ضحايا حوادث العمل وضحايا أمراض المهنة في العمل - أزمة عالمية تبحث عن حل


جهاد عقل
الحوار المتمدن - العدد: 6246 - 2019 / 5 / 31 - 06:43
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية     

- ضحايا العمل حوالي 3 ملايين عامل وعامله موتون كل عام.
- 7500 عامل يفقدون حياته كل يوم ( 6500 عام يموتون جراء الامراض المهنية في العمل و 1000 عامل في حوادث عل كل يوم) اي كل 11 دقيقة تسقط ضحية في العمل.
- حوالي 40 بالمائة من حوادث العمل هي جاء العمل ساعات مفرطة - طويلة.

نحو مستقبل عمل آمن وصحي
في الثامن والعشرين من شهر نيسان / أبريل من كل عام يحل اليوم العالمي لمكافحة حوادث العمل ، او يوم إحياء ذكرى ضحايا العمل ، وقد تقرر أن يكون شعار هذا اليوم "مستقبل عمل آمن وصحي"، كما وتقرر أن تجري فعاليات في جميع أنحاء العالم على مدار العام وليس ليوم واحد فقط ، وذلك من اجل تعميق الوعي والتاكيد على خطورة هذه الظاهرة ومكافحتها ، ومن جهتها قامت منظمة العمل الدولية التي تحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسها ( تأسست العام 1919) ، قررت أن تتناول حاضر ومستقبل السلامة والصحة في العمل ، وقام خبراء المنظمة بوضع دراسه هامة أو تقرير شامل تحت عنوان "السلامة والصحة في قلب مستقبل العمل" ، يجري تقييم مائة عام من الخطوات التي قامت بها المنظمة لتحسين السلامة والصحة المهنية في العمل من جهة ، والتطلع الى المستقبل وكيفية مواصلة الجهود لمواجهة هذه القضية - الازمة.
حوالي 3 ملايين عامل ضحايا العمل كل عام
تُشير الإحصائيات الرسمية بما يتعلق بحوادث العمل والامراض المهنية ، ان عدد العمال ضحايا العمل بلغ 2,78 مليون ضحية كل عام (وفق الاحصاء الذي تم عرضه في المؤتمر العالمي للسلامة والصحة المهنية الذي عُقد في سنغافورة عام 2017) ، لكن منظمة العمل تعتقد ان هذا الإحصاء غير دقيق ، بسبب عدم تقديم تقارير دقيقة من قبل عدد من الدول بهذا الخصوص وتُقدر أن العدد يبلغ 3 ملايين ضحية .
كما وأشار التقرير الى تصنيف أسباب الوفاة هو كالتالي 2,4 مليون ضحية أو حالة وفاة لدى العمل هي بسبب الامراض المهنية و 380 الف وفاة نتيجة حوادث العمل القاتلة التي تقع في مواقع العمل مباشرة ، ولا نكشف سرا عدما نشير أن فرع البناء له "حصة" افره بين هذه الحوادث.

374 مليون شخص يتعرضون للإصابة ف كل عام .. وخسائر فادحه للاقتصاد العالمي
إضافة الى هذا العدد الهائل اضحايا العمل ، يتضح أن 374 مليون شخص عامل يتعرضون للإصابة التي تعيق إستمرارهم في العمل جراء الإصابة في حادث عمل او نتيجة إصابتهم بأمراض ناتجه عن المهنة التي عملوا فيها في سوق العمل. مما يعني أن أيام العمل التي يخسرها الإقتصاد لعالمي تُمثل حوالي 4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وفي بعض الدول تصل نسبة الخسائر الى حوالي 6 بالمائة.
بالإضافة الى هذه التكلفة الإقتصادية الباهظة التي يقوم خبراء الإقتصاد بحسابها رقمياً ، لا يمكن لهم او لغيرهم تقدير كِبر وعُمق المعاناة الإنسانية للمصابين وللضحايا وأُسرهم ، التي لا حصر لها والتي تسببها هذه الامراض والحوادث.
7500 عامل ضحايا العمل يومياً أو كل 11 دقيقه تقع ضحية .
المعطيات الإحصائية بالنسبة للوفاة نتيجة الامراض المهنية ولحوادث العمل في اليوم تصل الى 7500 ضحية من العمال عالمياً ، وذلك بسبب ظروف العمل غير الصحية وغير الآمنة ، أي بمعدل 11 دقيقة يفقد عالم العمل والطبقة العاملة في العالم عاملاً في مكان ما. ويشكل هذا العدد نسبة 5,7 % من الوفيات على الصعيد العالمي ، ومن بين ال 7500ضحية يتضح ان 6500 ضحية يموتون يومياً من الأمرض المرتبطة بالعمل ، و1000 ضحية يموتون يومياً من حوادث العمل المباشرة في مواقع العمل.أي ما نسبته 86,3 % من المتوفيت من امراض المهنة 13,7 % نتيجة حوادث العمل المباشرة في مواقع العمل. فأقل ما يُمكن ان يقال عن هذا الوضع هو أنها مأساة عالمية وأزمة فادحة يدفع ثمنها العمال أبناء الطبقة العاملة على إختلاف مهنهم.

