الماسونية (البنّاؤون الأحرار) / 1


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 6541 - 2020 / 4 / 18 - 23:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

أولاً : توطئة لنشوء و تطور و انهيار نقابات الأصناف المهنية أو الحرفية (guilds)
لكي نفهم الماسونية بتجرد ، ينبغي لنا أولاً التعمق في تحليل تطور العلاقة بين أصناف التخصص المهني الدقيق الواحد من جهة ، و بين المصالح الاقتصادية لجماعة الصنف الحرفي الواحد و تطوير العلاقات الوثيقة و الفعالة مع رجال السلطة و المال من جهة ثانية . لقد عرفت المدن المتحضرة في أرجاء العالم كافة منذ أقدم الأزمان تكوّن و تطوّر تشكيل مجاميع من الحرفيين المزاولين لتخصص حرفي ما ، مثل : فنون الكتابة و التعليم و الصياغة و الحدادة و التعدين و التزجيج و النسج و الخياطة و التجارة و الدباغة و صناعة الأحذية و النجارة و البناء و النحت و الرسم والهندسة بأنواعها ، علاوة على الطب و الصيدلة و الكهانة و العرافة و الرقى و السحر .. إلخ . حيث يوّلف المتخصصون في كل صنف مهني فيما بينهم جمعية يرتبط أعضاؤها - بحكم مزاولتهم ذات المهنة في مكان واحد - برابطة "الإخوة في الصنف" ، قوامها زمالة الاشتراك بممارسة المهنة الواحدة ، فيجتمعون معاً و يتداولون في أحوال مهنتهم ويتبادلون الخبرات الفنية و العلمية و المهنية فيما بينهم ، و يناقشون أساليب تجويد العمل و تجاوز أخطاء التنفيذ و مخاطر العمل و توفير أدواته ، و كذلك – و هذا مهم – مناقشة أحوالهم المعاشية و سبل ترقيتها اقتصادياً و تجنب المنافسة فيما بينهم و تحديد الأجور و سبل منع الطارئين من مزاحمتهم على سبل الرزق . و بالطبع ، فإن الطريق الوحيد المتاح اجتماعياً و اقتصادياً أمام الأخوة في الصنف الواحد لضمان مصالحهم الاقتصادية هو أسلوب التنظيم النقابي بين أفراد كل تخصص مهني على حدة و ذلك بعلم و رعاية الزعامات السياسية . و من هنا انبثقت أولى النقابات المهنية (و منها نقابة البنّائين) منذ أقدم الأزمان في كل مدن وادي الرافدين و وادي النيل لتأخذ على عاتقها الإشراف على ممارسة المهنة في المدينة أو المنطقة أو الدولة ، و منها انتشرت إلى مختلف أرجاء العالم . و لما كان من مصلحة منظومة السلطة الحاكمة التوفر على الخدمات الحيوية لهذه الأصناف في تنفيذ مختلف مشاريعها في وقت السلم و الحرب معاً ، فقد أخذت على عاتقها مهمة إجازة و تنظيم و رعاية مثل نقابات الأصناف المعنية هذه . ففي زمن الدولة الأكدية (حوالي 3000 سنة قبل الميلاد) وجدت في دويلات المدن الأكدية المهمة سجلات لعشرات النقابات المهنية الدقيقة التخصص جداُ ، مثلاً : نقابة لسائسي الحمير الذكور و أخرى للحمير الإناث (الأتان) ! كما عرفت البشرية بفضل شريعة حمورابي (1754 ق. م ) أول تقنين لمادة قانونية في التاريخ تعاقب على الإهمال المهني (و هي ترتبط بمهنة البناء تحديداً : الحكم بإعدام المعماري الذي لا يضبط عمله في بناء الدور للمواطنين فيتسبب اهماله هذا بسقوط الدار على ساكنيها و موتهم ) . و لقد اكتسبت مهنة البناء أهمية حيوية عظيمة في وادي الرافدين و وادي النيل اللذين اشتركا بإنجاز أقدم ثلاث من سبع من عجائب الدنيا (الأهرامات و الجنائن المعلقة و فنار الإسكندرية ) . و نقرأ في ملحمة كلكامش العراقية (و هي أقدم ملحمة شعرية في تاريخ العالم إذ يعود تاريخها إلى 2500 سنة ق. م) أن أهم انجازين فيها كانا يرتبطان بالبناء : جلب خشب الأرز من جبال لبنان و الأمانوس لتشييد المعابد العراقية ، و بناء سور مدينة أوروك (الوركاء) العظيم ، و هي المدينة التي أكسبت العراق إسمه المعروف في التاريخ .
