الشيوعي العراقي و-الدعاية ضد الدين-


قاسم علي فنجان
2020 / 10 / 8 - 23:40     

عندما تلتقي بأحد "الرفاق" في الحزب الشيوعي العراقي، وتبدأ نقاشا معه حول كيفية التعامل مع الدين، على اعتبار ان السلطة السياسية بيد رجال الدين، فيجب على القوى التي تريد اسقاط نظام الإسلام السياسي "علمانية، لبرالية، شيوعية" ان تضع في برامجها سبل مواجهة الأفكار الدينية، التي بها يسيطرون على وعي الناس، والهدف هو ليس القضاء على الدين كما يصور البعض من "عطاري الفكر" من "اكاديمي ومنظري" الحزب الشيوعي العراقي، والذين استقوا أفكارهم ورؤاهم ليس من ماركس او انجلس او لينين، بل من لقاءات "الرفيق" حميد مجيد موسى واجتماعات اللجنة المركزية، لهذا فأن هذا "الرفيق" الذي نبدأ النقاش معه سيثور على هذا التساؤل، اذا كان قليل الثقافة والاطلاع، فأنه سيردد جمل "الرفيق" حميد مجيد موسى، اما اذا كان "اكاديميا" فأنه سينقل لك نصين لا اكثر لأنجلس "ضد دوهرنج" ولينين "موقف حزب العمل من الدين"، ويبدأ يعيد ويكرر هذين النصين، ويستخرج منهما حقيقة "احترام المشاعر والقناعات الدينية"، ويدعو الى رفض أي شكل من اشكال النقاش والسؤال والاستفسار حول الدين، لأنه "يجرح" مشاعر المؤمنين من العمال والفلاحين البسطاء، وهم بهذه اللغة يخفون طابع سياسي محدد، يمشون عليه دائما، هو تحالفهم مع القوى الدينية "الإسلامية تحديدا"، فحتى يبررون مواقفهم وتحالفاتهم مع "باقر الحكيم ومقتدى الصدر" امام جماهيرهم، فأنهم يرفضون أي شكل من اشكال النقاش حول الدين، رغم ان انجلس ومن بعده لينين كانوا قد دعوا الى ترجمة نصوص عصر الانوار الملحدة، لكن هؤلاء "العطارون" لا يذكرون هذه الحقيقة، لأن انجلس ولينين كانوا شباب "مراهقين" في هذه الدعوة، هؤلاء "الاكاديميون" يصرون على ربط موت الدين بموت الرأسمالية، لا بأس في ذلك، لكن هل الشيوعي العراقي يناضل ضد الرأسمالية؟ ((ان عيد الاول من ايار يحل هذه السنة ونحن نتهيأ لخوض الانتخابات البرلمانية الجديدة، عاقدين العزم مع حلفائنا من المدنيين الديمقراطيين والاسلاميين المتنورين في تحالف "سائرون نحو الاصلاح" على تغيير ميزان القوى)) بيان الحزب الشيوعي العراقي لمناسبة الأول من أيار 2018. هذه فلسفتهم بالنضال ضد الرأسمالية، التحالف مع "البلشفي" العتيد مقتدى الصدر.
((حزبنا يحترم الدين والقناعات الدينية)) هذا ما يؤكد عليه "الرفيق" حميد مجيد موسى، والذي بنى الحزب سياساته عليها، لكن ما هي القناعات الدينية هذه، التي يجب احترامها، هل هي اركان الإسلام الخمسة "الصوم والصلاة والحج والزكاة والجهاد في سبيل الله" ام هي "النبوة والمعاد والامامة والشهادة" ام هي مثلث "الاب والام والروح القدس" ام "الدعاء على حائط المبكى" او هي الطقوس الدينية، "عاشوراء، ولادة ومعراج النبي، عيد الغدير، ليلة القدر، ولادة المسيح" او "صلاة الاستسقاء، صلاة الزلازل، صلاة الخسوف والكسوف"؛ كل تلك، ومئات أخرى، تعد قناعات دينية، هذه كلها يجب ان لا يناقش بها، حتى لا "نجرح" احاسيس العمال والفلاحين البسطاء، الذين اقتنع قسم كبير منهم بفتوى "الشيوعية كفر والحاد" وقتلوا الكثير من الشيوعيين، والذين اقتنع قسم كبير منهم في الموصل والرقة بمجموعة قناعات دينية، وعلى اثرها سلبوا ونهبوا وسبوا الناس، الذين اقتنع قسم كبير منهم بأن منتفضي أكتوبر هم ضد الدين والمذهب، فبدأوا بالاغتيال والخطف والتعذيب.
يقول "الرفيق" حميد مجيد موسى ((انما نحن ضد من يسخر الإسلام لمصالح طبقية معينة، ولمصالح سياسية محددة تتعارض مع مصالح الشعب)) ترى الم يكن المجلس الإسلامي الأعلى بقيادة باقر الحكيم، الذي تحالفتم معه في التسعينات من القرن الماضي، الم يكن "يسخر الإسلام لمصالح طبقية معينة"؟ هل كان منسجم، متلاحم، متلاقي مع مصالح "الشعب"؟ على اعتبار انكم اوضحتم لقيادة المجلس الأعلى انكم "تحترمون القناعات الدينية"، ام ان مقتدى الصدر لم تكن لديه مصالح طبقية، وسياساته كلها مع مصالح "الشعب" من الحرب الاهلية 2006 الى "جرة الاذن"؟ أي هراء هذا؛ قد يكون باقر الحكيم ومقتدى الصدر هما في اعين الشيوعي العراقي بليخانوف وتروتسكي، لا نعلم، لكن تحالفهم مع هؤلاء يدل على هناك نظرة للحزب "ماورائية"، يطلقون عليها مثقفي المتنبي تسمية "ميتافيزيقية"، فهذا الحزب لكثرة تنظيره للدين ودعمه اللامحدود لرجال الدين وللطقوس وللقناعات الدينية، قد يكون أصيب بعدوى الأفكار الدينية.
https://images.app.goo.gl/qV2ALZnzqy51DaM58