مستقبل رمادي ومخاوف جديدة
واضح أن هذه المعطيات تؤكد على ان الوضع ما زال في إطار الخطورة اليومية لكل عامل وعاملة يخرج الى العمل ، وفي كل مهنة يعمل بها ، لكن ما لم يجري التاكيد علية هو أن حوالي 40 بالمائة من الحوادث وأمراض المهنة ناتجة عن ظاهرة العمل المُفرط او ما يسمي علمياً "الإدمان على العمل"، وأن اكثر حوادث العمل ناتجه عن عوامل بشرية ، ومنها نقص المعرفة والإهمال ، مما يؤكد لنا أنه قام أصحاب العمل خاصة بتوفير وسائل الوقاية وتوفير المعلومات والتدريب للعمال بالإمكان تقليص هذه الظاهرة الخطيرة .
وبالرغم من قيام منظمة العمل الدولية وفق تصريح لمديرها العام غاي رايدر أنه :"ما يقرب من نصف أدوات منظمة العمل الدولية السارية بشكل مباشر أو غير مباشر بقضايا الصحة والسلامة المهنية.." الا أن الوضع ما زال خطيراً خاصة وأن هناك العديد من الدول لم تصادق حتى الآن على إتفاقيات المنظمة بشأن السلامة والصح المهنية ، مما يعني ان هذه الدول لاتتقيد بالحد الادنى من الانظمة المطلوبة للوقاية ولحماية العمل لديها من خطورة الوضع في العمل.
وعليه وضمن الوثائق الصادرة بهذه المناسبة ، أي اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية ، يجري إبداء مخاوف جديدة ، ومستقبل رمادي بما يتعلق بموضوع السلامة والصحة المهنية في العالم ، خاصة على ضوء التغييرات الجارية في سوق العمل للمستقبل القريب والبعيد على حدٍ سواء ، وتجري الإشارة في هذا السياق الى المتغيرات في مجال التكنولوجيا الرقمية ن وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات وعمل المنصات والأتمتة والروبوتات والديمغرافيا والعولمة وتغير المناخ وغيرها من العوامل التي تؤثر على دناميات السلامة والصحة وطبيعة المهن في هذا المجال.
وأخيراً لا بد من الإشارة الى حقيقة أنه وبالرغم من النشاطات التي قامت بها منظمة العمل الدولية على مدار قرن من الزمن ، لكن ومما "يؤسف له ووفق ما ثبت في الأبحاث والممارسات على مدار القرن الماضي ، مراراً وتكراراً ، هذه المعاناة يمكن الوقاية منها الى حد كبير ، وهذا لم يحدث حتى الآن.." .
وعليه إننا نتوجه لكل عامل مهما كانت مهنته ، أن يأخذ بالحسبان دائماً ضرورة التقيد بوسائل السلامة والامان والصحة والوقاية في مكان عمله ، وان هناك من ينتظره في بيته ويريد أن يعود له سالماً ، وعليه من الضروري الإلتزام بهذه الوسائل في مكان العمل كي لا نخذل من ينتظرنا في بيتنا ، أي عائلاتنا وأولادنا وأهلنا.
وعلينا التذكير بأن لا نُفرط في العمل ساعات طويله ، وان لا نُفرط في قضاء ساعات طويله من السهر بالمناسبات الإجتماعية، وأن نتذكر أننا سنخرج صباح الغد الى العمل وهذا يحتاج منا الراحة والتركيز ، فلا ضير علينا لو أخذنا الراحة الكافية . وأما أصحاب العمل فلا بد من التأكيد أنهم يتحملون القسم الاكبر من أسباب وقوع الحوادث وذلك في ظل الإغفال القائم من قبل سلطات الرقابة والعقاب الحكومبة.