الجنس وحقوق الانسان


هشام حتاته
الحوار المتمدن - العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 14:23
المحور: حقوق الانسان     


سألنى : مارايك فى الجنس خارج مؤسسة الزواج ؟
قلت له : ماذا تقصد بمؤسسة الزواج ؟
قال : الزواج الرسمى الشرعى
قلت : هل تقصد ورقة وماذون وشهود وولى فى عقد نكاح – ام تقصد حكاية حب وتفاهم تكلل بورقة وماذون وشهود وولى فى رباط مقدس؟
وما الفارق
الفارق كبير ياصديقى
فى الحاله الاولى يجب ان نشير اولا الى مفهوم الزواج الشرعى الذى تلعب فيه الصور الذهنية الهاجس الاكبر
فاللغه هى تعبير عن صور ذهنيه مشتركة بين مجموعه من الناس ، فعندما يكون الزواج لمجرد الوطء ( النكاح – فانكحوا ماطاب لكم من النساء ..... الخ ) وعندما يكون هذا النكاح بأجر ( فأتوهن اجورهن ..... الخ ) ويتوج هذا العقد بكلمات وتمتمات يتلوها شيخ معمم لاتزيد عن كونها تعبيرا عن اسطورة قديمة تقول بالخلق بالكلمة فتصبح الكلمة خالقه بذاتها ، وتصبح وتكريسا لواقع يتنافى مع البعد الانسانى والعاطفة والحميمية فى الزواج ، راجع مقالى بعنوان ( اللوجوس الاسلامى ) على الرابط
http://m.ahewar.org/s.asp?aid=515412&r=0&cid=0&u=&i=3408&q=
وبهذه الصور الذهنية وهذه التعاويذ اللوجسية التى تخلق مايطلق عليه ( الشرعية ) تكون المراة فى هذه الحاله مجرد موطوءه – مركوبه – ممتطيه ، والرجل راكب – واطئ – ممتطى
اما الحالة الثانية فارى انها الحالة المثلى للزواج
واعود الى سؤالك : مارايكفى الجنس خارج مؤسسة الزواج سواء فى الحالة الاولى او الثانية ؟
دراسه قصيرة تمنيت كثيرا ان اكتبها ، وطلب منى الكثير ان اكتب فيها ، ولكنى ترددت فى كتابتها ، لم اتردد خوفا ، فلى من الكتب المنشوره فى مصر والتى سيتم نشرها لاحقا مايتناول العديد من الموضوعات التى من الممكن ان توصلنى الى النيابات والمحاكم وصولا الى السجن ، ولكن كان السبب الاساسى فى التردد هو اننى محسوب على التيار العلمانى فى مصر بل انهم يعتبرونى من قاده هذا الفكر ( ولى الشرف ) والكتابه فى هذا الموضوع سيهلل له السلفيين ليؤكدوا للعامه من بسطاء الناس ان العلمانيه تدعو الى الانحلال والمخدرات والبغاء
ولكن لم يعد هناك مايكفى من العمر لانتظر ، ولم تعد المحاوره والمداوره كفيله بارسال المضمون الى من يهمه الامر
كتبت من قبل : التحرش والقهر، و.... ( امه فى خطر ) تمس موضوع الجنس واهميته ، انظر الرابط
http://www.ahewar.org/debat/s.asp?aid=419041