و بحكم مجريات طبيعة التعلم المهني ، كانت نقابة الأصناف تحتفظ في كل مهنة بتراتبية هرمية حاكمة على أفرادها قاطبة و كلهم من الرجال حصراً ، لها على الأقل ثلاث درجات متميزة ، أولها درجة الصانع المتدرب (المستجد) ، ثم المهني الممارس (الزميل أو الاستاذ أو "الأسطة") ، ثم سيد المهنة المتمرس . و بمرور الأزمان ، فقد جمعت نقابات الأصناف هذه بين نشاط الجمعية المهنية (منظمة تجمع أفراد الصنف المهني الواحد و تشرف على عملهم و تسهر على توفير أدوات و متطلبات ممارستهم للمهنة و تحديد شروطها و أجورها) ، و النقابة المهنية (منظمة تتصدى للدفاع عن مصالح اعضائها لقاء بدل اشتراك ثابت موحد) ، و الكارتل الاحتكاري (الذي يمنع "الأغيار" من ممارسة نفس المهنة و يقطع الطريق أمام مشاركة الغير بأسرارها المهنية) والتنظيم السري (و له رموزه المستمدة من أدوات العمل و طقوسه للحفاظ على أسرار المهنة و ترقية التعاون و التضامن في السراء و الضراء بين أعضائه حصراً و معاقبة أو طرد الفاسدين و المسيئين لشرف المهنة منهم) . و بقدر تعلق الأمر بنقابة البنّائين ، فقد حظيت بدعم خاص من الملوك و الأمراء في كل أرجاء أوربا خلال القرون الوسطى للحاجة الماسة لخدماتهم في بناء قلاع الإقطاعيين و أسوار المدن و كذلك في تشييد الكاتدرائيات الضخمة و منها كاتدرائية نوتر دام في باريس التي أستغرق بناؤها أكثر من قرن كامل (1160-1260) .
تطورت نقابات الأصناف على مر العصور لتبلغ أوج قوتها خلال عصر التنوير (الرينيسانس) من القرن الرابع عشر و حتى القرن السابع عشر في إيطاليا و فرنسا و الدنمارك و ألمانيا و انكلترا خصوصاً بعد أن عمدت الى تكوين اتحادات احتكارية قُطرية ذات امتيازات حصرية تتحكم باقتصادات مناطق شاسعة من إيطاليا و فرنسا و ألمانيا و بريطانيا و الدنمارك و هولندا خلال ما يعرف بالمرحلة التجارية (المركنتلية) الموازية لعصر التنوير و ذلك برعاية الملوك و الأمراء و الاقطاعيين المحليين . لكن نشوء و تطور النظام الرأسمالي في انكلترا و انتشاره منها إلى فرنسا و المانيا في مستهل القرن الثامن عشر سدد ضربات متتالية لنقابات الأصناف التي كانت بسبب سريتها و احتكاراتها الاستحواذية تقف حائلاً أمام التطور الصناعي بسبب مناوئتها لإشاعة حرية العمل و إتاحة المنجزات العلمية للجميع و أهمها استثمار المخترعات التقنية في مجال التصنيع و تحرير العمال للإنتاج الصناعي . و سرعان ما بدأت الطبقة الرأسمالية الناشئة توجه انتقاداتها الشديدة لنقابات الأصناف لكونها تتمتع بامتيازات باتت تعيق حرية التجارة و الإبداع التقني و نقله و تطوير الأشغال . و انتبهت الدول في غرب أوربا لهذا الدور التعويقي لنقابات الأصناف ، فأصدرت – طوال القرن الثامن عشر – قوانين تؤكد حرية العمل و التجارة و تلغي الامتيازات الحصرية لاتحادات الأصناف المهنية ، فاضطر أغلب الصنائعيين لترك مهنهم و الاشتغال في المصانع الجديدة كعمّال ، و اغلقت نقابات الأصناف أبوابها الواحدة تلو الأخرى . و لكن ، ليس نقابة البنّائين ، مثلما سيتضح .
