لا عاشت أوراق التوت


عدنان الصباح
الحوار المتمدن - العدد: 6646 - 2020 / 8 / 14 - 15:06
المحور: القضية الفلسطينية     

لم يكن الاعلان عن اتفاقية اسرائيل الامارات مفاجئة لاحد على الاطلاق فكل الاحداث والمؤشرات كانت تشير الة ان الاحتفال سياتي قريبا ليس من جهة الامارات بل ومن كل الجهات فما كان عيبا قبل حرب اكتوبر 1973 لم يعد كذلك بعد كامب ديفيد السادات بيغن وبعد اتفاق اعلان مباديء الحكم الذاتي الفلسطيني والذي جرى وضع اسم بديل عنه للتمويه بتسميته اتفاق اوسلو وتغييب كلمة الحكم الذاتي عمدا وصرف الانظار عن انه اقل بكثير من حكم ذاتي فهو محض اعلان مباديء للحكم الذاتي وليس حكما ذاتيا حتى.
ليست الامارات العربية المتحدة هي الفاجرة الاولى في قطع العلاقة مع القضية الفلسطينية وهي لن تكون الاخيرة الذاهبة غدا للعب دور الوساطة بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال فكل العرب الا من رحم ربي سنجدهم غدا يعقدون مؤتمرا لإرضاخ الفلسطينيين رغما عنهم للقبول بحكم ذاتي للولايات الفلسطينية الغير متحدة وبأيدي عربية وفلسطينية فلكل دولة عربية عراب سيكون جاهزا لتنفيذ ما يؤمر به وليس الامر ببعيد على الاطلاق فلا عاشت اذن ورقة توتنا التي لا زال البعض يغطي بها فضيحته ولا زلنا نمثل دور المغفلين تجاه افعاله المعلنة فقد صار لزاما علينا نحن ان نزيل بأيدينا ورقة توتنا عن عوراتهم علنا.
فيما عدا سوريا والجزائر فلا يوجد نظام عربي واحد لم يقم علاقة ما مع دولة الاحتلال بشكل او بآخر او اقام تلك العلاقة عبر جهات من داخله اهلية او حزبية او شبه حكومية وقد طالت تلك العلاقات كل شيء من الثقافة الى الاقتصاد الى السياسة الى التحالف شيه العلني في المواقف وانماط من التعاون والتنسيق الامني وحتى تجارة السلاح والاسناد لقوى عميلة وفاسدة وتعلن ارتباطها مع دولة الاحتلال ضد بلادها كما يحدث وحدث مع سوريين وعراقيين وليبيين.
لقد جاءت فعلة الامارات المشينة اليوم لتعلن عن بدء حفلة سقوط اوراق التوت عن العورات العربية المفضوحة اصلا والمسكوت عنها عمليا من الجميع ونحن في فلسطين كنا ولا زلنا في مقدمة الصامتين عن الجرائم ما دامت خجولة في الاعلان عنها ولذا صمتنا عن الزيارات المتبادلة ولم نوجه حتى نقدنا لسلطنة عمان وهي تستقبل رئيس وزراء الاحتلال علنا ولا لمواقف وزير خارجية البحرين الذي بات مدافعا عنيدا عن حق اليهود في فلسطين وباحثا لنا عن بدائل ولا للزيارات المتبادلة بين الامارات ودولة الاحتلال ولا لوساطات قطر الاقدم في اقامة العلاقات العلنية مع دولة الاحتلال وبلا ادنى خجل ولا لأبواب أخرى في عديد دول العرب المفتوحة امام دولة الاحتلال زيارات وتنسيق وعلاقات بالسر والعلن.
لم بعد هناك وجود حقيقي حتى لورقة التوت الكاذبة التي تغطى بها البعض في علاقته بالقضية الفلسطينية والاسوأ من ذلك ان بعض مثقفي العرب باتوا يتحدثون علنا عن افضلية دولة الاحتلال على فلسطين وشعبها وقضيتها وبعض الساسة راحوا يمارسون دور الناصحين للفلسطينيين بضرورة التنازل عن حقوقهم وقضيتهم وقبول ما يعرض عليه ولم يعد عيبا ولا مستهجنا ان نسمع مديح دولة الاحتلال وسيدتها الولايات المتحدة الامريكية علنا وبات التحالف ضد فلسطين وقضايا العرب كلها كع اعداء العرب امرا مستهجنا وار افضل العرب هو من يقبل بالقيام بدور الوساطة بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال او الادارة الامريكية.
ليس مهما ما جرى ويجري من انشطة عربية ودولية لحماية المشروع الصهيوني في فلسطين والاضرار بالقضية الوطنية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بل المهم هو ما الذي ينبغي على الفلسطينيين فعله اليوم وما هي مشاريع العمل الوطني المطروحة للعمل والتنفيذ على ارضية ان لا حلفاء حقيقيين فاعلين من حولنا فسوريا اشغلوها بألف الف حكاية وما عادت العراق عراق وايران وحزب الله تشن عليهم الحروب من كل حدب وصوب وبالتالي فان حالة الجمود المميتة التي نعيشها قد تصل بنا بأيدينا الى الهاوية اذا والنا حالتنا هذه التي تقترب تدريجيا من حالة العجز فبالضرورة علينا ان ندرك ان البدائل دائما موجودة ولا يمكن ان تكون مستحيلة وكل المطلوب منا ان نحو وبمسك بضالتنا وننتقل من حالة الشلل والعجز والصراخ اللفظي الى حالة الفعل على الارض لعل وعسى ان لا تل بنا الامور الى ما يريدونه لنا ان يكون