نسوية ثورية بالضد من تشييء (مفاهيم) ماركس (1)!

في عام 1936، قامت المتعاطفة مع الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة وعضوته لاحقا Mary Inman, ماري إنمان, (1894 -1985)، التي لها جذورها في الحزب الاشتراكي وبيئات الحرب العالمية الأولى، بكتابة مخطوطة كبيرة تستعرض النظريات الأنثروبولوجية عن الاختلاف الجنسي، والخطابات الشعبية حول الأنوثة، والدور الاقتصادي للأعمال المنزلية. تم رفض المخطوطة من قبل الحزب، ولكن تم نشر تسلسل الأجزاء في صحيفة People s World اليومية ومقرها سان فرانسيسكو ، ونشرت في نهاية المطاف في شكل كتاب في عام 1940 بعنوان "في الدفاع عن المرأة", الذي يشكل جهدًا رائدًا لإضفاء الشرعية على العمالة المنزلية المرتبطة بالتدبير المنزلي كمجال جدير ومحترم للنشاط البشري.
MARY INMAN, IN WOMAN’S DEFENSE (1940)
ص. 115 -128
Revolutionary Feminism
Communist Interventions, Volume III
Communist Research Cluster
2015
...https://communistresearchcluster.files.wordpress.com/2015/07/crc_ci_vol_three_1_0.pdf

كان استنتاجها النظري جذريًا وصريحًا: "لقد جئنا بعد ذلك لنرى الأهمية الاجتماعية لعمل 22 مليون ربة منزل، وعلاقته الحالية بإنتاج السلع. ونرى كم هو خاطئ الاعتقاد بأن ربة المنزل أصبحت غير مهمة لنظام الإنتاج عندما يتوقف المنزل بشكل رئيسي عن ان يكون مكان الإنتاج الذي كان عليه في السابق. نقول بشكل رئيسي، وليس بالكامل، لأن أكثر السلع قيمة لا تزال تنتج هناك: قوة العمل "
Mary Inman, The Two Forms of Production Under Capitalism, published by the author, March, 1964, Long Beach (P.O. Box 507, CA. 90801), p. 10.

في عام 1942، نشرت إنمان كتاب "قوة النساء" Woman-Power ، الذي أوضحت فيه النهج النظري لإنتاج قوة العمل كعملية عمالية اجتماعية تنطوي على "تربية الأطفال والمهام الضرورية المطلوبة للإنتاج اليومي لـ طاقة الكبار."

لم يتم استقبال كتاب قوة المرأة بشكل جيد من قبل قيادة الحزب الاصلاحية المهيمنة.
في حين ان نظرية إنمان ركزت بقوة على نساء الطبقة المتوسطة، إلا أنها أثارت جدلاً مريرًا في داخل الحزب. عارضها في الجدل السياسي Avrom Landy , أفروم لاندي, (1904-1992) من الحزب, الذي كان مؤرخًا وكاتبًا ومنظرا حول الماركسية الأمريكية في النصف الأول من القرن العشرين, اضافة الى كونه أستاذا متفرغا للفن في معهد شيكاغو للفنون ، سونيا لاندي شيريدان.
للمزيد حول السجال بين انمان ولاندي (كممثل للخط الرسمي للحزب الشيوعي) يمكن مراجعة
The Women Question
https://www.marxists.org/history/erol/ncm-8/mloc-woman-question.pdf

أصر لاندي على أن النساء ليس لديهن اهتمامات خاصة تتخطى حدود الاشتراكية المحايدة جنسيا-جندريا sex/ gender neutral.
(الفرق بين الجنس والجندر هو ان الاول توصيف بيولوجي من ذكر او أنثى او الآن, "لا هذا ولا ذاك", third sex, المعترف به رسميا في دول مثل النمسا وألمانيا, من جهة, والجندر gender الذي يعني شعور الشخص بكونه ذكر او أنثى, من جهة اخرى. والحيادية الاشتراكية مرفوضة في دولة اشتراكية مثل كوبا بدلالة اعترافها باضطراب "الجندرية العابرة" trans-gender وسماحها باجراء عمليات التحول الجنسي ودفعها تكاليف العلاج والعملية)

تم تهميش انمان بالكامل من قبل الحزب الشيوعي، الذي استقالت منه في نهاية المطاف وقامت بتقديم نقد لاذع ومطول لعمل الحزب بين النساء ونظرته لهن.
13 Years of CPUSA Misleadership on the Woman Question
https://www.marxists.org/history/erol/1946-1956/inman.htm#fw01

وقام لاندي بدوره بنشر رد في اكثر من 600 صفحة بالضد من نظريات إنمان في كتابه "الماركسية وقضية المرأة" الذي نشر في عام 1943.
Marxism and the woman question
https://www.bolerium.com/pages/books/4162/avrom-landy/marxism-and-the-woman-question

في عام 1944 تم حل الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة، ولكن أعيد تشكيله بعد ذلك بعام. ومع ذلك، فقد قامت إعادة التأسيس بتصحيح سطحي فقط للخط الإصلاحي القديم الذي ترك العديد من الأمور والسياسات الانتهازية سليمة تقريبًا. في هذه الأثناء، سرعان ما وجد المناهضون للاصلاحيين أنفسهم وقد طردوا من الحزب، محاولين تنظيم أنفسهم في ظل ظروف غير مواتية.

يبدو أن ماري إنمان كانت نشطة للغاية في هذه الحركة المناهضة للاصلاحية داخل الحزب الشيوعي في كاليفورنيا، بعد انهيار القوى المناهضة للاصلاحية، واصلت إنمان انشغالها بعمل مستقل بخصوص اضطهاد النساء. بعد أن قامت سابقًا بتحرير رسالة إخبارية بعنوان "حقائق للنساء" من فبراير 1943 إلى أغسطس 1946. نشرت إنمان كتاب "شكلي الإنتاج في ظل الرأسمالية" في عام 1964، والذي كان ملخصًا موجزًا ومحدثًا لبعض نظرياتها السابقة. أخيرًا، في السبعينيات, نُشرت مذكرة لها في قسم المراسلات في الشؤون السياسية، المجلة النظرية للحزب،
Political Affairs
https://www.cpusa.org/authors/political-affairs/
لتواصل محاولاتها للنضال ضد النزعات الإصلاحية التي استهدفتها قبل سنوات.

تقول انمان
"عمل المرأة التي تطبخ لزوجها الذي يصنع الإطارات في مصنع فايرستون في ساوثجيت، كاليفورنيا، هو في الأساس جزء من إنتاج إطارات السيارات, حالهن حال طهاة ونادلات المقاهي التي يتناول وجبات الأكل فيها عمال فايرستون . وجميع زوجات جميع عمال فايرستون، بسبب العمل الاجتماعي الضروري الذي يقمن به في المنزل، يكون لهن دور في إنتاج اطارات فايرستون، وعملهن مرتبط بشكل لا ينفصم في صنع هذه الاطارات كما هو حال عمل أزواجهن.
- ماري إنمان ، دور ربة البيت في الإنتاج الاجتماعي (1940).
The Role of the Housewife in Social Production
https://www.viewpointmag.com/2015/10/31/the-role-of-the-housewife-in-social-production-1940/

يتبع