ثانياً / نشوء الحركة الماسونية بالارتباط مع الاستعمار الإستيطاني
بعد حل نقابات الأصناف المهنية المشار إليه آنفاً إبان القرن الثامن عشر لفسح المجال لدخول أوربا عصر التصنيع الرأسمالي ، بقيت نقابات البنائين في أوربا الغربية تزاول نشاطاتها المعهودة للحاجة الملحة و المستمرة لمهنتها أولاً ، و بفضل وصايتها على نقابات نفس الصنف التي كانت قد نشأت من عضوية مستوطنيها في بلدان المستعمرات ثانية ، و لتسنم شخصيات سياسية مؤثرة جداً مناصب القيادة الشرفية فيها . هنا برزت الحاجة السياسية في بريطانيا و فرنسا خصوصاً لتشكيل و رعاية منظمات سرية جذابة و بعناوين و شعارات برّاقة تستخدم نفس الطقوس و الممارسات الموروثة عن نقابة البنّائين و لكن قوام عضويتها ليس من البنّائين أنفسهم ، بل من رجال النخبة المجتمعية في كل مدينة و ولاية و دولة ممن يحرصون على رعاية و ترقية مصالح المستعمرين داخل بلدانهم و في البلدان المستعمرة و ينشرون ما يسمى بالقيم الرأسمالية في "الحرية" و "الإخاء" و "المساواة" . و هكذا فقد تحولت نقابة البنائين إلى ما يعرف الآن بالحركة الماسونية العالمية ، أنما بثوبها الجديد الخادم للاستعمار ، مع استمرارها بممارسة طقوسها السرية الموروثة و التي تم تطويرها لاحقاً خلال القارن الثامن عشر من طرف الأعضاء الذين لم يمارسوا حرفة البناء قط و بقيادة شخصيات اجتماعية مؤثرة ممن أدخلوا الطقوس الدينية القديمة فيها مع تعاليم الأخوّة لفرسان القرون الوسطى . و تُظهر محاضر محفل مدينة إدنبرة (كنيسة ماري) رقم 1 في اسكتلندا استمراريته في التحول من محفل مهني يعود تاريخه إلى عام 1598 إلى محفل جديد أشتهر بكونه أقدم محفل ماسوني في العالم . و في عام 1717 ، تم تأسيس أول "محفل كبير" كتنظيم علوي يجمع معاً المحافل المحلية القائمة في إنجلترا في اتحاد واحد . لذا ، نجد أن دائرة المعارف البريطانية تقرن انتشار الحركة الماسونية بتمدد رقعة الامبراطورية البريطانية عندما تعرِّف الماسونية بأنها "تعاليم وممارسات نظام الأخوّة السري (للرجال فقط) للبنّائين الأحرار ، و الذي يمثل أكبر جمعية سرية عالمية ـ انتشرت بفضل تمدد الإمبراطورية البريطانية ، و ما زالت الماسونية هي التنظيم الأكثر شعبية في الجزر البريطانية وفي البلدان الأخرى التي كانت منضوية سابقاً داخل الإمبراطورية . و تتراوح تقديرات العضوية العالمية للماسونية في أوائل القرن الحادي والعشرين من حوالي مليوني إلى أكثر من ستة ملايين شخص " .