قلت فيه ( ان لم نعترف بأن الجنس حاجه بيولوجيه هامه جدا فى حياة الانسان ، اذا تخلص منها بالتفريغ فسوف يتحرر العقل ويتاح له الوقت للتفكير والابداع
لقد كنت شابا ، ومن كان فى سنى يعرف هذا جيدا ، كنا نعانى من ضغوط والحاح الرغبة الجنسية .
لقد تجاوب المقدس مع هذه الحالة وكان صادقا مع متطلبات الجماعه فاباح لها اكثر مما تحتاجه ، اباح لهم تعدد الزوحات ووفر لها التكاليف بلغنائم ، علاوة على التسرى بالاماء وملك اليمين وزاد على ذلك بزواج المتعه
وعندما الغى التطور المدنى السبى وبالتالى التسرى بالاماء ، والغى عمر بن الخطاب زواج المتعه حتى ان على بن ابى طالب قال ( لولا ان الغى عمر زواج المتعه مازنى الإ شقى ) لم يبقى الا مؤسسة الزواج متنفسا ، وان كانت هى الاخرى زادت اعبائها الماليه بزيادة التطور المدنى ، فلم يعد يكفى حصير او مرتبه محشية بالليف ولحاف من القطن وكنبه .
يصاحب هذا كله حاله اقتصادية مترديه ، زادت وتفاقمت بعد ثورة 25 يناير بسبب حالة عدم الاستقرار التى صاحبتها ، ليظل الشباب فريسه للكبت والقهر الجنسى ليخرجوا الى الشوارع كالذئاب الجائعه يتحرشون باى فتاه او امراة
تغليظ العقوبه لن يكون رادعا قويا ، فالغريزة الحيوانيه عندما تثور لاتفكر الا فى شئ واحد وهو : الاشباع ، ولنا فى مملكة آل سعود والعقوبات الرادعه هناك التى تصل الى الاعدام والتى لم تمنع الاعتداءات الجنسية خير دليل
اذن ... اذا اعترفنا ان الجنس حاجه بيلوجيه لاغنى للانسان عندنا فستكون لها الاولية فى قائمة حقوق الانسان مثلها مثل الماء والهواء ، ولهذا اباح الغرب بيوت البغاء ، واضطرت تركيا التى يقودها الان حزب اسلامى يطمح فى خلافة المسلمين باباحه بيوت البغاء فى وسط اسطنبول حتى تتمكن من دخول الاتحاد الاوروبى الذى يعتبر ان الجنس حق من حقوق الانسان
فاذا كانت كل الطرق مسدودة امام الشباب للتفريغ الجنسى ، واذا كان الجنس حاحه بولوجيه ، فلم يعد امامنا الا التصريح ببيوت البغاء
يمكننا ان نطبق قاعده لاضرر ولاضرار لنصل الى نتيجه تقول : ان ممارسه الجنس مع المراة التى تبيع الجنس لاى سبب من الاسباب لن يسبب اى ضرر للطرفين
ولكن ماذا لو اشتهيت امراه متزوجه ، او فتاه لها اب وام واخوه أو احدهما ومارست معها الجنس ولو برضاها ـ فانت فى هذه الحاله تعتدى على شرف الاخرين ( على الاقل فى المنظور الشرقى ) فتقع فى ضرر الآخرين
ولكن اذا كان هناك رجل حر القيود ( مُطلق ) وامرأة (مُطلقة ) نشأت بينهم علاقة حب منزههه عن الاغراض وارادوا تتويجها بممارسة الجنس بدون ارتباط اسرى فاعتقد انه لاضير فى ذلك وليذهب ( اللوجس ) الى الجحيم ، وقبل ان يسارع البعض الى الاتهامات اقول : ان اخواننا من رجال الدين السلفى الوهابى فى مملكة آل سعود وجدوا لهذا مخرجا فيما اطلق عليه ( زواج المسيار )
ونعود الى البغاء ... ونتسائل :
لماذا لاتكون بيوت البغاء على اطراف المدن ، وتكون البغايا تحت اشراف طبى ، وتحت حمايه شركة امن خاصة ( حتى لايقول ضباط الشرطة اننا لن نحرس البغايا )
وفى هذه الحالة يمكن الغاء شرطه حماية الاداب والاستعانه بها فى العديد من النشاطات الشرطية التى تحتاجها وزارة الداخليه
تاريخ البغاء فى مصر تاريخ طويل يقال انه بدا منذ العصر الفرعونى ، حيث تؤكد الدراسات أن البغاء كان موجود فيه ، وأكد مؤرخون أن بعض الغرف التي اكتشفت في هرم سقارة عرفت باسم (غرف الإله بس ) والتي كانت مخصصة لممارسة البغاء
وقد تم أول تسجيل للبغايا في مصر في القرن السابع حيث جرى التسجيل في مقر رئيس الشرطة. وقد ابقى محمد علي على ضريبة البغاء بعض الوقت ثم ألغاها عام 1837 ثم بدأ البغاء في الخضوع للتسجيل والتنظيم منذ تطبيق اللائحة التي سميت بتعليمات بيوت الدعارة والتي استمر العمل بها حتى ألغيت عام 1949
لابد ان نعترف ان الجنس حاجه بيولوجيه لاتقل عن الطعام والشراب ولانكتفى بالمواعظ واستلهام الصبر ولنا فى الذئاب البشرية المنتشرة فى مصر خير دليل .
بالامس فقط قرات على صفحة احدى الصديقات فى الفيس بوك تكتب : ( 3 دقائق فقط فى احد شوارع المهندسين انتظر السياره قوبلت فيها بوابل من عبارات التحرش )
اعرف ماسيثيرة هذا المقال من انتقادات ولكن ....
لايمكن ان نضع رؤسنا فى الرمال
والى اللقاء فى مقال آخر