمراة والاشتراكي ملزمين بانتزاع رايتها من بين ايديها ورميها جانباً. "
التعليق :
البرجوازي الصليبي منصور حكمت يقابل في النص أعلاه بين القرآن من جهة و ملحمة الشاهنامة (كتاب الملوك) ( 1010م) الشعرية الفارسية لابي القاسم الفردوسي الطوسي من جهة أخرى . ما هي الرسالة هنا ؟ الرسالة واضحة للمطلع على أغراض الشاهنامة و ما ذا تمثل بالنسبة للقومية الفارسية خصوصاً "لإيران الكبرى" مقابل قرآن العرب . لنقرأ ماذا تقول "الوكيبيديا" عنها :
" الشاهنامه هي واحدة من أطول القصائد الملحمية في العالم. و هي تروي بشكل أساسي الماضي الأسطوري وإلى حد ما الماضي التاريخي للإمبراطورية الفارسية منذ خلق العالم و حتى الفتح الإسلامي في القرن السابع . و تحتفل إيران وأذربيجان وأفغانستان والمنطقة الكبرى المتأثرة بالثقافة الفارسية مثل جورجيا وأرمينيا وتركيا وداغستان بهذه الملحمة الوطنية.
و لهذه الملحمة أهمية مركزية في الثقافة الفارسية واللغة الفارسية ، و هي تعتبر التحفة الأدبية ، و التشخيص المعرِّف للهوية الثقافية العرقية الوطنية لإيران . كما أنها مهمة لأتباع الزرادشتية المعاصرين ، لكونها تتبع الروابط التاريخية بين بدايات هذا الدين وموت آخر إمبراطور ساساني ، مما أنهى النفوذ الزرادشتي في إيران ."
المصدر :
https://en.wikipedia.org/wiki/Shahnameh
و يوضح نفس المصدر ما يلي بخصوص معاداة الدهقان الفارسي الفردوسي للإسلام :

"و هناك عدة شخصيات اسلامية - مثل علي شريعتي ، بطل الشباب الإسلامي الإصلاحي في السبعينيات ، ممن كانوا معادين لمحتويات الشاهنامه لتضمنها أشعاراً تنتقد الإسلام . و من تلك الأشعار هذا البيت : "تفو على وجهكم ، يا سماء ، أبصقي !) الذي استخدمه الفردوسي في إشارته للغزاة المسلمين الذين حطموا سلطة الزرادشتية ."
و لقد بلغت معاداة الفردوسي المكشوفة للإسلام حداً أدى إلى منع دفنه في مقبرة مدينته "طوس" ، فدفن في حديقة داره التي حوّلها أخيراً رضا شاه إلى مزار فخم افتتح عام 1934 .
و مثلما كان الدهقان الفردوسي معاديا للعرب و للإسلام بإسم القومية الفارسية و الدين الزرادشتي ، كذلك نجد البرجوازي الفارسي الصليبي منصور حكمت معادياً للإسلام تحديدا فقط (و ليس لغيره من الأديان قط) بدغدغة المشاعر القومية الفارسية بالقول إن الشاهنامة أحسن من القرآن لأنها "لا تثير هذا الحد من الحساسية ؛ فارموا القرآن جانبا" . إنه المعادل الفارسي الشوفيني لصدام ؛ صدام حارب الشعب الإيراني بحجة أنه من "الفرس المجوس" ، و البرجوازي الفارسي الصليبي منصور حكمت حارب الإسلام تحديداً " كعقيدة، كمنظومة فكرية ونمط حياة" تنفيذاً لدوره المرسوم . و من المعلوم أن نتانة النزعة القومجية الضيقة الأفق في كل مكان تأبى عدم الثعولة لتزكم الأنوف كائنا ما كانت سماكة أغطيتها . و لهذا نجد أن البرجوازي الفارسي الصليبي منصور حكمت هو من أوائل من أفتوا باجراء اقليم كردستان العراق للاستفتاء ، ليس حباً بالأكراد و إنما بغضا بالعرب . و عندما أجري الاستفتاء الفاشل عام 2017 ، اشتغل ربعه كخبراء لدى البارزاني بتوصية من "جهات متنفذة معلومة" ! ليس هذا فحسب ، بل إن عداوة هذا البرجوازي الفارسي الصليبي الشوفيني ضد العرب و الإسلام بلغت من التهور حد المطالبة بتغيير الفباء خط الكتابة العربي بالخط اللاتيني و ذلك بابدال "الألفباء" بــ "الألفابيت" ! و قد اقتفى البرجوازيون الصليبيون الشوفينيون من العملاء السابقين لصدام في العراق حذوه فضمَّنوا برنامجهم الكارثي هذه الفقرة :
"تغيير الألفباء العربية
بهدف المساعدة في إنهاء تخلف المجتمع عن الصفوف المتقدمة للتطور العلمي والصناعي والثقافي في عالمنا المعاصر ولغرض المساعدة في تمتع الجماهير في العراق بنعم تلك التطورات وإمكانية المشاركة المباشرة والنشطة لها في الحياة العلمية والثقافية للعالم المعاصر بدرجة اكبر، ينبغي تغيير الألفباء الرسمية للغة العربية إلى الألفباء اللاتينية ضمن برنامج مدروس."