و للماسونية نظامها الخاص للمثل الأخلاقية تحجبه الكنايات التي تصورها الرموز . و هذه الرمزية مستمدة بشكل اساسي من أدوات القياس في البناء – المسطرة ذات الزاوية القائمة و الفرجال (أداة رسم الدوائر الهندسية )، و المسواة (أداة قياس المستوى الأفقي و العمودي) و الشاقول والمجرفة و حجر البناء المربع الخشن والناعم ، من بين أشياء أخرى . و تُنسب القيم المعنوية بهذا الشكل أو ذاك لكل واحدة من هذه الأدوات . كما يتم تلقين المعاني الرمزية واستكشافها من خلال اجراء الطقوس وإلقاء المحاضرات و كتابة المقالات من قبل البنائين الأفراد الذين يقدمون رؤاهم وآرائهم الشخصية . و يبدأ جميع الماسونيين رحلتهم في "الحرفة" من خلال إجراء طقوس "الإبتداء" و من ثم" الانضمام" و من بعدها "الترقية" إلى درجات الحرفة الثلاث الموروثة و هي : "الصانع المتدرب " و "زميل المهنة" و "سيد البنائين" . و يتم خلال كل واحد من هذه الطقوس الثلاثة ، تلقين المرشح تدريجياً الرموز الماسونية . و للتعرف على الماسونيين الآخرين (أي "الإخوان" في نفس التنظيم) ، يعهد لكل عضو جديد بأسرار المسكات و الإشارات و الحركات و الرموز والعلامات والكلمات الدالة على الانتماء للأخوة الماسونية ، و يستحصل منه القَسَم بالكتاب المقدس على عدم إفشائها مطلقا علاوة على عدم إفشاء أسماء إخوانه في التنظيم . قالشخص الراغب في الانضمام إلى المحفل ، يقدم نفسه عند الباب ؛ فيسأله الشخص الماسوني المسؤول : "هل ترغب بالانضمام لهذا المحفل؟" ، فيجيب المرشح للقبول : "إن وجدتموني جديراً ". - "و ما هي جدارتك ؟" الجواب. - "الاخلاص". فيقول له ، "أثبت ذلك " .عندها يتقدم المرشح ويمد ذراعه جانباً بزاوية حوالي 45 درجة إلى الأمام ، مع فتح اليد ، والإبهام للأعلى . يتقدم المرشح بعد ذلك ، ويضع الجزء الخلفي من يده اليسرى مقابل كف اليد اليمنى من للمسؤول ويهمس في أذنه "لوس" ، (L-O-S) .

و تنحدر فكرة الأخوة الماسونية من التعريف القانوني لـ "الأخ" في القرن السادس عشر باعتباره شخصًا أدى قسمًا على تقديم الدعم المتبادل إلى شخص آخر. و تشمل الاحتفالات الماسونية محاضرات توضيحية حول بناء هيكل سليمان ، وفن كبير المهندسين المعماريين ، المدعو "حيرام أبيف" المستوحى من أساطير التوراة التي كتبت أسفارها في بابل نقلاً عن أساطير وادي الرافدين ، حيث لم يثبت في علم الآثار لحد الآن و جود ملك بإسم الملك سليمان في فلسطين و لا وجود أي أثر مادي لما يسمى بهيكل سليمان ، ناهيك عن وجود المدعو "حيرام أبيف" نفسه . و علاوة على قسم الماسونيون في كل درجة بالحفاظ على سرية هذه الدرجة ، فإنهم يتعهدون بتقديم الدعم و الحماية لإخوانهم ما لم يخالفوا القانون . و في معظم المحافل ، يؤخذ اليمين على الكتاب المقدس ، أيًا كان كتاب الوحي الإلهي المناسب للمعتقدات الدينية للأخ الفرد (عادة العهد القديم و العهد الجديد في التقليد الأنجلو أمريكي). أما في الماسونية القارية الأقل تحفظاً ، فإن أداء اليمين على الكتب المقدسة من غير العهدين القديم و الجديد مسموح بها ، و قد كان هذا هو سبب انفصال المحفل الأكبر البريطاني عن المحافل الكبرى القارية في أوربا .
