حزب الله ومعادلة الصراع الطبقي


التيتي الحبيب
الحوار المتمدن - العدد: 6405 - 2019 / 11 / 11 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


حراك لبنان الحالي يخترقه تيار قوي وناظم وهو تيار الجماهير التي انتفضت على الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي سببتها دولة الطوائف الدينية والاجتماعية والسياسية وراعية مصالح دول اجنبية.

حراك لبنان فتح ملف ثورة الشعب على النظام الطائفي بلبنان وبالمنطقة كلها. حراك لبنان يضع اكبر قوة طائفية وسياسية وعسكرية بلبنان أمام الامتحان ونعني بها حزب الله اللبناني. بعد استقالة سعد الحريري اصبحت مسؤولية مواجهة الحراك كلها تقع على حزب الله وكل ما ستقوم به الدولة اللبنانية سيكون محسوبا على هذا الحزب لان طائفة الحريري وحلفاؤه انسحبوا وقد ينتقلون الى دعم مكونات او جهات في الحراك.

كيف سيتعامل حزب الله مع كل هذه المستجدات وهي في الحقيقة مرحلة اعادة صياغة المعادلة السياسية في لبنان والتي باتت تتطلب موقفا واضحا وصريحا حول قضية سلطة الشعب بمعناه الاجتماعي الطبقي وليس بمعناه المغلف بالطائفية والمذهبية الدينية. لم تعد تكفي حزب الله التذرع بالشرعية الوطنية وبنصرة المقاومة. هذه الشرعية اصبحت غير كافية وهي بدورها تتطلب ان تتجدد وان تنتقل من حالتها الراهنة المنكفئة على بعض اطراف طائفية دون غيرها يجب ان يعاد بناؤها على قاعدة طبقية اوسع واشمل تخترق الطوائف والحساسيات السياسية والدينية.

هل يستطيع حزب الله تحقيق هذا التحول النوعي أو المشاركة الايجابية فيه؟ في الجواب على هذا السؤال الجوهري نعتقد أن الحزب غير جاهز إذا تمعنا في خطاب نصر الله الذي أثار بشكل هامشي هذه النقطة عندما تكلم عن النداءات التي وجهت لحزبه للانخراط في حركة الحسين. ومعلوم أن في التراث الشيعي او المناطق التي يهيمن فيها تعتبر الحركات الاجتماعية التي تنشد العدل والتضامن ضد الظلم والفقر والاستبداد تسعة هذه الحركات إلى استعمال مظلومية الحسين التاريخية. في الحراك الاخير انطلقت الدعاوي لتشكيل هذه الحركة وربما باستقلال عن حزب الله أو بالأحرى عن قيادته. رفض نصر الله الانخراط في هذه الحركة الاجتماعية لأنها حسب تقديره لا تتوفر على معايير حركة حسينية حقيقية. اعتبرها حق أريد به باطل.

إذا استمر نصر الله في هذا المنحى الرافض للتعامل مع مطالب الحراك كمطالب تنقل المجتمع اللبناني من عهد الطائفية الى مرحلة اعادة بناء الدولة على اساس مصالح العمال والكادحين وكل الطبقات المسحوقة بغض النظر عن خلفياتها الدينية ومرجعياتها المذهبية اذا استمر في هذا الموقف فانه سيجد نفسه هو من يتحمل مواجهة الحراك وطبعا سيسقط في فخ الحرب الاهلية المشرع للبنان بعد تطورات الوضع في سوريا.