دون أن يقول لنا هؤلاء البرجوازيون الشوفينيون ما علاقة ألفباء الخط الكتابي "بالتخلف" و "بالمساعدة في تمتع الجماهير العراقية بنعم التطورات .." ؛ مثلما لا يقولون لنا لماذا لم ينبروا هم لإعداد "البرنامج المدروس" (كذا!) بأنفسهم "كعلماء" ليطالبوا غيرهم باعداده ؟
و أول سؤال المهم هنا هو : لماذا الألفباء العربية العربية المشتقة من الألفباء الفينيقية تفيد التخلف على حد زعم الحشعع ، في حين أن الألفباء اللاتينية المشتقة هي الأخرى من الفينيقية تفيد التطور ؟ من المعلوم أن الألفباء هو شكل من أشكال تصوير الكلام ؛ فكيف يمكن لإبدال الشكل التصويري للكلام هذا أن يتحول بضربة ساحر إلى معادل "لتطور الجماهير العراقية" مثلما يكذب الشوفينيون ؟ و إذا كانت الإلفباء اللاتينية هي المؤدية لتطور الشعوب فكيف تسنى للشعب الصيني و الياباني و الكوري التطور من دونها ؟
(ملاحظة هامشية : علمياً ؛ الألفباء العربية هي أكثر تطورا من الناحية الفنية و التعبيرية و الاكتسابية بما لا يقاس من كل الألفباءات الأخرى في العالم طراً – عكسما يزعمه الشوفيني الأمي منصور حكمت و حوارييه ، و هذا موضوع طويل يتطلب بحثاً مستقلاً .)
و لكن ماذا يقول لنا التاريخ بهذا الصدد ؟ لدينا التجربة الأتاتوركية الشهيرة في هذا المضمار . معلوم أن الأمبراطورية العثمانية كانت تنتج الإيديولوجيا الإسلامية الخاصة بها . و عندما أسقطها كمال أتاتورك المغرم - مثل البرجوازي الصليبي الفارسي منصور حكمت – بالحضارة الرأسمالية الغربية ، وجد أن من المفيد استبدالها بالاديولوجيا القومانية التركية المتطلعة بعلمانيتها للالتحاق بركب الرأسمالية الأوربية و بضمنها تغيير الألفباء العربية للتركية إلى الألفباء اللاتينية . و لقد مثَّل هذا التغيير في حينها الإنعكاس لمصالح البرجوازية التركية . و تدور الأيام لتكتشف البرجوازية التركية في السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي أن المتاجرة بالإسلام من جديد يكسبها الذهب و النفوذ مثلما توصلت جارتها الايرانية لنفس الاستنتاج ، لينقلبا على عقبيهما ليس حباً بالإسلام ، و إنما لخدمة مصالحهما الإقتصاسياسية الحيوية .
إذن تغيير الألفباء هو مطلب برجوازي شوفيني للقومجية المتفرنجين المعادين للعرب و للإسلام و لا علاقة له البتة بالتطور الإجتماعي . و إذا كان مطلب البرجوازي الصليبي المتفرنج منصور حكمت تغييرها في إيران الفارسية يعود لمعاداته القومية الحصرية للعرب و للإسلام ، فإن استنساخ نفس هذا المطلب من طرف يتاماه العرب في العراق إنما هو الجلد للذات بعينه .
و السؤال الثاني : لماذا يحرص الحشعع صاحب المثل الإنسانية العليا – على حد زعم الدكتور توما حميد – على الطاعة العمياء لفتاوى البرجوازي الصليبي الفارسي منصور حكمت دون تدبّر و لا تمحيص و لا ذرة من نقد كما لو كانت منزلة من السماء على أناس بلا عقول ليضربوا عرض الحائط بكل الإرث الثر لماركس و انجلز و لينين ؟ الجواب واضح : الحكمتية هي حركة برجوازية مهمتها – مثل مهمة حزب البعث العراقي – تدمير الحركة الشيوعية في المنطقة وفق برنامج معد من طرف أسيادها من فوق ممن يرفضون تغيير المسار المرسوم لمهمتها السياسية التصفووية قيد أنملة .
يتبع ، لطفا .