السؤال الآن ، إذا ما وضعنا جانباً سخافات القبضات و الحركات و كلمات السر و ارتداء الملابس الهزلية ، ما الذي يمكن أن يغري أي شخص للانتماء لجمعية سرية ؟ هل هو الإيمان بالمثل العليا في "الحرية" و "الإخاء" و "المساواة" في ضوء كون هذا التنظيم يحصر فعلياً تطبيق هذه المثل على أعضائه فقط دون بقية العالمين طراً و يلغي النساء باعتباره تنظيماً ذكورياً بامتياز ؟ الجواب هو قطعاً لا ، فقد أثبت التاريخ أن ثلث عدد الرؤساء الأمريكان من أعتى المجرمين من أعداء الحرية و الإخاء و المساواة كانوا قادة ماسونيين ممن أسعم هذا التنظيم السري في إنجاح حملاتهم الانتخابية الرئاسية و هم كل من : جورج واشنطن (1788– 79) (بطل مذابح إبادة الهنود الحمر من السكان الأصليين لأمريكا و مصادرة أراضيهم ) و جيمس مونرو (1817-25) (الإقطاعي و معذب العمال العبيد في مزارعه و المطارد للهاربين منهم ، والذي مهد الطريق للتدخل الأمريكي السافر في شؤون أمريكا اللاتينية و المستمر من يومه لحد الآن ) و أندرو جاكسون (1829-37) (أسوأ من سابقه بخصوص المعاملة السيئة لعبيده) و جيمس بولك (1845-29) (أسوأ من سابقيه بخصوص معاملة العبيد و بطل الحرب ضد المكسيك ) و جيمس بوكانان (1857-61) (المؤيد لاستعباد العبيد و الملطخة سمعته بفضيحة إرشاء أعضاء من الكونغرس و تهديدهم) و أندرو جونسن (1866- 69) (الرافض لقانون تحرير العبيد و المدان بالعزل من طرف مجلس النواب) و جيمس غارفيلد (1881) (الفاسد مالياً و الرافض لقانون تجريم عصابة الكو كلوكس كلان الحارقة للأمريكان السود) و وليم ماكنلي (1897-1901) (بطل الحرب ضد اسبانيا لإلحاق مستعمراتها في أمريكا الوسطى و هاواي و الساكت عن عصابات قتل السود) و تيودور روزفلت (1901-1909) (بطل مؤامرة تفجير الطراد الأمريكي ببحارته الأمريكان في ميناء هافانا لتبرير شن الحرب ضد اسبانيا) و وليم تافت (1909-1913) (بطل احتلال نيكاراغوا و قمع الثورة المكسيكية) و وارين هاردنغ (1921-1923) (الانتهازي بطل الفضائح الجنسية الذي ملأ المناصب الفدرالية بأصدقائه الفاسدين من الماسونيين ) و فرانكلن ديلانو روزفلت (1933-45) (بطل الحجر على مئات الآلاف من المواطنين الأمريكان الأبرياء من أصل ياباني في المعتقلات الجماعية و مصادرة كل ممتلكاتهم) و هاري ترومن (1945-53) (بطل إبادة مئات الآلاف في المدنيين العزل في هيروشيما و ناغازاكي و طوكيو) و جيرالد فورد (1974-77) (صاحب قرار العفو عن رئيسه السابق المدان نيكسون) .
طيب ، لم إذن ينتمي الرجال للحركة الماسونية مادام تطبيق المثل العليا اجتماعيا ليس أبداً هو الهدف المنشود ، بل أن العكس هو الصحيح ؟ الجواب هو : لتحقيق المصالح الأنانية بفضل الدعم الحصري الذي توفره الماسونية لأعضائها ، و ذلك بغض النظر تماماً عن مؤهلاتهم الشخصية و مثلهم العليا . و يلاحظ من تواريخ القائمة أعلاه كيف أن الرئيس الأمريكي الماسوني ينجح - بمؤازرة المنظمة الماسونية السرية – ليس فقط بدخول البيت الأبيض ، بل و كذلك بزرع خلف ماسوني له في نفس البيت بأربعة انتخابات رئاسية ، ثلاثة منها متتالية من 1897 إلى1913 و ثنتان تغطيان عقدين متتالين من الزمان 1933- 1953..
و لما كانت الحركة الماسونية لا تصرح بعضوية أعضائها إلا بعد وفاتهم ، فأغلب الظن أنه سيتضح لنا بعدئذ أن ترامب ماسوني هو الآخر ، مثله مثل الماسوني مصاص الدماء في أفريقيا و آسيا و أوربا الشرقية طوال أربعين عاماً : ونستن تشرتشل . و لا نعلم ما هي علاقة الرؤساء الأمريكان الأربعة الأحياء منهم بها : كارتر و كلنتن و بوش الإبن و أوباما . السؤال هو : أليس من حقنا أن نعلم ؟
.

يتبع ، لطفاً .