من دفتر اليومية : 26 مارس 2019


طارق حجي
الحوار المتمدن - العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

فى حديث مع صديقي "ه.ز" الذى كان سفيراً لمصرَ بباكستان إسترسلت فى وصف صورة وتفاصيل ما سميته بمشروع وهبنة مصرَ الذى بدأ فى أوائل سبعينيات القرن الماضي. تحدثت عن دور رئيس المخابرات السعودية كما أدهم (صهر الملك الفيصل) والذي كان له نفوذ كبير على رئيس مصرَ وقتئذٍ (أنور السادات). وتحدثت عن دور رجل الأعمال المصري عثمان أحمد عثمان (والد زوج بنت السادات بعدئذَ). وأطلتُ فى الحديثِ عن دور بعض الإعلاميين المصريين الذين كانوا من أهم رجال "المملكةِ" فى مصرَ وفى طليعتهم المذيع أحمد فرّاج الذى قدمَ للمصريين الأزهري الإخوانجي الذى كان مختبئاً لسنواتٍ عديدةٍ بالمملكة متولي الشعراوي والذى سيلعب أحد أهم الأدوار لإنجاح مشروع السادات/فيصل لتحويل عقول المصريين من الإنتماء لثقافة البحر المتوسط لثقافة متلونة بثقافة المملكة. وأثناء وقفةٍ لإلتقاط النفس قال لي السفير المثقف : أتحب أن أُضيف لما ذكرته بُعداً لم تتطرق له ؟ فلما رحبتُ قال لي : كنتَ قبيل وبعد إغتيال السادات يوم 1981/10/6 فى سفارة مصرَ فى پاكستان وأستطيع أن أكتب كتاباً كشاهدِ عيانٍ على دور مصر/السادات فى تأسيس عددٍ من معاقل الفكر الذى أنتج حركة طالبان والقاعدة مثل الجامعة الإسلامية التى كان شيخ الأزهر الحالي يومها من أقطابها. وكان السادات معنياً (مثلما كان الرئيس رونالد ريجان بعد ذلك بسنواتٍ قليلةٍ) بدعم بل بتمويل هذه المعاقل. ورغم تواضع إمكانيات مصر المالية ، فقد تابعت تحويل مبلغ مليون دولار وقتها من مصر للجامعة الإسلامية بأمرٍ مباشرٍ من أنور السادات. وختم صديقي السفير كلامه بما يلي : هذا المشروع أياً كان إسمه (أخونة أو وهبنة أو سعودة مصرَ وغيرها) لم يكن مشروعاً سعودياً فقط ، ولكنه كان بإمتازٍ مشروع لمخابرات الولايات المتحدة الأمريكية وسعودية/فيصل و مصر/السادات ، وهناك عشرات الأدلة على ذلك. وعندما نبتعد عن الشق السياسي/المخابراتي ، فقد تكون مساهمة مصرَ من زاوية الفكر (القطبي) والقيادات على أرض الواقع هى المساهمة الأكبر والأكثر تأثيراً.